كتاباتي في صحف اميركية (2): "واشنطن بوست": واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوسط

يهتم هذا القسم بكل المعلومات عن وطننا الحبيب .

المشرف: بانه

Mohammad Ali Salih
مشاركات: 84
اشترك في: السبت 2007.6.16 6:35 pm
مكان: USA

كتاباتي في صحف اميركية (2): "واشنطن بوست": واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوسط

مشاركة بواسطة Mohammad Ali Salih »

كتاباتي في صحف اميركية (2): "واشنطن بوست": واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوسط":

"واشنطن بوست":

عندما وقع "هجوم ارهابي على البنتاغون":

لم يحدث شئ. او هل حدث؟

Nothing Happened. Or Did It?
By Mohammad Ali Salih
Washington correspondent, London-based “Asharq Alawsat” International Arabic daily. E-mail: mohammadalisalih@yahoo.com


خلال السنوات الاخيرة في واشنطن، من وقت لآخر، تزيد الاجراءات الامنية في العاصمة الاميركية، واشنطن، خوفا من هجوم ارهابي.
وعندما يحدث ذلك، يزيد توتر رجال الامن، ويزيد توتر الناس، ويزيد توتري. سموها "بارانويا" (جنون الخوف من المجهول) اذا اردتم. ولكن، بالنسبة لرجل مسلم وعربي مثلي، تبدو، احيانا، الحياة في العاصمة الاميركية وكأنها منافسة بين ذكائين: ذكائي العقلاني، وذكاء ما اتخيل من خوف.
حدث لي هذا، مؤخرا، عندما دقت اجراس الانذار في محطة "المترو" (قطار تحت الارض) التي تقع تحت مبنى "البنتاغون" (وزارة الدفاع) اعتقادا بان هناك هجوما ارهابيا، مثل هجوم 11 سبتمبر .
عندما دقت اجراس الانذار في "البنتاغون"، دقت اجراس الخوف في رأسي. واعتقد ان هناك درسا لي، ولغيري، من ما حدث ذلك اليوم.
درس من ما حدث، ودرس من ما لم يحدث.

بداية القصة:

كان الوقت الحادية عشرة صباحا، عندما تركت، مبكرا، مكتبي في مبنى الصحافة الوطنية، في طريقى الى منزلي. نويت، كالعادة، ان اذهب الى محطة "المترو" (قطار تحت الارض)القريبة، واستقل "البلولاين" (الخط الازرق) الذي يذهب الى ولاية فيرجينيا، ويمر تحت مبنى "البنتاغون" حتى آخر محطة في "سبرنغفيلد". ومن هناك استقل حافلة الى موقف السيارات في "رولنغ فالي"، ومن هناك استقل سيارتي الى منزلي في ضاحية "بيرك".
سمعت، بينما كنت انتظر القطار في محطة "المترو"، صوتا من ميكرفون المحطة بأن هناك "حالة طوارئ" في محطة "البنتاغون". لم افكر كثيرا في ذلك، وركبت القطار عندما جاء. لكن، بعد محطة او محطتين، سمعت في ميكرفون القطار الآتي: "تحذير، تحذير: لن يقف هذا القطار في محطة "البنتاغون".
وكان اول شئ قفز الى ذهني هو: "يا الهي، لا تجعل هذا هجوما ارهابيا ثانيا على البتاغون."

هجوم 11 سبتمبر:

وتذكرت هجوم 11 سبتمبر على البنتاغون، وتذكرت الدمار والقتل والخوف والفوضى، واعتقدت انني لن اقدر على ان اعود الى منزلى. وتذكرت خوف الشعب الاميركي، بعد هجوم 11 سبتمبر من كل شئ مسلم واسلامي. وخفت الا يتهمني احد لمجرد اني مسلم، وعربي، واتكلم الانجليزية بلكنة اجنبية.
اسمحوا لي، ربما خفت اكثر مما يجب. لكن زاد خوفي عندما سمعت رجلين اسوديين يجلسان بالقرب منى داخل القطار، ويتحدثان عن "هجوم ارهابي جديد على البنتاغون."
ولهذا، قررت الا اتحدث معهما، او مع أي شخص آخر، خوفا من ان يلاحظوا لهجتي الاجنبية، ويعرفوا بأنني عربي ومسلم. وربما سيعتدون علي خلال هذ الجو المتوتر. ربما كان يجب ان اطمئن للرجلين الاسودين.

منذ ثلاثين سنة:

منذ ان جئت الى اميركا قبل ثلاثين سنة تقريبا، ارتحت لمبادرات الود والصداقة من الاميركيين السود. رغم انني وجدت، ولا زلت اجد، صعوبة في فهم لكنتهم، وفي الاندماج في ثقافتهم.
لكن، بعد هجوم 11 سبتمبر، لاحظت عدم ارتياح من كثير من السود، والبيض، عندما يسمعونني اتكلم، ويعتقدون من لهجتي واسمي انني مسلم وعربي.
داخل القطار، والانذار يتكرر في الميكرفون، كان لابد ان افعل شئ سريعا. وقررت ان اخرج من القطار.
وانتظرت حتى جاء قطار آخر يسير في "اورنج لاين" (الخط البرتقالي). خططت لأن ذهب الى محطة "فينا". واستقل، من هناك، حافلة الى جامعة "جورج ماسون". واستقل، من هناك، سيارة تاكسي الى موقف السيارات في "رولنغ فالي"، حيث سيارتي، واعود بها الى بيتي.
قلت لنفسي ان ذلك سيبعدني من "الهجوم الارهابي" على البنتاغون.

اشاعات في الحافلة:

وانا في الحافلة، سمعت ثلاثة شبان، اعتقد انهم طلاب في جامعة جورج مايسون، يتحدثون عن "هجوم ارهابي على البنتاغون". وتأكدت مخاوفي:
قال الاول: "هجم ارهابيون مسلمون على البنتاغون مرة اخرى."
وقال الثاني: "خطفوا قطارا تحت الارض، وفجروه تحت البنتاغون".
وقال الثالث: "هجموا في المرة الاولي من الجو، بالطائرات. وهجموا هذه المرة من تحت الارض".
وصممت على الا انطق ولا كلمة واحدة، خوفا، مرة اخرى، من ان يعرفوا انني مسلم وعربي.
نزلت من الحافلة في محطة الجامعة، واستاجرت سيارة تاكسي. كان سائقها، لحسن حظي، مسلم من غرب افريقيا. سألته: "هل صحيح ان هناك هجوما ارهابيا على البنتاغون؟" اجاب: "لا اعرف." وحكيت له قصتي. وقال: "هجوم او لا هجوم، صار الاميركيون يخافون من كل له صلة بالاسلام والمسلمين. صارت عندهم "اسلاموفوبيا". صاروا يخيفون انفسهم، ويخيفوننا. حتى الناس في افريقيا صاروا يخافون لأن الاميركيين يخافون."

نشرة الاخبار:

اوصلني سائق التاكسي الى موقف السيارات في "رولنغ فالي". وبمجرد دخولي سيارتي، فتحت الراديو لأتاكد مما حدث. كانت ثلاث ساعات مرت منذ ان تركت مكتبي. قالت نشرة الاخبار ان حالة الطوارئ في "البنتاغون" انتهت، واعيد فتح المحطة. ولم يكن هناك هجوم ارهابي، وكان السبب احتراق غاز يستعمل تفريق المظاهرات، فيه شطة حارة.
شطة حارة؟
هل هذا هو سبب اعلان الطوارئ في "البنتاغون"؟ وسبب اغلاق المحطة؟ وسبب كل هذا الخوف والهلع؟
وانا داخل السيارة، دق جرس التلفون "الموبايل"، وسألني صديق عربي عن سبب عدم الرد على اتصالاته؟ قلت له انها وصلتني كلها، لكنى قررت ان اصمت، والا اتكلم، حتى لا يلاحظ انسان لهجتي الاجنبية.
وحكيت له قصة "الهجوم الارهابي على البنتاغون". وضحكنا. وقلت له: "كنت سأخاف اكثر لو كان ملامحي "شرق اوسطية" مثل ملامح وجهه.

ماذا حدث لأميركا؟:

واتفقنا على ان اميركا، بعد هجوم 11 سبتمبر، دخلت نفقا من الخوف لا يعلم نهايته الا الله. وانها سمحت لنفسها ان تخاف من عصابات ارهابية، ليس لها وطن، وليست جيشا نظاميا.
واتفقنا على ان خوف اميركا من المسلمين يطابقه خوف المسلمين من اميركا. الاميركيون يخافون متأمرين، وانتحاريين، ومتفجرين. والمسلمون يخافون دبابات، وطائرات، وصواريخ.
قال صديقي: "ليست هناك نهاية لهذا الوضع، لأنهم غربيون ولاننا شرقيون" لكني قلت له: "هذا صحيح. لكن، قليلا قليلا، سيتقابل الشرقيون والغربيون، ويتعارفون، ويتعايشون، ويتحابون، ويتزاوجون." قال: "هذا مستحيل" قلت: "مستحيل الآن. لكن ربما في جيل اولادنا، او جيل احفادنا."
في الحقيقة، ربما سبب تفاؤلي هو ثلاثون سنة في اميركا، جعلتني اقتنع بأن العقلانية الاميركية ستقودهم، في النهاية، الى انصاف العرب والمسلمين، يوما ما. وانا شاهد على ذلك: كلما يكبر سني، وكلما تزيد اقامتي في اميركا، كلما يزيد املي وتفاؤلي. احس بأني ازيد اسلاما، وازيد عروبة، وازيد اميركية، وازيد تفاؤلا. رغم ان هذا ربما يبدو متناقضا لبعض الناس.

لماذا؟:

لماذا؟
ربما لأني، بعد كل هذه السنوات، اقتنعت، واعترفت، بأن الحضارة الاميركية مسيحية بيضاء، ولا يقدر ان ينكر ذلك اي مسلم، واي اسود، واي عربي.
زوجتي اميركية مسيحية بيضاء. لكننا، نربى ولدنا وبنتينا على ان ينفتحوا على كل شئ: اسلامي، ومسيحي، وعربي، واميركي، واسود، وابيض.
اخذتهم الى مساجد، وكنائس، ومعابد يهودية، وبوذية، وهندوسية.
انا متأكد بأنني اقدر على ان اتعايش مع كل هذه الاختلافات والتناقضات. وكلما زادت، قوت ايماني، ورسخت هويتي.
منذ هجوم 11 سبتمبر، كمراسل اجنبي في واشنطن، كتبت عشرات الاخبار والتقارير عن هذا الخوف الغريب الذي يطوق الشعب الاميركي، اعظم شعب في التاريخ.
خلال كل هذه السنوات، ظلتت اسمع عبارات ولافتات الانذار والتخويف من الارهاب والارهابيين في كل مكان: في الحافلات، وفي القطارات، وفي المطارات.

قرأت وسمعت:

قرأت في الحافلات اعلانات: "ابلغ السائق اذا سمعت او شاهدت شيئا مريبا." وسمعت في القطارات تعليمات مكررة: "الرجاء ملاحظة اي شئ غريب، او تصرف غريب، وابلغ الشرطة به."
وسافرت بالطائرات، ولاحظت علامة "اس اس اس" على بطاقة دخول الطائرة، ولم اعرف معناها، (توقفت هذه الظاهرة مؤخرا). وفتشوني تفتيشا اكثر من عادي. حتى بدأت احس وكأني مستهدف.
مرت كل هذه الاشياء في ذهني يوم حادت "الهجوم الارهاب على البنتاغون".
عندما وصلت الى بيتي، فتحت التفزيون لأتاكد مما حدث. كانت القناة الثامنة تنقل رسالة من مراسلها، مباشرة على الهواء من امام "البنتاغون". وقال: "رفع البنتاغون حالة الطوارئ. لكن، كانت هناك لحظات مخيفة ومرعبة." وقدم التلفزيون صور رجال شرطة وجنود بملابس الطوارئ، وعلى وجوههم كمامات الوقاية من الهجوم الكيماوي (او ربما النووي). وصور نساء واطفال يجرون يمينا وشمالا، ويبكون ويصرخون، هلعا وخوفا.
وها انا الآن أسألكم كلكم:
"هل الاجراءات الوقائية، واصدار انذارات، واغلاق محطات، يساعد الناس على الاستعداد لمواجهة الهجوم؟ او هل يزيد خوفهم وفزعهم، ولا يعرفون كيف يتصرفون؟"

حدث، ولم يحدث:

لا اعرف الاجابة على هذا السؤال. لكني اعرف بأني قصتي هي قصة ماحدث عندما لم يحدث شئ.
لم يحدث شئ. لكن، حدث شئ.
حدث هلع وخوف ورعب. وانا مثال على ذلك.
وها انا الآن اسألكم كلكم: "هل بالغت في الخوف؟ هل كان يجب ان اتصرف في هدوء؟ انا المتعلم، المتحضر، الصحافي الذي طاف كل العالم، والذي كتب عن كل شئ، والذي يزيد عمره عن ستين سنة؟"
اعترف: نعم، خفت.
ولكن، لأن الاجراءات الامنية اخافتني.
قبل ان انام في تلك الليلة، شاهدت آخر نشرات الاخبار. وقال المذيع: "وصلنا الآن هذا الخبر العاجل: اعلنت الشرطة ان حالة الطوارئ التي اعلنت في البنتاغون لم تكن بسبب غاز شطة حارة لمواجهة المتظاهرين. ولكن بسبب احتراق مادة صابونية لنظافة المحطة. وكان ذلك سبب اجراس الانذار."
نعم، دق صابون النظافة اجراس الانذار في البنتاغون. ودقها في كل واشنطن. ودقها داخل رأسي.
ممممممممممممممممممممم
حلقة سابقة:
1. "فلادلفيا انكوايارار": الله اكبر من اميركا.
ممممممممممممممممممم
حلقات قادمة:
1. "سانفرانسسكو كرونيكل": اغضبني خطاب بوش.
2. "انترناشونال هيرالد تربيون": ذكرتني حرب العراق بحرب السويس.
3. موقع "واشنطن بوست": ليلة في كنيسة مع مشردين.
4. "سنت بيترسبيرغ تايمز": لوني ليست له صلة بهويتي.
5. موقع "واشنطن بوست": صمت رمضان في دير.
6. "بولتيمور صن": اصلي في الجوامع، وفي الكنائس.
7. "سنت بيترسبيرغ تايمز": اولادي: بيض او سود؟
8. "واشنطن بوست": والدي: دعاء او ارهاب؟
9. "لوويفيل جورنال" : زوجتي يمينية متطرفة، ايدت غزو العراق.

مممممممممممممممممممم
صورة العضو الرمزية
سودانية نار
مشاركات: 653
اشترك في: السبت 2007.2.24 1:06 pm
مكان: السودان

رد: كتاباتي في صحف اميركية (2): "واشنطن بوست": واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوسط

مشاركة بواسطة سودانية نار »

الاخ محمد
اعجبني الموضوع واعجبتني الطريقة في السرد
تجربة مذهلة كونك عايشت تلك الفترة ومريت بتلك المشاعر والاحاسيس
انا سانتظر مواضيعك الاخري
عسي ولعل يتحقق لي بعض الفهم والمنطق
حول ماهية الانسان اولا
جنسيته
اوديانته
في بلاد العم سام
تسلم
صورة العضو الرمزية
احمد يس
مشاركات: 2931
اشترك في: الأحد 2006.10.29 9:34 am
مكان: المملكة العربية السعودية

رد: كتاباتي في صحف اميركية (2): "واشنطن بوست": واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوسط

مشاركة بواسطة احمد يس »

الاخ محمد على صالح

تابعت مقالك مستمتعا كثيرا واتمنى ان تواصل معنا مشوارك الصحفى تكتب لنا عن تجربتك فى بلاد العم سام فنحن هنا فى المنتدى نفتقد لمثل تلك المواضيع ........ الحقيقة هناك نقطتان اثارا انتباهى فى مقالك
1 ) الخوف الذى تسأل عنه فى نهاية مقالك وهل هو مبالغ فيه ........... اعتقد الاجابة عندك انت فقط
فأذا كنت قبل 11 سبتمبر تخاف ان يكتشف الآخرون لغتك الانجليزية بلكنة اجنبية ...... اعتقد ان خوفك كان عاديا جدا ..... اما اذا نشأت هذه الحالة فقط بعد 11/9 فخوفك فعلا مبالغ فيهو........ فنحن جميعا اصبح خوفنا مبالغ فيهو لمجرد اننا مسلمون عرب .

2 ) النقطة الثانية هى وجودك فى هذا المجتمع المسيحى الابيض لمدة 30 سنة وهى تمثل 3 اجيال ولم
تندمج معهم حتى نستطيع ان نطلق عليك مواطن امريكى ........... وهذا هو شعورك على الاقل

تمنياتنا لك بالتوفيق ..... والمشاركات
صورة العضو الرمزية
Suhaib
مشاركات: 1030
اشترك في: الأحد 2006.12.17 8:48 pm
مكان: Al-Hilal

رد: كتاباتي في صحف اميركية (2): "واشنطن بوست": واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوسط

مشاركة بواسطة Suhaib »

Mohammad Ali Salih كتب:
لا اعرف الاجابة على هذا السؤال. لكني اعرف بأني قصتي هي قصة ماحدث عندما لم يحدث شئ.
لم يحدث شئ. لكن، حدث شئ.
حدث هلع وخوف ورعب. وانا مثال على ذلك.
وها انا الآن اسألكم كلكم: "هل بالغت في الخوف؟ هل كان يجب ان اتصرف في هدوء؟ انا المتعلم، المتحضر، الصحافي الذي طاف كل العالم، والذي كتب عن كل شئ، والذي يزيد عمره عن ستين سنة؟"
اعترف: نعم، خفت.
ولكن، لأن الاجراءات الامنية اخافتني.
قبل ان انام في تلك الليلة، شاهدت آخر نشرات الاخبار. وقال المذيع: "وصلنا الآن هذا الخبر العاجل: اعلنت الشرطة ان حالة الطوارئ التي اعلنت في البنتاغون لم تكن بسبب غاز شطة حارة لمواجهة المتظاهرين. ولكن بسبب احتراق مادة صابونية لنظافة المحطة. وكان ذلك سبب اجراس الانذار."
نعم، دق صابون النظافة اجراس الانذار في البنتاغون. ودقها في كل واشنطن. ودقها داخل رأسي.
ممممممممممممممممممممم


مممممممممممممممممممم
الاخ الكريم،،

محمد علي ،،

احييك علي طرحك الجميل ،،وقلمك الجرئ ،،وتجربتك الشجاعة ،،،

الامريكيين ،،اجتازوا مرحلة الحذر علي خلفية التطور الذي انعكس سلبا ،،فاصابهم الهلع، والخوف من كل ما يصادفهم، أو يحيط بهم لدرجة أن تحوّل العالم في أعينهم إلى عدو يتربص بهم ،،،
استفزو العالم ،،بمحاربتهم الارهاب ،،فشردو الشعوب ،،واثارو الفتن ليس علي صعيد العرب ،بل علي نطاق بعض الدول الغربية،،

رغم التطور التقني ،،الثورة المعلوماتية ،،والبروج المشيده ،، اخشي ان تاتي لحظة علي شعب امريكا يفتش لمخابئ تحت الارض ،،خوفا من عدو مجهول ،،لا يري صورته غير رئيسهم في خياله الواهم ،،

واصل ،،في تجربتك ،،اخ محمد ،،
صورة العضو الرمزية
ودالدرديري
مشاركات: 1253
اشترك في: الأربعاء 2007.1.31 6:11 pm
مكان: بلداً هيلي نا

رد: كتاباتي في صحف اميركية (2): "واشنطن بوست": واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوسط

مشاركة بواسطة ودالدرديري »



الاخ الأستاذ محمد علي صالح
أحييك على السرد الشجاع والتجربة المدهشة
لقد عيشتنا معك مرة أخرى تلك الاحداث وكأننا في قلبها نركض خوفاً ونختبيء من عدو يرانا ولانراهـ
لكم الله أيها الجاثمون في أرض الشتات القابضون على الجمر المتفجر بين أيديكم.
لنا الشرف استاذي العزيز بوجودك معنا هنا في هذا السفر المتواضع ذا الإسم العظيم الحبيب , وكم نحتاج لأمثالك لكي يعكسوا لذلك العالم بياض سريرتنا وصفاء قلوبنا وسماحة ديننا واخلاقنا وليكونوا سفراء النوايا الطيبة اليهم من أناس مثلهم لايختلفون عنهم إلا في اللسان والعقيدة ويوافقونهم في الإنسانية.
ولك كل التمنيات بالامن والأمان والطمانينة انت ومن تحب وستجدنا ان شاءالله من المنتظرين لإبداعاتك أيها المبدع ويديك ألف خير وعافية.
وليييييييييييييييي قدااااااااااااااااااام






و....................الباقي على الله


صورة العضو الرمزية
sarona
مشاركات: 1776
اشترك في: الخميس 2007.2.15 1:14 pm
مكان: المملكة العربية السعودية

رد: كتاباتي في صحف اميركية (2): "واشنطن بوست": واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوسط

مشاركة بواسطة sarona »

الأخ محمد علي

اولا سعيدين بأنضمامك لمنتدانا ....

