زيارة خاصة - متجدد

كل ما يتعلق باخبار السودان اليومية من داخل وخارج الوطن

المشرف: بانه

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

زيارة خاصة - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]

هي مساحة خاصة تطرق ليها صحيفة اليوم التالي للتجول في اروقت ومكاتب المسؤلين للإفصاح ما مرو به من تجاربة و عن نشاتهم....


صورة



صلاح قوش: لا أريد أن أنكأ الجراح
التقيت الرئيس بعد خروجي وما دار بيننا من الأسرار
04 يناير 2014 - 21:01


صورة


الخرطوم - صباح موسى

لوهلة كنت زاهدة في كتابة تقديم عن مضيفي وأجواء الحوار، وأهمّيّته في هذا التوقيت، إذ يكفي أن تنطق بالاسم لتستدعي الصورة الذهنيّة في مخيلة الكلّ معنى وأهميّة الجلوس إليه.. نعم؛ صلاح قوش وكفى.. لعلّها العبارات الوحيدة المتاحة في سياق التقديم، كونه أحد أهم الشخصيات المفتاحيّة والأساسيّة في سودان ما بعد الإنقاذ، يزيد من الزخم والهالة المنبعثة من الاسم أنّه وقف على سدّة واحدة من أهم مفاصل العمل الوطني في حقبة مهمة من تاريخ البلاد، ممسكا بكل الملفات المهمّة في العمل الأمني والاستخباري.. خروجه من الجهاز شكل علامة استفهام بارزة، تماماً مثلما كان اعتقاله قبل الإفراج عنه لاحقاً، لغزاً محيّراً يصرّ حتى اللحظة على عدم الخوض فيه كثيراً..

الرجل بدا متحفظا معنا في هذا الجانب، وظل محافظا على سمت الشخصية الأمنية الكاتمة للأمور، ولكنه نجح في أن يطرح نفسه من منظور سياسي، بما يملكه من لديه رؤية وتحليل للقضايا.. أراد أن يبدأ صفحة جديدة لا ينكأ فيها جراحا - على حد تعبيره - من أجل سلامة الوطن الكبير، وبعيدا عن أي مرارات شخصية.

قوش الذي تمنيت حواره كثيراً من قبل كانت فرصتي معه في (اليوم التالي)، لأقف معه على ملفات كبيرة وكثيرة، تجوّل وتحوّل بينها بثقة العالم الملم بكل التفاصيل.. رغم بعده عن الدهاليز، إلا أنّه يبدو متابعاً بدقّة لكلّ التفاصيل.. كأنّه مازال يحتفظ بمهامه السابقة في قلب المنظومة الحاكمة؛ طوراً في مركز الظهير المتقدّم، تارةً (قشاش) في قلب الدفاع، صانعاً للألعاب إن دعا الحال، مهاجماً صريحاً في مقام، وحارساً مؤتمناً على أسرار البلاد.. لن أسهب؛ فقط هي دعوة إلى حوار مختلف مع شخص مختلف.
**

* من الملاحظ أنّك بعيد عن الساحة بعد خروجك من المعتقل.. ماذا تفعل؟
- أنا لم أختف عن الساحة.. أنا موجود...

* أقصد أنّك بعدت عن الإعلام ولم يكن لك أي ظهور ملحوظ؟
- نعم أنا ابتعدت عن الإعلام، لأنّ الفترة الماضية خرجت من السجن بعد ادعاءات باطلة ومكايدات، وتجاوزت هذه المسألة، وكانت فترة ضروريّة حتّى تهدأ النفوس، وخرجت وأعلنت عفوي عن الناس كلّهم، ولذلك أي تصريحات كانت ستوتّر العلاقة، وقصدت عدم الحديث، وأيضا قصدت اختفاء الأجندة الشخصيّة في العلاقات السياسيّة بين الناس، ليبقى الخلاف على القضايا، وأن لا تكون هناك أي قضايا شخصيّة، ولا الناس تفتكر أنّ لديّ غبينة على أحد، لذلك كان الصمت مهماً.. ثانياً؛ طبيعة تربيتنا كانت تقتضي ألا يتحدّث الإنسان عن قضايا أتيحت له بحكم موقعه، فينبغي أن يحافظ على سريّتها، وكانت عندي فرصة للاطلاع عليها، وهناك أسرار لم تر النور، لأنّني مؤتمن عليها.. سوف يستمرّ هذا الأمر في كل القضايا بصفة مهنيّة، وسأظلّ وفيّاً لهذا الأمر؛ بعهد المهنة، وعهد الالتزام.. والإعلام - خاصّة في السودان- يميل نحو الإثارة، وإثارة القضايا الحسّاسة، وهذا في غير مصلحة البلد، ولذلك كان بعدي عن الأضواء، وهذا ليس بعداً عن العمل السياسي، أو الدور الوطني، فلم نتوان في أن نقوم بواجباتنا تجاه بلدنا وتجاه مواطنينا مهما كلفنا ذلك، وسنستمر في عطائنا السياسي وسط المجتمع السوداني.

* هل مازلت عضوا بالمؤتمر الوطني؟
- نعم مازلت عضوا بالمؤتمر الوطني، وإن كانت هنالك قلّة لا ترغب في وجودي بالمؤتمر الوطني، ولكن المؤتمر الوطني ليس ملكاً لأحد، هو ملك لكلّ هذا القطاع العريض الذي انضمّ له، وهناك عدد منهم أفسد البيئة في العلاقات بين عضويته، وأصبحت المكايدات والإقصاء، والآن أصبح هناك صراع بين بعض قياداته على السلطة، بعيداً حتّى عن الأجندة الوطنية، وأصبح الحوار هناك – بينهم - ليس همّه القضيّة الوطنيّة، ولكن همّه الأكبر الأجندة الخاصّة، كما أصبح التعامل بين عدد محدود على قمّة قيادته فيه الكره والبغض، فيه الحب والكره، فيه الإقصاء والتقريب والاستلطاف والبُغض، وبه العطاء والحرمان، ولذلك غابت القضيّة الوطنيّة، وأصبحت هنالك مجموعات التعامل بينها ليس بالموضوعيّة، فالبيئة السياسية الموجودة حتى داخل المؤتمر الوطني تحتاج إلى إصلاح، وهذا هو الإصلاح الحقيقي، وإن لم يتم هذا الإصلاح فليست هنالك أي قيمة كبيرة للإصلاح المطروح، وأعتقد أن على المؤتمر الوطني أن يفتح هذا الباب فيما بينه ومع الآخرين، وهذه قضية أساسية، يجب أن تتم في جو صحي.

* هل أنت عضو بالمكتب القيادي؟
- لا.. أنا لست عضواً بالمكتب القيادي، وهم يتحاشون حتّى أن يدعوني في الورش لأقول رأيي، ولكنني محتفظ بعضويتي من طرف واحد.

* لمحنا قوش في فاعليات البرلمان؟
- أحضر في البرلمان كعضو، فأنا أدعى للهيئة البرلمانية، وأحضر كعضو عادي ليس إلا، وهذا كلّه شحذ وفبركة مبنية على دوافع كلها تعتقد أنه يمكن أن أمثل خطرا على وجودهم داخل الحزب هذا كل ما في الأمر.
* هل ستظلّ على هذه الحالة أم لديك خيارات أخرى؟
- خياراتي مفتوحة، فأنا لم أترك العمل السياسي، وسأظلّ عضوا فاعلاً في المجتمع في القضية الوطنية.

* "مقاطعة"... هل معنى ذلك أنك ما زلت تفضل الإصلاح من داخل المؤتمر الوطني رغم ما حدث لك؟
- صحيح أفضل الإصلاح من الداخل وسأظلّ عضواً فيه، إلى أن يستحيل أن يكون لي أي عطاء داخل هذه المؤسسة، وتغلق أمامي كل الأبواب فالخيارات مفتوحة، ولكني مازلت عضواً ملتزماً.

* وكيف رأيت التعديلات الأخيرة.. هل تعتبرها تغييراً؟
- التعديلات الأخيرة جيّدة في تقديري، وهي تعكس روح قبول طرح التغيير والإصلاح، لكن القضية ليست تغيير الأشخاص.

* "مقاطعة"... عندما نتحدث عن تغيير أشخاص في حجم شيخ علي ود. نافع ألا ترى في هذا تغييراً؟
- صحيح هذا يعكس القابليّة لتغيير كبير، وطالما هنالك قابليّة في تغيير كبير في تقديري، أيّاً كانت الدوافع، هنالك عدد من الأغراض والتحليلات، والقراءة والشواهد التي تفسر لماذا تمّ ذلك؟ وأيّاً كانت هذه الدوافع، وأياً كانت هذه الأسباب، ولكنها خطوة.

* إذاً، تراها خطوة؟
- أراها خطوة مهمة تؤكد القابليّة والاستعداد للتغيير، وإن لم تتغيّر المفاهيم والسياسات، فتغيير الأشخاص لم يفد كثيراً، وقبل ذلك إن لم تتغيّر البيئة التي تربط العلاقات بين الناس داخل الحزب الحاكم والحكومة أيضاً، فتغيير الأشخاص لن يفيدها كثيرا، فما تمّ من تغيير له أسباب متعددة.. الظاهر والشاهد فيه أنه جاء في مرحلة تواجه البلاد فيها مشكلات كبيرة؛ في أوضاعها الاقتصادية، واختراقات أمنية، وتدهور في علاقاتنا الإقليميّة والدوليّة، وفي بيئة طفحت على السطح بتباين في وجهات النظر، لمعالجة بعض هذه القضايا، وكذلك الأصوات المتعدّدة داخل الحزب التي تدعو للتغيير في مرحلة كهذه، بانسحاب قادة أساسيّين في الإنقاذ، تاركين خلفهم هذه التركة الثقيلة، يمكن أن يوصف بأنّه أسوأ خاتمة لهم في كابينة القيادة، ولذلك، من الواضح جدا أن إقبال القيادة على هذا التغيير لا يمكن أن يتم دون التطرق لقيادة مرحلة ما بعد الانتخابات، أي أن التغيير الذي تمّ مرحليّ؛ مدّته عام واحد، والتغيير الحقيقي سوف يظهر في فترة ما بعد الانتخابات، وهنالك احتمالان أحدهما أن يستمر الرئيس لدورة جديدة، أو تقديم خيار جديد..

- أعتقد أن هذا الأمر تمّ حسمه، وما تمّ هو تمهيد لإنفاذه وإخراجه.. من الواضح أيضا أن نواب الرئيس الاثنين لمسا رغبة الرئيس في تغييره ولذلك نفذا له هذه الرغبة، وقطعا لما نشاهده من سلوك لهما بعد إنفاذ التعديلات فالراجح إنّها لم تكن خاتمة لدورهما السياسي، واذا كان ذلك كذلك فإنّهما على أعتاب الصعود إلى أعلى، وربّما حاول كل منهما توظيف الذي تمّ من أجل ذلك.. بماذا نفسر وجودهم في المجلس الوطني وفي المكتب القيادي، إذا كانوا هم الذين صمموا برنامج التغيير؟ أنا كمهندس أعرف أنّ مصمم أي برنامج لا يكون جزءاً من تشغيله، ولكنهم مازالوا يحاولون التأثير على تنفيذ هذا البرنامج، وإصرارهم على ذلك وهم خارج التوصيف الرسمي للقيادة ربما أضعف قدرتهم في القضايا اليوميّة، مما سيصرف نشاطهم لتصفية الحسابات، ومعلوم أن تصميم التشكيلة الجديدة سيكون له فعل ورد فعل، ولكنها كانت في حسبانهم، ولكن مجريات الأحداث ربما ولدت ظروفا جديدة تجاوزت حساباتهم، تؤدّي إلى تغيير ما تمّ الاتفاق عليه فيما بينهم، أو فيما بين جزء منهم دون الطرف الآخر.. هذا العراك سيؤدي إلى مزيد من إفساد البيئة ويعجل بالتخبط والانهيار، نصيحتي لهم أن يبتعدوا ويتركوا البدائل الجديدة لتقوم بدورها كاملا دون مؤثرات قديمة.
[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: زيارة خاصة - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]
البعض يحلل ما حدث بأنه كان هناك صراع داخليا بين شيخ علي ود. نافع مما أدى إلى هذا التغيير. كيف تقرأه أنت؟
- وجود صراع هذه واضحة لرجل الشارع العادي، وأقول إن هنالك اختلافا في وجهات النظر، وخلافا في طريقة العمل، والسياسات غير متوافق عليها، وهناك تضارب في طريقة العمل، ليس صراعا شخصيا، لكن في طريقة إدارة العمل، وهذا أدى إلى توتر، تطور إلى تبعات ظاهرة للعيان، وهذه التبعات تقاس بآليات معروفة، أنا لست أبرئ نفسي من ذلك، فقد كنت داخل هذه المنظومة، لي وعلي ما لهم وما عليهم، ولذلك علينا أن نعمل على ترميم الوضع.

