إيمان عياد الإعلامية الأكثر إثارة للجدل في محطة الجزيرة
هي أكثر المذيعات جدلاً في الأوساط الإعلامية، و الشارع العربي من المحيط إلى الخليج، ويشتد هذا الجدل إثارة حين يذكر اسمها في المجالس والملتقيات والنقاشات المختلفة بين الأفراد والجماعات من الجنسين ولا سيما الجنس الناعم وبوادر الغيرة الخفية التي تفضحها ملامحهن في التعبيرات والنبرات، لم يعرف الكثير شخصيتها الحقيقية بل تأتي الأحكام من خلال رؤية عن بعد عبر شاشة الجزيرة. فهناك من يصفها بالمغرورة وآخر يصفها بالمتصنعة للدلع وغيرهم ممن منحها العديد من الألقاب التي تؤكد نجوميتها في هذا المجال، ولم يقف الأمر عند هذا الحد فحسب ، بل رصدوا هذه الألقاب في منتدياتهم ومواقعهم عبر الشبكة العنكبوتية منها على سبيل المثال (ملكة جمال الإعلاميات العرب) وهذا إهداء من شباب فلسطين (روعة الصوت والحضور ومعايشة الحدث) منتدى سؤال وجواب مكتوب (جميلة فلسطين) ملتقى الساهرين العام والكثير الكثير من هذه الألقاب والآراء التي يعبر من خلالها معجبيها عن حبهم لهذه الإنسانية.. إنها الإعلامية (إيمان عياد) مذيعة قناة الجزيرة التي حاولنا في هذا الحوار الخاص بمجلية (هي وهو) أن ندخل في تفاصيل دقيقة لحياتها العملية والشخصية وكانت متجاوبة شفافة أوضحت الكثير من النقاط التي ربما تكون غائبة عن الجميع.. و اكتشتفت منتهى الرقة و البساطة والتواضع وخفة الظل أيضا أثناء هذا اللقاء وإليكم التفاصيل.
هل تضايقك كثرة الشائعات؟
أنت أجبت عنها في سياق السؤال. هي كلها شائعات، ومعظم ما يُروج وينشر عني غير صحيح، لكن بشكل عام، ألمس احتراما وتقديرا كبيرين في الرسائل التي تصلني إما عبر البريد العادي أوالالكتروني، من قبل المشاهدين الذين أبادلهم التقدير نفسه.
وماالشائعة التي أوجعتك؟
تلك التي تمس الجبهة الداخلية للإنسان. بطبعي لا أحب الخوض في الحياة الخاصة أو العائلية للناس، وأتوقع منهم الشئ نفسه. أتفهم كون الشخصية عامة يحب أن يعرف عنها الناس أكثر، لكني لا أرحب بأن أكون مادة للأحاديث المبتذلة.
هل بسبب ذلك أنت مقلة في عمل لقاءات صحافية؟
الهدف من اللقاءات الصحافية هو نشر ماهو جديد، وعندما لا أملك هذا الجديد، أفضل الابتعاد.
الشهرة كيف تتعاملين معها؟ وهل تأخذك أحيانا للحظات غرور؟
لا مجال للحديث أبدا عن الغرور، فمن يعرفني خير معرفة يدرك أنني أبعد ما أكون عنه. من تواضع لله رفعه.
ماذا تقولين في الاتهام الموجه إليك بأنك تظهرين على الشاشة جادة أكثر من اللازم بلا ابتسامة؟
الابتسام لا يؤذي عين المشاهد إن كان في محله، لكن أن تقدم قتلى بالعشرات وتقرأ أحداث الدمار والمآسي الانسانية مصاحبة الابتسامة, هذا ما لا أرى فيه أي مهنية أو احتراف.. واعتبر هذا الاتهام إن شئت تسميته كذلك، خير دليل على مهنيتي واحترامي لعملي والمشاهدين، هذا بالإضافة إلى أننا شاشة جادة، تنقل أخبار وتطورات لا تكون في أغلبها خفيفة أو سارة، ولامجال فيها للخروج كثيرا عن نص الخبر، ما يجعل الابتسام آخر ما يفكر فيه مذيع النشرة الإخبارية. لكني بشكل عام لست جامدة في حياتي.
(أنت والجزيرة)
بعد عشر سنوات من العمل في قناة الجزيرة، كيف ترين نفسك اليوم؟
بعد عشر سنوات قضيتها في الجزيرة، قطعت مشوارا طويلا، كنت في بداياته أوصل الليل بالنهار، في بعض الأحيان على حساب صحتي وعائلتي الصغيرة، أستزيد من خبرة من سبقوني في هذا المجال، وأضيف المزيد إلى رصيد معرفتي بشتى المجالات. والآن أحمد الله على ما حصلت عليه، ولأن هذا الجهد لم يذهب سدى، وهذا بالطبع بتوفيق من الله، وبمساعدة الكثير من الزملاء الذين عملت معهم في مسيرتي المهنية.