ثانبا ... تعايشنا تماما مع تجربتك المثيرة ....

ولا أخيفك سرا عندما اقول أن الخوف الأمريكي من كل ماهو عربي ومسلم موجود هنا أيضا

فقد كنت أعمل في أحدى الشركات وكنت أتحدث في مكالمة هاتفية مع أحد العملاء الاجانب

ومن ضمن البيانات التي احتجت اليها تحديد الجنسية وسألته ببساطة عن الجنسية ....

وعندها كانت الكارثة ... حيث ثار ذلك الرجل بشكل غريب وأخذ يصيح على الهاتف ويقول

تريدون ان تعرفو جنسيتي حتى تقتلوننا أنتم تريدون قتلنا ....

برغم أن الموقف انتهى مع الرجل وهداء وتفهم الوضع ...الا أن الفوبيا من كل ماهوعربي أو مسلم موجودة

أخ محمد منتظرين تكملت حلقاتك القادمة التي وعدتنا بها


.
Mohammad Ali Salih
مشاركات: 84
اشترك في: السبت 2007.6.16 6:35 pm
مكان: USA

سودانيون في اميركا (3): عبد الله جلاب: واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوسط

مشاركة بواسطة Mohammad Ali Salih »

سودانيون في اميركا (3): عبد الله جلاب: واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوسط":

د. عبد الله جلاب:

"الخرطوم مثل بيروت عشية الحرب الاهلية "

حشود الجماعات المسلحة في العاصمة قد تهدد باندلاع عنف مسلح في أي وقت

واشنطن: محمد علي صالح

قال د. عبد الله جلاب، استاذ سوداني في جامعة ولاية اريزونا الاميركية، ان الحروب في السودان انعكست على الوضع في العاصمة الخرطوم، حيث تجمعت، خلال سنوات، قوات خاصة وجيوش تابعة للجماعات الاقليمية والعرقية المتنازعة مع الدولة.
وحذر من ان ذلك قد يهدد باندلاع عنف مسلح في أي وقت ، لأن الخرطوم "صارت مثل بيروت عشية الحرب الاهلية فيها."
وقال ان هذه الجماعات "لا تثق في النظام، ولا في الدولة التي يمثلها النظام. ولذلك جاء كل واحد مع جيشه بعد توقيع إتفاقيات السلام، ومعه اسلحته الثقيلة، والخفيفة، لحماية نفسه."
واضاف: "صار الخوف يسيطر على المجتمع السوداني، إذ يمكن لأي حادثة عابرة ان تقود إلى اعمال عنف شاملة."
وانتقد جلاب حكومة الرئيس عمر البشير، وقال انها "تريد ان تبقى، ولهذا وضعت استراتيجية اتفاقيات منفصلة مع الجماعات المسلحة التي عارضتها في البداية." وقال ان من اسباب التوتر:
اولا، دخلت الجماعات المعارضة في "شراكة غير متساوية" مع حكومة البشير.
ثانيا، تحقق "سلام غير كامل"، لم يلق دعم الشعب السوداني، ولا الاحزاب السياسية كلها.
ثالثا، انتقل قادة المعارضة "المسلحة" الى الخرطوم،"المدينة التي يحبون ان يكرهونها"، "والتي كانوا ينظرون اليها كقلعة اضطهادهم."

كتاب جديد:

قال جلاب ذلك في كتابه الجديد: "الجمهورية الاسلامية الاولي: تطور وانهيار الاسلاموية في السودان" الذي سيصدر في أكتوبر القادم من دار آشقيت البريطانية ذات الشهرة في كتب البحوث الأكاديمية عامة، والدراسات الاسلامية والشرق أوسطية خاصة.
ووصفت دار النشر الكتاب بأنه: "يضيف بعدا جديدا للحوار الاكاديمي والسياسي عن الاسلام السياسي في نطاق السياسة الحديثة في السودان، والشرق الاوسط، والعالم الاسلامي." وان الكتاب "اعتمد على عمل ميداني مكثف داخل وخارج النظام." وانه يركز "على التطور النظري ونمو الاسلاموية، ويخاطب التغيير الكبير في حقل الاسلام السياسي. ويجب ان يقرأوه علماء السياسة والاجتماع المهتمين بالدين والشرق الاوسط، وافريقيا."
وقالت عن الكتاب الدكتورة كارولين فلور لوبان، استاذة علم الاجتماع في كلية روود آيلاند:
"دخلت التجربة الاسلامية في السودان مرحلة جديدة حرجة مع نهاية 22 سنة من الحرب الاهلية مع الجنوبيين غير المسلمين. ومع تحول مشكلة دارفور لمشكلة دولية. ومع حاجة الحكومة الى التراجع لتسهيل انتاج البترول مع حلفيتها الصين."
واضافت: "حلل جلاب في دقة، وكأنه يعمل بمبضع جراح، انهيار الاسلاموية في السودان."

من هو؟:

ولد عبد الله احمد جلاب في مدينة بارا، في شمال كردفان، ودرس المرحلتين الاولية والمتوسطة في بارا، والثانوية في خور طقت. ونال بكالريوس من جامعتي الخرطوم وبوسطن، والماجستير والدكتوراه من جامعة بريغام يونغ (ولاية يوتا) الاميركية
وعمل في ميادين الصحافة، والدبلوماسية، والإعلام في السودان، ولبنان، وبريطانيا، قبل أن ينتقل إلى المجال الأكاديمي في الولايات المتحدة.
في الماضي صدر له ديوان شعر باسم "مزامير". وكتابات عدة في الصحف السودانية، والعربية، والامريكية، والدوريات العلمية. واكمل أخيرا هذا الكتاب، "الجمهورية الاسلامية الاولى". ويعكف على اكمال كتاب جديد عنوانه "تأجيل المجتمع المدني: القبضة الثلاثية للعنف في السودان ".
زوجته هي د. سعاد تاج السر، استاذة في جامعة ولاية اريزونا ولهما ولد، أحمد، وبنتان: عزة، وشيراز. وقد أهدى الكتاب الى والده احمد عبد الله جلاب، ووالدته عزة احمد حبيب. يهوى القراءة.
كيف ينظر الى السودان من اميركا؟ اجاب: "انعكاس النفس في مرآة تاريخ الحاضر."

الكتاب:

ينقسم الكتاب الى عشرة فصول منها: "الاسلاموية في السودان" و"المراحل الاولية للحركة الاسلامية" و "رؤى متنافسة بعد ثورة اكتوبر" و"من المؤسسة الى الانقلاب" و "الجمهورية الاولى: الشيخ وجماعته" و "دعوة للجهاد" و " نهاية الجمهورية الاولى" و "الطريق الى دارفور" و "إسلاموية بدون الترابي، وسلطوية بدون النميري."
بدأت "الجمهورية الاسلاموية الاولى"، كما اسماها الكتاب، يوم 30-6-1989، عندما وقع "انقلاب عسكري قادة ضابط غير معروف اسمه عمر حسن احمد البشير، و أسقط حكومة الصادق المهدي المنتخبة ديمقراطيا." استمرت هذه الجمهورية حتى سنة 1999، "عندما تخلص البشير وحلفاؤه من حسن الترابي، وبدأوا الجمهورية الاسلاموية الثانية."
وقال جلاب ان عشر سنوات مضت قبل ان يعترف"الترابي اعترافا كاملا بأنه وحزبه خططوا ونفذوا كل مرحلة من مراحل الانقلاب. وقال انه هو الذي، فعلا، امر البشير بأن يذهب الى القصر، بينما يذهب هو الى السجن."

"اسلامي او اسلاموي؟":

ويفرق جلاب بين الحكم الاسلاموي في السودان وفي ايران.
واشار الى نقطتين:
اولا، عرف وصف "اسلاموي" بأنه "ينطبق على حركة قادها متعلمون لهم صلة بالتعليم النظامي." لهذا، هناك اختلاف بين الحركات الاسلاموية السنية و"حركة الاسلام الشيعي السياسي التي بدأها الملالي ورجال الدين". اسست الاولى الجامعات، واسست الثانية الحوزات.
ثانيا، "يعتمد التكوين التنظيمي للحركات الاسلامية السنية على اطار سياسي مشترك، ولا يتبع هرما مركزيا مثلما يفعل الشيعة."
لكن، قال جلاب انه، في الحالتين: السودانية والايرانية، "لابد من وضع خط واضح بين الاسلاموية كنظرية، وبين الاسلام كدين."
من هم الاسلاميون؟
قال: "لا يوجد تعريف متفق عليه عالميا." واضاف: "اسلاميون"(اسلاميست) هو "خيار مؤكد لعقيدة اسلاموية، لا وصفا لمن ولد مسلما." وقال فريد هوليداي، في كتابه "هل الاسلام في خطر؟" ان الاسلاميين "جماعات معارضة وحركات اسلامية. ومن يوصفون بأنهم اصوليون واصوليون جدد."
لكن، قال جلاب ان الناس في العالمين العربي والاسلامي يفضلون وصف "الاسلام السياسي"، لأن "اساس هدف هذه الحركات هو سياسي ووضعي." لكنهم، كما قال جلاب، "يستعملون القرآن والحديث بطرق انتقائية لتبرير مواقفهم."
وفضل جلاب الا يستعمل وصف "فندامنتاليزم" (الاصولية)، وقال انها وصف عام في نطاق الاوصاف الدالة على حركة مسيحية بعينها قامت في الولايات المتحدة في وقت ما، وان "اي تفسير في هذا النطاق يعكس الذاتية، لا الموضوعية الاسلامية."

بيوت الاشباح:

قال جلاب ان هناك ثلاث اخطاء اساسية في تجربة الاسلامويين السودانيين:
اولا: كان "وصولهم الى الحكم عن طريق إنقلاب عسكري."
ثانيا: اسسوا "نظاما شموليا يقوم على القهر، واستغلوا الفرصة لاثراء انفسهم".
ثالثا، "تحولوا من "مثقفين فقراء الى طبقة وسطي مالكة. وتحولت الحركة من مجموعة سياسية صغيرة الى مؤسسة."
واستغرب جلاب ان يفعل ذلك الذين كانوا، من دون غيرهم من الحركات الاسلامية في الدول الآخرى، قد "استمتعوا بالحرية خلال العهود الديمقراطية، مثلهم مثل غيرهم من التنظيمات السياسية الأخرى" في السودان.
لكنهم، عندما وصلوا الى الحكم، بدأوا سلسلة من الكبت، والعداء، والموت، والدمار (مثل بيوت الاشباح).
وقال جلاب ان الترابي "مثل ابطال الأساطير المأسويين، انتهي به الأمر بأن دمر نفسه والحركة الإسلامية." وانه قضى في قيادة الحركة وقتا اطول مما يجب، ولهذا، وجد كثير من انصاره الفرصة ليعيدوا تقييمه.
والأن يحاول "كل جانب من الإسلامويين القضاء على الثاني بنفس الاساليب التي تعلموها خلال الفترة التي كانوا يستعملون فيها هذه الاساليب ضد اعدائهم."

انقسامات اخرى:

وقال جلاب إن الاسلامويين شهدوا، خلال خمسين سنة، انقساما بعد آخر.
لكن، كان الانقسام الاخير، في سنة 1999، اكثرها "أثراً ودماراً" للحركة الإسلامية ككل، لأنه ادى الى عواقب وخيمة. وغاب "الشيخ" الذي لم يعرف تلاميذه "ماذا يفعلون بدونه. وانتقلوا من قيادة الشيخ الى قيادة الجنرال. من اسلاموية بدون الترابي الى سلطوية بدون النميرى. لهذا، لن يمر وقت طويل قبل ان تزول قوة الجنرال مثلما زالت قوة جنرالات اخرين قبله."
وقال جلاب ان الترابي "نجا من انقلاب القصر ضده، واسس حزبه خلال وقت قصير، وظل يقدم نفسه كرجل غاضب يريد الانتقام." لكن، "يبدو انه لم يبق له شئ غير كشف الممارسات الفاسدة لحوارييه السابقين". وكتاب الترابي: "السياسة والحكم: النظم السلطانية بين الأصول وسنن الواقع"، من فترة اعتقاله الأخيرة، "يوضح انه يريد ان يكشف للعالم ان الشخصية الدكتاتورية لاعدائه هي التي منعته من ان يكون ديمقراطيا لانه اصلا كذلك"
وخلص جلاب الى ان هذه الممارسات، من هذا الجانب او ذاك، كانت سبب "نفور جيل سياسي كامل داخل وخارج الحركة، بعد ان ادخل الانقلاب قادة الاحزاب والنقابات وغيرهم السجون بصورة جماعية. واختفى البعض تحت الارض، وهرب آخرون الى الخارج."

من حركة الى "مؤسسة":

قال جلاب ان عدد المنشقين من الحركة الاسلامية في زيادة مستمرة.
وقال ان بعضهم يقدمون انفسهم كناقدين غاضبين، ويريدون تبرئة انفسهم بالدفاع عن ما فعلوا.
لكن، كان حالهم سيكون افضل لو أنهم "ارتفعوا عن مستوى توترهم وغضبهم ذلك، وبداوا في تقديم شئ مفيد للحوار الوطني. وتقديم رؤياهم لمستقبل حركتهم، وتعريف الحركة الاسلامية. وهل هي مجموعة مثقفين تقودهم شخصية جذابة لن تدوم؟"
وقال جلاب ان الحركة الاسلامية تحولت من تنظيم عقائدي الى "مؤسسة تطمع في الثروة والسلطة ." وانها، بعد انقلاب سنة 1989، تحولت الى طمع فردي، وساعدت على نمو ثقافة طمع كانت لها نتائج وخيمة على السودان.

"اولاد فقراء الريف":

وقال جلاب: كانت "اول ضحايا ذلك نفس الدولة التي جاءت باولاد فقراء الريف والمدن، ورعتهم، وعلمتهم، وعالجتهم." ونزعت التغييرات الرأسمالية التي جاءت بها "المؤسسة" البساط من تحت اقدام كثير من المواطنين، حتى صار الفقر طبقة اقتصادية واجتماعية عريضة.
واعلن جلاب: "هذا فشل اخلاقي. تستمر قسوة وظلم النظام في زيادة الفقر. ويمكن التأكد من ذلك من خلال اعين الذين في اسفل السلم، الذين يعانون من الفقر."
وسأل جلاب في آخر سطور الكتاب: "الا يكفى الاسلامويين السودانيين والمتعاطفين معهم هذه التجربة القاسية الطويلة؟ هل سيجلسون مع غيرهم للاتفاق على وسيلة تحرر الدولة، وتجنب البلاد تكرار مثل هذه التجربة؟"
واجاب: "يجب الوصول الى اجابات، قبل ان يضع السودان خلفه تاريخا من الصراع والتجريب ، ويتحرك نحو مستقبل بعيد عن مآزق عقائدية ومذهبية مشابهة لتلك التي كانت وبالاُ على البلاد والعباد بما فيهم الاسلامويين أنفسهم."
Abdullahi.Gallab@asu.edu

mohammadalisalih@yahoo.com

ممممممممممممممممممممممممم
حلقتان سابقتان:

1. د. عبد الله النعيم: "مستقبل الشريعة".
2. د. الباقر مختار: "مشكلة دارفور".

حلقات قادمة: دراسات اكاديمية كتبها سودانيون في اميركا، منهم:

1. د. عبد الله على ابراهيم.
2. د. سلمان سلمان.
3. د. اسامة عوض الكريم.
4. د. احمد خير.
5. د. احمد عثمان.
6. د. ابراهيم البدوي.
7. د. تاج السر حمزة.
8. د. اسماعيل عبد الله.
9. د. سيد داؤود.
مممممممممممممممممم
صورة العضو الرمزية
سودانية نار
مشاركات: 653
اشترك في: السبت 2007.2.24 1:06 pm
مكان: السودان

رد: سودانيون في اميركا (3): عبد الله جلاب: واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوسط

مشاركة بواسطة سودانية نار »

الاخ محمد علي
للمرة الثانية اقول
مرحبا بك في الحوار العام
بدايات منعشة
توحي بالكثير
تسلم يا طيب

خاص جدا تعبير انعكاس النفس في مرآة تاريخ الحاضر
السؤال الذي يطرح نفسه استنادا الي اعلاه
ياتووووووو حاضر
Mohammad Ali Salih
مشاركات: 84
اشترك في: السبت 2007.6.16 6:35 pm
مكان: USA

الحلم الاميركي (12): التعري: فن او جنس؟: واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوسط"

مشاركة بواسطة Mohammad Ali Salih »

الحلم الاميركي (12): التعري: فن او جنس؟: واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوسط"

الحلم الاميركي (12):

التعري: فن؟ او جنس؟

معرض الفن الانثوي: لماذا ترسم المرأة امرأة عارية مثلما يرسم الرجل؟

فنانة: "لا علاج لتعرى المرأة الا بمزيد من تعري المرأة"

واشنطن: محمد علي صالح


الذي يدخل القاعة الرئيسية، ويرفع رأسه نحو السقف، يشاهد تصميما عملاقا من حبال السيسال (التي تصنع منها الجوالات) لعضو المرأة التناسلي، معلقا من السقف، وملونا، ومزخرفا.
ثم يتجه نحو "غرفة النساء فقط"، وهي غرفة جدرانها من المراتب، وبداخلها امرأة عارية.
ثم يكاد يصطدم بتصميم عملاق يتدلى من السقف: "بانتي هوز" (جوارب بلاستيكية نسائية) مملوءة بالرمل حتى صارت في حجم ساق شجرة.
ثم يرى، على الحائط البعيد، تصميم اسمه: "بلين جين" (امرأة عادية).
هذا عبارة عن 144 صورة صغيرة لأمرأة غير جميلة، وضعت جنبا الى جنب. نفس المرأة، ونفس الصورة. تتكرر، وتتكرر، حتى يكاد المشاهد يسأم منها. لكن، يجبره فضوله لينظر الى كل صورة تقريبا، على امل ان يعثر على صورة مختلفة.
لكنه، طبعا، لا يعثر عليها. ويعرف ان الهدف من التصميم هو رفع الروح المعنوية للمرأة غير الجميلة. وكأن التصميم يقول: هذه ليست صورة عملاقة لشقراء جميلة تغطي كل الحائط. لكنها 144 صورة صغيرة غطت الحائط ايضا. واسترعت الانتباه ايضا. وربما انتباه اكثر.

