(بظهره) الظهر الإبل تعد للركوب وحمل الأثقال
(أنديه) معناه أن يورد الماشية الماء فتسقى قليلا ثم ترسل في المرعى ثم ترد الماء فترد قليلا ثم ترد إلى المرعى
أكمة أي: على جبل مرتفع صغير
يا صباحاه : هي كلمة تقال عند استنفار من كان غافلا عن عدوه
بيننا وبين بني لحيان جبل : كأنهم نزلوا في وادٍ، وبجوار الوادي جبل، وبعد الجبل واد آخر يسكنه بنو لحيان.
ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل . وأرتجز . أقول : أنا ابن الأكوع * واليوم يوم الرضع . فألحق رجلا منهم . فأصك سهما في رحله . حتى خلص نصل السهم إلى كتفه . قال قلت : خذها . وأنا ابن الأكوع * واليوم يوم الرضع . قال : فوالله ! ما زلت أرميهم وأعقر بهم . فإذا رجع إلى فارس أتيت شجرة فجلست في أصلها . ثم رميته . فعقرت به . حتى إذا تضايق الجبل دخلوا في تضايقه ، علوت الجبل . فجعلت أرديهم بالحجارة . قال : فما زلت كذلك أتبعهم حتى ما خلق الله من بعير من ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا خلفته وراء ظهري . وخلوا بيني وبينه . ثم اتبعتهم أرميهم . حتى ألقوا أكثر من ثلاثين بردة وثلاثين رمحا . يستخفون . ولا يطرحون شيئا إلا جعلت عليه آراما من الحجارة . يعرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه . حتى إذا أتوا متضايقا من ثنية فإذا هم قد أتاهم فلان بن بدر الفزاري . فجلسوا يتضحون ( يعني يتغدون ) . وجلست على رأس قرن . قال الفزاري : ما هذا الذي أرى ؟ قالوا : لقينا ، من هذا البرح . والله ! ما فارقنا منذ غلس . يرمينا حتى انتزع كل شيء في أيدينا . قال : فليقم إليه نفر منكم ، أربعة قال : فصعد إلي منهم أربعة في الجبل . قال : فلما أمكنوني من الكلام قال قلت : هل تعرفوني ؟ قالوا : لا . ومن أنت ؟ قال قلت : أنا سلمة ابن الأكوع . والذي كرم وجه محمد صلى الله عليه وسلم ! لا أطلب رجلا منكم إلا أدركته . ولا يطلبني رجل منكم فيدركني . قال أحدهم : أنا أظن . قال : فرجعوا . .
(فأصك سهما في رحله) أي: أنه كلما أدرك واحداً منهم ناوله بالنبل أو بالسهم حتى يقضي عليه وعلى رحله
(أرميهم وأعقر بهم) أي أرميهم بالنبل وأعقر خيلهم أصل العقر ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف ثم اتسع حتى استعمل في القتل كما وقع هنا وحتى صار يقال عقرت البعير أي نحرته
(حتى إذا تضايق الجبل فدخلوا في تضايقه) التضايق ضد الاتساع أي تدانى فدخلوا في تضايقه أي المحل المتضايق منه بحيث استتروا به عنه فصار لا يبلغهم ما يرميهم به من السهام
فجعلت أرديهم بالحجارة أي: كلما ألقى حجراً فأصاب واحداً أرداه قتيلاً.
