[frame="5 80"]إننا في هذه الدنيا الفانية تقع في حياتنا الكثير من المشاكل مع بعض اﻷشخاص ،وقد يسئ لك ويضرك البعض اﻷخر إما بدون وقصد أو بقصد وسوء نية مع سبق اﻹصرار والترصد
إما لنعمة أنعم الله بهل عليك وغيرها فﻻتعجبه هذه النعمة ويعمل بما في وسعه ﻹزالتها عنك .
وإذا اراد اﻹنسان ان يعاملهم بالمثل سيكلفه ذلك كثيرا من الوقت وضياع الجهد فيما يضر وﻻ ينفع ، وخير وأفضل سﻻح لمواجهة هذه الفئة هو التعامل معها معاملة حسنة والتغاضي عن تصرفاتها السيئة كأنها لم تكن ،وقابلها باﻹبتسامة الصادقة وبقلب سليم يحب الخير للجميع.
وأقوى سﻻح لمواجهة هذه الفئة هو سﻻح العفو ،على كل من أساء إليك مهما كانت اﻹساءة،" والعفو ﻻ يزيد إﻻ عزة "كما جاء في الحديث النبوي، والعفو مطلوب من المسلم التعامل به في حياته اليومية مصداقا لقول سيدنا محمد رسول الله صل الله عليه وسلم :" العفو عند المقدرة"، وكذلك لقول الله تبارك وتعالى:" والعافين عن الناس"، لهذا فإننا نطلب ونوصي كل مسلم ان يكون ممارسا لتعامل بالعفو مع عامة خلق الله .[/frame]
[gdwl]{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
الأعراف199
السلاح الذي ينبغي أن أتسلح به في هذا الزمان وكل زمان ، وهذا هو السلاح الأساسي الذي استخدمه النبي العدنان في فتح القلوب ، وهو سلاح العفو والصفح ، أين المؤمنين الآن من خُلُق العفو والصفح؟ نحن نسمع من يقول في أخيه المؤمن مع أن الآية نزلت في الكافرين وغير المؤمنين: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} البقرة194
وهل هناك مؤمن يعتدي على مؤمن؟ الاعتداء يكون من الكافر ، لكن لا يوجد مؤمن يعتدي على مؤمن أبداً: {كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ}{1}
إذاً كيف أعتدي عليه؟ لكن المؤمن معه دوماً العفو ، اسمعوا إلى حضرة النبي صلى الله عليه وسلم وقد جَاءَه رَجُلٌ فَقَالَ: {يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَمْ أَعْفُوا عَنِ الْخَادِمِ؟ فَصَمَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَمْ أَعْفُوا عَنِ الْخَادِمِ؟ فَقَالَ: كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً}{2}
إذا كنت سأعفوا عن الخادم في اليوم سبعين مرة ، فكم أعفوا عن الأخ وعن الجار وعن الزوجة وعن الولد وعن الإبنة وعن الرفيق وعن الزميل؟ فالعفو مداه واسع ليس له نهاية ، لأن خُلُق المؤمن الأول الذي عليه المعوَّل العفو
{خُذِ الْعَفْوَ} أى تخلق به حتى يكون ملكاً لك دون الآخرين ، واعتبر نفسك المخاطب بهذه الآية دون الخلق أجمعين ، قد يقول قائل ويظن أن هذا الكلام لا ينطبق على الحالة الحاضرة ، ويقول: إن العفو يجعل الناس تطمع فيَّ ويزيدون في إيذائي ، لا والله ما قال ذلك الذي لا ينطق عن الهوى ، قال صلى الله عليه وسلم ليمحو عنا هذه الشبهة الخبيثة: {مَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلا عِزًّا}{3}
إن لم يدركه الآن سيظهر فيما يأتي من الزمان وسيتحدث به الناس ويكون أحدوثة في هذا الزمان أو بعد هذا الزمان ، فلان هذا كان مثال للعفو ، فلان هذا كان نموذج للصفح وكان على ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم ، والمشاهد في هذا الأمر كثيرة
هل هناك من تعرض منا لإيذاء في حياته كما تعرض النبي صلى الله عليه وسلم للإيذاء من أهله وعشيرته في مكة؟ لا يوجد ، حتى من المعاصرين أجمعين ، فقد تجمع منهم ثلاثة آلاف رجل في ساحة الحرم الشريف ، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل ليزور الكعبة وبعد انتهاء الزيارة والصلاة فيها وقف على بابها وخاطبهم: يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً أخ كريم وابن أخ كريم، قال: {اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ}{4}
مع أنه كان قادراً على ايذاءهم ، ومكَّنه الله من ذلك عندما ذهب إلى ثقيف بالطائف ورجع ، ونزل ملك الجبال ، وقال جبريل: {إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ ، فَقَالَ: لك ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا}{6}
وقد كان ، وفى غزوة أحد لمّا كُسِرَتْ بَيضةُ النبي صلى الله عليه وسلم (خوذته) على رأسهِ وأُدْمِيَ وجههُ وكُسِرَت رَباعيتَهُ وثلمت شفته ورمى رمية على كتفه ودخلت حلقتا المغفر فى وجنته الشريفة وسال الدم على وجهه أسرع خوفاً عليهم : {وأخذ شيئاً فجعل ينشف به دمه وقال: لو وقع منه شيء على الأرض لنزل عليكم العذاب من السماء}{7}
فتلقاه أصحابه رضي الله عنهم، وقال: بعضهم: يا رسول الله ادع عليهم ، فقال صلى الله عليه وسلم {اللَّهُمَّ اهْدِ قَوْمِي فَإِنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ}{8}
وقال صلى الله عليه وسلم: {إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً}{9}
وقيل قال صلى الله عليه وسلم: {اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ}{10}
منقول من كتاب {الجمال المحمدى ظاهره وباطنه}
[/gdwl]
[/gdwl]
[/quote
الكاظمين الغيظ والعا فين عن الناس
لهم رتبة من رتب الجنة
اللهم اجعلنا منهم
جزاك الله خيرا