اول عراة:

وقال كتاب صدر مع افتتاح معرض "الفنون النسائية خلال اربعمائة سنة: 1550-1950" ان التعري، في حد ذاته، لا يجب ان يكون جنسيا. وان اول لوحات عارية او شبه عارية رسمها الانسان كانت لها صلة بالعقائد والاديان.
واشار الكتاب الى ان الانسان الاول (في افريقيا، قبل 20,000 سنة) كان عاريا. وان رسومات آدم وحواء في الجنة جعلتهما عاريين. (اول رسم لا يزال باقيا رسمه الفنان الالماني هانز بيهام سنة 1452).
وقال: "لم يكن التعري هو الخطيئة الاولى. كان اكل التفاحه (اغراء الشيطان) هو الخطيئة الاولى."
وتحدثت الكتب السماوية عن التعري. اشارت التوراة الى التعري من جانبين، ايجابي وسلبي:
في جانب، فصل "نشيد الانشاد" وصفا مثيرا لامرأة عارية تماما، تدعو حبيبها ل "يستكشف حديقتي."
في الجانب الآخر، ربط سفر ازايا التعري بالعيب والفضيحة. وقال: "قاد ملك الاشيوريون سجناء مصر، واسرى اثيوبيا، كبارا وصغار، عرايا وحفايا، عارا على مصر."

الانجيل والقرآن:

لكن العهد الجديد كرر وصايا عيسى المسيح بالتستر، والتادب، والتحشم، والتعفف. ثم جاء القرآن وحسم الموضوع ومنع التعري والتزين، وقال: "ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن…"الى آخر الآية.
وكان قدماء اليونانيين يمارسون الرياضة وهم عرايا. واصل كلمة "جمنازيوم" (ملعب) هو "تدريب العرايا". لكنهم، اقتصروا ذلك على الرجال، ومنعوا النساء، حتى مشاهدات. وتوضح بقايا رسوم اول العاب اولمبية، قبل ثلاثة آلاف سنة، مصارعون وملاكمون يتنافسون وهم عرايا.
وكان تعرى قدماء اليونانيين جزءا من عباداتهم ("كما خلقنى الاله"). وكانوا يقدمون جوائز الالعاب الاولمبية داخل معابد للفائزين وهم عرايا.

حمامات الرومان:

بعد ذلك بالفي سنة، نشر الرومان الحمامات، لكنهم فصلوا الرجال عن النساء، وعاقبوا الذين تعروا خارج الحمامات. لكنهم لم يحرصوا على تطبيق هذه العفة على الخدم والرقيق والاجانب. كان السجناء عرايا، وكان المصارعون (غلاديتورز) عرايا، وكان الذين يصارعون الاسود والنمور (وتأكلهم) عرايا.
ومثلما نحت اليونانيون "افرودايت"، الهة الحب، عارية، نحت الرومان "فينوس"، الهة الحب عارية. وكانوا يؤمنون بأن التعري يدل على الجمال الروحي النقي.
وكان النحات الايطالي مايكل انجلو (توفى سنة 1564) من اشهر الذين ربطوا بين التعرى والروحانيات.
قال انه يريد ان يبرهن على "تقديس النقاء والصفاء." رسم النبي داؤود عاريا (يوجد التمثال الآن في فلورنسا). ورسم سقف كنيسة (في سيستين، ولا يزال باقيا)، وفيه 400 شخصية من الكتاب المقدس، بعضهم عرايا، وبعضهم شبه عرايا. رسم آدم وحواء، وجنات عدن، وابراهيم، واسحق، ويعقوب، وعرايا في فيضان نوح، وعرايا خرجوا مع موسى من مصر الى فلسطين.
وفعل زميله النحات الايطالي رفائيل (توفي سنة 1520) نفس الشئ، وربط بين التعري والتدين. لكنه، احيانا، تجاهل التدين، وركز على جمال الانثي، مثل عندما رسم "لافورنايرا" ذات النهدين المكشوفين.

المسيحية والتعري:

فعل نحاتو ورسامو اروبا ذلك رغم ان بابوات الفاتيكان قالوا لهم ان المسيحية منعت التعري (حتى تعري العبيد). وردوا بان البابوات يعمدون مسيحيين بأغراقهم في الماء وهم عرايا، وان لابد من وجود صلة بين التعري والنقاء الديني.
وخلال مئات السنين، قل التعري في جنوب اروبا، وزاد في شمالها (بسبب انخفاض نفوذ الكنيسة الكاثوليكية).
وخلال العصر الفكتوري، اعلنت بريطانيا ان التعري خطيئة، حتى تعرى الرجل، وكشف سرته، وثدييه (ناهيك عن كشف سرة المرأة).
لكن، مع نظريات النقاء العرقي في القرن التاسع عشر، ومع تمجيد (بل تقديس) اللون الابيض، عاد تعري الرجال والنساء الى المانيا ودول في شمال اروبا، لاثبات ان الجسم الابيض الرياضي الرشيق والانيق (رجالا ونساء) هو الاحسن. ثم شجعت النازية "ثقافة الجسد" لاثبات نقاء الجنس الآري.

الالعاب الاولمبية:

وفي سنة 1912، بعد ان احيا الاروبيون منافسات الالعاب الاولمبية، استضافت السويد المنافسات، ووزعت ملصقات عليها صور رجال عرايا يحملون اعلام بلادهم. وقال السويديون ان قدماء اليونانيين هم الذين ربطوا بين التعرى والرياضة.
وفي سنة 1948، فعل البريطانيون نفس الشئ عندما استضافوا الدورة الاولمبية. لكن، كانت تلك آخر مرة توزع فيها ملصقات فيها صور عارية عن الالعاب الاولمبية. وقاد الاميركيون الحملة ضدها.
وقال كتاب "واك" الذي وزع مع معرض الفن الانثوي، ان الفن الانثوي تطور كثيرا خلال الخمسين سنة الماضية، بعد ظهور السينما والتلفزيون.
وعرف الاميركيون "التعري الاجتماعي"، وذلك في صورتين: جماعية وفردية.
اولا، جماعية مثلما في معسكرات العراة. يقول اصحابها ان الهدف منها هو العودة الى الطبيعة، واثبات ان شبه التعري اكثر اثارة جنسية من التعري. وان تعود الرجل على تعري المرأة يقلل من اثارته جنسيا.

"ستريبتيز":

واشار كتاب "خرافة الجمال" الى انه، قبل اكثر من خمسين سنة، ظهر "ستريبتيز" كفن، وليس كأثارة جنسية. لكن، ربما لم يكن ذلك صحيحا، لان كلمة "ستريبتيز" تتكون من جزئين: "ستريب" ومعناها "خلع الملابس"، و"تيز" ومعناها "اغراء". اي انه، حتى اذا كان فنا بالنسبة للمرأة التي تقوم به، فهو اغراء جنسي بالنسبة للرجل الذي يشاهده.
وتدافع قادة الحركة الانثوية عن تعري اجتماعي آخر، وهو كشف الام نهديها عندما ترضع طفلها في مكان عام (حافلة، او طائرة). يعتبر القانون الاميركي، عكس قوانين دول اروبية، كشف النهدين جريمة. لكن، قالت محكمة في كندا، مؤخرا، ان ذلك لا يعارض القانون.
واشار الكتاب الى تعري قبائل في افريقيا، وقال انهم لا ينظرون الى اجسام بعضهم البعض نظرة جنسية. واعتبر الكتاب ذلك "قمة التحضر وسط الاحراش." وقال الكتاب ان الهندوس في الهند يتعرون عندما يسبحون في الماء المقدس. وان رجال الدين اليهود يمارسون "ميكفا" (غطس عراة في ماء لتطهيرهم من النجاسة).

24 يونيو (حزيران):

يوم 24 يونيو (حزيران)، ستشهد مدينة سياتل مهرجان "سولاستيك سايكل"(سباق الدراجات العاري) السنوي.
وفي المعرض الانثوي صور من المهرجان لأنه يعتبر تعرى الرجال والنساء فيه ظاهرة فنية، وليس اثارة جنسية. وذلك لان كثيرا منهم يلون جسده بالوان مختلفة، ويجعل منه لوحات فنية، فيها رسومات اسود ونمور، وزهور وورود.
لكن، تثير المسابقات كل سنة نقاشا كبيرا. وكتبت جريدة "سياتل تايمز" في السنة الماضية: "ليس الهدف هو التعري. الهدف هو الفن." لكن، يقول آخرون عكس ذلك.
وفي المعرض لوحات عن هذا الفن: "بودي آت" (فن الجسد).
ليس هذا فنا جديدا، لأن نساء الفراعنة لونوا وجوههم وايديهم بالحناء. ولأن نساء حضارت "ازتيك" في اميركا الجنوبية لونوا وجوههم بالفحم.
لكن الرسم على وجه المرأة شئ (خلال المظاهرات ترسم بنات اميركيات العلم الاميركي على خدودهن كدليل على الاحتجاج)، والرسم على جسد المرأة العاري شئ آخر.
قبل سبعين سنة، في سوق شيكاغو الدولي (سنة 1933) اعتقلت الشرطة الفنان مارك فاكتور بتهمة ازعاج السلام لأنه كان يرسم فتاة عارية تقف امامه.

مجلة "بلاي بوي":

وفي المعرض صفحات من مجلة "بلاي بوي" (صدرت اول مرة سنة 1950 ). وفيها صور بنات عاريات وشبه عاريات. والهدف هو توضيح ان الرجل يقدر على ان يتعود على زيادة التعري. كانت المجلة تكشف قليلا عندما صدرت اول مرة، ثم صارت تكشف كثيرا. والآن تكشف كل شئ.
لكن، هناك فرق بين التعري من اجل الفن، و "اكسبشنيزم" (تعري المرأة المتعمد، لأغراء، او تندر، او ارضاء رغبة، او للانتصار على الرجل).
قال البعض ان فيه فن لانه يعتمد على طريقة وتوقيت ودرجة التعري. لكن، قال آخرون انه يدل على انحلال اخلاقي. غير ان مطاعم واندية تأمر المضيفات فيها بكشف اجزاء من نهودهم وافخاذهن لأغرء الزبائن، ليس لممارسة الجنس، ولكن "للاثارة البريئة"، رغم التناقض في هذه العبارة.
ويشاهد زائر معرض الفن الانثوي ظاهرة جديدة في الفن الانثوي. وهي رسم اعضاء المرأة التناسلية. صار ذلك فنا قائما بذاته.
مثل لوحة "حفل عشاء" (توجد اللوحة الاصلية في نيويورك). هذه لوحة عملاقة عبارة عن مائدة عليها صحون، وفي كل صحن اشكال والوان من اعضاء المرأة التناسلية.
وقال صحافي جريدة "واشنطن بوست": "لن يقدر رجل على ان يرسم هذا."
ممممممممممممممممممممممم
عن جريدة "الشرق الاوسط"، بتصرف
mohammadalisalih@yahoo.com
ممممممممممممممممممممممممممم
حلقات سابقة:
1. الحلم الاميركي: اول من استعمل الوصف؟
2. الحرية: "مانفستو القدر" و "المانفستو الشيوعي"
3. البنات: الجيل الجديد ينافس الاولاد، ويتحداهم.
4. حرب العراق: قصائد كتبها جنود اميركيون هناك.
5. الاباحية: من "برتني سبيرز" الى المحكمة العليا.
6. الليبرالية: صحوة بعد نوم طويل؟
7. ميكي ماوس: قائد الغزو الثقافي الاميركي للعالم.
8. الشقراوات: لماذا يفضلهن الرجال؟
9. غوانتانامو، بنت غوانتاناميرو.
10. الفردية: استقلالية؟ او انانية؟
11. اعلانات في كل مكان.
مممممممممممممممم
حلقات قادمة:
1. القبور: قبور الاغنياء، قبور الفقراء.
2. حرب العراق: جنديات حاربن هناك.
3. عرب اميركا: احباط.
4. عرب اميركا: الجيل الجديد، عرب او اميركيين؟
5. الرقيق: متى ستنتهي آثاره؟
6. الاستعلاء: لماذا؟
7. الشعر: ما هي اشهر قصيدة اميركية؟
8. "نيغروتيود" (الزنجية): هوية او مجرد لون؟
9. مضغ اللبان: الاصل يمني، والابداع اميركي.
10. الاميركي الهادئ: "ان في الصمت كلاما"
11. توماس جفرسون، ابو الليبراليين.
12. الكسندر هاملتون: ابو المحافظين.
13. توماس بين: ابو "الطريق الثالث".
14. الاولاد: خوف من البنات.
15. الهنود الحمر: صحوة بعد فوات الاوان؟
16. "هالاوين": عيد الموتى.
17. عشيقات السياسيين: لا جديد تحت الشمس.
18. الاعلام: لماذا ايد غزو العراق؟ ثم عارضه؟
19. الفن: معرض الحرب والسلام.
20. الجنس: في كل شئ، وليس كل شئ.
مممممممممممممممممممممممم
صورة العضو الرمزية
خالد المشـــرف
مشاركات: 66
اشترك في: الثلاثاء 2007.6.19 10:03 pm
مكان: khartoom
اتصال:

رد: الحلم الاميركي (12): التعري: فن او جنس؟: واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوسط"

مشاركة بواسطة خالد المشـــرف »

مشكور اخوي على الموضوع الظريف ده

ماقريتو كلو لكن فهمته الحاصل شنو :-)





تحياتي
Mohammad Ali Salih
مشاركات: 84
اشترك في: السبت 2007.6.16 6:35 pm
مكان: USA

وثائق اميركية عن السودان (21): استفتاءات عن دارفور: واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الا

مشاركة بواسطة Mohammad Ali Salih »

وثائق اميركية عن السودان (21): استفتاءات عن دارفور: واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوسط":

وثائق اميركية عن السودان (21):

استفتاءات عن دارفور:

الاميركيون يغيرون رأيهم

الشعوب الاسلامية تريد "الحل الاسلامي"

مصر اقل الدول اهتماما، وتأييدا

واشنطن: محمد علي صالح

اجرت، خلال الثلاث سنوات الماضية، معاهد اميركية استفتاءات داخل وخارج اميركا عن مشكلة دارفور، وسألت عن اشياء مختلفة، مثل:
من يتحمل المسئولية؟ هل المشكلة داخلية او دولية؟ ماهو دور اميركا؟ ماهو رأي الاميركيين؟ ماهو رأي الشعوب العربية والاسلامية؟ ما هو الحل؟ عسكري او سياسي؟ "اميركي" او "اسلامي"؟
ظهر اختلاف واضح بين نتائج استفتاء اجري في الاسبوع الماضي (اوضح انقسام الاميركيين)، وبين نتائج استفتاءات اجريت قبل سنوات (اوضحت حماس الاميركيين للتدخل العسكري).
وهذه بعض نتائج بعض الاستفتاءات:

معهد "بيو":

في الاسبوع الماضي، اصدر معهد "بيو" للاستفتاءات في واشنطن نتائج استفتاء اجراه. ووجد ان الاميركيين منقسمون: قالت نسبة 50 في المائة ان اميركا "تتحمل مسئولية وقف الابادة العرقية" هناك. وقالت نسبة 35 "لا". وقالت نسبة 15 في المائة الباقية انها لا تعرف ماذا تقول.
وانقسم الاميركيون، ايضا، حول ارسال قوات اميركية (مع قوات دولية) لحفظ السلام في دارفور: ايدت نسبة 45 في المائة. وعارضت نسبة 37 في المائة. وقالت نسبة 18 في المائة انها لا تعرف ماذا تقول.
توضح زيادة نسبة الذين لا يعرفون ماذا يقولون ان الاميركيين، بصورة عامة، لا يتابعون المشلكة (رغم كثرة اعلانات ودعايات جمعية "انقاذ دارفور").
وقاس معهد "بيو" الاخبار في التلفزيون والصحف خلال اسبوع واحد في الشهر الماضي. ووجد ان نسبة الذين يتابعون مشكلة دارفور (اثنين في المائة من الاميركيين) تتساوى مع نسبة التغطية الاعلامية للمشكلة (اثنين في المائة من الاخبار).
لكن، في الجانب الآخر، تقل تغطية الاعلام الاميركي لحرب العراق (نسبة سبعة في المائة فقط من الاخبار)، بينما تتابع المشكلة متابعة دقيقة نسبة 25 في المائة من الاميركيين (وتتابعها متابعة دقيقة وعامة، نسبة 80 في المائة).

استفتاء "زغبي":

وقبل شهرين، اجرى معهد "زغبي" في واشنطن استفتاءات وسط المسلمين في ست دول اسلامية، هي: مصر، السعودية، ماليزيا، المغرب، تركيا، الامارات. واوضحت الاستفتاءات الآتي:
اولا، الاهتمام بمشكلة دارفور قدر الاهتمام بمشكلة فلسطين.
ثانيا، لم تعد المشكلة داخلية، ويجب ان يتدخل فيها المجتمع الدولي.
ثانيا، ارسال جنود عرب ومسلمين الى دارفور لحفظ السلام.
ثالثا، توسط الحكومات العربية والاسلامية بين حكومة السودان ومتمردي دارفور.
لسبب ما، اهتم المغاربة والاتراك بالمشكلة اكثر من غيرهم (نسبة 80 في المائة). حتى في ماليزيا البعيدة، قالت نسبة 70 في المائة انها اهتمت بالمشكلة.
لكن، ولسبب ما، لم يهتم المصريون بالمشكلة كثيرا (قالت نسبة 35 في المائة فقط انها تهتم). واكد المصريون عدم اهتمامهم عندما سئلوا اذا كانوا يريدون معلومات واخبارا اكثر عن المشكلة. اجابت نسبة اكثر من النصف ب "لا".

"الحل الاسلامي":

واتفقت اغلبية كبيرة في كل هذه الدول على ان حكومة السودان ومتمردي دارفور مسئولون عن المشكلة، ربما بنسب متساوية. قال السعوديون والمغاربة ان المتمردين مسئولون اكثر من الحكومة. وقال المصريون ان الحكومة مسئولة اكثر من المتمردين.
وقالت اغلبية كبيرة في كثير من هذه الدول ان اميركا هي المسئولة. قاد الاتراك ذلك (نسبة 80 في المائة). وبعدهم المصريون (نسبة 70 في المائة). وبعدهم السعوديون (نسبة 50 في المائة).
واتفقت اغلبية كبيرة في كل هذه الدول على ان المشكلة لم تعد داخلية، وان لابد من تدخل اجنبي. واتفقت اغلبية كبيرة في كل الدول، ايضا، على "الحل الاسلامي". اي انه مادام المتحاربون في دارفور كلهم مسلمين، يجب ان يحدث الآتي:
اولا: تتدخل الدول الاسلامية لوقف الحرب.
ثانيا: تشجع المفاوضات بين الحكومة والمتمردين.
(جاءت تركيا والسعودية على راس الدول التي قالت ذلك).
وكررت اغلبية كبيرة في كل هذه الدول على "الحل الاسلامي" عندما سئلت: "هل يجب ان تفعل بلادي اكثر نحو مشكلة دارفور؟" اجابت بالايجاب نسبة كبيرة جدا من السعوديين (اكثر من 90 في المائة)، وايضا المغاربة والماليزيون.
ومرة اخرى كانت نسبة المصريين الذين اجابوا بالايجاب اقل من بقية الشعوب الاسلامية.