* هل ترى أن خروج الاثنين معا يفسر أن الرئيس كانت له اليد العليا في ما حدث؟
- تداخلت كل هذه العوامل وأدت إلى هذا التغيير، وتقديري أن الرئيس البشير وهو ألمح أكثر من مرة أنه يريد تغييرا كبيرا، وهما شعرا أن الرئيس راغب في ذلك، ولذلك نفذا للرئيس رغبته.

* هل تم الاتصال بك وقت تشكيل الحكومة؟
- نعم تم اتصال... ولكني لا أعلم إن كان الشخص الذي اتصل بي مكلفا بذلك، أم كان اجتهادا منه.

* "مقاطعة": هل هذا الشخص نافذ؟
- لا أتحدث عن أشخاص.. أنا في النهاية قدّرت أنّ ذلك كان اجتهاداً منه، وأنا أرى أنه في أجواء فقدان الثقة، لا توجد مساحات مشتركة، ولذلك فضلت أن أشارك بطريقة أخرى في العمل العام.

* بعد خروجك من المعتقل هل التقيت الرئيس؟
- نعم قابلته..

* فيم تحدثتم؟
- هذه أمور يجب ألا يسأل عنها فلها أسرارها.

* "مقاطعة": فقط نريد أن تطلعنا على أجواء اللقاء هل كان إيجابيا؟
- لها أسرارها.

* هناك خطى متسارعة للإصلاح من داخل الحزب، فبعد التشكيل هناك وثيقة تمت إجازتها يقولون إنّها فتح كبير. ما رأيك في هذه الوثيقة؟

- الوثائق موجودة.. الكلام المكتوب النظري في الأوراق، إن لم تكن هنالك إرادة سياسية حقيقية لإنفاذه فليس له قيمة، المؤتمر الوطني الآن يخالف النظام الأساسي حتى في اختيار نائب الرئيس، والذي يفرض على الرئيس أن يعيّن من الأعضاء المنتخبين، وحدث نقاش حول ذلك، وسعوا لمحاولة تعديل أو تغيير هذا البند من النظام الأساسي، لكن تمّ تجاوزه، ولذلك الأصل ليس في الأوراق المكتوبة، لكن في الإرادة السياسيّة لإنفاذ المبادئ المكتوبة، وهذا تحدّ، وسوف يظهر قريباً؛ إذا كان المؤتمر الوطني وقيادته جادّون في إحداث نقلة حقيقية لإقامة مؤسسات حقيقيّة تدير الحزب؟ هذا تحد سيظهر قريبا.

* رأيك في موضوع فصل د. غازي ورفاقه؟
- غازي اضطر اضطرارا للخروج، وكان واضحا جدا أن هيئة الشورى عندما ناقشت قضية غازي لم تكن مرتاحة لفصله من الحزب، وكان هناك ناس يرون أن هذا خطأ، فلا يجب فصله من الحزب، فهو شخص كتب رأيه، صحيح أخطأ في الطريقة.

* "مقاطعة": هل توافق من قالوا إن د. غازي أخطأ؟
- أخطأ في الطريقة... بخروج وثيقته في الإعلام فهذا ما أخذ عليه، ولكن هناك كثيرين تحدثوا في أنّ هذا ليس عقابه الفصل، وتقديري أنّه كانت هناك رغبة في التخلص من غازي من بعض قيادات الحزب، ووجدوا الفرصة وكان لهم ذلك.

* وما رأيك في فكرة تكوين د. غازي لحزب جديد؟
- لا أعتقد أنّه كان لديه خيار آخر، فهو أجبر على ذلك، ولم يجد غير هذا الطريق.

* أهو طريق موفق في نظرك؟

- في تقديري أنّه كان يجب أن يظلّ غازي داخل الحزب، ويحاول التغيير من الداخل، وإن كان ذلك صعباً، ولكن كان سيكون دوره أفعل، لأن هناك قطاعات كبيرة داخل الحزب تحمل نفس رؤى غازي ومقتنعة بها، وكان يمكن أن تتبلور هذه الرؤى، وفي الآخر تكون قيادة الإصلاح من داخل المؤسسات.

* معنى ذلك أن خروج د. غازي لن يكون مؤثرا؟
- هذا يعتمد على سلوك الحزب في الفترة القادمة، فإذا واصل الحزب مسيرة الإصلاح وأخذها مأخذ الجد، يمكن أن يكون المؤتمر الوطني فاعلا، ولكن إذا أصر على نفس النهج القديم، فربما يقف كثيرون على الرصيف، وربما فكروا في الخروج، أو أن يذهبوا إلى غازي، إذا تم إصلاح حقيقي فلن يكون مشروع غازي مؤثرا.

* وتوقعات قوش حول المسألة؟
- التحديات كبيرة على البلد، وتقديري إذا تحسنت البيئة فستكون هناك فرصة حقيقية، ووثيقة الإصلاح ترى النور.

* "مقاطعة": تقصد الوثيقة التي تمت إجازتها؟
- نعم... لكن إذا استمرت البيئة القديمة، وأصرّ الذين خرجوا على إدارة الصراع من خلف الكواليس فستكون كارثة على هذا البلد.

* هل ستكون ممن سيجلسون على الرصيف أو يمكن أن تخرج مع مجموعة د. غازي، أو....؟
- أعتقد أن هذا متروك للتطورات التي ستحدث في الفترة القادمة.

* وهل يمكن أن نقول إن أفكار د. غازي في الإصلاح قريبة من أفكارك؟
- أفكار د. غازي ليست بعيدة عن كثيرين في المؤتمر الوطني، ود. غازي معروف عنه أنّه دائما يطرح أفكاراً، وهناك كثيرون في المؤتمر الوطني متّفقون معه، ولكن ليست هنالك طريقة أن ترى النور على أرض الواقع، ليس بالضرورة أن أتفق معه كل الاتفاق، وليس بالضرورة أن أختلف معه كل الاختلاف.

* علاقة صلاح بود إبراهيم؟
- ود إبراهيم ليس لي أي علاقة بما قام به أصلاً، أنا حُشرت في ذلك حشراً، واسألي من كان سبباً، فليست لديّ علاقه به.

* هل التقيتما بعد الخروج؟
- نعم التقينا في مناسبات اجتماعية فقد جاءني بعد الخروج وقال لي حمد الله على السلامة، ولكن لم تكن علاقتي به بها أجندة لترتيب عمل، أو نشاط سياسي مشترك، فقط زيارات اجتماعية ليس أكثر ولا أقل.
هل زرت قادة الأحزاب السياسية الكبيرة؟

- نعم زرت حسن الترابي في إطار اجتماعي في عزاء شقيقه عبد الحليم وكان دفعتي، وزرت مولانا محمد عثمان الميرغني وشكرته على الجهد الذي بذله أثناء وجودي في المعتقل، وعلمت بتفاصيل كثيرة جدا عن مجهودات قام بها من أجل إطلاق سراحي، فشكرته على ذلك.

* هل كانت جهود مولانا مؤثرة في إطلاق سراحك؟
- كانت جهودا في تقديري أيا كان أثرها ولكنها كانت جهودا بما أتيح له من علاقات وتواصل مع الرئيس ومع الحكومة، فشكرته على ذلك.

* هل التقيت الصادق المهدي؟
- لم ألتقه.

* وما صحة ما تردد من أنك أخبرت الصادق المهدي بالانقلاب الذي كنت تنوي قيادته وقلت له (تعال قودنا)؟

- "بصوت عال"... هذا كلّه هراء وكذب، آخر مرة قابلت الصادق المهدي عندما تركت المستشاريّة، وأتاني في البيت لكي يقول لي "حمداً لله على السلامة"، وتناقشنا حول أفكار أساسيّة، منها أن تنصلح البيئة السياسيّة بالسودان، وأن يقبل الناس بالآخر، نتفق على قضايا أساسيّة في البلد، ونختلف على تفاصيلها في البرامج، ويكون الخلاف بين الأحزاب في تفاصيل البرامج، لكن الثوابت الوطنية نتفق عليها، وهذا نفس كلام الرئيس وكلامنا، وقلت له إنّ كان هذا كلامك فهذا ما نسعى إليه.. إذن ليس هناك فرق كبير بينك وبين المؤتمر الوطني، فلماذا لا تنضم للمؤتمر الوطني؟، وإذا دخلت بهذه الأفكار فيمكن أن تكون رئيساً له بسهولة جداً. الذي تمّ بيني وبينه هو الذي ذكرته لك، ولم ألتقه بعدها حتّى الآن، وما أشيع أنّي أخطرته بانقلاب هذا كلّه كذب وفبركة منطلقه أجندة معروفة من أشخاص معروفين.

* نواصل

[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: زيارة خاصة - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]


صلاح قوش: "2"
الـ"سي آي إيه" دافعت عن السودان داخل أمريكا
05 يناير 2014 - 21:01

صورة




الخرطوم : صباح موسى

* كيف ينظر صلاح قوش للحوار الذي يجري الآن بين الحكومة والأحزاب؟

- ليست هذه هي المرة الأولى لإدارة حوار مع الأحزاب، لانعدام ثقة القوى الأخرى في طرح المؤتمر الوطني، فهم يعتقدون أنّ المؤتمر الوطني يطرح هذه القضية من أجل المزايدة، فهناك مرّات طرح فيها المؤتمر الوطني فكرة هذا الحوار مع القوى السياسية على الدستور ولم تستجب.

* لماذا لم تستجب في تقديرك؟

- لأن المؤتمر الوطني يريدهم أن يوافقوا على الدستور الذي يريد، ويريد أن تبصم القوى السياسية على هذا الدستور، وهذا أول عيوب وضع دستور للبلد، فيجب أن يتم بالتراضي مع الآخرين، وأهم طرف يجب أن يرضى على الوثيقة الأساسية في البلد هي الأقليّات والمجموعات الضعيفة.. المجموعات القويّة لا يبحث عن رضائها بالوثيقة الأساسيّة لأنّها الغالبة، ولذلك ينبغي أن يوكل الدستور إلى جهة تنال ثقة كلّ الناس، وليس الدستور مكانا للمزايدة أو الكسب السياسي.. المؤتمر الوطني اذا لم ينفك من أنّه سيزايد بطرحه لقضية الدستور ويعدّها من مكاسبه السياسيّة فلن يجد أحداً يشاركه فيها، ولذلك يجب أن يوكل إلى جهة مقبولة لكلّ الناس، ولا أعتقد أنّهم سيختلفون في المبادئ الأساسيّة، ولن يختلفوا كثيراً، ولذلك لا أعتقد أنّ هنالك أيّ تخوّف من أن يوكل المؤتمر الوطني الأمر لجهة محايدة، ولا أرى أيّ مخاوف يمكن أن تمسّ المؤتمر الوطني في ذلك، حتى لو أوكل الأمر للحزب الشيوعي، الخصم التقليدي، فلن يكتبوا حاجة شاذة تكون خصماً على القضايا الأساسية للمؤتمر الوطني.