لكن هل تؤمنين بالتجربة لاكتساب الخبرة؟ أم الاعتبار من تجارب الغير؟
الإنسان يتعلم من خلال التجربة والخطأ، وليس من خلال القوالب الجاهزة التي برأيي تعطل ملكة التفكير، والتفكير هو علامة الوجود، كما يقول عباس محمود العقاد.
وهل ستستقر إيمان عياد في الجزيرة؟
بشكل عام، أعتقد أن التنقل السريع بين القنوات الإعلامية لا يخدم الإعلامي وطموحاته، من الضروري أن يكون هناك استقرار وانتماء للمؤسسة، يشعر به المشاهد. فيرتبط اسمه بالقناة، ويُعرف هو من خلالها.. أما بشكل خاص، فأنا ابنة الجزيرة، ولن أغرد خارج سربها، الجزيرة تميزت بمهنيتها واستقلاليتها المشهودة، والتزامها برسالتها واحترامها للعاملين فيها، ولن يكون من السهل أن تجد كل هذه المقومات في فضائية أخرى. هذا بالإضافة الى الاستقرار والأمن الذي يحيط بك من كل جاه هنا في الدوحة.
وماذا أعطتك الجزيرة؟
الجزيرة مدرسة، صقلتني وصنعت مني إعلامية ناجحة، لكن قد تكون الهدية الأكبر هي محبة الناس التي تحيط بي من كل صوب، ومن المجتمع القطري الذي احتضنني منذ يومي الأول هنا في الدوحة. ليس هناك أجمل من شعور الإنسان بأن العمل الذي يقوم به مقدر ومحبب إلى قلوب الناس، وهذا أجمل ما في عملنا.
رأيناك ليس فقط في تقديم التغطية الخاصة بالانتخابات الأميركية من واشنطن، بل صحافية في الميدان أيضا؟
أحب أن أنوه بأنني بدأت حياتي المهنية مراسلة إخبارية في واشنطن لبعض القنوات. قدمت خلالها تقارير يومية من العاصمة الأميركية وولايات أخرى لمستجدات الحدث السياسي. أنا لم أتخل يوما عن كوني صحافية، وعملي كمراسلة في الميدان مهنة لطالما أحببتها، خاصة عندما تقوم أنت بكل تفاصيل إعداد تقريرك بدءا بالبحث عن الخبر والانتقال إلى مركز صناعة الحدث وملاحقة التطورات، وكتابة النص، وتسجيل الصوت وحتى عملية المونتاج التقني على الأجهزة كنت أقوم بها بنفسي. كان مشواري طويلا في أميركا تعلمت فيه الكثير من أبجديات العمل الإعلامي. مهنة المراسل هي من أجمل ما يقوم به الإعلامي التلفزيوني، فهي توسع مداركه أكثر، ولا تصيبه بالرتابة.
وهل جنسيتك الأميركية هي السبب وراء هذا الاهتمام بالأخبار الأميركية؟
قبل كل شئ أنا عربية. ومن ثم فلسطينية، كويتية المولد، وأحمل الجنسيتين الأردنية والأميركية.. ولا أعتقد أن اهتمامي بالشأن الأميركي يقل عن أو يتعدى اهتمام أي إعلامي، أو عربي مدرك لأهمية وحساسية المرحلة القادمة مع الرئيس المنتخب.
يلاحظ المشاهدون أنك لا تبالغين في الماكياج والملابس؟
لست على الشاشة لأعرض آخر صيحات الموضة، أو أشتت اهتمام المشاهد عن أهمية الحدث، فاحترامي لنفسي وللمشاهدين يحتم علي الالتزام بالمقبول في زي العمل كما هو في حياتي اليومية خارج نطاق العمل، لذلك أولي الأهمية الأكبر لجودة الأداء أكثر من متابعة الماكياج.
وماذا عن الغيرة بين مذيعات الجزيرة؟
بعد سنوات من العمل في الجزيرة، أصبحنا أسرة واحدة، كل منا يحب الخير للآخر، نتقاسم الأحزان قبل الأفراح، ويربطنا ولاء وانتماء للمؤسسة، بحيث أي نجاح يحققه أحدنا هو نجاح للجميع وللمؤسسة ككل. بعد كل هذه السنوات لا مجال بيننا للخوض في أي من هذه الأمور.. زميلاتي القريبات هن بمثابة أخواتي اللواتي يقمن في بلدان بعيدة.
وكيف تقضين وقت فراغك؟
لاشك أن كل وظيفة لها التزامات معينة، ولا شك أن التزامات الإعلامي لا تنتهي حال مغادرته مبنى القناة، وأولويات العمل تكون أحيانا أكبر من الوقت المتاح لكثير من الأمور الأخرى. لذا لا أملك الكثير من وقت الفراغ، لكن إن توفر، فأنا من هواة السفر.