"الحل الاميركي":

اتفقت اغلبية كبيرة في كل هذه الدول على ارسال قوات دولية غير غربية (من دول مسلمة، ودول غير غربية). واتفقت اغلبية اكبر من ذلك على التركيز على المفاوضات بين الحكومة والمتمردين. (قالت ذلك نسبة مائة في المائة تقريبا من السعوديين).
يوضح هذا ان كثيرا من المسلمين:
اولا: يرفضون "الحل الاميركي".
ثانيا: يرفضون "الحل الاميركي" الذي يركز على العقوبات، بدلا عن المفاوضات.
وعارضت اغلبية كبيرة في كل الدول فرض عقوبات اقتصادية على حكومة السودان. وعارضت، ايضا، الحملة الاميركية لوقف الاستمثار في السودان. وعارضت، ايضا، منع الطيران فوق دارفور.
ومرة اخرى، جاء المصريون في اسفل القائمة. يتفقون مع بقية الدول الاسلامية، ولكن بنسبة اقل:
اولا، ايدت نسبة كبيرة من المصريين (70 في المائة) فرض حظر الطيران فوق دارفور، بينما عارضته نفس النسبة من السعوديين (70 في المائة).
ثانيا، عارضت نسبة كبيرة من السعوديين (90 في المائة) فرض عقوبات على حكومة السودان. وايضا 80 في المائة من الماليزيين، و60 في المائة من المغاربة. لكن، انخفضت النسبة الى اقل من النصف (40 في المائة) من المصريين.
ثالثا، ايدت نسبة كبيرة من المصريين (60 في المائة) فرض عقوبات على السودان، بينما ايدتها نسبة عشرة في المائة فقط من السعوديين.

استفتاء شيكاغو:

وقبل استفتاء "زغبي" بشهور، اجرى مجلس الشئون الدولية في شيكاغو استفتاء اوضح ان فشل اميركا في العراق اجبر الاميركيين على ان يغيروا آرائهم في اشياء كثيرة: (اولا،غير الاميركيون رايهم في حرب العراق: ايدتها، عندما بدأت، نسبة 80 في المائة. والآن تؤيدها نسبة 25 في المائة فقط).
واوضح الاستفتاء وجود تشاؤم عام وسط الاميركيين نحو علاقات اميركا مع المسلمين:
اولا، قالت نسبة 60 في المائة ان الحرب لم تقلل خطر الارهاب.
ثانيا، قالت نسبة 60 في المائة ان الحرب لن تساعد على نشر الديمقراطية في الشرق الاوسط.
ثالثا، قالت نسبة 70 في المائة ان الحرب زادت علاقة اميركا السيئة مع المسلمين. رابعا، قالت نسبة 70 في المائة ان الحرب يجب ان تكون درسا لاميركا عندما تغضب على الدول "المارقة" (مثل السودان).

استفتاء "بييا:

قبل اكثر من سنتين، اجرى مركز استفتاء الرأي العام العالمي (بيبا) التابع لجامعة ماريلاند، استفتاء اوضح ان الاميركيين، في ذلك الوقت، كانوا متحمسين للتدخل في دارفور:
اولا، قالت نسبة 74 في المائة: "يجب ان تتدخل الامم المتحدة عسكريا لوقف الابادة في دارفور."
ثانيا، قالت نسبة 60 في المائة ان اميركا يجب ان تنضم الى هذه الحملة العسكرية. (ارتفعت النسبة الى 85 في المائة وسط المنتمين الى الحزب الجمهوري).
واوضح الاستفتاء ان اجابات الاميركيين على اسئلته اعتمدت على الاشارة الى كلمة "ابادة":
وصف سؤال مشكلة دارفور بأنها "ابادة"، فزادت نسبة الذين يريدون التدخل العسكري. لكن، لم يصفها بذلك سؤال ثان، فقلت نسبة الذين يريدون التدخل العسكري.
اجرى المركز الاستفتاء قبل ان ترفض الامم المتحدة طلب اميركا بأعلان ان المشكلة "ابادة." وسال المركز: " ماذا يجب ان يحدث اذا وصفت الامم المتحدة ان ما يحدث في دارفور "ابادة"؟ قالت نسبة عالية (70 في المائة) انها ستؤيد التدخل العسكري. (لم تصف الامم المتحدة المشلكة بأنها "ابادة").
قبل استفتاء "بيبا" بسنة، اجري مجلس الشئون الدولية في شيكاغو استفتاء آخرا. سأل سؤالا عن ارسال قوات الى دارفور "لوقف الابادة التي تقوم بها الحكومة". قالت "نعم" نسبة 75 في المائة. لكن، عندما سال سؤالا عن ارسال قوات لمواجهة "المشكلة الانسانية هناك"، انخفضت نسبة "نعم" الى 72 في المائة.
ورغم ان الاختلاف هنا ليس كبيرا، صار واضحا ان وصف "ابادة" يغضب الاميركيين اكثر من وصف "مشكلة انسانية". (خاصة لأنهم يربطون "ابادة" ب "حكومة اسلامية").

تعليق (1):

لم يقدم استفتاء "زغبي" تفسيرا لموقف المصريين من مشكلة دارفور. كانوا اقل الشعوب العربية اهتماما بالمشكلة، واكثرهم تأييدا لمعاقبة السودان، واكثرهم تأييدا لحظر الطيران فوق دارفور.
ربما يحتاج الموضوع الى نقاش، لأن علاقات السودان التاريخية والسياسية والثقافية مع مصر اقوى من علاقته مع اي دولة اسلامية اخرى:
هل للموضوع صلة بنظرة "الاستعلاء" التي يتهم بها سودانيون المصريين؟ هل للموضوع صلة بغضب الحكومة المصرية على الحكومة السودانية لانها اسلامية؟ هل للموضوع صلة بتأثير السياسة الاميركية على مصر بسبب عشرات البلايين من الدولارات التي ارسلتها اليها؟

تعليق (2):

غير الاميركيون تدريجيا رأيهم في حرب العراق (ايدتها، عندما بدأت، نسبة 80 في المائة. وتؤيدها الآن نسبة 25 في المائة فقط).
والآن يغير الاميركيون تدريجيا رأيهم في التدخل في دارفور (ايدت التدخل، قبل اكثر من سنتين، نسبة 75 في المائة، حسب استفتاء "بيبا". وتؤيد التدخل الآن نسبة 45 في المائة، حسب استفتاء "بيو").
وحسب استفتاء "زغبي"، غيرت هزيمة اميركا في العراق رأي الاميركيين في مواضيع كثيرة لها صلة بالاسلام والمسلمين. وصار واضحا ان التدخل في دارفور واحد من هذه المواضيع.
واخيرا:
ايدت غزو اميركا للعراق نسبة كبيرة من المثقفين العرب. وهاهم الآن لا يعرفون ماذا يفعلون، بعد ان غير الاميركيون انفسهم رأيهم في الموضوع. ورغم ان بعض القادة الاميركيين اعترفوا بالخطا، واعتذروا (مثل السناتور ادواردز، المرشح لرئاسة الجمهورية)، لم يجرؤ واحد من هؤلاء المثقفين العرب على الاعتراف بالخطأ، ناهيك عن الاعتذار.
والآن جاء دور المثقفين السودانيين الذين يؤيدون التدخل الاميركي في دارفور.
mohammadalisalih@yahoo.com
مممممممممممممممممممممممممممممم
وثائق سابقة:
1. تقرير المعهد الديمقراطي في واشنطن: مسح لأراء الشماليين والجنوبيين (2005)
2. تقرير المعهد الجمهوري في واشنطن: جهود احلال السلام في الجنوب (2005)
3. تقرير الخارجية الاميركية: خلفية مشاكل السودان (2005)
4. تقرير مجلس الامن السنوي عن السودان (سنة 2005)
5. محضر نقاش في الكونغرس عن قانون سلام دارفور (2005)
6. محضر نقاش في الكونغرس عن قانون محاسبة السودان (2005)
7. تقرير مجلس الامن السنوي عن السودان (سنة 2006)
8. تقرير معهد بروكنغز في واشنطن: الحماية الدولية وسيادة السودان (2006)
9. تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: تركيز السلام في الجنوب (2006)
10. محضر نقاش في الكونغرس عن دارفور (2007)
11. محضر نقاش في الكونغرس عن الجنوب.
12. كتاب "دارفور": الدور الاميركي.
13. كتاب "دارفور": "اولاد البحر" و "اولاد الغرب"
14. كتاب السفير الاميركي : "السودان: ارض وشعب"
15. محضر نقاش في الكونغرس: قتل البشير؟
16. نص قرار الكونغرس ضد جامعة الدول العربية.
17. فيلم عن الجنوبيين.
18. محضر نقاش في الكونغرس: مطار لقوات الناتو في تشاد.
19. تقرير صحافي: اليهود ودارفور.
20. نص قرار الكونغرس ضد الصين.
21. استفتاءات عن دارفور.
مممممممممممممممممممممم
Mohammad Ali Salih
مشاركات: 84
اشترك في: السبت 2007.6.16 6:35 pm
مكان: USA

سودانيون في اميركا (4): عبد الله على ابراهيم: واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوسط000

مشاركة بواسطة Mohammad Ali Salih »

سودانيون في اميركا (4): عبد الله على ابراهيم: واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوسط"

د. عبد الله على ابراهيم:

من الشيوعية الى الشريعة

قال: "العلمانيون مثل اغبياء ابرياء"

اعترف ب"الهزيمة"، ولم يعترف ب "الخطا"

واشنطن: محمد علي صالح

انتقد سوداني يعمل استاذا في جامعة اميركية العلمانيين المسلمين، وقال انهم "رفضوا الاعتراف بسقوطهم." ودافع عن الاسلامويين. واعلن انه هو، نفسه، "انهزم" امام الاسلامويين، بعد ان استقال من الحزب الشيوعي السوداني (كان مسئولا فيه).
وقال ان العلمانيين "مثل اغبياء ابرياء، يخدعون انفسهم بالاعتقاد بأن التطور لا يحتاج الى تضحيات كثيرة." واضاف: "بدلا من ان يفكروا تفكيرا عميقا في تصادم العلمانية مع الثقافة الاسلامية، لاموا كل شخص الا انفسهم على الخيارات السيئة التي اختاروها."
جاءت هذه الآراء في كتاب جديد اصدره د. عبد الله على ابراهيم، استاذ تاريخ مشارك في جامعة ميسوري الاميركية. اسم الكتاب: "هذيان مانوي: التجديد الاسلامي والقضائية الثنائية الاستعمارية في السودان."
ركز الكتاب على التطورات القضائية في السودان منذ سنة 1898 (عندما غزت بريطانيا السودان، مع مصر، وحولته الى مستعمرة بريطانية مصرية)، الى سنة 1985 (عندما سقطت حكومة الرئيس نميري العسكرية، بعد ان حكمت لست عشرة سنة).

من هو؟:

ولد ابراهيم سنة 1942 في القلعة، عمودية جيلاس، مركز مروي، في شمال السودان. ودرس الاولية في ابو حمد وعطبرة الجنوبية، ثم عطبرة الاميرية، ثم عطبرة الثانوية. ونال بكالريوس، وماجستير من جامعة الخرطوم، ودكتوراه من جامعة انديانا.
وعمل استاذا في جامعة الخرطوم، ثم زميلا في جامعة نورث ويستيرن الاميركية، قبل ان يلتحق بجامعة ميسوري.
ومن كتبه عن السودان: "العين الحارة للرباطاب" و "صراع المهدي والعلماء" و "الديمقراطية والثقافة في السودان" و "فرسان كنجرت: تاريخ الكبابيش" و "الشريعة والحداثة" و "النهضة والمقاومة في ممارسة الحزب الشيوعي".
وكتب ويكتب كثيرا في صحف سودانية كثيرة تحت عناوين مثل: "الذي يصلحك" و "لو كنت من مازن" و "مع ذلك."

اقسام الكتاب:

قسم ابراهيم الكتاب الى ستة اقسام:
الاول: بداية القوانين المدنية (البريطانية) التي وضعها البريطانيون. ثم "القانون المحمدي" الذي وضعوه بعد ان تأكدت لهم قوة العقيدة الاسلامية وسط السودانيين، واصرارهم على قانون شرعي يحكم قضاياهم الخاصة.
الثاني: نظامان قضائيان: تفاصيل مواجهات استمرت اربعين سنة تقريبا بين القضاء المدني والقضاء الشرعي، خاصة مراسلات هامة بين كبير القضاة (الشرعي) والسكرتير القضائي (المدني).
الثالث: ازهري وسياسة "الاذي الاخلاقي": سنوات ما بعد الاستقلال، وحكم الاحزاب السياسية، وميلها نحو اسلمة القوانين المدنية، والسير وراء شعار "الدستور الاسلامي".
الرابع: نميري و"العدالة الناجزة": ست عشرة سنة من حكم عسكري. مال، اولا، نحو اليسار. ثم اعتدل. ثم مال نحو اليمين. ثم مال اكثر عندما اعلن قوانين الشريعة.
الخامس: محمود محمد طه: الزعيم الديني صاحب "رسالة الاسلام الثانية" الذي اعدم (خلال حكم نميري) بتهمة الخروج عن الاسلام.
الخامس: حسن الترابي الذي قاد الاسلاميين لأكثر من عشرين سنة، حتى اوصلهم الى الحكم بعد انقلاب عسكري، وجعلهم يحكمون حتى الآن، لعشرين سنة اخرى تقريبا.
السادس: "القضاء الموحد" الذي اسسته الحكومة الاسلامية الحالية، وختمت مائة سنة تقريبا من المواجهة بين القضاء المدني (الاروبي)، والقضاء الشرعي (الاسلامي).

الشيوعية والشريعة:

اضاف ابراهيم الى هذه الفصول التاريخية مقدمة وخلاصة طويلتين (عشرين في المائة تقريبا من الكتاب)، فيها اراء مثيرة، ومعلومات شخصية.
في جانب المعلومات الشخصية، كتب عن انتقاله من الشيوعية الى الشريعة. وقال: "استقلت، في سنة 1978، من الحزب الشيوعي السوداني، بعد عشرين سنة تقريبا من العمل المكثف الذي آمل ان يكون جديرا بالتقدير. عملت كطالب نشط، وعملت في المجال الثقافي."
لماذا استقال؟
قال: "انتقدت عدم قدرة الحزب الشيوعي على التغلب على كارثة سنة 1971"، عندما قاد انقلابا فاشلا ضد حكومة نميري العسكرية، اليسارية في ذلك الوقت. وبعدها اعدم نميري عبد الخالق محجوب، سكرتير الحزب، و "الشخصية الجذابة، والقارئ الجيد، والمتكلم الجيد."
واضاف: "نظر الحزب الى نفسه كضحية، ولا يزال، ومال نحو الغضب المتزايد بدلا عن التأمل في نفسه."
ولهذا، فان "بحث الحزب عن الانتقام قلل من قدرته على ان يعود كحزب سياسي مختلف، كما كان. وفقد رغبته في دراسة نفسه، والعالم حوله. وصار حزبا عاديا يشترك في صراعات الصفوة المميتة."

والده النقابي:

في نفس سنة استقالة ابراهيم من الحزب الشيوعي، توفي والده. وكان ذلك سبب زيارته للمحكمة الشرعية، لاول مرة، لتسوية ورثة والده. وفتحت زياراته عينيه على شيئين:
اولا، مناظر الفقر والبؤس داخل المحاكم الشرعية: "اطفال منبوذون، وعائلات فقيرة، ونساء اسيرات زواجات لا يقدرن على الخروج منها الا بأذونات من ازواجهن."
ثانيا: نظرات الاستعلاء من جانب القضاة والمحامين المدنيين للقضاة الشرعيين. مثل عبد الله صالح، محامي (مدني)، وصديق منذ ايام المدرسة المتوسطة في عطبرة، و"شيوعي جيد." قال انه يحمل رخصة المثول امام المحاكم الشرعية، لكنه لم يفعل ذلك ابدا.
وفي السر، تحسر شيوعي سابق لشيوعي: "يا عبد الله، نحن مع الرجال والنساء الذين لا يحتاجون لمساعدتنا." لماذا لا نساعد البؤساء الذين ينتظرون من المحاكم الشرعية ان تنصفهم؟
واثر والد ابراهيم عليه. كان عاملا نقابيا في السكة الحديد في عطبرة. لكنه اصيب بخيبة امل من مؤامرات النقابيين والسياسيين، "حتى الشيوعيين." ولهذا، نصح ابنه ان يبتعد عن هؤلاء، وان يقدم نصائحه "من على منبر جامع".
وكأنه يعرف ان ابنه سيترك، يوما ما، الشيوعية ويتجه نحو الشريعة.

اعتراف بالهزيمة:

وقال ابراهيم ان الكتاب "فرصة لأن اعترف بهزيمتي على ايدي الاسلامويين. هزيمة بعد قتال طويل ضدهم عندما كنت نقابيا نشطا، وناشرا، وكاتب روايات، واكاديميا، وصحافيا، منذ ان دخلت جامعة الخرطوم في بداية الستينات."
وقال ان الكتاب فرصة "لاعيد ثقتي، كحداثي لا ينكر تغربه وراديكالته، في امكانية تحقيق وجود علماني داخل نظام اسلامي."
واتهم "العلمانيين المسلمين" بانهم "فشلوا فشلا واضحا" في تأسيس "تقليد علماني داخل الاسلام."
وقال ان الاسلاموية يمكن النظر اليها "كامتداد علماني اكثر من ان تكون معادية للعلمانية". وان التجديد الاسلامي يمكن النظر اليه "كنتاج للوطنية، ومرتبط بها ارتباطا قويا."

الدين والهوية:

واستشهد ابراهيم بآخرين انتقدوا العلمانيين:
اولا، حذر جون اسبسيتو (مدير مركز الدراسات الاسلامية والمسيحية في جامعة جورجتاون) من "انحياز العلمانيين" عند تحليلهم الاسلام وبقية الاديان، وقال ان كتابات بعض العلمانيين عن الاسلام صارت "مثل نعي، مثل تسجيل تاريخ شئ يموت."
ثانيا، قال ديفيد كوديل (مؤلف كتاب "نحو نظرية تحليل نفسي قانونية") ان العلمانيين ينظرون الى دور الدين في حياة الانسان وكأنه "انحياز يجب ان يوضع جانبا، بدلا من اعتباره دورا لابد منه."
ثالثا، كتب لويس برينار (مؤلف كتاب"الهوية الاسلامية والتغيير الاجتماعي في افريقيا جنوب الصحراء") عن عدم نزاهة العلمانيين الذين يكتبون عن الاسلام في افريقيا.
مممممممممممممممممممممممممممم

تعليق (1):
يوجد شئ اهم من الشيوعيين، والاسلاميين، والعلمانيين، وهو: "الحرية". لا تحتاج هذه الى نظريات وفلسفات. لأنها شئ بديهي، وفطري، وطبيعي. ولأن الانسان اما حر، او ليس حرا. لا يوجد شئ اسمه نصف حرية، او ربع حرية.