* "مقاطعة": كيف ذلك؟ المؤتمر الوطني مشكلته الأساسية في تطبيق الشريعة الإسلاميّة ويقول إنّ هذا شرطه، بعدها يوافق على أيّ شيء؟


- ليس هناك خلاف على الشريعة الإسلاميّة، هم مختلفون في أولوياتها؛ الصادق المهدي يقول مثلاً إنّ الأولويّة في الحريّات.. ناس عبد الحي يوسف يقولون إنّ أولويّات الشريعة هي الحدود.. عبد الرحيم حمدي يقول إنّ أولويات الشريعة في الاقتصاد، وكلّ ذلك شريعة، فالاختلاف على الأولويات، وهذا يشكل برامج الأحزاب، لكن جميعهم متّفقون أن تحكم الشريعة، مختلفون في الأولويّات؛ نبدأ بالاقتصاد، أو نقطع يد السارق، وهذا يشكّل مساحة للاختلاف لتشكيل برامج الأحزاب المختلفة، وبعدها يقرّر الشعب من يختار بناءً على طرحه لتلك الأولويّات وهكذا... فعلى المؤتمر الوطني أن يفهم ذلك، أنّ هذه الوثيقة لا يوجد اختلاف كثير عليها، فقط المطلوب أن يتيح فرصة لجهة تنال رضى الآخرين، لأنّ البيئة السياسية لن تنصلح إلا بالتراضي، وفرض الأمر الواقع ليس له محل، في تقديري هذه الوثيقة (الدستور) ينبغي أن يكون وضعها بالتراضي، وهذا يستوجب أن تكون الجهة التي تقود ذلك مرضيا عنها.

* هل تعتقد أنهم سيعملون على هذا التراضي في هذا الجو الذي أخذوا فيه خطوات ملحوظة نحو الإصلاح؟


- هذا الموضوع يعتمد على توجّه القيادة، وهل هي جادة فيه أم مازالت تزايد؟ وهذا سيظهر في الأيام المقبلة، فلا تستعجلي..

* لم نكن نتوقع خروج شيخ علي ود. نافع، فهل بهذا المنطق يمكن أن نتوقّع أن لا يرشّح الرئيس نفسه مرّة أخرى؟


- حسب ما أعلن الرئيس غير راغب في ذلك، فالرئيس أبدى أكثر من مرة عدم رغبته في الترشح، وحسب علمي تلك رغبة الرئيس، ولكن البيئة كما ذكرت تُزايد على إعادة ترشيح الرئيس، ويطرح ذلك في إطار المزايدات والصراعات، وعليه أنا في تقديري أنّه لكي تكتمل حلقات التغيير، يجب ألا يرشح الرئيس نفسه في الدورة القادمة.

* لكن هذه المسألة غير محسومة حتى الآن؟


- في تقديري أنهم اتفقوا فيما بينهم، أو بين اثنين منهم، ولكن ذلك لم يعلن، واختير لها توقيت يقتضي ترتيبات، ستكتمل في الأيّام القادمة.

* دعني أنتقل بك إلى موضوع أثير من قبل؛ من أنّه كان بينك وبين د. نافع صراع عندما كنت مستشارا للرئيس.. هلا حدثتنا عن هذا الأمر؟

- كل التاريخ القديم لا أريد أن أتحدّث فيه، فأنا "عفيت عن الناس".

* هل كان صراعاً بالفعل؟

- قلت لك أنا أغلقت هذا الملف، وتجاوزته، ولا أريد أن أنكأ الجراح؛ كان موجوداً أم لا؟ أنا عفيت وتجاوزت هذه المسألة، ولا أريد أن أعود إليها مرّة أخرى.

* وهل تجاوزت مرارة الاعتقال؟


- تجاوزت...
* ......
- المعاملة كانت جيّدة.. صحيح كنت معتقلاً مثل المعتقلين... لكني أغلقت هذا الملف، ومن الأفضل ألا نعود إليه، فأنا تجاوزت هذه المحطة.

* تردد مؤخّراً أنّك اتّصلت بالجبهة الثوريّة؟

- هذا كلام فارغ، ولم يحدث، فليس مخوّلاً لي أن أقوم بهذا النوع من الاتّصالات.

* يمكن أن يكون ذلك ردّ فعل لما حدث لك؟

- أنا لا أتحرّك سياسياً من منطلق الغبن، وليس هذا دافعي في الحركة السياسيّة، ولكن في إطار القضية الوطنيّة أفتكر أنّ الحوار معهم مهم، والمشكلة تحلّ معهم بالحوار، ولكنّي لست مخولاً بالحوار معهم، فهناك وفد مفاوض، وجهات مكلّفة بذلك، وما رشح في صحيفة الوطن وراءه أيادٍ غرضها التشويش والتخوين.

* ننتقل إلى ملف آخر؛ العلاقات الجيّدة التي أنشأتها مع المخابرات الأمريكيّة إبّان إدارتك لجهاز الأمن والمخابرات.. هلا تطرّقنا لتلك الفترة، وكيف تمّ ذلك؟

- المخابرات الأمريكيّة كانت علاقة كلّفت بها من النظام، والرئيس شخصياً كان مطلعا عليها، وعلى تفاصيل علاقتنا بها وبالغرب، ولم تكن هناك صغيرة ولا كبيرة إلا وكان الرئيس على علم بها، فالقيادة كانت مطّلعة على كلّ التفاصيل، والملف كان يدار مع الرئاسة مباشرة، ولست الوحيد الذي يدير ذلك.. صحيح كنت مدير الجهاز، لكن كانت هناك مؤسسة تدير ذلك، وأيضا كان لي دور مؤثر وفاعل في الحوار المباشر معهم، أدّى لنتائج في تقديري كانت طيبة، والمؤسّسة الأمريكيّة الوحيدة التي كانت تدافع عن السودان داخل أمريكا هي الأ(سي آي إيه)، وأثّرت حتّى في البنتاجون في ذلك الوقت، وصدرت كل القرارات الفنية اللازمة من المؤسسات الأمنية برفع السودان من الدول الراعية للإرهاب، ولكن القرار السياسي والذي أثرت فيه المجموعات المعادية للسودان والتي كانت تضغط على الإدارة الأمريكيّة في أن يظلّ السودان كما هو، لكن من حيث التوصيات الفنيّة للمؤسسات التي ترفع التوصيات الفنيّة البنتاجون والسي آي ايه رفعت توصيات بأنّ السودان ليست له أي علاقة بالإرهاب ولا يرعاه.

* وما هو الثمن الذي قدمته مقابل لذلك؟

- لا يوجد ثمن... نحن أصلاً كحكومة ليست لنا أي علاقة بالإرهاب، والأمريكان كانت لديهم أزمة ثقة في أننا ندعم الإرهاب أم نكافحه؟.

* وماذا عن تقديمك - كما يقال - لإسلاميين بالمنطقة للمخابرات الأمريكية عربوناً لذلك؟

- "بصوت عالٍ".... لم يحدث... لم يحدث أن سلّمنا أي إسلامي لأي دولة، نحن إسلاميّون، فكيف نقدّم إسلاميين لأعدائنا، كان لدينا رأي في الإرهاب كوسيلة للعمل السياسي، يعني انتهاج العنف في العمل السياسي - سواء أكانوا إسلاميين أو غير إسلاميين - كان بالنسبة لنا إرهابا، كنا مقتنعين بمكافحة الإرهاب.. كل الخلايا الإرهابية التي تنتهج الإرهاب لحسم الخلاف مع الآخرين كنا لا نقتنع بها، وهذه كانت سياسة الدولة في كل مؤساستها، وكنا نعمل من أجل قناعتنا وليس من أجل قناعة الأمريكان، وهم لا يريدون أكثر من ذلك، يريدون أن يطمئنوا من موقفنا في مكافحة الإرهاب، وقتل العزل الأبرياء من أجل قضيّة سياسيّة نحن ضدها.. هذا ما تم بيننا.

* تتحدّث وكأنّ الطرف الأمريكي كان مثالياً في موقفه ضدكم، مع أنكم دائما كنتم تتّهمون الأمريكان بأنّهم يناصبونكم العداء؟

- الطرف الأمريكي ليس طرفاً واحداً.. السياسة في أمريكا تقوم على أعمدة، فيها المؤسسات الأمنيّة، والتشريعيّة، والبيت الأبيض، وفيها مجموعات أخرى تؤثّر على هذه المجموعات؛ من مؤسسات مجتمع مدني وإعلام ولوبيهات مختلفة، وهناك مجموعات منهم تعادينا أيدلوجيا، ولن تقتنع بنا مهما فعلنا، وحتّى لو نقّطنا لهم عسلاً، وستظل تعمل ضدّنا، وهي تحاول باستمرار تأليب الإدارة الأمريكية علينا، وهي التي دعمت تحالف إنقاذ دارفور ووجهته في الآخر إلى عداء ضد السودان، هذه لن ترضى عنا ولن تتركنا، ونحن كجهاز استطعنا أن ننجح وأن ننفذ إلى المؤسسات النظيرة لنا، ولذلك اقتنعوا بهذه المسألة، وأعتقد أن هذا كان نجاحاً كبيرا يحسب لنا، لم يفعله صلاح قوش وحده، بل صنعته المؤسسة بتوجيهات ورعاية الرئاسة، والآن لم يقطعوا الصلة بالأمريكان، لكن الأداء ربما كان مختلفا، فهي سياسة وضعتها المؤسسة، والرئاسة قادتها، ومازالت موجودة، ولست أنا المدير الأول الذي بدأ هذه العلاقة، فالمدير الذي سبقني كان ينفّذ هذه السياسة، حتى من قبله في عهد قطبي والمصباح، كانت لهم علاقة بالأمريكان ويعملون معهم، هذه ليست سياسة جديدة عملتها أنا، فهي سياسة موجودة أصلا من قبلي ومن بعدي استمرت.

* ولماذا عندما تذكر هذه العلاقة يذكر إسم صلاح قوش دائما؟

- ربّما لأنني أجريت تطوّرات كبيرة في الجهاز، لا يستطيع أحد أن ينكرها، ولذلك أيّ أحد يرى أنّ مثل هذه العلاقة أنا من فعّلتها من أجل المكايدة على الإسلاميين، هناك من يريد ذلك.

* كم سنة قدت فيها الجهاز؟

- قدت الجهاز في فترات مختلفة.. قدت جهاز الأمن الداخلي، ووحّدت الجهاز وقدته بعد التوحيد من 2004 إلى 2009، لمدّة ست سنوات، وعملت به التغييرات الهيكليّة، وغيّرت في أساسه وقدراته الفنية، وفي إمكانيّاته المادية، فأصبح جهازاً عنده قيمة ومؤثراً في الدولة والإقليم وفي العالم في ذلك الوقت، وهذا لا ينكره أحد، وظاهر لكل الناس، إلا من في قلبه شيء من حتّى.

* ولكن الجهاز في عهدك كانت المعارضة تشتكي منه كثيراً؟

- صحيح.. ولكن لم تكن لمرارات شخصيّة، فالفترة التي كانت تشكو فيها المعارضة هي الفترة الأولى، لم أكن مديراً له، صحيح كنت فاعلاً فيه، لكن عندما تولّيت قيادته أدخلت فيه تغييرات كبيرة جداً.