هل أنت مع حياة الصخب؟
على العكس، حياتي هادئة جدا، رغم انشغالاتي الكثيرة التي تتمحور في أغلب الأحيان حول العمل، أعترف أنني ( بيتوتية جدا) بطبعي، فالبيت بالنسبة لي هو مكان جيد لشحن الإنسان بأفكار جديدة وراحة نفسية تؤهله للعودة مرة ثانية للعمل بحماس. لكن بطبيعة الحال لي أوقاتي في الخارج مع الأصدقاء عندما يسمح الوقت والفرصة، ولي مشاركاتي كذلك في النشاطات والمناسبات الاجتماعية.
حدثيني عن أسرتك؟
أحرص دائما على قدر من التواصل بشكل منتظم مع الأسرة والعائلة التي تتوزع في بلدان وقارات مختلفة، لاأزعم أن ذلك يتم بالشكل الذي أتمناه، لكنها مسألة مهمة جدا بالنسبة لي.
وماهي علاقتك بالمطبخ؟ وهل تكتـفين بالإشراف أم تصنعين المأكولات بيديك؟
هي كعلاقة أي امرأة في المطبخ، لكنه يشكل لي أحيانا المتنفس من ضغوط العمل.. خاصة عندما يتعلق الأمر بوصفات جديدة أحاول اتقانها. لكني بشكل عام طباخة ماهرة، هذا ليس بشهادتي (فمادح نفسه كذاب)، ولكن بشهادة الأهل والأصدقاء.. خاصة عندما يتعلق الأمر بالأكلات الفلسطينية، وعلى ذكرها أتقن جيدا عمل المسخن، والمقلوبة بأنواعها.
ماهي المحطات التي تتابعها إيمان عياد، وماهي البرامج التي تستهويك؟
أميل كثيرا لمتابعة البرامج الجادة، خاصة إن كانت تعالج قضايا بكل موضوعية وحياد، سواء في الجزيرة أو في غيرها من القنوات، ويعجبني كثيرا الاجتماعي منها، الذي يعالج قضايا الناس واهتماماتهم ومشاكلهم الحياتية اليومية..
ألم تفكري في تقديم برامج مختلفة؟
في محطاتي العملية السابقة سواء في الشبكة العربية الأميركية أو قناة دبي الفضائية أوالجزيرة من واشنطن، قدمت عدة برامج، منها السياسي والاجتماعي والطبي، من بينها أصداء أميركية، وزوايا وساعة لصحتك ومجلة واشنطن. أما في الجزيرة، فقدمت برامج مختلفة، منها بين السطور ومنبر الجزيرة ولقاء خاص ولقاء اليوم.. هذا بالإضافة الى البرامج الإخبارية التي تطل برأسها بشكل يومي على المشاهدين.
مواقف صعبة
في نهاية اللقاء، خلال عملك في الجزيرة، دون شك تعرضت لمواقف صعبة خلال تقديمك لنشرات الأخبار، هل يحضرك أي منها؟
كثيرة هي المواقف المؤلمة و المؤثرة، عندما تتعامل بشكل يومي تقريبا مع أخبار ومآسي العالم. دائما ما يحضرني يوم استشهاد زميلنا طارق أيوب الذي كنت أحاوره على الهواء قبل دقائق قليلة من استشهاده في ساعات الصباح الأولى لاستطلاع آخر تطورات القصف الأميركي لبغداد. كنت آخر من تحدث إليه طارق، وأول من غطى هذه الدقائق المؤلمة، خاصة عندما طُلب مني إذاعة الخبر.. هذا بالإضافة الى الكثير من الأخبار المأساوية التي نتعامل معها بشكل يومي على الهواء، كاستشهاد أطوار بهجت، محمد الدرة، إيمان حجو، وأطفال غزة في حصارها الأخير.. كلها ذكريات مؤلمة تأبى النسيان.
يذكر أنّ إيمان من مواليد 24 أيار (مايو) 1971 تنحدّر من بلدة بيت ساحور في بيت لحم. وقد انضمت الى «الجزيرة» عام 1999 كمذيعة أخبار ومقدمة برامج مثل «بين السطور»، و«منبر الجزيرة»، و«لقاء خاص»، و«لقاء اليوم». كما أنها إحدى المذيعات الرئيسيات لنشرات أخبار القناة. علماً أنّها كانت متزوجة وأنجبت ولدين يعيشان في الولايات المتحدة الأميركية. وكانت تعرف سابقاً باسم إيمان بنورة، إلا أنها انفصلت عن زوجها، فعادت لتستعمل اسم عائلتها الأصلي. [/font][/size]