تعليق (2):
لهذا، لا يوجد فرق بين كل من يشترك في حكومات غير حرة، او يؤيدها، او يطبل لها: شيوعي، او اسلامي، او علماني. لكن، يوجد فرق بين هؤلاء، وبين الذي يعارضون هذه الحكومات الظالمة. (يوجد، حتى وسط الذين يعارضون، فرق بين الذي يعارض بقلبه، او بلسانه، او بيده، او بروحه، وذلك اعلى الايمان).

تعليق (3):
تفتح جنة الحرية ابوابها لكل من يغير رأيه، ويترك الحكومات الظالمة، ويترك التطبيل لها. لكن، لابد ان يعترف كل واحد من هؤلاء بالخطأ. ثم يتعهد بالا يكرره. ثم يعتذر عن اي ظلم ارتكبه. ثم يعوض عن ظلمه. ثم يطلب التوبة (لا يقدر على ان يتوب)، لأن سورة التوبة تقول: "واخرون اعترفوا بذنوبهم ... عسى ان يتوب الله عليهم."
IbrahimA@missouri.edu
mohammadalisalih@yahoo.com
مممممممممممممممممممممممممم
حلقات سابقة:
1. د. عبد الله النعيم: "مستقبل الشريعة".
2. د. الباقر مختار: "مشكلة دارفور".
3. د. عبد الله جلاب: "حكومة الانقاذ"

حلقات قادمة: دراسات اكاديمية كتبها سودانيون في اميركا، منهم:
1. د. عبد الله على ابراهيم.
2. د. سلمان سلمان.
3. د. اسامة عوض الكريم.
4. د. احمد خير.
5. د. احمد عثمان.
6. د. ابراهيم البدوي.
7. د. تاج السر حمزة.
8. د. اسماعيل عبد الله.
9. د. سيد داؤود.
مممممممممممممممممم
Mohammad Ali Salih
مشاركات: 84
اشترك في: السبت 2007.6.16 6:35 pm
مكان: USA

الحلم الاميركي والسودان (13): المعارضة من اميركا: واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوس

مشاركة بواسطة Mohammad Ali Salih »

الحلم الاميركي والسودان (13): المعارضة من اميركا: واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوسط":

على علاوي: من اميركا الى العراق الى اميركا

"اخلاقية اسقاط حكومة وطني بمساعدة الاجانب"

واشنطن: محمد علي صالح

انهي، مؤخرا، على عبد الامير علاوي، سياسي ومثقف عراقي، وكان وزيرا ثلاث مرات بعد الغزو الاميركي للعراق، جولة اميركية قدم فيها دعايات لكتابه الجديد: "احتلال العراق."
ظهر في تلفزيونات، وكتب في جرائد، وتكلم في اذاعات. ووصف كثير من الاميركيين كتابه بأنه يختلف عن غيره من الكتب الاميركية التي كتبت عن العراق، لأن كاتبه عراقي، واشترك في حكم العراق بعد الغزو. قالوا انه "انسايدر" (داخلي، يعرف تفاصيل كل الامور).
كان علاوي هنا (وفي بريطانيا) قبل الغزو الاميركي لبلاده، ودعا الاميركيين ليغزوا وطنه. ولهذا، عندما عاد الى اميركا مع كتابه، عاد وكأنه يحمل كشف حسابه.
لكن، لا يوجد على علاوي في كتاب علىعلاوي.
لم يشرح دوره. ولم يتحمل اي مسئولية عن ما حدث. بل انتقد السياسيين والمثقفين العراقيين (وكأنه ليس واحدا منهم). وقال انهم، بالاضافة الى اميركا، مسئولون عن الوضع الحالي الردئ في العراق.
يتنقل علاوي الآن بين العراق وبريطانيا واميركا. ويعمل مستشارا لنوري المالكي، رئيس وزراء العراق.
كان علاوي وزير التجارة، ثم وزير الدفاع، في اول حكومة عراقية بعد الغزو الاميركي، وهي الحكومة التي ترأسها ابن عمه اياد علاوي. ثم كان وزيرا للمالية في حكومة ابراهيم الجعفري السابقة. وهو ابن اخت احمد الجلبي، رئيس مجلس الحكم بعد الغزو. وقريب نوري بدران، وزير الداخلية في نفس الحكومة. و"صديقه العظيم" هو موفق الربيعي، مستشار الامن القومي لحكومة العراق الحالية.

من هو؟:

قضى علاوي اكثر من نصف عمره خارج العراق.
ارسلته عائلته الغنية الى بريطانيا للالتحاق بمدرسة ثانوية (في سسكس). ثم جاء الى الولايات المتحدة ليدرس في معهد ماساجوستس للتكنولوجيا (ام آى تي)، حيث نال بكلاريوس الهندسة. ثم في جامعة هارفارد، حيث نال ماجستير ادارة اعمال. ثم عمل في البنك الدولي. ثم تركه، وانتقل الى المجال الاقتصادي الخاص:
في سنة 1978، اسس المجموعة العربية الاقتصادية العالمية. وفي سنة 1992، اسس مجموعة "فيزا" الاستثمارية. وفي سنة 1999، عمل استاذا في جامعة اكسفورد. حتى الغزو الاميركي للعراق، حيث عاد الى وطنه، وصار وزيرا.

فصول الكتاب:

كتب علاوي كتابا عملاقا (516 صفحة)، عرض فيه تاريخ العراق منذ الغزو الاميركي. وهذه عناوين فصول الكتاب:
الغزو. سلطة الاحتلال. تصفية حزب البعث. مجلس الحكم. آية الله السستاني. كتابة الدستور. كراهية طائفية. حكومة انتقالية. عرب وفرس. الانتخابات. الفساد. حكومة الجعفري. المستقبل.
لكن، لم يذكر علاوى اسمه مرات كثيرة في كتابه. رغم مناصبه الهامة خلال ثلاث سنوات تقريبا. كتب جملتين عن نفسه عندما صار وزيرا للتجارة. وثلاث جمل عندما صار وزيرا الدفاع. وجملتين عندما صار وزيرا للاقتصاد.
وبدأ وكأنه كان متفرجا خارجيا.
بل، احيانا، بدأ وكأنه "برئ"، او "ساذج" (استعمل الكلمة الاخيرة).
وانتقد كل انسان آخر تقريبا الا نفسه.
ولم يعترف بأنه اخطأ في تأييد الغزو، ناهيك عن ان يعتذر.
وبدأ كتابه وهو "مناضل"، وانهاه وهو "مناضل".
اين على علاوي في كتاب على علاوي؟
يجده الذي يقرأ مقدمة الكتاب، وهي اربع صفحات فقط.

بداية "النضال":

قال، في مقدمة الكتاب، انه كان يريد ان يعود الى وطنه بعد ان اكمل دراسته الجامعية في اميركا.
لكن، "عاد حزب البعث الى الحكم سنة 1968، ووضع نهاية لآمالي بالعودة الى العراق. وتوقعت ان حزب البعث سيحكم العراق بقبضة حديدية. لكن، كان الحزب عنيفا ودمويا اكثر مما توقعت."
واضاف: "هكذا بدأت لجوءا سياسيا استمر اكثر من ثلاثين سنة."
ومثل الآلاف من مثقفي الدول العربية والاسلامية الذين يتركون بلادهم، ويجيئون الى الغرب، عاني علاوي من اشياء كثيرة، وكتب:
اولا، "لم اتوقف يوما ما من التفكير في وطني."
ثانيا، "قاسيت من المنفى، والظلم، والتيه."
ثالثا، "ما كنت اعرف كم سيطول المنفى."
وقال ان المنفى "جعل العقل كئيبا وسوداويا". واعترف بأنه "لم يفقد كثيرا" في حياته، ولم "يتأذي ويجبر على التنقل". (لأنه كان مرتاحا ماليا، لأنه كان خبيرا في البنك الدولي، ثم صاحب بنوك وشركات استثمارية عالمية).
لكنه، رغم ذلك، عاني من "قلة الاحتمالات، وانخفاض الخيارات، وضيق الفرص، وعدم وجود اكثر من طريق."

المعارضة من الخارج:

قال علاوي انه كان يعرف ان العراق اكثر حظا من دول عربية كثيرة. لكنه تمنى لو "كان احسن من ذلك".
وكان يعرف ان العراق، مثل دول عربية اخرى، يمر بمرحلة "ثورية" تاريخية متطورة (بالمقارنة مع دول لا تزال "تقليدية"). لكنه قال ان تجربة العراق "الثورية"، مثل تجارب دول عربية تشبهه، كانت "كارثة".
خلال ثلاثين سنة في البنك الدولي، ثم في بنوك وشركات استثمارية، قال: "ظللت اعارض صدام حسين."
لكنه اعترف بأنه لم يقدر على الجمع بين معارضة حكومة وطنه معارضة حقيقية وفعالة، وبين الجري وراء المال خارج وطنه. وذلك لأنه عمل، خلال الثمانيات وقبل غزو العراق للكويت، في بنوك وشركات استثمارية في دول خليجية "كانت حليفة استراتيجية" لحكومة العراق. وقدمت للعراق بلايين الدولارات لمساعدته في حربه ضد ايران.
وطبعا، ولهذا، لم يعارض علاوي حكومة وطنه معارضة حقيقية خلال تلك الفترة. ولا حتى عندما غزا العراق ايران. ولا حتى عندما غزى العراق الكويت. ولا حتى عندما طردت اميركا العراق من الكويت.
بل وانتقد اميركا لأنها لم تغزو وطنه، وتعزل حكومته في ذلك الوقت، وقال انه "لن يغفر" لاميركا لهذا السبب.

الاغراء الاميركي:

لكن، عاد علاوي، ورحب بدور اميركا للمساعدة على التخلص من حكومة صدام حسين. وخاصة بعد هجوم 11 سبتمبر الذي زاد غضب الاميركيين على المسلمين والعرب.
لم يقل انه، وزملاءه، "جاءوا" الى اميركا، و"طلبوا" مساعدة الاميركيين. قال ان الاميركيين هم الذين دعوهم الى هنا، وعرضوا عليهم مساعدتهم. وقال: "تقربت الينا السفارات الغربية والاعلام الغربي. وكان بعضنا محظوظا، وتسلم رمز الاعتراف الاعظم: زيارة البيت الابيض."
واضاف: "لكننا لم نكن قادرين على تهديد حكومة العراق (ناهيك عن اسقاطها). لم نكن نقدر على ان نفعل ذلك بمفردنا. ظللنا ننتظر ما ستفعل واشنطن ولندن."
قال انه كان في لندن يوم سقطت بغداد، و"شاهدت الاحداث في التلفزيون ... وشاهدت الفوضى تعم العراق." وكان، لهذا، "عكس زملائي الطموحين الذين سافروا الى العراق، وبدأوا في المناورات والالاعيب."
لكن، "تغير احساسي هذا سريعا، والسبب هو صديقي العظيم، وحليفي، موفق الربيعي. ذهب الى مجلس الحكم في العراق، واقترح عليهم اسمي وزيرا. وقال لي: "سأجعلك وزيرا للتجارة." وسألني، وهو الرجل الجاد: "هل تريد؟ او لا تريد؟" صمت، وفكرت، وترددت. ثم قلت له: "نعم."
وقال علاوي: "لا اعرف لماذا قلت نعم. لم يكن السبب هو انني طموح. ولا انني احب السلطة. ولا انني احب الحكم. انا متأكد من ذلك. كان السبب هو "القدر". وقلت انني ما دمت قضيت اربعين سنة اعاني مما عاني العراق، جاء وقت العمل."

غزو اخلاقي؟

وتفلسف علاوي في اخلاقية الغزو الاميركي. قال: "اقتنعت باخلاقية اسقاط الحكومة الدكتاتورية بمساعدة الاجانب." وسأل: "هل هناك اي سبب آخر يجعل الانسان يؤيد احتلال بلده؟"
لكنه اصيب بخيبة امل عندما وصل الى بغداد. وشاهد "طبيعة العراق الفوضوية، والعواطف المتطرفة." وقال لنفسه: "سينهار كل شئ، وسينهار معه تأييد الاخلاقي للغزو الاميركي." وقال: "شرحت ذلك لكل انسان. لكنكم كانوا كلهم مشغولين بخدمة مصالحهم الخاصة."
وانتقد ثلاثة اشياء:
اولا، "تناقضات المشروع الاميركي".
ثانيا، "ارتشاء، وعجز، ونفاق الطبقة السياسية الجديدة".
ثالثا، "التناقض" بين الجانبين.
قال علاوي انه وصل الى هذه القناعة بعد نهاية منصبه الاول كوزير للتجارة. لكنه لم يغادر العراق، ويعود الى اميركا وبريطانيا. بل بقي، وصار وزيرا مرة اخرى. وقال انه اعتقد ان الانتخابات "ستقضي على اخطاء الاحتلال". ولم يقل ان الانتخابات اجريت في ظل الاحتلال.

وزارة جديدة:

مثلما قال علاوي ان موفق الربيعي هو الذي عرض عليه وزارة التجارة بعد الغزو، قال: "وجدت نفسي في قائمة المرشحين في الانتخابات. وانتخبت عضوا في المجلس الوطني الانتقالي." وكأنه لم يضع اسمه، وكأنه لم يشترك في الدعاية الانتخابية لنفسه، وكأنه لم يكن سعيدا وفخورا بذلك.
لماذا قبل وهو الذي اصيب بخيبة امل؟
قال: "كنت اريد ان اشترك في كتابة الدستور الدائم." لكنه اعترف: "ربما كنت ساذجا عندما اعتقدت ان كل العراقيين سيتفقون على ترك خلافاتهم، وعلى فتح صفحة جديدة." وفي الحقيقة، "لم يختاروني في لجنة الدستور."
ثم عرضت عليه وزارة المالية. ومرة اخرى، كان علاوي حريصا على ان يقول انه لم يطلب الوزارة، لكنها عرضت عليه. وهو وافق.
لماذا قبل، وكانت تلك ثالث فرصة له ليترك العراق، ويعود الى بريطانيا او اميركا؟ قال: "ضغطوا علي."
لكن، مع الوزارة جاءت المسئولية، وجاء الخوف والخطر. وتعرض لمحاولات اغتيال كثيرة. في واحدة منها، هجم انتحاري على حرسه الخاص، وقتل ثلاثة، وجرح ستة جروحا بالغة.

موسم الهجرة:

صار واضحا ان علاوي خاف من الموت. وكتب: "حتى اليوم، يزن في اذني صوت البنادق الاتوماتيكية التي اطلقها حراسي على الذين حاولوا اغتيالي." وصار واضحا ان ايامه في وطنه لن تطول.
وكتب في نهاية مقدمة الكتاب: "اقتربت نهاية سنواتي في العمل السياسي. وفقدت اي امل في الجو العغن في ما يسمى بالعراق الجديد."
لكن، كان هناك سبب اهم، وهو: "اكتسح الاسلاميون الانتخابات، بعد ان استغلوا في ذكاء موقف أيه الله السستاني." وقال انه، لهذا، لم يطمع في منصب وزاري (كانت ستكون الوزارة رقم اربعة).
واضاف: "على اي حال، ربما ما كانوا سيختاروني".
ولهذا، عاد الى لندن ليكتب كتابه.
ما هو رأيه في الحكومة الحالية التي لا يعمل فيها وزيرا (لكنه يعمل مستشارا)؟ كتب: "الحكومات التي عملت فيها وزيرا كانت احسن منها."
(عن "الشرق الاوسط" بتصرف).
ممممممممممممممممممممممممممممممم
تعليق (1):
يحس كل سوداني يعارض حكومة وطنه من اميركا باحاسيس علاوي:
اولا، "لم اتوقف يوما ما من التفكير في وطني." ثانيا، "قاسيت من المنفى، والظلم، والتيه." ثالثا، "ما كنت اعرف كم سيطول المنفى." ويبحث كل سوداني معارض عن تبرير علاوي الاخلاقي الآتي: "اقتنعت باخلاقية اسقاط الحكومة الدكتاتورية بمساعدة الاجانب ... هل هناك اي سبب آخر يجعل الانسان يؤيد احتلال بلده؟"

تعليق (2):
لكن، اسقط السودانيون مرتين حكومة عسكرية بدون اي مساعدة من الخارج. اسقطوها اول مرة بداية من جامعة الخرطوم، عندما هتف طلابها: "الى الثكنات ياعبود." واسقطوها ثاني مرة بداية من المحطة الوسطي، عندما هتف الشماسة: "يا نميري يا جبنان، الشماسة في الميدان."
بالعكس، فشل السودانيون مرتين في اسقاط حكومة عسكرية عندما استعانوا بالاجانب: فشلوا عندما زحفت قواتهم من ليبيا بمساعدة ليبيا (سنة 1976). وفشلوا عندما زحفت قواتهم من اريتريا بمساعدة اريتريا واميركا (سنة 2004).

تعليق (3):
يظلم السوداني الذي يعارض من اميركا السوداني الذين يعارض من داخل السودان. وذلك لأن المعارض من الداخل يخاف على نفسه، ووظيفته، وراتبه، ورزق اولاده، وايجار منزله، قبل ان يرسل برقية احتجاج الى الحكومة العسكرية.
ويظلم الاميركيين الذين يعيش وسطهم. وذلك لأنهم رحبوا به، وساعدوه، واعطوه اقامة دائمة، وجنسية، وجواز سفر. ولا يريدون ان يورطهم في مشكلة في بلد بعيد لا يعرفونه. ولا يريدون ان يضحوا باموالهم ودمائهم في سبيل قضية ليست قضيتهم. ولا يفهمون لماذا لا يضحي هو بماله ودمه.
mohammadalisalih@yahoo.com
مممممممممممممممممممممممممممم
.
Mohammad Ali Salih
مشاركات: 84
اشترك في: السبت 2007.6.16 6:35 pm
مكان: USA

سودانيون في اميركا (5): سلمان محمد احمد سلمان: واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوسط

مشاركة بواسطة Mohammad Ali Salih »

سودانيون في اميركا (5): سلمان محمد احمد سلمان: واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوسط"

سودانيون في اميركا (5):

سلمان محمد احمد سلمان:

كيف ستقسم ماء النيل اذا انفصل الجنوب؟

وماذا سيحدث للاتفاقية مع مصر؟

واشنطن: محمد علي صالح

حذر خبير سوداني في قوانين المياه من مزيد من التعقيدات في العلاقات بين شمال السودان وجنوبه بسبب الموارد المائية، اذا انفصل الجنوب.
وحذر د. سلمان محمد احمد سلمان، مستشار قوانين المياه في البنك الدولي، بأن انفصال الجنوب، اذا حدث، سيخلق مشاكل كثيرة، منها تقسيم مياه النيل بين الدولتين، ومستقبل قناة جونقلي.
في جانب، ربما يري الشماليون ان التقسيم يجب ان يقتصر على مياه النيل الابيض فقط لأنها تمر عبر الجنوب، وليس مياه النيل الازرق لأنها تأتي من اثيوبيا. في الجانب الآخر، ربما يرى الجنوبيون ان تقسيم ثروة البلاد الوطنية يجب ان يأخذ في الاعتبار مياه النيل الازرق وروافد نهر النيل الاخرى.