إلا خلّفته وراء ظهري أي: حتى أصبحت الغنيمة كلها وراء ظهره متمكناً من إرجاع الظهر إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
آراما بمد الهمزة أي أعلاما
يتضحون-أي: يتغدون في وقت الضحى
رأس قرن بفتح القاف وسكون الراء وهو كل جبل صغير منقطع عن الجبل الكبير
البرح بفتح الباء وسكون الراء الشدة
الغَلَسُ : أي: منذ تتبعنا بالأمس ما فارقنا
الرضع بضم الراء وتشديد المعجمة : جمع راضع وهو : اللئيم ، فمعناه اليوم يوم اللئام أي اليوم يوم هلاك اللئام
الظن هنا بمعنى: اليقين
فما برحت مكاني حتى رأيت فوارس رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخللون الشجر . قال : فإذا أولهم الأخرم الأسدي . على أثره أبو قتادة الأنصاري . وعلى أثره المقداد بن الأسود الكندي . قال : فأخذت بعنان الأخرم . قال : فولوا مدبرين . قلت : يا أخرم ! احذرهم . لا يقتطعوك حتى يلحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه . قال : يا سلمة ! إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر ، وتعلم أن الجنة حق والنار حق ، فلا تحل بيني وبين الشهادة . قال : فخليته . فالتقى هو وعبدالرحمن . قال : فعقر بعبدالرحمن فرسه . وطعنه عبدالرحمن فقتله . وتحول على فرسه . ولحق أبو قتادة ، فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبدالرحمن . فطعنه فقتله . فوالذي كرم وجه محمد صلى الله عليه وسلم ! اتبعتهم أعدو على رجلي . حتى ما أرى ورائي ، من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ولا غبارهم ، شيئا . حتى يعدلوا قبل غروب الشمس إلى شعب فيه ماء . يقال له ذا قــ ــر د . ليشربوا منه وهم عطاش . قال : فنظروا إلي أعدو ورائهم . فحليتهم عنه ( يعني أجليتهم عنه ) فما ذاقوا منه قطرة . قال : ويخرجون فيشتدون في ثنية . قال : فأعدوا فألحق رجلا منهم . فأصكه بسهم في نغض كتفه . قال قلت : خذها وأنا ابن الأكوع . واليوم يوم الرضع . قال : يا ثكلته أمه ! أكوعه بكرة . قال قلت : نعم . يا عدو نفسه ! أكوعك بكرة . قال : وأردوا فرسين على ثنية . قال : فجئت بهما أسوقهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فأخذت بعنان الأخرم أي: أخذت بخطام الدابة التي يركبها
احذرهم لا يقتطعوك : احذر أن ينفردوا بك
يتخللون الشجر أي يدخلون خلالها أي بينها
يقال له ذو قــ ــرد وفي نسخة ذا قــ ــرد
ذي قــ ــرد: اسم لموضع يبتعد عن المدينة مسافة يوم. أي: للسائر على قدميه أو الراكب على دابة بطيئة السير
فحليتهم بحاء مهملة ولام مشددة غير مهموز أي طردتهم
نغض كتفه بضم النون وسكون الغين المعجمة وضاد معجمة العظم الدقيق على طرف الكتف
ثكلته أمه أي فقدته
أكوعه بكرة برفع العين ونصب بكرة بلا تنوين أي أنت الأكوع الذي كنت بكرة هذا النهار .. أي: ألست الأكوعالذي تبعنا في وقت البكور، وما زلت إلى الآن تمشي خلفنا؟
وأردوا بالدال المهملة أي خلفوا وأهلكوا من التعب
قال : ولحقني عامر بسطيحة فيها مذقة من لبن . وسطيحة فيها ماء . فتوضأت وشربت . ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على الماء الذي حلأتهم منه . فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ تلك الإبل . وكل شيء استنقذته من المشركين . وكل رمح وبردة . وإذا بلال نحر ناقة من الإبل الذي استنقذت من القوم . وإذا هو يشوي لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كبدها وسنامها . قال قلت : يا رسول الله ! خلني فأنتخب من القوم مائة رجل . فأتبع القوم فلا يبقى منهم مخبر إلا قتلته . قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه في ضوء النار . فقال ( يا سلمة ! أتراك كنت فاعلا ؟ ) قلت : نعم . والذي أكرمك ! فقال ( إنهم الآن ليقرون في أرض غطفان ) قال : فجاء رجل من غطفان . فقال : نحر لهم جزورا . فلما كشفوا جلدها رأوا غبارا . فقالوا : أتاكم القوم . فخرجوا هاربين .
بسطيحة هي إناء من جلود سطح بعضها على بعض
مذقة بفتح الميم وسكون الذال المعجمة قليل من لبن ممزوج
حلأتهمأي طردتهم
والبردة: هي العباءة
المخبر هو الذي يتكلم بالأخبار.
نواجذه بالذال المعجمة أي أنيابه وقيل أضراسه
يقرون بضم أوله وسكون القاف وفتح الراء وسكون الواو من القرى وهي الضيافة ... والمراد أنهم فاتوا وأنهم وصلوا إلى بلاد قومهم ونزلوا عليهم فهم الآن يذبحون لهم ويطعمونهم .
غطفان هي موضع لقرار اليهود وسكنهم.