* "مقاطعة": كيف ذلك؟ وأين ذهبت بيوت الأشباح التي ارتبطت بعهدك؟

- هذا كلّه كلام غير صحيح، كانت مزايدة للنيل من النظام في ذلك الوقت، لكنني عملت تغييرات أساسيّة في الجهاز، بما فيها طريقة الاعتقال والحجز وغيرها، وعليك أن تسألي من عاشر هذه الفترات مثل غازي سليمان فهو اعتقل في الفترة السابقة لي وفي فترتي، الآن لا أشعر أنني لدي مشكلة مع القوى السياسيّة الأخرى، قادة المؤتمر الشعبي نفسه وهم يرون أنّني أكثر شخص بطشت بيهم، علاقتي بهم جيدة، وعليك أن تسأليهم عن صلاح قوش.

* هذا ربما رأيهم فيك بعدما خرجت؟

- ما خلاص... لو كان عندهم مرارات كانوا قالوها لي، علاقتي بهم طيبة ويزورونني وأزورهم وبيننا علاقات اجتماعية طيبة جدا، ليست لدي مرارات معهم، ولا أشعر أن لديهم مرارات معي.

* إذاً، أنت لست نادما على شيء فعلته وأنت قائد للجهاز؟

- "بصوت عال" :أصلا أنا لست نادما على أي شيء فعلته نهائيا، كله كان بمبرراته وفي وقته.[/justify]
صورة العضو الرمزية
kaydoo
مشاركات: 6130
اشترك في: الأربعاء 2009.8.19 5:03 pm
مكان: الرياض
اتصال:

رد: زيارة خاصة - متجدد

مشاركة بواسطة kaydoo »

والله كلام جميل وحوار مبشر بالخير بس هل ياتري الواقع نفس كلام الحوار ,,, تتمني ذلك ان يكون هنالك تغير حقيقي وعفو حقي من القلب حتي نمشي لي قدام وربنا اكضب الشينة
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: زيارة خاصة - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

kaydoo كتب:والله كلام جميل وحوار مبشر بالخير بس هل ياتري الواقع نفس كلام الحوار ,,, تتمني ذلك ان يكون هنالك تغير حقيقي وعفو حقي من القلب حتي نمشي لي قدام وربنا اكضب الشينة

يا اخوي من اسي كذب...

بس بيني وبينك توقع المفاجاة

كسرة/

معلومة لأول مرة انت قال ليك الحوكمة عفت عنو

اخو قوش مدير كنانة ولا شغال فى كنانة ما عارف
المهم حسب معلوماتي هدد الحكومة :d:

قالو عندو مستندات بطفش ابو اهلهم

اصلي كيف
ي تفكو اسي لا كتمت فيكم


:l: :l: :l:

غايتو نحن فى زمن الزول الواحد يهدد دولة كاملة
صورة العضو الرمزية
kaydoo
مشاركات: 6130
اشترك في: الأربعاء 2009.8.19 5:03 pm
مكان: الرياض
اتصال:

رد: زيارة خاصة - متجدد

مشاركة بواسطة kaydoo »

شفت مكحل بي زفت كتب:

يا اخوي من اسي كذب...

بس بيني وبينك توقع المفاجاة

كسرة/

معلومة لأول مرة انت قال ليك الحوكمة عفت عنو

اخوي مدير كنانة ولا شغال فى كنانة ما عارف
المهم حسب معلوماتي هدد الحكومة :d:

قالو عندو مستندات بطفش ابو اهلهم

اصلي كيف
ي تفكو اسي لا كتمت فيكم


:l: :l: :l:

غايتو نحن فى زمن الزول الواحد يهدد دولة كاملة

ابقي نحنا الضحك شرطة وح نفضل نحنا يانا نحنا والبلد في حالها زي فلم صرخة نملة :l: نكل جبة سكر وستخبي داخل خرم في حيط غشان ما نتعفص :004:
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: زيارة خاصة - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

kaydoo كتب:ابقي نحنا الضحك شرطة وح نفضل نحنا يانا نحنا والبلد في حالها زي فلم صرخة نملة :l: نكل جبة سكر وستخبي داخل خرم في حيط غشان ما نتعفص :004:

غايتو حالة صعبة لكن.

كسرة/
فوق في تعديل قصدي اخو قوش ما اخوي انا
اريتو حال اخوي رب
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: زيارة خاصة - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]
صلاح قوش: 3
أنا مسؤول عن تاريخي وأعتزّ به



صورة




الخرطوم_ صباح موسى

* سيّد صلاح؛ تغيرت لهجتك بعدما خرجت من السلطة.. كنت تدافع عن النظام بشراسة.. ما الذي تغيّر الآن؟

- نعم.. كنت جزءاً من النظام، وأنا مسؤول عن كلّ تاريخي فيه، ولم أتنكّر له، ولست نادماً عليه، ولا خجلان منه، بل أعتزّ به، وأرى أنه في أيّ وقت تريد أن تقيّم حدثاً لا يمكن أن تقيّمه بعيداً عن الظروف الموضوعيّة التي مرّت به، ومن الخطأ أن تقيّم فترة تاريخيّة بعيداً عن الظروف التي كانت محيطة بها، ولذلك أيّ تصرف أنا فعلته، كان بمبرّرات موضوعيّة في وقتها، صحيح أن تقييمه يختلف في أوقات أخرى، لكن في وقته كان له مبررات.

* ألا تريد أن تطلب العفو من أحد؟


- أنا قلت لك عفوت وسمعت أن هناك من عفا عني، وطلبت العفو عن بعض الأخطاء التي فعلتها، لكن لست متنصلا عن كلّ تاريخي، أنا مسؤول مسؤولية كاملة عنه.

* ملف آخر؛ عندما زار الرئيس ديبي الخرطوم مؤخرا حمله أبناء دارفور مسؤولية ما حدث بالإقليم.. بماذا تعلق على ذلك؟


- إدريس ديبي نفسه كان أساسياً في قضية دارفور، في إشعال الأزمة، وكنت مطّلعاً على تفاصيل دعم إدريس ديبي في الأيام الأولى، كل إمكانات الحركات المسلحة الماديّة والأسلحة كانت من الجيش التشادي، وناقشت الرئيس ديبي في قصره في إنجمينا بكل وضوح، ووصلت لقناعة بأن ديبي لا يمكن أن يوقف هذا الدعم إلا إذا عاملناه بالمثل، وعندما فعلنا، ووصلت والمعارضة التشادية للقصر في إنجمينا عاد إلى صوابه، وأدرك أن الخيار أمامه هو التصالح معنا.

* هذا اعتراف بأنّكم دعمتم المعارضة التشادية لإطاحة ديبي؟

- عاملناه بالمثل.. وغضضنا الطرف عن أنشطتهم داخل السودان.

* كنت أساسيا في هذا الملف، هل ترى أن الحكومة لم تخطئ بدارفور؟

- الحكومة دخلت قضية دارفور مضطرة، فالناس تمرّدوا وحملوا السلاح والحكومة واجهتهم.

* "مقاطعة": هل كانت المعالجات التي اتّخذتها الحكومة لحلّ الأزمة صحيحة؟

- هي اضطرت.. صحيح لا يمكن أن أقول كلّ الذي تمّ صحيحاً، به إيجابيات وبه سلبيات، ففي أي قضية يكون هناك السالب والموجب، والمعالجة إذا لم تستوعب كل الأطراف المؤثرة تكون ناقصة، وهذا ما حدث، المعالجات أهملت فاعلين مؤثرين، ولذلك لم تكن المعالجات شاملة.. حتى الآن في جنوب كردفان والنيل الأزرق، إذا حدثت أيّ معالجة وأغفلت القوى المؤثرة التي يمكن أن تقوم بعمل منفرد بعيداً عن الأطراف المتصالحة.. في أيّ صراع هناك طرف أساسي وطرف فرعي، فإذا اتفق الطرفان الأساسيان وأهملا الأطراف الثانوية، وكانت هذه الأطراف لديها قدرة على الفعل فهذا لا يكمل الحل، وهذا ما تم في دارفور، فقد أهملت أطراف ثانوية، وهذا ما تم في اتفاق الدوحة الأخير، فالاتفاق لم يتم كاملا هذه واحدة.. الآن قضية دارفور أصبحت قضية متجذرة وأصبحت مجتمعية، والمعالجات تتم مع الحركات فقط، والقضية هناك أصبحت قضية مجتمع دارفور، وإذا لم تعالج من جذورها، الاتفاق مع الحركات ضروري ولكنه يحتاج إلى إكمال. فالأزمة لم تعد أزمة حركات مسلحة، الصراع مجتمعي، ويحتاج لحل عميق على الأرض، وعليه أعتقد أنه لابد أن يكون الاتجاه نحو المعالجة الحقيقية في الجذور.

* "مقاطعة": لكن هذا لن يتسنى إلا بوقف إطلاق النار أولا؟


- الآن لا توجد حرب بدارفور، هناك صراعات قبلية، وحالة انعدام أمن، وهذا لا يحتاج لاتفاقية.

* وما تعليقك على الصراع الدائر بين السلطة الإقليمية ووالي شمال دارفور وموقف الشيخ موسى هلال؟

- هذه أشكال ثانوية للأزمة، الأزمة الحقيقية عميقة، وتحتاج لمعالجات عميقة، وهذه مجرد إفرازات للأزمة الحقيقية وليست شكلا أساسيا لها.


* هناك أيضا صراع دائر بالجنوب الآن ماهي قراءتك لهذا الصراع؟


- هو صراع داخل الحركة الشعبية، وهو قديم وليس جديدا.

* "مقاطعة":. هل تراه صراعا سياسيا أم قبليا؟

- بدأ صراعاً سياسياً، وحاول المتصارعون أن يجعلوه هكذا، لأنهم يدركون خطورة الصراع القبلي، ولذلك عمل كل طرف تحالفا، رياك مشار الآن عنده حلفاء من الدينكا والاستوائية والنوير والزاندي والتابوسا وجزء من الشلك وباقان معه، وغيرها، سلفاكير عنده حلفاء من النوير والاستوائيين ومن اللاتوكا، فكل طرف له تحالف من تشكيلة من قبائل الجنوب بما فيها قبيلته وقبيلة الطرف الآخر، ومشار أيضا عنده جزء مؤثر من بور متمثل في ربيكا ومجاك ومجموعة من القادة السياسيين في بور متحالفون معه، سلفا عنده بحر الغزال مجموعة منهم، وقوات من فاولينو، ومجموعات لرياك قاي، وجزء من أعالي النيل.

* من له الغلبة في تقديرك؟

- كل واحد لديه تحالف حتى يكون شكل الصراع سياسيا وليس قبليا، ولكنها "فلتت" منهم، فعندما حدث الضرب في جوبا، "الدينكا بيقتلوا النوير والعكس"، وهناك ناس من مصلحتهم تحويل الصراع لقبلي، ولذلك إذا لم تعالج بسرعة فسيتجذر هذا الصراع القبلي ويصبح كارثة على الشمال والجنوب معا، المطلوب أن تتوقف الحرب وبسرعة، فوقف إطلاق النار مهم وضروري جدا حتى لا يتجذر الصراع، وحتى تعالج القضية السياسية وتحدث المصالحات. إذا تم ذلك تحدث المعالجة، وإن لم يتم فسينفرط عقد الجنوب وسيؤثر ذلك سلبا على الشمال.

