حتى أنت يا بروتس !!؟؟!!!
علهّا تروق لكم ،،،
المهم فى الأمر أن أعوان يوليوس وقواد جيشه لم يكونوا مسحورين بشخصية إمبراطورهم كما هو الحال مع الشعب المبهور ، وذاد ضيقهم وتبرمهم من تصرفاته الرعناء ، وتعنته وأصراره على آرائه وإن جانبت الصواب ، ذ د على ذلك ماينسبه لنفسه من الإنتصارات دون الإشارة لمجهوداتهم الذهنية والجسمانية فى الأمر وكأنه وحده سبب المجد والإذدهار .
فقرروا الإنتقام منه بهجوم جماعى بالسيوف فى ضربة واحدة حتى لا يلام فرد واحد فقط من الفرسان من قبل الشعب الثائر على مقتل مليكه المحبوب
ولكن كانت أمامهم عقبة واحدة ألا وهى مساعده الأول وصديقه المخلص _ بروتس _ الذى كان مشهودا" له بالوفاء الشديد والولاء المتناهى _ للقيصر _ الذى كان يثق فيه ثقة عمياء لأنه رفيق دربه وصديق طفولته وحامى حماه فى كل حين .
إجتمع الفرسان لحل تلك المعضلة قبل أيام من ليلة الإحتفال بالعيد القومى لتتويج القيصر ، وتحدثوا فى سرية تامة إلى ( بروتس ) الهادىء الوقور ، وإستحلفوه بكل عزيز وغالى و ب روما _ نفسها _ حبهم الأول والأخير أن يقول الحق ويقرر مدى إستبداد القيصر وظلمه لهم وللشعب فى سبيل أهوائه ونزواته الخاصة ، فما كان منه _ مع ما كان مشهودا" له من عفة وصراحة إلاّ أن إعترف بصحة قولهم وإنزعاجه البالغ من تصرفات القيصر الغير محمودة العواقب .
فوجد الفرسان الفرصة سانحة لدفعه على مشاركته لهم فى المؤامرة المدبرة لإغتيال القيصر فى يوم نصره المزعوم ، وبذلوا كل جهد جهيد .
و ب أعين هدها السهر والتشاور والتحاور أصبح فجر العيد فى يوم ملىء بالهياج والإبتهاج من الشعب المسرور والأمبراطور المغرور والحاشية تحفه بحبور يزفونه نحو عرشه المبهرج بكل الألوان والفنون .
غير أنه كان داهية حصيف ومدرك لما يسره الفرسان فى أنفسهم من الغيظ والكمد ، وكان يحسب لتحركاتهم كل حساب ، وكان لايرى فيهم إلا منافسين له ، حاقدين عليه.
ما عدا _ بروتس أعز الناس إلى قلبه صديق طفولته ورفيق صباه ، قائد جيشه ، ومعاونه فى جميع إنتصاراته كانت ثقته فيه عمياء ، وحبه له بلا حدود ، كان يخصه دون غيره بالمشاورة حتى وإن خالفه الرأى لا يغضب منه بل يقدره _ ولكن _ يعمل بمايراه _ هو _ وليس بما ينصحه به بروتس الوفى .
وفى ذلك اليوم الكبير والإحتفالات فى أوجها وقف القيصر امام مقصورته الفخمة متشحا" بوشاحه الرائع ، واضعا" على رأسه ذلك التاج الدقيق الصنع الذى يميزه عن جميع الملوك إلى يومنا هذا ، وقف لإستقبال قواده ومعاونيه ليقدموا له فروض الولاء والطاعة أمام الجماهير الغفيرة التى جاءت من كل حدب وصوب لحضور المهرجان العظيم.
وحضر الفرسان فى كوكبة ذاخرة وإلتفوا حول القيصر بصورة مريبة فنظر إليهم نظرة شك عظيمة فتكالبوا عليه بضربات عاجلة متتالية سقط على أثرها صريعا" بعد أن تألم أشد الألم وهو يرى صديقه الوحيد شهارا" سيفه وهو عازم على ضربه فى صدره مباشرة .
وظهر تأثره البالغ على وجهه فى لحظات عمرة الباقية ألا وهى فجيعته الكبرى فى فقدان وفاء _ بروتس _ الذى كان مضربا" للأمثال فى الولاء والإخلاص كانت آخر عبارة نطق بها : و أنت أيضا" يا بروتس .