من هو؟:

ولد سلمان في رفاعة، سنة 1948، ودرس في مدارس رفاعة الاولية، والمتوسطة، والثانوية. ونال بكالريوس القانون من جامعة الخرطوم، وماجستير ودكتواره القانون من جامعة ييل (في ولاية كونيتيكت).
عمل استاذا في كلية القانون في جامعة الخرطوم، ثم خبيرا قانونيا في الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (ايفاد) في روما، ثم في البنك الدولي منذ سنة 1983.
وهو احد المدراء في المنظمة الدولية لمصادر المياه (رئاستها في جامعة مكغيل، في كندا)، وعضو في منظمات وهيئات دولية كثيرة منها الاكاديمية الدولية للمياه (رئاستها في اوسلو، في النرويج)، وكذلك لجنة مصادر المياه التابعة لهيئة القانون الدولي (رئاستها في لندن).
كتب واشترك في كتابة تسعة كتب، ترجم بعضها الى اللغات العربية، والانجليزية، والفرنسية، والروسية، والصينية. وكتب حوالي اربعين مقالا نشرت في دوريات عالمية، او كفصول في كتب. وتتعلق كتاباته هذه بقوانين المياه الوطنية والدولية، وسياسات ومؤسسات ونزاعات المياه.
متزوج وعنده ثلاث بنات. ويهوى القراءة والكتابة والسباحة (وليس فقط لتخصصه في المياه). ماذا يعنى له السودان بعد ان ظل في اميركا كل هذه السنوات؟ قال: "يعني شيئا كبيرا جدا، بدليل ان عائلتي ظلت في السودان للست سنوات الاخيرة، بينما اعمل انا هنا في واشنطن. لكنى ازور السودان كثيرا، ربما ما جملته سنتين خلال الست سنوات الاخيرة."

"زي المويه":

لاحظ سلمان، بعد سنوات كثيرة من التخصص في قوانين الماء، عدم تقدير الناس بصفة عامة، والسودانيين بصفة خاصة، لأهمية المياه. واشار الى اقوال سودانية، مثل: "امتحان مويه" و "ود المويه" (الذي لا يلتزم بشئ معين). والى المقررات المدرسية التي تصف الماء بأن "لا طعم، ولا شكل، ولا لون، ولا رائحة لها". وقال انه وصف سلبي، واشار، في الجانب الآخر، الى الآية القرآنية الكريمة: "وجعلنا من الماء كل شئ حي." والتي تعطي المياه مكانها الحقيقي في الحياة.
وقال ان الناس، في كل مكان، لا يقدرون اهمية المياه، رغم انها اساس الطعام والشراب والنظافة ومصدر الطاقة، ووسيلة مواصلات، ومخزن مخلفات ونفايات. ومنها الاسماك والاحجار الكريمة، وتشكل الحدود بين دول، وبين ولايات داخل دول، وفيها يترفه الناس بالسباحة، والتجديف، والزوارق، ويغتسلون، ومنهم من يعتبر الماء مقدسا (مثلما في الهند).
وهي ايضا مصدر الهام للكتاب والشعراء والفنانين. وبسبب التحديات الكبيرة التي تواجه المياه، قررت الامم المتحدة، مؤخرا، ان يكون يوم 22 مارس من كل سنة "يوم الماء العالمي" لزيادة توعية الناس بأهمية الماء.

"الكرة المائية":

وقال ان 70 في المائة من الكرة الارضيه ماء، و30 في المائة ارض. ولهذا، يتندر خبراء الماء بأنها يجب ان تسمي "الكرة المائية". تشكل نسبة 97 في المائة ماء مالحة. وتبقى نسبة ثلاثة في المائه عذبة.
لكن، توجد نسبة 99 في المائة من هذا الماء العذب مجمدة في القطبين الشمالي والجنوبي. او في احواض جوفية عميقة لا يمكن الوصول اليها حاليا.
وبالتالي، تشكل نسبة اقل من واحد من عشرة من واحد في المائة الماء الصالح للشرب.
تدور هذه النسبة الصغيرة دورتها الطبيعية: تتبخر، وتصير سحابا، وتمطر، وتعود الى البحر او باطن الارض، ثم تتبخر او تتسرب مرة اخرى، ولا تزيد ولا تقل، "حتى يرث الله الارض وماعليها."

المياه المشتركة:

هناك 300 نهرا تتقاسم ماءها دولتان او اكثر:
تتقاسم 16 دولة نهر الدانوب، و10 دول نهر النيل، و9 دول نهر الكونغو، و8 دول نهر زمبيزي، و8 دول نهر الامازون، على سبيل المثال.
لكن، لا توجد اتفاقيات دولية تنظم هذه التقسيمات.
ومياه النيل مثال لذلك: وقعت دولتان فقط (السودان ومصر) من عشرة دول على اتفاقية، سنة 1959. لكن، تواجه هذه الاتفاقية بعض المشاكل:
تحصل مصر على نسبة اكبر من الماء دون غيرها. وتستعمل مبدأ"الحقوق المكتسبة" (تملك نصيبا اكبر لأنها ظلت تفعل ذلك). ولا تخفي بقية الدول رفضها لذلك، وتفضل مبدأ "الانتفاع المنصف المعقول".
ولأول مرة، وفي سنة 1997، اتفقت دول العالم على معاهدة للمياه المشتركة. وافقت على الاتفاقية 103، وصدقت عليها 15 دولة فقط. وعارضت بعض الدول، منها:
الصين (لأن انهارا تنبع هناك، وتنساب الى دول مجاورة). وتركيا (لأن نهري دجلة والفرات ينبعان فيها، وينسابان الى العراق وسوريا). وبورندي (لأن فيها تتجمع اول قطرات نهر النيل).
وتحتاج الاتفاقية الى مصادقة 35 دولة. وبالتالي، لم تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ بعد.
وبسبب وجود عدم مساواة في تقسيم المياه، ظهر شعار حقوق الانسان المائية. وظهرت محاولات ضمان الحقوق المائية للطبقات الفقيرة والمعدمة والمهمشة. ويختص احد كتب سلمان بمسألة حقوق الانسان المائية.

زيادة السكان:

وقال سلمان انه لابد من آليه لحسم الخلافات بين الدول حول الماء، خاصة لأن عدد سكان العالم يرتفع بنسب متزايدة. كانوا بليون ونصف بليون قبل مائة سنة، وهم الأن يفوقون الستة بلايين، وسيكونون تسعة بلايين سنة 2050.
تعاني ثمانون دولة نقصا حادا في الماء. وتعاني نصف المياه الصالحة للشرب من التلوث. ويموت سبعة مليون شخص، كل سنة، من امراض لها صلة بالماء، مثل الملاريا، والبلهارسيا، وامراض المعدة.
وتأتي، بالاضافة الى هذا كله، الموجة الحرارية، والتصحر، والجفاف: توجد انهار لم تعد تصل الى بحار. وتوجد بحار وبحيرات انخفضت احجامها، مثل بحيرة تشاد (بنسبة خمسين في المائة عما كانت عليه سنة 1950)، ومثل بحر آرال (بنفس النسبة).
وتتعقد المشكلة لأن هناك دولا تستهلك نسبا اعلى من الماء بالمقارنة مع عدد سكانها. يستهلك الاميركي 90 جالون في اليوم، ويستهلك الاروبي 53 جالون، ويستهلك الافريقي خمسة جالونات فقط.
ويستهلك الاسرائيلي خمسة اضعاف ما يستهلك الفلسطيني.

مياه السودان:

وحذر سلمان من "صورة قاتمة" تهدد الامن المائي في السودان.
وقال ان النيل الازرق يحمل 52 بليون متر مكعب من الماء سنويا، والنيل الابيض 30، ونهر عطبرة 12. ويفقد التبخر في السد العالي 10، ويفقد انتقال الماء 10، ويبقى 74. وحسب اتفاقية سنة 1959، ينال السودان 18.5، وتنال مصر 55.5.
لكن، هناك عدة عوامل تؤثر على استعمال هذه الكميات، منها: ازدياد السكان، والطمى، والتلوث.
في سنة 1956، كان سكان السودان 12 مليون شخص، وهم الآن 40 مليون. وكان سكان الخرطوم ربع مليون، وهم الآن قرابة 10 مليون. وزادت النفايات والتلوث. وزاد الزحف الصحراوي، والتغييرات المناخية، وتدهور مستوى ادارة المياه.
واشار سلمان الى اخبار نشرت مؤخرا في صحف سودانية تؤكد ذلك:
قال خبر في جريدة "السوداني": "تعاني بورتسودان من نقص حاد في ماء الشرب والامداد الكهربائي، مما عطل الحركة التنموية فيها، ودفع بعدد من سكانها للهجرة منها. وقال خبر آخر في نفس الجريدة: "قررت هيئة المياه بولاية نهر النيل ايقاف ضخ مياه الآبار في شبكة الدامر بعد تصاعد شكوى المواطنين بوجود رائحة كريهة وكائنات دقيقة ترى بالعين المجردة."
وظهر التصحر كواحد من اسباب مشكلة دارفور "بدون التقليل من العوامل الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية."
واشار سلمان الى مشكلة اخرى، وهي ضعف الطاقات المؤهلة لادارة وتخطيط المشاريع المائية: ضعف الامكانيات التكنولوجية، وغياب المعلومات الدقيقة.

خزانات قديمة وجديدة:

وقبل الكلام عن خزانات جديدة في السودان، تكلم سلمان عن الخزانات القديمة، والتي تعاني من نقص في قدرتها على تخزين الماء (بسبب تراكم الطمي)، وقدرتها على توليد الكهرباء (بسبب الطمي ومشاكل فنية):
1. سنار (بنى سنة 1925): فقد اكثر من نصف طاقتي التخزين والتوليد.
2. خشم القربة (سنة 1964): فقد اكثر من نصف طاقتي التخزين والتوليد.
3. الرصيرص (سنة 1966): فقد اكثر من نصف طاقتي التخزين والتوليد.
4. جبل اولياء (سنة 1937): لتخزين الماء فقط، وفقد دوره بعد بناء السد العالي، ويعاني من مشكلة التبخر، وهناك فكرة لتوليد الكهرباء منه.
وعن الخزانات الجديدة، اشار سلمان الى خزان مروي (الشلال الرابع) الذي يكلف بليوني دولار تقريبا. وقال انه يواجه مشاكل مثل: اعادة توطين سكان المنطقة التي ستغمرها الماء. واغراق الآثار التاريخية. والمشاكل البيئية.
وقال ان هناك سدودا مقترحة على نهر النيل، مثل: كجبار (الشلال الثالث، وحيث اشتبكت الشرطة مع مواطنين معارضين، وقتلت عددا منهم). وسد دال (الشلال الثاني). وعلى نهر عطبرة: بردانة، والرميلة، كمحاولتين لحل مشكلة خزان خشم القربة، وذلك بحجز الطمي. "لكن، يقول خبراء ان الامل في اعادة طاقة خشم القربة ضعيف."

مستقبل العلاقات بين الشمال والجنوب:

قال سلمان ان اتفاقية نيفاشا (سنة 2005) التي اوقفت الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب) وضعت موضوع المياه المشتركة تحت مسئولية الحكومة المركزية. واذا انفصل الجنوب، ستكون هناك احد عشرة دولة تشترك في ماء النيل. وستثار من جديد، وبطريقة اكثر الحاحا اتفاقية سنة 1959 بين السودان ومصر.
وقال سلمان ان هناك عدة اسئلة ستثار: ماذا سيكون وضع الاتفاقية؟ كيف ستقسم الماء مع حكومة الجنوب المستقل؟ ما هو مستقبل قناة جونقلي؟
وقال ان هناك ايجابيات لقناة جونقلي، منها: تخفيض التبخر، وتخفيص امراض مثل الملاريا، وزيادة المياه المتوفرة. ولكن هناك، ايضا، المشاكل البيئية، ومشاكل المجموعات التي ستتاثر بالقناة.
توقف العمل في القناة مع بداية التمرد الاخير، ودمرت الاليات التي كانت تستخدم في حفرها.
وقال سلمان ان رسالة دكتوراه جون قرنق، زعيم جنوب السودان الراحل، كانت عن القناة. وان طرح قرنق ركز على ان تكون القناة مشروعا لتنمية المنطقة ومعالجة مشاكل التخلف والفقر فيها، وليس فقط لنقل المياه الى الشمال ومصر.
واخيرا، قال سلمان: "بدات دول حوض النيل تهتم اكثر بماء نهر النيل، مع كل الدلائل السياسية والاستراتيجية والجغرافية. واذا انفصل الجنوب، سيزيد المسالة تعقيدا."
ممممممممممممممممممممممممم
ssalman@worldbank.org

mohammadalisalih@yahoo.com

مممممممممممممممممممممممممم
حلقات سابقة:
1. د. عبد الله النعيم: "مستقبل الشريعة".
2. د. الباقر مختار: "مشكلة دارفور".
3. د. عبد الله جلاب: "حكومة الانقاذ"
4. د. عبد الله على ابراهيم: "من الشيوعية الى الشريعة".
ممممممممممممممممممممممممممم

حلقات قادمة: دراسات اكاديمية كتبها سودانيون في اميركا، منهم:
1. د. سلمان محمد احمد سلمان.
2. د. اسامة عوض الكريم.
3. د. احمد خير.
4. د. احمد عثمان.
5. د. ابراهيم البدوي.
6. د. تاج السر حمزة.
7. د. اسماعيل عبد الله.
8. د. سيد داؤود.
مممممممممممممممممم
Mohammad Ali Salih
مشاركات: 84
اشترك في: السبت 2007.6.16 6:35 pm
مكان: USA

كتاباتي في صحف اميركية (3): "الله اكبر" في اميركا: واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاو

مشاركة بواسطة Mohammad Ali Salih »

كتاباتي في صحف اميركية (3): "الله اكبر" في اميركا: واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوسط"

“International Herald Tribune”
A BOMB IN MY BRIEFCASE?
“ALLAHU AKBAR” IN AMERICِِA

By Mohammad Ali Salih
Tuesday, July 24, 2007

"انترناشونال هيرالد تربيون":

قنبلة في حقيبة اوراقي؟

"الله اكبر" في اميركا

يبدو ان المسئولين عن الامن في اميركا يعتقدون بأن اي هجوم ارهابي يقع في بريطانيا سيتكرر هنا:
في البداية، اعتقل البريطاني صاحب الحذاء الملغوم (وبالتالي، بدأت شرطة المطارات الاميركية تفتش احذية كل المسافرين). وفي السنة الماضي، شكت الشرطة البريطانية في مسافرين يحملون سوائل وحليب اطفال (وبالتالي، منعت شرطة المطارات الاميركية السوائل والادوية وحليب الاطفال). وهذه السنة، استعمل اطباء مسلمون يصيحون "الله اكبر" انابيب غاز في سيارات لتفجير مطارات في بريطانيا.
انا لست طبيبا. لكني، كل صباح، ارتدي بدلة واحمل حقيبة اوراقي، واذهب الى المكتب. ماذا سيحدث في واشنطن اذا اعتقلت الشرطة في لندن شخصا يرتدي بدلة، ويحمل حقيبة اوراق فيها متفجرات؟
قبل يوم من احتفال عيد الاستقلال الاميركي (الرابع من يوليو)، ذهبت مع عائلتي الى مطار بولتيمور (القريب من واشنطن العاصمة)، لاستقبال بنتي، الطالبة الجامعية، التي كانت عائدة من المانيا، ومعها صديقة المانية. شاهدنا، في الطريق نحو المطار، لافتات تقول: "بلغوا الشرطة عن اي نشاطات مشبوهة." وعندما وصلنا الى المطار، كانت الشرطة في كل مكان، واوقف واحد سيارتنا، ونظر في داخلها سريعا، ثم سمح لنا بأن ندخل المطار.
قضت البنت الالمانية وقتا اطول من بنتي مع شرطة الجوازات. قالت انهم صوروها، واخذوا بصمات اصابعها، وسألوها اسلحة كثيرة عن اسباب زيارتها لأميركا. وقالت: "لا اصدق هذا. صار الاميركيون يخافون من اي شئ. نعم، هناك خوف في المانيا، لكنه اقل كثيرا من هنا."
يوم احتفال عيد الاستقلال، جمعت حاجيات شواء خارجي، لكني ترددت في الذهاب الى متجر "هوم ديبو" لشراء انبوبة غاز. والسبب هو ان الجرائد كانت نشرت ان الشرطة اتصلت بالمتاجر والمخازن، لمراقبة الذين يشترون انابيب غاز، او سمادا، او اي اشياء يمكن ان تستعمل لصناعة متفجرات او قنابل.
ويوم الاحتفال، ايضا، استعد اولادي واصدقاؤهم للذهاب الى الميدان الرئيسي في واشنطن لمشاهدة الالعاب النارية. سالتهم، في تندر: "هل في السيارة مواد تثير الشبهات؟ هل تنبعث من السيارة رائحة متفجرات؟ هل فيها اسلاك وبطاريات وساعات؟" سألتهم هذه الاسئلة لأن الجرائد كانت نشرت بأن الشرطة تراقب مثل هذه السيارات خوفا من ان يكون فيها ارهابيون يريدون تفجير مكان الالعاب النارية والاحتفالات.
عندما تركت المنزل الى مكان شراء انابيب الغاز، سمعت في راديو السيارة نقاشا عن مسلم من المغرب اعتقل في ولاية فلوريدا لأنه كان يصرخ "الله اكبر"، وهدد بتفجير عمارة مكتبية، وكان صوت اغاني عربية ينبعث من راديو سيارته.
(فيما بعد، اعلنت الشرطة ان الرجل لم يكن يحمل قنبلة، وانه كان متوترا بسبب مشكلة مع صديقته).
انا لا اصرخ "الله اكبر". لكني اكرر "الله اكبر" في هدوء، ليلا ونهارا، طالبا الطمأنينة.
ونعم، في سيارتي اقراص اغاني عربية. وفيها، ايضا، اقراص من القرآن الكريم. وفيها، ايضا، اقراص من الكتاب المقدس. وكتيب واوراق من كنيسة عربية في ضاحية "بيرك" التي اسكن فيها، ذهبت اليها، لأول مرة، بعد ان تلقيت دعوة في البريد. وسلمت على مسيحيين عرب فيها، وجلست معهم، وتحدثنا في امور الدين والدنيا.
لهذا، قلت لنفسي، في هذا الجو المخيف: اذا سمعني اي انسان اردد "الله اكبر"، او اذا سمع صوت اغنية عربية، او صوت القرآن الكريم من داخل سيارتي، سأسرع واخرج اقراص الكتاب المقدس، واخرج الكتيبات المسيحية، لابرهن على اني لست اسلاميا متطرفا.
في اليوم التالي لاحتفال عيد الاستقلال، سألت اولادي واصدقائهم عن ماحدث. قال واحد انه غير رايه ولم يذهب الى الاحتفال، ليس خوفا من الارهابيين، ولكن لأن اجراءات الشرطة افسدت روح الاحتفال. وقال ثاني ان الناس في ركن معين سمعوا صوت انفجار وظنوا انه قنبلة، وهربوا. وقال ثالث ان بنتا كانت تحمل جهازا الكترونيا تنبعث منه ارقام الكترونية، واعتقد بعض الناس القريبين منها انه قنبلة، وهربوا من المكان.
توضح كل هذه الامثلة ان الاجراءات الامنية تسبب، احيانا، خوفا اكثر من الخوف الذي تريد معالجته.
طبعا، لابد ان تتخذ الشرطة كل الاجراءات الامنية المطلوبة. لكن، تبدو بعض هذه الاجراءات مبالغ فيها:
اولا، ستكون هناك، دائما، اعمال عنف، وقتل، وارهاب.
ثانيا، لن يأتي يوم تعلن فيه شرطة مقاومة الارهاب ان الارهاب انتهى، وان عليها ان تسرح نفسها.
ثالثا، يزيد الرئيس بوش خوف الناس عندما يكرر ان الارهابيون سيأتون الى اميركا اذا لم تهزمهم القوات الاميركية في العراق وافغانستان.
بل تحدث في خطابه في عيد الاستقلال عن "الحرب ضد الارهاب. حرب من نوع جديد. حرب طويلة وصعبة."
وهكذا، صار واضحا ان الرئيس بوش والسياسيين الاميركيين يخوفون الاميركيين، ثم يتعهدون بحمايتهم، لكسب اصواتهم في الانتخابات. ولهذا، زادت شكوكي في نوايا السياسيين الاميركيين. وزاد احتقاري لبعضهم. وزادت اقراص القرأن الكريم والكتاب المقدس في سيارتي، وزادت زيارتي للمساجد والكنائس بحثا عن الطمأنينة، وبحثا عن الامن الحقيقي.
mohammadalisalih@yahoo.com