* وهل يمكن للخرطوم أن تساعد؟


- الخرطوم يمكن أن تساعد بفاعلية في ذلك، ولكن الطرف الحكومي الآن يحاول أن يتجنب التأثير، وعنده فرصة تاريخية بالإسهام في معالجة الوضع بالجنوب، وهذا يمكن أن يكون واحدا من جوازات المرور للتعامل مع المجتمع الدولي، ومحاولة لتحسين علاقاتنا الدولية، والتدخل بفاعلية هو الأكثر إيجابا للشمال في قضية الجنوب، المطلوب أن نكون مستعدين لأن نستضيف كل اللاجئين بروح طيبة وبصدر رحب، وأن نقتسم معهم اللقمة وأن يأتوا إلى ملاذ آمن في الشمال، هذا مهم لمستقبل العلاقة الاستراتيجية بين شعب الشمال وشعب الجنوب.

* وما رأيك في ما يقال بأن الخرطوم ضالعة في هذا الصراع؟

- الخرطوم ليست ضالعة، وليست طرفا، فالصراع أسبابه معروفة وتفاقمت. وهناك فرصة للوصول إلى صيغة سياسية جديدة في جنوب السودان تستوعب التشكيلات القبلية الموجودة وتنفذ إلى تصالح مجتمعي، وشعب الجنوب عنده تجارب وأعراف لمثل هذه التصالحات ويمكن أن يتم ذلك.

* هناك محاولة من دول الإيقاد لحل هذه الأزمة. ما رأيك في هذه المحاولة؟

- إذا خلت هذه المحاولات من الأجندة الخاصة يمكن أن تنجح.. الطرفان مستعدان ومدركان لخطورة الصراع وتجذره، وطالما هناك استعداد فهناك فرص للنجاح.

* ما رأيك في أداء الحركة الإسلامية بعد مؤتمرها الأخير؟

- الحركة الإسلامية تحتاج لإعادة تقييم أدائها الكلي ودورها في الفترة السابقة، والمؤتمر الأخير جزء من ذلك، فهل يستجيب الطرح القديم لتطلعات وأشواق الإسلاميين بالسودان؟ هل يتناسب هذا الطرح مع واقعنا في السودان؟، هل المشروع يحمل آمال وتطلعات الإسلاميين؟ لم يوفق في كثير من القضايا الوطنية الملحة، نحن نحتاج الآن لمشروع وطني، وقضية الحركة الإسلامية كيف يتحول مشروعها إلى مشروع وطني يخدم القضية الوطنية، فالقضية الملحة الآن في تقديري هي القضية الوطنية، وهي مدخل مناسب لمشروع تم طرحه في السابق. الموضوع يحتاج لنقاش واسع صعب أن أوجزه في هذا الحوار، ويدخل في ذلك كل نشاط الحركة بما فيها مؤتمرها الأخير.

* هل تعتقد أن سقوط الإسلاميين في مصر أثر على الإسلاميين بالسودان؟

- لا أعتقد... ليس له علاقة، ولم تكن هنالك علاقة أصلا بين الحركتين بل كانت هنالك قطيعة.

* كيف ترى الحل في مصر إذن؟

- مصر تحتاج لوحدة وطنية فتحدياتها أكبر وتجميع الشعب المصري كله في كيان يجمع كل الناس علمانيين وإسلاميين ومسيحيين وغيرهم، قضية الوحدة الوطنية حساسة ومهمة، القضية الوطنية إذا غابت من برنامج الإسلاميين في مصر فستحدث لهم مشكلة الآن ومستقبلا، وكذلك في السودان.

* ما حدث في مصر.. ثورة أم انقلاب؟


- ما حدث بمصر تغيير كل شخص يصفه بحسب موقفه.

* وأنت كيف تراه؟ ثورة أم انقلابا؟

- ماذا تعني ثورة؟ وماذا يعني انقلاب؟ فهل الإنقاذ ثورة أم انقلاب؟ كل شخص يصف الحدث بطريقته، تقديري أن الجيش المصري رأى ضرورة التغيير في مصر، وعمل تغييرا، واستطاع أن يوظف البيئة السياسية الموجودة، ولئن قلت إن الثورات تقاس بخروج الناس للشوارع مطالبين بالتغيير وانحاز لهم الجيش فهذا تم كما تم في يناير، ولكن آخرين يقولون إن هنالك انقساما بالشارع المصري وحدث انقلاب على أولئك، المطلوب الآن: ما العمل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بدلا من التباكي على ما تم حتى تنقذ مصر، ولا بديل غير الحوار.

* ما رأيك في طريقة التعامل مع الإخوان؟

- أقول إنهم تطرفوا في التعامل مع الإخوان المسلمين، في الشارع المصري، لن يهدأ الحال إلا إذا مورست الوسطية من الطرفين، إذا أصروا على هذه الطريقة فستكون البيئة السياسية ساخنة، وربما تؤثر على الحالة في مصر، فليس هناك بديل عن الحوار، ونهج الحوار هو ما استطاع به نظام حسني مبارك أن يعالج قضيته مع الإسلاميين (الجماعة الإسلامية والجهاد الإسلامي) بالحوار معهم وصلوا إلى توافق وأوقفت العمليات الإرهابية.

* وهل ترى أن هذا الحوار يمكن أن يحدث الآن؟

- أرى أن مصر تسير في اتجاه المواجهة، وسيسيرون فيه للنهاية وسيعودون مرة أخرى للحوار، فليس هناك طريق آخر سواه.[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: زيارة خاصة - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]


* عاصرت عمر سليمان فترة طويلة. ما رأيك في هذا الرجل؟


- رجل عظيم أدى دورا وطنيا مشهودا في مصر، ودورا وطنيا مشهودا للأمة العربية، ودورا مهما جدا في السودان، فهو الذي قاد عودة العلاقات بين السودان ومصر، وكان المفتاح، وعملنا معا في هذا الملف، وتقديري الآن السودان فقد عمر سليمان مثل مصر.

* بعض السودانيين يقولون إن نظام مبارك ساعد على انفصال الجنوب؟

- صحيح أن نظام مبارك احتوى المعارضة السودانية، ودعمها، ولكن في فترة ترميم العلاقات تم تجاوز كل ذلك، نظام مبارك أيضا تجاوز مراراته تجاه السودان بما في ذلك محاولة اغتيال مبارك، ودخلوا في علاقة معنا، هذا الجهد كان لعمر سليمان فيه دور كبير، بتنسيق مباشر معي، مصر كانت ضد فصل جنوب السودان، ونحن أيضا، الانفصال كان رغبة الجنوبيين.

* هل قتل عمر سليمان؟

- لا أعتقد ذلك، فهذا قدر الله الذي تم، ولا أعتقد أن هنالك من له ضغينة عليه، وعلى الرغم من أنه كان أحد رموز مبارك، كان يتجول في القاهرة بشكل طبيعي، يصلي في المساجد ويلتقي الناس، ولو أتيحت الفرصة لتولي الرئاسة كان سيكون أنسب خيار لحكم مصر.

* في تقديرك من هو الأنسب لحكم مصر الآن؟

- لا بد أن يكون من القوات المسلحة، أو أي شخص له علاقة بالقوات المسلحة، فالقوات المسلحة في مصر الآن حزب مؤثر وقوي ومؤسسة ليست عسكرية فقط، فهي مؤسسة سياسية واقتصادية واجتماعية يصعب تجاوزها، تحديات مصر وأمنها القومي يستوجب أن تكون هذه المؤسسة، إما حاكمة أو متحالفة مع الحاكم، ويصعب التناقض بينها وبين أي حاكم في المستقبل القريب.

* هناك ملف آخر يختلف عن شخصيتك الأمنية وهو اهتمامك بالشعر والأدب.. نريد إلقاء الضوء على هذا التناقض؟


- ليس هناك تناقض، فالشخص يجب أن ينوع قدراته، إذا أصر الشخص على أن يضع نفسه في شكل واحد يكون قد رأى الأمور بمنظار واحد، ولذلك يجب أن تهتم باتجاهات أخرى حتى ترى الناس بمناظير أخرى لتكتمل الصورة لديك، الاهتمام بالأدب والشعر بالنسبة لي جديد وليس قديما، والاهتمام باللغة وتطوير القدرات الشخصية بالنسبة لي أيضا جديد، فبعد ما شعرت أنني أصبحت في موقع مؤثر بالدولة، ينبغي أن يوضع في الاعتبار هذا الجانب، ولذلك قرأت كثيرا في هذا المجال، حاولت أن أطور في قدراتي في اللغة العربية والإنجليزية، وهذا أمر طبيعي لتطوير القدرات الشخصية بتنويع التجارب ولأنهل من كل المناهل الأخرى، حتى أستطيع أن أفهم لغة الآخرين، لا يجب أن تكون كل تقاريري التي أقرأها أمنية، لابد أن أقرأ أدبا وشعرا وقرآنا ومحاضرات ودراسات وهكذا، وقرأت كثيرا وكونت مكتبة ضخمة، أي ديوان للشعر لكل شعراء العصر الجاهلي؛ للمتنبي وامرؤ القيس، وكلها موجودة في البيت.

* وفي العصر الحديث؟

- وفي العصر الحديث... كما قرأت الشعر العامي وشعر التراث في منطقتي بالشمالية، وأجد فيه ترويحا، لأنه سهل الوقع على النفس لبساطته، وبه معان كبيرة جدا، وكذلك قرأ كل مطبوعات مراكز البحوث والورش والندوات حتى لا أقرأ لشخص واحد.

* وحميد

- نعم شعر حميد كان مؤثرا جدا في قراءتي للشعر، كل قصائده بها تعبيرات سهلة ولكن بها أفكار كبيرة جدا، وعلاقتي بحميد قويت في الفترة الأخيرة.

* متى بدأت هذه العلاقة؟

- بعدما خرجت من الجهاز، ففي الجهاز لم أكن أرى الناس كثيرا، وعلاقتي به قديمة من بورتسودان وكان يزورنا في البيت.

* في ماذا التقيتما وهو يختلف معك فكريا؟

- التقينا في خدمة المجتمع، وأنا ألتقي مع أي شخص في خدمة المجتمع، بغض النظر عن تنافر الأفكار الأساسية، لكن طالما أن القضية في مجتمعاتنا نلتقي في ذلك، وعملنا معا في منظمة واحدة في مروي.

* ما هي أشكال خدمتك للمجتمع الآن وماذا فعلت له؟

- في الدائرة التي أخدمها ظاهرة للعيان، ولا أستطيع أن أتحدث عن ذلك، فلي أسهام في دارفور وفي الشمالية وفي كردفان وفي الجزيرة وفي الشرق وفي كل المناطق، علاقتي قوت مع المجتمع وسوف تقوى أكثر.

* هذا لأن أهل القمة أخرجوك فاضطررت للجوء للقواعد؟

-لا.. هذا واجب عليّ وهم أهلي.

* شكل البزنس الذي ستخدم به المجتمع؟

- في كل شيء؛ في الإنتاج في أشياء جديدة، ولذلك فضلت الدخول في مجالات حية كالثروة الحيوانية والزراعة، صحيح في حاجات ممكن تساعدك، لكن يمكن أن توظفها في المجالات الأساسية التي تحتاج لجهد حقيقي.

* وأنت في المعتقل جمدوا أموالك فهل مازال لديك رأس مال لذلك؟

- قلت لك إن هذا كله ملف لا أريد أن أعود إليه ومع ذلك أقول لك إنهم تراجعوا في هذا الأمر.
[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: زيارة خاصة - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]

السر قدور: أنا لو غنيت بضيّع الشباب ديل


[img]https://images.webgiftr.com/v0/%20%2015 ... 49e1df6ea3[/img]





حاوره من القاهرة - عزمي عبد الرازق

في وسط القاهرة الفاطميّة، ثمّة شقّة عتيقة يحتمى بها سوداني على قدر من الأهميّة، يجلس كالطاؤوس في كرسي دوار ويمسك بعصا من العاج، يقلب أوراق العمر ويتطلع في الوجوه بفراسة، هو ابن العصر الذهبي بلا منازع، ابن الوطن ذي المساحة الأسطوريّة والخبز الأسمر، حكاء بارع، ويمتاز عن سواه بالحضور والتسامى والبداهة. ينطلق منه الكلام عذباً دفاقاً، وبين فينة وأخراها يطلق ضحكة مجلجلة. السر قدور تاريخ يمشي على قدمين وذاكرة، طلبته في التلفون، كان ذلك قبل أشهر واعتليت (الميترو) للهبوط في ميدان (لازوغلي)، كانت الدولة ساعتئذٍ لا تزال في قبضة الإخوان واللحى مشرئبة ناحية السماء، صوت أم كلثوم يتصاعد آهة إثر آهة من وراء المقهى المجاور، العمارات الشاهقة تحجب ذؤابات الضوء. صراخ الباعة وضجيج المحروسة في الأصيل والنساء ببناطلين الجينز والضفائر المحجوبة؛ هو سمت لا يتغير. المكتب تعلوه لافتة صحيفة (الخرطوم) وزوار من مختلف الجنسيات. السكرتارية سودانية سمراء وكذا النكات والقهوة. بنات السر قدور تبدو لمساتهن بارزة في المكان.

كان الحوار عبارة عن دردشة سياسية، فقدت أجزاء منها بسبب رداءة التسجيل، والمروحة التي تماهت مع صوته، فإلى ما تبقى من الونسة.

* عم السر كيف الأمور والصحة؟

- الحمد لله في نعمة ومبسوطين.

* أخبار الدواخل شنو؟

- الدواخل دعها لرب الدواخل، والقلب لسّة بدق.

* الصورة التي تعلوك مباشرة للإمام الصادق المهدي، الظاهر عليك أنصاري؟


- أنا أنصاري بالميلاد، والإمام المهدي قال كلّنا مسلمين؛ لا طوائف. سودانيّون لا قبائل.. أمرنا شورى بيننا.

* الرئيس البشير أعلن في غير ما سانحة أنه يتابع برنامج أغاني وأغاني.. هل سرّك ذلك؟

- الرئيس البشير سوداني وزول بسيط، وهو بيتفاعل مع الأغاني كأي سوداني، وفي مرات كثيرة لمن تهزه أغنية بقوم بعرض، وقد أعجبتني العرضة.

* تعني العرضة في أغاني الحماسة وأمام الجماهير؟


- طبعاً طبعاً، ونحن بالمناسبة عندنا حيّ كامل في أمدرمان إسمه (حي العرضة)، والخليفة عبد الله كان مخصّصه لجيوشه، لتعرض فيه على إيقاع النحاس والنقّارة.

* إنت طلعت بدري من السودان؟

- بدري جداً.

* هل صحيح إنّك كنت على خلاف سياسي مع النظام، ولذلك فضلت البقاء خارج السودان؟

- لا.. أنا هنا عندي مكتب، وعندي زوجة مصريّة لديّ منها عدد من البنات.

* يعني الأسباب ليست سياسيّة؟

- الأسباب في الغالب هى عائليّة.

* هنالك من يعتقد أنّ الإنقاذ عندما جاءت بمشروعها الحضاري حاربت التراث الفنّي، ولهذا السبب تركت لهم السودان؟


- (ضحك وأجاب).. دا كلام ساي.

* أيّام احتلال هجليج ارتدى فريق (أغاني وأغاني) لأمة الحرب، وأعلن عن استعداده للجهاد، فهل أسعدك ذلك الموقف؟

- أنا بفتكر أنّ الفن السوداني منذ القدم بدأ يعي دوره الوطني، لأنّه عندنا منذ عشرينيات القرن المنصرم كان السودان دولة يسيطر عليها الغناء الوطني، وحتى الغناء العاطفي هو في النهاية غناء وطني، باعتباره موجها للجميع..

* كيف يعني؟

- سواء كانت الأغنية عاطفية أو حماسية، فهي قد نجحت في استمالة ناس كسلا، وناس دارفور، وناس كادوقلي؛ أصبحوا كلهم بيستمعوا إلى أغنية واحدة، ودي رسالة عظيمة جداً.

* الفن يبدو مرتبطاً بالسلام والمحبّة أكثر من (الدشمان)؟

- إذا حدثت حرب مع دولة أخرى فالفنّ يتصدّر، ونحن حريصون على أنّ الفن السوداني يؤدّي دوره في الحفاظ على وحدة السودان، لأنّ هنالك أيادي كثيرة، وعوامل كثيرة تحاول النيل من وحدة وهوية السودان.

* إذن..

- طبعاً أنا سعدت بموقف شباب (أغاني وأغاني)، وسعيد حتى بذهابهم لأرض المعركة، وبالتالي نحن ما كنّا بالأساس نشعر بأنّنا نقدم برنامجا للتسلية والترفيه، وإنّما كان عملاً وطنياً، ترك آثاره لدى المشاهد السوداني والعربي.

* يؤخذ على (أغاني وأغاني) التركيز على الثقافة الغالبة في الأغنية وتجاوز اللهجات المحلية.

- زمان نحن عملنا برنامج سمّيناه ربوع السودان، اللهجة العاميّة في دارفور، هي اللهجة العاميّة في كردفان.. التنوّع هو الأصل، لكن المنبع واحد، تشجيع الغناء القومي أفضل من الغناء باللهجات المختلفة، ولكننا في الواقع نتعامل معه كتراث ثقافي.

* ولكنها محاولة لتكريس أغنية الوسط وإقصاء الهامش؟

- ما مكن مثلا نتجاوز تراث النوبة، التنوع ليس في كلمات الأغاني، وإنما في النغم والإيقاع المعبّر عن حركة الإنسان، ويحمد لعثمان حسين أنه غنى لكل الناس بالرغم من أنه من مناطق الشايقية.

* البرنامج في العام السابق تعرّض لهجوم كاسح من قبل بعض الشيوخ باعتباره ملهاة في شهر العبادة؟

- طبعا انت ما ممكن تلقى إجماعا من الناس كلّهم؛ هنالك أشخاص لديهم وجهات نظر في الأداء والظهور وجائز في بعض كلمات الأغاني، وهذا قديم طوال تاريخ الغناء.

* يعني ممكن ترد عليهم تقول شنو؟

- إذا كان هنالك ما يستحق النقد والتقويم فهذا يفيد الفن وأهل المغنى أكثر.

* الاعتراض لم يكن على الأداء، وإنما كان على البرنامج نفسه، حتى من قبل البرلمان؟


- اليوم في خمسمائة محطة في العالم العربي، وليس باستطاعتك أن توجّه مزاج الناس في القنوات التي يشاهدونها، المهم أن لا تقدم على ما فيه خروج عن التقاليد والأخلاق، وما يكون جارح للذوق، وهذا ما نفعله بالأصح.

* أنت تتعامل مع خصومك بتسامح غريب، مع أنهم هاجموك بضراوة في المنابر؟


- في المجال العام من الطبيعي أن لا ترضي كل الناس، وبالتالي عليك أن تتوقّع ما يصدر عن الذين يكرهونك تجاه ما تقوم به.

* ألم تشعر بخطورة على الفن السوداني؟


- دائما الهجوم ما بكون على الغناء كلّه، وإنّما على نوعية معيّنة من الغناء، وهى وجهة نظر متوقّعة.

* ولكن هنالك بعض المجموعات تحرم الغناء من الأساس؟

- ما أفتكر.

* هل حزنت على انفصال الجنوب؟

- حزنت جداً، ولكنني أعتقد أن الجنوبيين سيعودون ليتوحدوا مرة أخرى مع الشمال.

* متى ذلك؟

- هذا سيحدث؛ طال الزمن أو قصر.

* المطلوب منّنا شنو؟

- علينا نحن أن نساعدهم على ذلك، هنالك مجموعة متشدّدة هى التي تتحكم في مصائرهم، ولكن غالب الجنوبيين ليسوا سعداء بما حدث.

* ولو لم يعودوا؟

- حتى لو ما عادت الوحدة بصورة كاملة، يمكن أن يكون هنالك شكل فدرالي، أو كونفدرالي، يضبط العلاقة بيننا، وبالمناسبة حتى عندما يتقاتلون مع بعضهم البعض، يلجأ الكثيرون منهم إلى الشمال، لأن الشمال دار أمان بالنسبة لهم.

* ألا تخشى من عودة الحرب؟

- الإنسان طول عمره في حالة دفع، والحرب لم تتوقف في تاريخ البشرية، ولن تتوقف في السودان.

* مسألة الهوية حتّى الآن لم تُحسم، والجدل مستمر وسط المثقفين والسياسيين؛ هل تعتقد أنها قضية تستحق النقاش؟

- ما هي الهوية؟ أنا سوداني.. المشكلة وين؟

- أنا عربي عايش في أفريقيا، في كلام تاني؟! وما بفتكر في نقاء عرقي بالصورة دي. لا تكاد تكون هنالك قبيلة لم تتداخل وتتزاوج مع الآخرين.

* هل صحيح أن أوباما جذوره سودانية؟


- جائز يكون سوداني طالما أسرته من القبائل الحدوديّة المتداخلة والمخالطة للسودانيين، بعدين حسين أوباما يعني حسين أبو عمامة، الرجل صاحب العمامة.

* لاحظت أن صوتك جميل وفيه تطريب لمّن تقدّم نموذجا للغناء؟

- أنا أصلا كنت بغنّي، وقد تربّيت على أنغام المديح، وأجزت صوتي، وخايف أرجع للغناء أهدّد سوق الشباب ديل وأضيّعهم.

* عايز أسألك عن بعض الشخصيات السياسية؟

- وما المانع؟ اتفضل أسأل.

* ما رأيك في دكتور الترابي؟

- الترابي رجل علم، ممكن تختلف معاه في السياسة، لكن لا تختلف على علمه.

* مولانا محمد عثمان الميرغني؟

- رجل سياسي مكرب. الصوفية علمته الصبر وبعد النظر.

* الراحل الشريف زين العابدين؟

- لو إنت عايز توصف الشخصية السودانية باختصار أشّر على الشريف، يكفي إنه مثقف ضخم ورجل شهم وشجاع ويمتاز بالتواضع والذوق الرفيع.

* ماذا تبقى في الخرطوم من ذاكرتك؟

- الخرطوم كانت مدينة تغلب عليها العمارة الإنجليزية، والآن فقدت ملامحها القديمة.

* لمن تشتاق؟

- أنا أصحابي كتار، وفيهم ناس غابوا؛ زي العاقب محمد الحسن، وصلاح محمد عيسى وخورشيد، وآخرين، وكثير الواحد تستبدّ به الذاكرة فيعود للماضي، ويبكي من شدة الحنين.