مممممممممممممممممممممممممممممم
حلقات سابقة:
1. "واشنطن بوست": عندما ارعبني الامن الاميركي.
2. "فلادلفيا انكوايارار": مسلم اولا، وعربي ثانيا، واميركي ثالثا
ممممممممممممممممممممم
حلقات قادمة:
1. "سانفرانسسكو كرونيكل": اغضبني خطاب بوش.
2."انترناشونال هيرالد تربيون": ذكرتني حرب العراق بحرب السويس.
3. موقع "واشنطن بوست": ليلة في كنيسة مع مشردين.
4. "سنت بيترسبيرج تايمز": لوني ليس هويتي.
5. موقع "واشنطن بوست": صمت رمضان في دير.
6. "بولتيمور صن": اصلى في الجوامع والكنائس.
7. "سنت بيترسبيرج تايمز": اولادي: بيض او سود؟
8. "واشنطن بوست": والدي: دعاء او ارهاب؟
9. "ايفانزفيل جورنال": زوجتي يمينية ايدت غزو العراق.
ممممممممممممممممممممممم
Mohammad Ali Salih
مشاركات: 84
اشترك في: السبت 2007.6.16 6:35 pm
مكان: USA

وثائق اميركية عن السودان (22): الحكومة والحركة: واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوسط

مشاركة بواسطة Mohammad Ali Salih »

وثائق اميركية عن السودان (22): الحكومة والحركة: واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوسط":

وثائق اميركية عن السودان (22):

تقرير مجموعة "كرايسيز":

الحكومة والحركة تنسقان للانتخابات

الحركة اهملت دورها في الشمال، واكتفت بالجنوب

الحكومة تملك المال، وتقدر على تزوير الانتخابات

واشنطن: محمد علي صالح

اصدرت، في الاسبوع الماضي، مجموعة "كرايسيز انترناشونال" (الازمات الدولية) تقريرا قالت فيه ان هناك عراقيل امام تنفيذ اتفاقية السلام الشامل بين الشمال والجنوب. وان احتمالات فشل الاتفاقية واردة. وان ذلك ربما سيكون سببا في حرب اهلية جديدة تؤثرعلى السودان وعلى الدول المجاورة.
وانتقد التقرير حكومة السودان، والحركة الشعبية، ومجلس الامن.
قال التقرير، واسمه: "التقرير الافريقي رقم 130: استراتيجية سلام شامل في السودان"، ان الحكومة "تماطل" في تنفيذ الاتفاقية. وان مجلس الامن يهتم بمشكلة دارفور اكثر من مشكلة الجنوب. وان الحركة الشعبية انشغلت بمشاكل الجنوب، واهملت دورها القومي.
وقال التقرير ان الحزب الحاكم والحركة يخططان للتنسيق في الانتخابات القادمة، ليضمن الحزب الحاكم البقاء في الحكم، ولتضمن الحركة الانفراد بحكم الجنوب.
توجد رئاسة مجموعة "كرايسيز انترناشونال" في بلجيكا، لكنها مسجلة قانونيا في واشنطن كمؤسسة اميركية. ويشارك رئاستها بريطاني واميركي: كرستوفر باتين، آخر حاكم بريطاني في هونغ كونغ، وتوماس بيكرنغ، سفير اميركا السابق في الامم المتحدة. وشعارها: "نعمل لمنع الازمات في كل العالم".
وقال التقرير ان "السلام الدائم" في السودان يحتاج الى "استراتيجية جديدة"، تقدر على مواجه المشاكل "بطريقة منتظمة".

الحكومة والحركة:

واشار التقرير الى ان الاحزاب الشمالية انتقدت، ولا تزال تنتقد اتفاقية السلام لأنها اعطت حزب المؤتمر الحاكم نسبة 52 في المائة من المناصب. وانها فعلت ذلك قبل الانتخابات، وكان يجب الانتظار حتى الانتخابات لمعرفة اوزان كل القوى السياسية، وتقسيم السلطة على ضوء ذلك.
وانتقد التقرير الحركة الشعبية، وحملها جزءا من مسئولية بطء وعرقلة تنفيذ الاتفاقية. وقال ان الحكومة والحركة حولتا الاتفاقية الى "اتفاقية سياسية" بينهما.
وقال ان الهم الاساسي للحكومة هو، طبعا، البقاء في الحكم. ولهذا، ستكون الانتخابات القادمة "اكبر تهديد" لها، خاصة لأن تاييد الحزب الحاكم "يقل تدريجيا في الشمال"، ليس بسبب سياسته نحو الجنوب، ولكن بسبب سياسته نحو دارفور (وبسبب تعقيدات التدخلات الاجنبية).
وشكك التقرير في نوايا الحكومتين في الشمال، وفي الجنوب (اي نوايا حزب المؤتمر الحاكم في الشمال، والحركة الحاكمة في الجنوب). واشار الى احتمال تحالف او تنسيق بينهما في الانتخابات القادمة. ولهذا، قال: "يجب الا يترك للحزبين الانفراد" بوضع قوانين واجراءات الانتخابات.

مناورات الحزب الحاكم:

واشار التقرير الى ان الحزب الحاكم يجري مناورات في جانبين: مع الاحزاب الشمالية، ومع الحركة.
في جانب، "زادت الاستعدادات للانتخابات فى الخرطوم. وزاد اهتمام الحزب الحاكم بها. واجرى اتصالات مع احزب الامة، والاتحادي الديمقراطي، والشعبي، والشيوعي، لبحث "امكانية تحالف الاحزاب الشمالية التقليدية."
واجرى الحزب الحاكم، في نفس الوقت، اتصالات مع الحركة للوصول الى "اتفاقية مشاركة" يخوضان بها الانتخابات. وربما قائمة انتخابية مشتركة. ولاحظ التقرير ان هذه الفكرة ليست جديدة، وان الجانبان تحدثا عنها خلال مفاوضات "نيفاشا" التي وضعت اتفاقية السلام.
وقال التقرير ان الحزب الحاكم "تقلقه انتخابات حرة وعادلة. لكنه يقدر على ان يستفيد من انتخابات سريعة وقذرة بعد اتفاق مسبق"، ربما مع الحركة الشعبية. وان ذلك سيكون سهلا على الحزب الحاكم لأنه "يسيطر على المصادر الاقتصادية، والاجهزة الحكومية، ويقدر، لهذا، على تزوير الانتخابات."
وقال التقرير: "تماطل الحكومة في حل مشكلة دارفور، لتستمر المشاكل هناك، ولتكون عذرا لعدم اجراء الانتخابات هناك."

انتقاد الحركة الشعبية:

وانتقد التقرير الحركة الشعبية، وقال انها "غير منظمة"، وان عليها "زيادة الاهتمام بمشاكل السودان كله، وليس فقط مشاكل الجنوب. واضاف: "رغم ان اتفاقية السلام الشامل وافقت، في كرم، على مطالب الحركة، صارت الحركة الآن لا تهتم بالمشاكل الوطنية."
وقال التقرير ان الحركة منقسمة الى قسمين:
في جانب، الذين يؤيدون شعار"سودان جديد. وهو كما وصفه صاحبه جون قرنق: "دعوة لوطن متحد، وعلماني، وديمقراطي." وهذا هو الشعار "الذي رحب به بعض الشماليين، " لتخليصهم من حكم الاسلاميين.
في الجانب الآخر، الذين يؤيدون حق المصير في الجنوب (مع ميل نحو الانفصال).
وقال التقرير ان اتفاقية السلام الشامل "تنصف الجانبين، نظريا على الاقل": في جانب، نصت على فترة ست سنوات ليقدر الشماليون على ان "يجعلوا الوحدة جذابة." وفي الجانب الآخر، نصت على تقرير المصير.
بالاضافة الى انقسام الحركة، قال التقرير انها تعاني من مشاكل اخرى. "سافر اهم قائدان شماليان في الحركة، عبد العزيز الحلو، وياسر عرمان، الى اميركا للدراسة، بدون اعلان متى سيعودان."
واضاف التقرير: "اضعف هذا مصداقية الحركة في الشمال. واغضب الشماليين الذين يتوقعون مساعدة الحركة لاجراء اصلاحات في الشمال."
هذا بالاضافة الى ان مالك عقار، الذي كانت الحركة عينته وزيرا للاستثمار في الجنوب، نقل الى الدمازين، حاكما لولاية النيل الازرق.

مشاركة الحكومة والحركة:

وقال التقرير ان اتصالات ومفاوضات المشاركة بين الحزب الحاكم والحركة تقدر على انجاح تنفيذ اتفاقية السلام. لكن، المشكلة هي ان الحزب الحاكم "يماطل". ويقدر الحزبان، كما يتوقع بعض الناس، على استمرار المشاركة بينهما حتى استفتاء تقرير المصير في الجنوب بعد اربع سنوات. وان ذلك يمكن ان يحدث حتى اذا زور الحزب الحاكم الانتخابات في الشمال بعد سنتين. يعنى هذا ان الحزب الحاكم يقدر على ضمان بقائه في الحكم بعد الانتخابات، ويقدر على المساومة مع الجنوبيين حول تقرير المصير بعد ذلك بسنتين.
واشار التقرير الى احتمال الوصول الى "اتفاقية سرية" بين الحزب الحاكم والحركة حول هذا الموضوع. وقال ان ذلك "ممكن."
واشار التقرير الى مشكلة اخرى، وهي زيادة معارضة الشماليين للحزب الحاكم. وخاصة الاحزاب السياسية التي صارت "تلاحظ ان الحزب الحاكم يريد السيطرة على الشمال من خلال الانتخابات." وقال التقرير ان المعارضة في الشمال "ربما ستقدر على عرقلة الانتخابات في الشمال، وعرقلة استفتاء تقرير المصير في الجنوب." لكن، لا يبدو انها ستقدر حقيقة.

علي عثمان وقرنق:

وقال التقرير: "يلاحظ الذي يراقب تنفيذ اتفاقية السلام الشامل بأنها تعتمد على تفاهم سابق بين الجانبين، خلال مفاوضات نيفاشا":
اولا، اعتمدت الاتفاقية على شخصيتي على عثمان، وجون قرنق.
ثانيا، بعد وفاة قرنق، سار سلفاكير على خطاه.
في السنة الماضية، عقد الرئيس البشير وسلفا كير مؤتمر قمة ثناني شمالي جنوبي. وكون المؤتمر "لجانا لم تحقق اشياء كثيرة." ثم اتهم سلفاكير الحزب الحاكم بانه يعرقل تنفيذ الاتفاقية. لكن، قبل ثلاثة شهور، عقد الرجلان مؤتمر قمة ثنائي آخر. وحدثت مفاجأة هذه المرة، وذلك لأن الحزب الحاكم تعهد بتنفيذ الاتفاقية "اذا وافقت الحركة على التنسيق في الانتخابات."
وقال التقرير، انه لهذا، صار واضحا ان الحزب الحاكم وضع استراتيحية المشاركة مع الحركة لتحقيق الآتي:
اولا، يزيد فرص فوزه في انتخابات الشمال.
ثانيا، يعرقل تأسيس تحالف بين الحركة واحزاب المناطق المهمشة (الفونج، والنوبة، الخ ...).

"تنازلات" الحزب الحاكم:

وقال التقرير: "رغم ان الحركة تقاوم ضغوط الحزب الحاكم للمشاركة في الانتخابات، اتفقت معه على نوع من التنسيق." مقابل ذلك، قدم الحزب الحاكم "تنازلات". منها:"تنازل" حول البترول، و"تنازل" حول ابيي. وافق على اشراك شركة النيل للبترول (حليفة الحركة)، وشركة بترول اخرى ترشحها الحركة لتمثيل الجنوب في "كونسورتيوم" (مجلس ادارة) بترولى قومي للاشراف على التنقيب عن البترول في المربع "ب"، ومربع "خمسة أ".
وتوقع التقرير ان الحزب الحاكم سيصل الى اتفاق مع الحركة حول موضوع ابيي، ورسم الحدود هناك. وكان الحزب عارض تقرير اللجنة الدولية التي رسمت الحدود. وكان باقان اموم، امين عام الحركة، اقترح "منطقة اميركية محايدة موقتة" في ابيي. لكن، يراهن الحزب الحاكم على جناح في الحركة اقل تطرفا من اموم في موضوع ابيي.
وانتقد التقرير نية الحركة في التحالف مع الحزب الحاكم، وقال: "الخيار الطبيعي هو تحالف الحركة مع المهشمين."

الاستفتاء:

وقال التقرير ان الحركة تركز على الرأي العام في جنوب السودان، وهو قاعدتها الطبيعية. وتركز على استفتاء تقرير المصير. و"لهذا، ربما تفضل صفقة سياسية مع الحزب الحاكم، فيها الشراكة في الانتخابات، لضمان تحقيق اهدافها في الجنوب."
وقال التقرير ان كثيرا من الجنوبيين يرون الاتي:
اولا، "افضل شئ لضمان تنفيذ استفتاء تقرير المصير هو السماح للحزب الحاكم بأن يسيطر على الشمال."
ثانيا، "يقدر الحزب الحاكم على الالتزام باتفاقية السلام اكثر من الاحزاب التقليدية (الامة، الاتحادي، الشيوعي). وخاصة لأن هذه الاحزاب لم تتحمس للاتفاقية منذ البداية، ورأت انها تخدم فقط الحزب الحاكم والحركة.
ممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممم
تعليق (1):
يجب الا يقلل الناس من اهمية مجموعة "كرايسيز انترناسونال". رغم ان في قيادتها مثقفون من دول العالم الثالث (مثل: الاردني عدنان ابو عودة، واللبناني غسان سلامة، والجزائري الاخضر الابراهيمي)، ورغم انها تعارض الحلول العسكرية، وتنتقد الاحتلال الاميركي للعراق، تظل تخدم المصالح الغربية. وبالنسبة للسودان، لعبت دورا هاما في اتفاقية السلام، والآن في مشكلة دارفور. وليس سرا ان تقاريرها عن السودان تمهد لقرارات من مجلس الامن.
تعليق (2):
اخطأت مجموعة "كرايسيز" (مثلما اخطا كل الغرب تقريبا) عندما اعتقدت ان اتفاقية السلام ليست فقط لحل مشكلة الجنوب، ولكن، ايضا، لحل "مشكلة" الشمال. وعندما راهنت على مقدرة الجنوبيين على "اعادة رسم خريطة السودان" (شعار "سودان جديد"). وهاهي المجموعة، في هذا التقرير، تنقد الجنوبيين لأنهم اكتفوا بالجنوب، ولم يهتموا ب "اصلاح" الشمال.
تعليق (3):
لم يحدث عبر التاريخ ان جاء "جديد" و "اصلاح" من جنوب السودان الى شماله، ومن افريقيا جنوب الصحراء الى افريقيا شمال الصحراء. ولن تقدر قوة في الارض على وقف الزحف الثقافي العربي الاسلامي نحو جنوب السودان، ونحو افريقيا جنوب الصحراء.
mohammadalisalih@yahoo.com
مممممممممممممممممممممممممممممم
وثائق سابقة:
1. تقرير المعهد الديمقراطي في واشنطن: مسح لأراء الشماليين والجنوبيين (2005)
2. تقرير المعهد الجمهوري في واشنطن: جهود احلال السلام في الجنوب (2005)
3. تقرير الخارجية الاميركية: خلفية مشاكل السودان (2005)
4. تقرير مجلس الامن السنوي عن السودان (سنة 2005)
5. محضر نقاش في الكونغرس عن قانون سلام دارفور (2005)
6. محضر نقاش في الكونغرس عن قانون محاسبة السودان (2005)
7. تقرير مجلس الامن السنوي عن السودان (سنة 2006)
8. تقرير معهد بروكنغز في واشنطن: الحماية الدولية وسيادة السودان (2006)
9. تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: تركيز السلام في الجنوب (2006)
10. محضر نقاش في الكونغرس عن دارفور (2007)
11. محضر نقاش في الكونغرس عن الجنوب.
12. كتاب "دارفور": الدور الاميركي.
13. كتاب "دارفور": "اولاد البحر" و "اولاد الغرب"
14. كتاب السفير الاميركي : "السودان: ارض وشعب"
15. محضر نقاش في الكونغرس: قتل البشير؟
16. نص قرار الكونغرس ضد جامعة الدول العربية.
17. فيلم عن الجنوبيين.
18. محضر نقاش في الكونغرس: مطار لقوات الناتو في تشاد.
19. تقرير صحافي: اليهود ودارفور.
20. نص قرار الكونغرس ضد الصين.
21. استفتاءات عن دارفور.
مممممممممممممممممممممم
Mohammad Ali Salih
مشاركات: 84
اشترك في: السبت 2007.6.16 6:35 pm
مكان: USA

الحلم الاميركي والسودان (14): الزنجية: واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوسط

مشاركة بواسطة Mohammad Ali Salih »

الحلم الاميركي والسودان (14): الزنجية: واشنطن: محمد علي صالح: "الشرق الاوسط"

هل الزنجية هوية؟

سود افريقيا وسود اميركا

ما هو الفرق بين سنغور وهيوز؟

واشنطن: محمد علي صالح

اثار كتاب جديد قارن بين سود افريقيا وسود اميركا ضجة في صحف ومجلات اميركية، خاصة صحف ومجلات سوداء. وذلك لأنه قارن بين كتابات ونظريات المثقفين السود في افريقيا وفي اميركا. قارن بين حركة التحرير في افريقيا (ضد استعمار الاروبيين)، وبين حركة الحقوق المدنية في اميركا (ضد اضطهاد البيض).
كتب الكتاب شيدي ايكوني، استاذ الادب الافريقي وادب الاميركيين السود في جامعة بورت هاركورت في نيجريا. وكان استاذا في جامعات اميركية، منها هارفارد.
اسم الكتاب "روابط وكباري: دراسة مقارنة لكتابات "نيو نيقرو" (الزنجي الجديد) وكتابات "نيغريتيود" (الزنجية)".
بدأت حركة "الزنجي الجديد" في هارلم (حي الزنوج في نيويورك) مع ثلاثينات القرن الماضي. ومن اشهر قادتها الشاعر لنغستون هيوز. كان فيلسوف الحركة، ولم يكن سياسيا، ولم يلعب دورا كبيرا في حركة الحقوق المدنية. (لكن، قاد، في وقت لاحق، تلميذه القس مارتن لوثر كينغ حركة الحقوق المدنية).
وبدأت حركة "الزنجية" في فرنسا بعد ذلك بعشرين سنة تقريبا، ومن اشهر قادتها الشاعر ليوبولد سنغور. عكس هيوز، جمع سنغور بين الشعر والسياسة. وقاد الحركة الوطنية في السنغال. ثم صار رئيسا للجمهورية لعشرين سنة.