* ما الذي يعجبك في المرأة السودانية؟

- المرأة السودانية حتى عيوبها حسنات، يكفي أنها سودانية. :yar:

* هل صحيح أنّ هنالك أغاني هابطة؟

- دا موضوع الكلام فيه يطول، ولكن باختصار؛ قد تكون هنالك كلمات هابطة، أما الألحان فلا تهبط.
[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: زيارة خاصة - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]

بلّة الغايب: الوزراء الاستعانوا بالدجالين عشان يبقوا بعرفهم واحد واحد


صورة



الخرطوم - عزمي عبد الرازق
هذا ليس حواراً بالمعني التقليدي.. سمّها محاولة قراءة طالع سياسي.. ثمّة من يقول كلاماً خطيراً في واقع الأمر.. بلة الغائب، المثير للجدل على كل حال، هو رجل التكهنات العجيبة، وقد أطلق من قبل حزمة من التوقعات لا زال الناس يتجادلون حولها.. يخرج للناس بتصريحات راقصة، ولا يدّعي الغيب من واقع ما يدفع به عن نفسه، قال إنّه رجل تصوف ولديه بصيرة، حالة من الهدوء والسكينة تبدو في عينيه، مع نظرات تتفحص المكان بقوة، ولكنه متى ما بدأ في الحديث ارتفع صوته وبسط أحكامه الخاصة، واثق من نفسه، مسيطر، لا يبالي.. يتعامل مع السياسة بأدوات أقرب إلى الاستشراف بحكم المتابعة وفرز المعلومات، بدا وهو يفتح أطلس الخوف يقرّ يقيناً بأنّ ثمّة أمرا ما سيحدث، ولكن ما هو؟ حاولنا تلمسه، ورصد مجرى النبوءة السياسية التي جفت ينابيعها.. في هذا الحوار قلبنا معه العديد من الأوراق في دنيا السياسة والرجال، خلال العام الحالي (2014)، ما الذي سيحدث في القصر الجمهوري وفي أروقة الأحزاب وما حقيقة ما يختبئ في رحم المفاجآت؛ هل يعود الإمام الصادق المهدي للحكم؟ وهل صحيح أن بعض الوزراء استعانوا بالسحر للبقاء في مواقعهم؟ وماذا عن الشقيقة مصر ومصير السيسي وثورات الربيع؟ قال الرجل كلاماً خطيراً ومروعاً بالمرة، فإلى تفاصيل الحوار:

* عم بلة كيف الأمور والصحة؟
- الحمد لله يا ولدي، الصحة حديد، والخير باسط، وما في عوجة.

* كثير من توقعاتك لم تصدق؟
- أبدا أبداً.. أنا كلامي ما بقع واطة. :blink:

* ثمّة أسئلة بخصوص (2014)؟
- دي سنة مباركة، وحيكون فيها خير كتير للسودان، وستتوقف الحرب بإذن الله.

* على أيّ أساس بنيت هذا القول؟
- دي أسرار، ربّنا يهبها لعباده، ويختصّ منهم من يشاء. أنا بصحى نصّ الليل، وبشوف السماء والنجوم، والنجوم دي علم وكتاب كبير.

* هل لا زلت عند قولك بأن البشير سيمتدّ حكمه للسودان أكثر؟

- البشير حيحكم (31) سنة و(25) يوم.

* والانتخابات؟

- الانتخابات حتقوم وحيترشح البشير مرّة أخرى، وحيفوز بفارق كبير، وحيحظى بدعم شعبي هائل.

* الإمام الصادق رجل طموح ويحلم بالعودة؟
- الصادق المهدي -وبدون ما يزعل- تاني ما بحكم السودان حتى (يلحس كوعه)، ودا كلام نهائي.

* نرجع للرئيس.. تبدو غريبة فكرة الـ(25) يوما بعد الـ(31) سنة؟

- الـ(25) يوم محسوبة بعلم الحروف الطالعة ونازلة، وهي تجسد المعنى في قوله تعالى: " وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ".

* ممكن تشرح لي أكثر؟
- دا علم لو استفضت معاك فيهو حيقوموا عليه المتسلطين باسم الدين، ويقولوا بلّة مشعوذ ودجال.

* صراحة كدا لا يمكن أن نتحدّث عن الساسة الكبار، ونغفل مصير مولانا الميرغني..

- مولانا أصلاً هو في حلف مع الحكومة، ولن يخرج من الحكومة، وابنه الذي غادر إلى لندن سيعود إلى وظيفته في القصر الجمهوري، مساعداً للرئيس.

* وبقية الأحزاب؟
- الأحزاب تاني ما بتقوم ليها قايمة في الوقت القريب، وهي مغلوبة على أمرها، لكنها في نفس الوقت هي التي أوردت السودان موارد الهلاك، وهذا الكلام أقوله وأنا مسؤول عنه أمام الله، وأمام الناس، وأمام أسرتي الكريمة. نحن من الاستقلال ما ضقنا عافية، وعايز أسالك؛ هل في يوم من الأيام سمعت بأنّ الصادق المهدي أو الميرغني بنى مدرسة أو جامعة؟ أو حفر بئرا للمساكين؟ أو شيّد مسجدا يعبد فيه الله؟ هذه الأحزاب كانت ابتلاء من الله.

* بما فيها المؤتمر الوطني؟
- كلهم، والمؤتمر الوطني بدون البشير ما عندو قيمة ولا أثر، هو حزب ضعيف يتكئ على جماهيريّة الرئيس، وبرج الأحزاب السودانية الآن مقفول وحيفتح بعد نهاية فترة حكم البشير.

* أنت تؤمن بنظرية المؤامرة؟
- قطع شك.

* إذن من الذي يتآمر على السودان؟
- كل قوى الشر تتآمر على السودان، وعلى البشير، وتريد أن تبعده من الحكم، لكن خاب فألها، وهي استعانت بالجنّ والعالم السفلي لتحقيق رغباتها، لكن هيهات، وحتّى استخبارات الدول الأوروبيّة شغّالة ليل ونهار، واجتهدت تضعف النظام، وتنقلب عليه، ومعاهم معاونين في الداخل كمان.

* معقول؟
- طبعاً طبعاً، وأنا بقولها نصيحة لوجه الله؛ أيّ زول بيفكر يعمل انقلاب لن ينجح، ما لم تكتمل دورة البشير، وبالتالي أفضل المعارضة أن تتصالح مع البشير، وتتعاون معه لخدمة أهل السودان. المسيرة المباركة ماشة بيهم وبغيرهم، ومافي مفر غير أن الصادق المهدي والميرغني يختوا يدهم في يد الرئيس.

* هو الآن ما بعيد من الحكومة؟
- الصادق المهدي شغال مع الحكومة عصا نايمة وعصا قايمة.

* يصعب تصديق أنّ هناك جهات خارجية استعانت بالجن لقلب نظام الحكم؟

- أقول ليك كلام خطير وما كنت عايز أقوله؛ أنا سافرت إلى مصر قبل فترة وفي القاهرة التقيت بسياسيين ورهبان اجتمعوا بي وطلبوا مني أساعدهم في وضع خطة لقلب النظام وحاولوا يغروني بالأموال لدرجة أنهم دفعوا لي (4) مليار دولار. :blink: :l:

* وبعدين..هل استلمت الأموال؟
- أبداً.. رفضتها وقلت ليهم دعوتكم باطلة، وسترتد عليكم بإذن الله، وقد علمت بكل مخططاتهم.

* هل أخطرت الحكومة هنا؟
- مجرّد ما عرفتهم عايزين يغروني بالأموال، عملت على إفساد خطتهم ودعواهم، وبعد دا إلا يتسلطوا عليهم بالسم أو بالجن الكافر الذي يتعاملون معه، أو يدّوني صاروخ زي ما كتلوا ليهم كم زول كده بالصواريخ.

* كيف انتهى اجتماعك بهم في القاهرة؟
- قلت ليهم أنا ما ببيع وطني بالقروش، ولو كنت أعلم أنكم ناديتوني للكلام دا ما كنت جيت من الأساس، لن أحقق لكم رغبتكم في الانتقام من النظام، وقد ذكروا لي أنهم نجحوا في تدمير مشروع الجزيرة وبعض الكباري والسكة حديد التي تم تقطيعها الآن لتباع لهم (خردة) و(إسكراب) وحتى الكباري التي شيّدوها يعملون على تدميرها..و..و.

* (مقاطعة).. لكن مشروع الجزيرة معروف الدمّرو منو؟
- هم الذي سهلوا تدمير مشروع الجزيرة بمعاونة البعض في الداخل، ولو تتذكر العربات الرئاسية التي كان يعتليها النميري ويطوف بها السودان عبر السكة حديد هي واحدة من مخلفاتهم، وهي اليوم مهجورة، خلف وزارة النقل، ووالدة فيها الكلاب الضالة.. أنا لفيت مشروع الجزيرة ولقيت كلامهم صاح.. هم شبكة كبيرة في الداخل والخارج، كل ما حصلت مصيبة في البلد بيفرحوا ويحتفلوا وهم يشربون القهوة ويأكلون البيتزا والبيرقر، نحن بلدنا تدمرت بسببهم، لكن سندعو لها كما دعا إبراهيم للأراضي المقدسة بأن يباركها، ودعوة إبراهيم هي السر الذي لم يدفن معه، وموجود في أمة محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم.

* في حديث بأن بعض الوزراء والاوة استعانوا بالسحر للبقاء في مواقعهم هل الكلام دا صحيح؟
- مؤكد، وأنا بعرفهم واحد واحد، وبعرف الدجالين، والسحر الاستعانوا بيه، حتى يساعدوهم في البقاء في مواقعهم.

* في سيدة مصرية تنبأت بأن السيسي لن يترشح لحكم مصر؟
- دي زولة متسلبطة ساي، السيسي سيترشح لحكم مصر وهو الآن الحاكم الفعلي، حيرشح نفسه وحيدعمه الجيش، وحتترشح معاه أربع شخصيات هم عبارة عن (كومبارس) عشان يدّوه شرعية، والشخصيات التي سوف تترشح هي تعمل في الخفاء مع السيسي، وحيكتسح الانتخابات.

* والأوضاع هناك هل ستهدأ؟
- لن تهدأ، ومصر ما حتشوف استقرار قريب، بالرغم من أن السيسي حيسعى إلى مصالحة الإخوان، لكن في النهاية التصويت على الدستور والانتخابات في مصر كلها (فبركة).

* نطلع شوية.. العالم الآن يضطرب من المشاكل والحروب؟

- الحروب دي في العالم الإسلامي، أوروبا ما فيها حروب ولا أمريكا، في (4) يهود بيولعوا الحروب والأزمات وبسخروا الأموال في خدمة الفوضى في العالم الإسلامي.

* معقول (4) يهود فقط؟
- الأربعة هم البخططوا لكن في جيوش بتنفذ خططهم ومؤامراتهم وبتندفع ملايين الدولارات في العملية دي، وكثير من رؤساء الدول العربية واستخبارات الدول الإسلامية والعربية تعلم ذلك علم اليقين، والدول الشغالين فيها ما بتهدأ بسهولة.

* ثورات الربيع العربي هل انتهت؟ أم تتوقع اندلاعها مجدداً؟

- ديك كانت مرحلة، وفي مرحلة تانية؛ الربيع العربي سوف يندلع في الأردن وبعض الدول الخليجية مصحوباً بعاصفة من الفوضى.

* والسودان هل هو بمنأى؟

- السودان ما حيحقوم فيه ربيع عربي، البشير حيكمل دورة حكمه، وحيقوم ببعض المصالحات السياسية، وقبل ما يجي للحكم كنا بنشرب القهوة بالبلح والآن غيّر في حال البلد، والسودان في حماية ربّنا وما بتجيه عوجة.

* الجنوب الآن تشتعل فيه المعركة، ممكن نظرة؟
- الهدف من وراء الحرب دي كلها السيطرة على آبار البترول وحرمان الشمال منه، لكن أقول ليك؛ نحن بترولنا حيدفّق، وفي آبار جديدة في مناطق البحر الأحمر، وبورتسودان الآن تعوم في بحيرة من النفط والغاز، والبترول الموجود في بورتسودان في العالم دا كله ما موجود، وممكن يحوّل السودان إلى دولة غنية.