اصل "الزنجية":

درس مع سنغور في باريس شخصان صارا من قادة "الزنجية": ايمي سيزار (من جزيرة "مارتنيك" الفرنسية في البحر الكاريبي)، وليون داماس (من مستعمرة غيانا الفرنسية في اميركا الجنوبية). كان سيزار اول من استعمل الكلمة، في جريدة "لا تيودانت نوير" (الطالب الاسود) سنة 1935.
قال ان كلمة "نيقر" (زنجي) يجب ان تكون ايجابية، لأنها سلبية في اميركا، ويستعملها البيض للاساءة الى السود. ولهذا، يجب ان يفتخرالزنوج بانهم زنوج. وقال: "الافتخار بها يقلل من اثار الاساءة بها."
واتفق معه سنغور، وقال: "فلسفة الزنجية جعلتني اجلس مع الفرنسيين على مائدة واحدة، وافتخر بلوني، واحس بأني متساوي معهم."
وجد سنغور تشجيعا من جين بول سارتر، فيلسوف فرنسي (وملحد، وشيوعي، ووجودي). لكن، احتار سارتر كيف يؤيد حركة عنصرية لمواجهة عنصرية اخرى. ووصف سارتر سنغور في كتاب (صدر سنة 1948) بانه "اورفيس الاسود" (اشارة الى اله الشعر عند اليونانيين القدماء.).
وقال سارتر، في تردد واضح: "الزنجية ضد العنصرية. لكنها عنصرية مضادة للعنصرية." واستعمل العبارة الفرنسية "ريسزمي انتيريسيتي" (عنصرية ضد عنصرية).

لنغستون هيوز:

اذا كان سنغور هو فيلسوف "الزنجية"، وشاعرها، بداية من مقاهي باريس، فان لانغستون هيوز هو فيلسوف "الزنجي الجديد"، وشاعرها، بداية من مقاهي هارلم (حي السود في نيويورك).
ولد قبل سنغور باربع سنوات، وعاش خمسة وستين سنة، بينما عاش سنغور خمسة وتسعين سنة.
مثل سنغور، عاني هيوز من التفرقة العنصرية.
ومثل سنغور، دعا الى الثورة. وكتب قصيدة "حلم مؤجل"، وفيها: "ماذا يحدث لحلم مؤجل؟ هل يجف مثل زبيب تحت الشمس؟ او يبقي مثل جرح لا يندمل؟ هل يتعفن مثل لحم قديم؟ او يسيل مثل عسل حلو؟ او هل ينفجر؟"
ومثل سنغور، كان هيوز اشتراكيا. بل، وذهب الى روسيا لانتاج فيلم سينمائي عن التفرقة العنصرية في اميركا. لكنه رفض ضغوط اعتناق الشيوعية. قال: "هذا نظام دقيق وملزم، ولا اقدر عليه انا الكاتب الحر."
ومثل سنغور، لم يجد هيوز في الاشتراكية (والشيوعية) الحل الحقيقي.
ومثل سنغور، تأثر هيوز بالمسيحية، لكنه ظل علمانيا. (عكس القس مارتن لوثر كينغ، تلميذ هيوز، الذي اضاف اخلاقيات دينية قوية لفلسفته، ساعدته في قيادة حركة الحقوق المدنية. وفي نجاحها).

عكس سنغور:

لكن هيوز، عكس سنغور، لم يعتبر التفرقة ضد السود "شخصية"، ولم يكن دفاعيا.
بل نظر الى المشكلة نظرة اخلاقية، وقال ان البيض الذين يكرهون السود لا يفعلون ذلك لأن اللون الابيض احسن. ولكن لأن اخلاقهم اسوأ. (اي ان التفرقة والكراهية ليست من الاخلاق في شئ).
وعكس سنغور، كان هيوز اكثر انفتاحا، الى ماوراء افريقيا واللون الاسود. وكتب قصيدة "زنجي وانهار"، وقال فيها: "استحممت في الفرات مع شروق الشمس. وبنيت كوخا على نهر الكونغو. ورأيت النيل والاهرامات فوقه. وسمعت غناء المسيسبي. روحي عميقة مثل عمق هذه الانهار."
دافع هيوز عن "النيو نيقرو" (الزنجي الجديد). لكنه لم يدافع عن "نيقروتيود" (الهوية الزنجية). وانتقد "بلاك بورجوازي" (البرجوازيين السود). وكأنه قصد سنغور وامثاله الذين تعلموا في الغرب، ثم عادوا الى بلادهم، وصاروا "نخبة حاكمة"، وتعالوا على عامة الناس.

اسود وابيض:

طبعا، لم ينكر هيوز ان لونه اسود. بل افتخر بسواد لونه.
وربما لابد من الافتخار بسواد اللون امام الثقافة الغربية البيضاء العملاقة، التي ترى ان كل ما هو ابيض هو اجمل، واحسن، واعلى مكانة، واكثر حضارة، (وحتى اكثر اخلاقية). حتى صار الشعر الاشقر، والعيون الزرقاء، والخدود الوردية، والانف المستقيم وكأنها مقاييس عالمية للجمال.
لكن، لم تهزم هذه "المقاييس العالمية" هيوز.
لم يحتقر لونه (ونفسه). ولم يحول سواد اللون الى مبدأ، وعقيدة، ونظرية.
احب اخوانه السود، ودعاهم للافتخار بلونهم. وقال في قصيدة: "الليل جميل، ووجوه اخواني جميلة. النجوم جميلة، وعيون اخواني جميلة. الشمس جميلة، وارواح اخواني جميلة."
ولم يمنعه سواد لونه من التأقلم مع البيض، والتوافق معهم، والاستفادة من حضارتهم. (رغم انه قال، احيانا، عكس ذلك).
كانت اغلبية كتاباته تفاؤلية، تحاول نسيان الماضي، وتريد النظر نحو المستقبل. وقال في قصيدة "اغنية جديدة": "ثوروا تمردوا. كلكم، حول العالم. سيكون العالم الاسود والعالم الابيض عالما واحدا. يا عمال العالم اتحدوا. ذهب الماضي. حلم جديد يشتعل. في مواجهة الشمس."

لماذا؟

لماذا كان هيوز مختلفا عن سنغور؟
نظر هيوز الى نفسه كأميركي اولا، ثم كأسود ثانيا. لكن، نظر سنغور الى نفسه كأسود، نصفه في فرنسا ونصفه في السنغال.
عندما كان هيوز طفلا في ريف لورنس (ولاية كانساس)، كانت جدته، ماري لانغستون، تحكي له قصص السود، وتذكره انه ليس اقل من الطفل الابيض.
ولم يشكك هيوز في انتمائه لأميركا. ورغم ان عاش في المكسيك (مع والده الذي كان غاضبا على اميركا بسبب التفرقة ضد السود فيها). ورغم انه عاش في فرنسا (قبل عشرين سنة من سنغور). ورغم انه عاش في روسيا (ومدح عدم وجود تفرقة ضد السود). لكنه عاد، في نهاية المطاف الى وطنه، الى اميركا.
لم يحس هيوز بعقدة اللون الاسود بقدر ما احس بظلم الرجل الابيض. ولهذا، كان فخورا بنفسه، الى درجة "تحدي" الرجل الابيض.

"مانفستو هيوز":

وربما اشهر رأي كتبه هيوز كان في جريدة "نيشن" (سنة 1926): قال فيه: "لنعبر عن انفسنا، رغم سواد لوننا، بدون خوف او خجل. لنسعد اذا رضي البيض عنا. ولنسعد اذا لم يرضو عنا. لا يهم رأي البيض فينا."
لا تزال قصاصة الجريدة موجودة في "متحف هيوز" في جامعة لنكون (ولاية بنسلفانيا)، حيث نال الدكتواره. ويسميها البعض "مانفستو هيوز": افتخر بلونه الاسود، ودعا الى المساواة، واعتبر نفسه ليس اقل اميركية من اي ابيض.
في الجانب الآخر، تعلم سنغور في مدارس مسيحية فرنسية (في بلد كله مسلمون تقريبا). وبعد ان سافر الى فرنسا، وتعلم فيها، وعمل فيها، تأكد له بأن الفرنسيين اكثر حضارة من الافارقة. لكنه ظل غريبا في بلد غريب.
وكان امام خيارين:
الخيار الاول: يعلن انه ليس "غريبا"، ويصبح مواطنا فرنسيا، ويستقر نهائيا في فرنسا، ويصبح جزءا من الحضارة الفرنسية (ليس فقط الثقافة الفرنسية). وربما حتى ينظر نظرة الاستعلاء الفرنسي لكل ماهو افريقي واسود.
الخيار الثاني: يعود الى وطنه ليعيش "شبه غريب" (حتى عندما اصبح رئيسا للجمهورية، ولعشرين سنة). ثم يعود مع زوجته الفرنسية الى فرنسا ليموت هناك.
واختار الخيار الثاني.
ممممممممممممممممممم
عن "الشرق الاوسط" بتصرف
ممممممممممممممممممم
تعليق (1):
بعد استقلال السودان، وجدت "الزنجية" مؤيدين لها وسط السودانيين. وفي الوقت الحاضر، وبسبب مشكلة الجنوب، يؤيد سودانيون "الزنجية".
تركز "الزنجية" على اللون. لكن اللون ليس اهم شئ، وذلك لاكثر من سبب:
اولا، ليس اللون مبدأ، او نظرية، او عقيدة. (ليس فيه خطأ وصواب. وليس فيه حق وباطل. هل الاسود أحسن من الابيض؟ او هل الابيض احسن من الاسود؟).
ثانيا، ليس اللون هوية. لأن الهوية في العقل، وليست في الوجه. اساس الهوية هو الايمان (بالنفس، او بالله، او بأي شئ آخر). ثم تأتي اللغة (وسيلة التفكير والتخاطب). ثم تأتي العادات والتقاليد.

تعليق (2):
بالاضافة الى اللون، تعتمد "الزنجية" على الثقافة الافريقية. وطبعا، الثقافة الافريقية اصلية، لأن الثقافات الاجنبية لم تؤثر عليها كثيرا. لكن، الثقافة الافريقية لا تقدر على منافسة الثقافات الاخرى (مثل الثقافة الغربية، والثقافة العربية)، وذلك لأكثر من سبب:
اولا، لا توجد لغة افريقية تعتمد عليها (مثل اللغة اللاتينية واللغة العربية).
ثانيا، لا يوجد مبدا ديني او اخلاقي تعتمد عليه (مثل المسيحية والاسلام).

تعليق (3):
بالاضافة الى اللون والثقافة، تعتمد "الزنجية" على الحضارة الافريقية. لكن، لم تشهد افريقيا، عبر تاريخها، حضارة رئيسية اثرت وتأثرت بحضارات غيرها. (غير الفراعنة، وهم شرق اوسطيون اكثر منهم افارقة). ظهرت حضارات افريقية شمال الصحراء. لكنها لم تغزو اروبا، ولم تغزو الشرق الاوسط. بالعكس، غزتها حضارات اروبية وشرق اوسطية.
اما في جنوب الصحراء، لم تظهر اي حضارة رئيسية (هناك آثار حضارة محلية في زمبابوي).

تعليق (4):
لهذا، يمكن القول ان "الزنجية"، وكل فلسفة تعتمد على اللون (وخاصة الاسود)، فيها اكثر من خطأ: اولا، غياب الايمان. ثانيا، عقدة اللون. ثالثا، الانغلاق. رابعا، الاحساس بالنقص. خامسا، الخوف من الآخرين. سادسا، "سلف هيت" (كراهية النفس).
قال سنغور نفسه ان "الزنجية" بدات في فرنسا بسبب احتقار الفرنسيين له كأسود.
اي هوية هذه التي تقوم على رد فعل هويات الآخرين؟
mohammadalisalih@yahoo.com
مممممممممممممممممممممممممممم
حلقات سابقة:
1. الحلم الاميركي: من هو اول من استعمل الوصف؟
2. الحرية: "مانفستو القدر".
3. البنات: يتحدين الاولاد.
4. حرب العراق: قصائد جنود اميركيين هناك.
5. الاباحية: لماذا رفضت المحكمة العليا منعها؟
6. الليبرالية: صحوة بعد نوم طويل؟
7. ميكي ماوس: قائد الغزو الثقافي الاميركي للعالم.
8. الشقراوات: لماذا يفضلهن الرجال؟
9. غوانتانامو، بنت غوانتاناميرو.
10. الفردية: استقلالية؟ او انانية؟
11. الاعلانات: رأسمالية واغراء.
12. التعري: فن؟ او اباحية؟
13. المعارضة من اميركا: اخلاقية؟
ممممممممممممممممممممممممممممم
Mohammad Ali Salih
مشاركات: 84
اشترك في: السبت 2007.6.16 6:35 pm
مكان: USA

Washington Times": Spying On Phone Calls: Mohammad Ali Salih

مشاركة بواسطة Mohammad Ali Salih »

]“THE WASHINGTON TIMES”
Muslims eye America
August 20, 2007
MOHAMMAD ALI SALIH

I have 12 brothers and sisters, more than 30 cousins, about 50 nieces and nephews and many friends scattered in seven Muslim countries. There are also tens of readers who respond to my writings, in Arabic and English, in print and on the Internet, from my post in Washington as a foreign correspondent for a major Arabic-language Middle Eastern newspaper.
If the National Security Agency (NSA), using its new powers to monitor overseas communications without any approval from a judge, will electronically look into my communications for catch words like "Allahu Akbar (God in Greatest)," and "Kafir (infidel)," it will find them.
If the NSA is looking for certain names of terrorists, their supporters, helpers and financiers among my family members, it will not find them.
If the NSA is looking for Muslims who are very critical of U.S. policies towards Muslims, especially in the aftermath of September 11, may Allah help all of us.

Now that telephones have reached Wadi Haj, my village, located near Argo, on the Nile River in northern Sudan, I talk with my brothers and relatives who didn't move to the city or emigrate from the country. Last week, I talked to a farmer brother when he just returned home at sunset after a day on his farm, carrying milk from his cows and fresh vegetables (and a cell phone). Not really involved in politics, he joked about my living a scary life in the United States, begged me to return "home," and cursed "Bush and the rest of the 'Kafirs' who are killing Muslims all over the world."

Another brother talked about the village's "madrassa" (the Arabic word is "khalwa," which literally means a place of solitude.) He said some Arab businessmen from the Gulf helped rebuild the madrassa, after it was destroyed by a flood a few years earlier. I joked that "hopefully, they are not one of those who promote terrorism by building 'madrassas' in Muslim countries."

A sister, also on her cell phone, sang an apparently popular local song about Secretary of State Condoleezza Rice that goes like this: "Rice, the best of all brides. If my father agrees, I will marry you. And I'll keep you at home."

Then there was my father, a religious man in his mid-80s who can barely hear me from 6,000 miles away (when I talk to him, I sit in my car and close the window so I can shout as loud as I can). At the end of each telephone call, I usually ask for his prayers and blessings, and I can recite by heart his favorite prayer: "May Allah guide you. May Allah protect you from evil. May Allah defeat your enemies."

A relative who seems to follow the details of events in the United States discussed the NSA's interception of overseas calls and joked about the NSA listening to him. I had to deny his accusations that the United States has become a "police state" (his words).

My relatives and friends are not exceptional. In next-door Egypt (a U.S. "ally"), according to a recent poll by WorldPublicOpinion.org covering four Muslim countries, 92 percent of the public believed that the United States intends to "weaken and divide" Muslims. Ninety-one percent supported "attacking U.S. forces in Iraq."

Another recent poll by Gallup, conducted in 10 Muslim countries, found that an "overwhelming majority... strongly doubted the U.S. is trying to establish democracy in the Middle East." And an earlier poll by CNN found that people in nine Muslim countries called the United States "ruthless and arrogant," with most describing themselves as "resentful" of this.

But, in spite of its faults, I believe America is God's heaven on earth.
Never before in the history of mankind has a nation been so free, strong, advanced, diverse, proud and built on a strong faith. According to many polls, most Muslims, like others, would love to come to America. That includes my relatives and friends; the young among them usually ask me "to find a way" for them to come to study.

But no one made me feel more proud of being an American than my 6-year-old nephew when I asked him last week my usual question to the young nephews and nieces: "What present do you want from America?" I expected the usual answer, like a Mickey Mouse or a Texan hat, but he said, without any hesitation: "The Statue of Liberty."

Surprised, I joked about being inside it and climbing all way up to the crown. I apologized for not being able to send it to him because it was so huge. But I promised to send him a miniature (probably one of those with thermometers inside).
Of course, the NSA is not interested in phone calls like this one about the Statue of Liberty, but maybe it appreciates them.

Mohammad Ali Salih has been a full-time Washington correspondent for major Arabic magazines and newspapers in the Middle East since 1980. E-mail: mohammadalisalih@yahoo.com
©The Washington Times ]
صورة العضو الرمزية
Sudani_w
مشاركات: 548
اشترك في: الأربعاء 2007.8.8 3:54 am
مكان: جــ K.S.A ــده
اتصال:

رد: Washington Times": Spying On Phone Calls: Mohammad Ali Salih

مشاركة بواسطة Sudani_w »

بالنسبه لموضوع التجسس ده انا سمعت انو برضو السستم يبحث عن كلمه قنبله (bomb) او (Explod)
وبيخزن المكالمه آليا
الله يجيرنا
مشكور اخوي

تقبل مروري
صورة العضو الرمزية
سودانية نار
مشاركات: 653
اشترك في: السبت 2007.2.24 1:06 pm
مكان: السودان

رد: Washington Times": Spying On Phone Calls: Mohammad Ali Salih

مشاركة بواسطة سودانية نار »

الاخ الكريم محمد علي
صبحك الله بالخير
موضوع شيق وجميل
لكن الحق يقال
سمعت كثيرا عن قدرات الولايات المتحدة عبر اجهزتها الاستخبارتية والعملية ,,,و,,,و شهدت الكثير من الافلام التي تمجد قوة وقدرة امريكا في التجسس والتقنيات العالية المستوي ....و,,,,, ولمست القليل
من كل هذا .
ما اريد ان اقوله يا سيدي الفاضل الحكومة الامريكية تنفق الكثير الكثير لكي تحمي نفسها عبر التجسس هاتفيا او عبر الانترنت اوحتي عبر اجهزة الرصد الفضائية لكنها لازالت الدولة رقم واحد التي تتعرض للهجمات الارهابية اذا صح التعبير داخليا وخارجيا حتي من مواطنييها واغلب هذه الهجمات الم يتم
اجهاضها او التحكم فيها
في راي الشخصي قوة امريكا الاستخبارتية كثيرها تسويق ورتوش وقليلها حيقيقي

تسلم علي الموضوع
:064: انجض واحد في اقرابك ود اختك الصغير دا
طب علي الاقل جيب ليهو مصغر
تسلم مرة اخري
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى السودان العام“