* هل تتوقع أن ينهض السودان ويتحوّل إلى دولة؟
- المرحلة الجاية هى مرحلة البناء، والسودان بخير، لكن خايف من الطابور الخامس، وهم موجودين في الحكومة، وعايزين يقرّبوا من القصر الجمهوري، ولكن هيهات، الرئيس يعرفهم جيداً ولن يسمح لهم بخراب السودان

كسرة
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا أنك أنت العليم الحكيم

[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: زيارة خاصة - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]
ود إبراهيم: قرار فصلي من عطبرة الحكومية ماثل فصلي من الجيش


صورة




الخرطوم: صباح موسى
إبان دراسته في المرحلة الثانوية، في مدرسة عطبرة الحكومية، إحدى كبريات مدارس السودان يومها، انضمّ للتيار الإسلامي.. وقتها كان النشاط السياسي على قمته، حيث أركان النقاش للإخوان والجمهوريين والشيوعيين وغيرهم.. انضم القائد ود إبراهيم إلى ركن النقاش الإسلامي، وكان يشرف على الحلقات بالمسجد، ثم انضم إلى شعبة مايو، إذ لم يكن هناك اتحاد للطلاب، وحولوها لاتحاد.. وفي مظاهرات 81، تمّ فصله من المدرسة لمدّة عام.. خطاب إدارة المدرسة الماضي بالقرار وقتها، جاء فيه؛ السيد ولي أمر الطالب محمد إبراهيم عبد الجليل: بما أنّ ابنكم كان القائد الأول للاضرابات التي وقعت، عليه قررت إدارة المدرسة إبعاده وإرساله لكم.
دار الزمان دورته واستدار ليجد الرجل نفسه بعد عقود في ذات الموقف؛ مبعداً من القوات المسلحة.. أهي المأثورة القائلة بأنّ "التاريخ يعيد نفسه"؟ يومها إبّان دراساته الثانويّة كان عمره يناهز السابعة عشر. بين
الحدثين كان الرجل يتخيّر الأرض مقاماً بديلاً، بوصفه مزارعاً وابن مزارع.. في الابعاد الأوّل عاد أدراجه لمقاعد الدرس ويجلس للشهادة السودانيّة من مدارس كسلا، قبل أن يدخل مصنع الرجال وعرين الأبطال؛ الكلية الحربية. اليوم يزجي الرجل أوقاته وتتناوشه الصحافة من مقام الخبير الاستراتيجي، والمحلل السياسي والحربي، لما تتوسمه فيه من دربة ودراية بمهارات وفنون وتكتيكات الحروب. كسب الرجل لا يغادر مقامات أخرى في دروب الحركة الإسلامية وتعقيدات المشهد السياسي العام، فيما يلي قضايا التغيير والموار في داخل الكتلة الحاكمة، وحركة الشارع، ومسائل الإقتصاد، والقضايا الاجتماعية، وغيرها.. حسناً؛ لسنا في مقام التفصيل، لكنها محض إشارات لما ألقينا به على طاولته؛ كيف يقضي ود إبراهيم يومه الآن؟ هل لديه أعمال خاصة يديرها بعد خروجه من الجيش؟ ما هي رؤيته إزاء عمليات الإصلاح الحزبي؟ وتحليله لمسارات الأوضاع في الجنوب؟ هذه التساؤلات وغيرها تجدون رؤاه حولها طيّ هذه المقابلة..

* كيف يقضي ود إبراهيم يومه الآن؟
- كعادة السودانيين أصلي الصبح ثم أطلع على الصحف، وألتقي الزوار وبعض مصالح الدنيا.

* هل لديك أعمال تديرها خاصة بعد خروجك من الجيش؟
- ليس عندي أعمال، أنا مثل عامة الشعب السوداني.

* كيف تعيش إذا والحياة لها متطلبات كثيرة، وأنت مسؤول عن أسرة صغيرة وممتدة؟
- أنا ابن مزارع، والحمد لله ما ننتجه من الزراعة يكفينا، فأنا أمارس الزراعة من آن لآخر مع أهلي في العبيدية.

* حدثنا عن الطفل ود إبراهيم؟
- نشأت في قرية متواضعة على نهر النيل في العبيدية، وكنت فيها ثائرا منذ صغري.. وأذكر وأنا في رابعة ابتدائي، سألني الأستاذ: ماذا تريد أن تكون في المستقبل؟ وكنا في زمن نميري وقلت له: أريد أن أكون كجعفر نميري.. بهذا الاندفاع ذهبت إلى الثانوي العام.

* كم عدد إخوانك؟
- نحن أربعة أشقاء وأربع شقيقات وترتيبي الخامس، والأب كان يعمل بالزراعة رحمه الله، والوالدة أمد الله في عمرها ربتنا ونحن صغار، وهي ربة منزل، وهكذا نشأنا في هذه الأسرة البسيطة.

* هل كنت مميزا بين إخوانك؟
- لا أستطيع أن أقول كذلك، ولكنني منذ الصغر كان لي اهتمام بالسياسة، ربما هذا ما جعلني مختلفا.

* كنت طفلا مشاغبا؟
- في السنين الأولى لم أكن مشاغبا، وفي الحادية عشرة لم أقل أريد أن أكون طبيبا مثلا، قلت أريد أن أكون مثل جعفر نميري، ولعله الاطلاع المبكر، فكنا نسمع للمذياع، وإلى التفسير من الدكتور عبد الله الطيب، في بيئة ليس بها مياه ولا كهرباء، ماؤنا من البحر ونورنا من السماء.

* متى انضممت للحركة الإسلامية؟
- في المرحلة الثانوية، وكنا أنا وأخي وابن عمي إدريس عبد الرحيم من أوائل الطلاب الذين دخلوا للحركة الإسلامية، وجندنا الأخ عبد الله خلف الله، وواصلنا الثانوي العام، وجئنا الثانوي العالي، وكان هذا تغيرا كبيرا في شخصيتي، وفي مدرسة عطبرة الحكومية التي كانت إحدى مدارس السودان الكبرى في وقتها، كان النشاط السياسي على قمته، وجدنا أركان النقاش للإخوان والجمهوريين والشيوعيين وغيرهم، وانضممت إلى ركن النقاش الإسلامي، وكنت أشرف على الحلقات بالمسجد، وانضممت إلى شعبة مايو وقتها، فلم يكن هناك اتحاد للطلاب، وحولناها لاتحاد.. وفي مظاهرات 81 وعندها فصلت من المدرسة لمدة عام، وللمصادفة أيضا حرّر خطاب من إدارة المدرسة وقتها، جاء فيه؛ السيد ولي أمر الطالب محمد إبراهيم عبد الجليل: بما أنّ ابنكم كان القائد الأول للاضرابات التي وقعت، عليه قررت إدارة المدرسة إبعاده وإرساله لكم، فكان إبعادا. وهكذا جاء قرار إبعادنا من القوات المسلحة، ويعيد التاريخ نفسه، وكان عمري 17 سنة وصرت مزارعا لعام كامل، ثم ذهبت لمدرسة كسلا الثانوية امتحنت، ومن هناك دخلت الكلية الحربية.

* كيف دخلت الكلية الحربية وأنت لديك تاريخ بالفصل لأعمال سياسية كيف تم ذلك؟
- لم يكن لهم أن يسمحوا لي أن أدخل الكلية الحربية لولا أنني أستند إلى القادريّة، فهم أقربائي من جهة الوالدة، وعندما دخلت الكلية الحربية لم أكن لأدخل إلا هكذا، فالأمن يعلم النشاط السياسي لي تماما، ذهبت إلى الشيخ حاج حمد رحمة الله عليه، وكان وقتها عمر محمد الطيب مدير جهاز الأمن ونائب رئيس الجمهورية، يتبع الشيخ حاج حمد، وقال: أكتب لك خطابا لجهاز الأمن، فقلت له: لا أريد جهاز الأمن فلدي مشاكل معهم، فكتب إلى اللواء صديق البنا وكان مدير أكاديمية نميري العسكرية، وعلاقته قوية بالرئيس نميري، وعمر محمد الطيب، وهو وعمر كانا أولاد هذه الطريقة، وهكذا تجاوزت هذه العقبة، لولاهما ما كان لي أن أدخل الكلية الحربية.

* أهم ذكرياتك بالكلية؟
- هذا حديث طويل، ولكن الكلية الحربية كانت فترة تدريب لتحويل الشخص من مدني لعسكري، وكنا في عهد نميري ولم يكن هناك أي نشاط سياسي، وتعرفين القبضة الأمنية حتى تخرجنا، ولكن كان بداخلنا انتماؤنا للحركة الإسلامية ولنا تواصلنا معها.

* وبعد التخرج؟

- ذهبت إلى مناطق العمليات مباشرة في جنوب النيل الأزرق ومناطق الجنوب وبالتأكيد كان لها تأثيرها في علاقاتي مع قياداتي ومع من أقودهم، وخلقت لي رصيداً ضخماً جداً بعد ذلك، وأنا لم أشاورهم عندما أردت أن أغير حتى لا أظلم الآخرين، أو تثار الشكوك حول أي أحد.

* "مقاطعة": كيف ذلك هل كنت تريد أن تغير بمفردك؟
- تشاورت مع مجموعة بسيطة وهي التي عملت معنا واعتقلت معنا، وما زالت العلاقات بيننا.. قد نختلف في طريقة التغيير، ولكن مازالت علاقتي بهم جيدة.

* يظل السؤال قائما: ما هي أسباب فشل انقلابكم؟

- لا تعليق.

* ما هو أصعب قرار اتخذته وأنت في مناطق العمليات؟
- قرار صعب اتخذته في 2002، عندما انسحبت القوات المسلحة من معركة غرب النوير، وقررت ألا أنسحب وأن أقاتل لآخر طلقة، وهذا قرار اتخذته بمعزل عن أي شخص، وتجمع من حولي وظلوا يقاتلون معي بعدد لا يتجاوز 34 شخصا، وقاتلنا بعزيمة، وقد تكون معجزة أننا حققنا النصر ضد قوة عددها 3000 مقاتل، وهذا ما جعل الرئيس يأخذ قرار بتكريمنا جميعا.

* وهجليج قالوا إنك لم تكن محررها؟
- لا يهم من حرر هجليج.. المهم أنّها عادت إلى حضن الوطن.

* كم يوما حررتم فيها هجليج؟
- في 10 أيام من الحشد والقتال.

* هل لديك ذكريات بها؟
- لا أريد أن أتحدث عن هجليج كثيرا وأتركها للآخرين.

* هل تحن لأيام الجيش؟
- أنا دخلت العسكرية بفكر محدد ورؤية محددة وتوجيه محدد، ثم أخرجت منها وأنا راض تماما، وأديت دوري وأنا راض عنه لعل الله يكتب لنا دورا جديدا في الحياة العامة.

* ثمّة صراع محتدم في الجنوب الآن.. كيف ترى هذا الصراع؟
- هذا الواقع بدأ سياسياً، ولكنّه يتجه الآن لمنحى قبلي، وهو صراع بين النوير والدينكا، الكلّ يصارع من أجل البقاء، والحرب مستمرة بينهما، وإلى الآن لم تتضح الصورة جيداً، لكن سلفاكير كرئيس ومدعوم من دول الإيقاد في وضع أفضل، فله إمدادات عسكرية مفتوحة.

* ومن له القوة على الأرض؟
- رياك مشار لديه قوة عدديّة كبيرة، ولكن قد تنقصها الآليات والاحتياجات العسكريّة الضروريّة للقتال، بتقادم الزمن، سوف تضعفه، ما لم يكن له أنصار من دول أخرى، أو يُحلّ الأمر سلمياً، لكن الصراع لا أظنّه ينتهي بين يوم وليلة.. سيأخذ وقتاً.

* هل تستطيع الخرطوم أن تساهم في الحل؟
- آمل أنّها تقف موقفاً سياسياً في هذا الصراع، لأنّ الحدود طويلة جدا مع جنوب السودان، وتقطنها قبيلة النوير، وأيّ وقوف مع جانب على حساب آخر سيفقد الحكومة تعاطف هذه القبائل، خاصة وأنّ هناك تداخلا رعويا واقتصاديا، ويمكن أن يصبحوا مصدر قلق للسودان، ما نأمله أن تلعب الحكومة دور وسيط.

* "مقاطعة": ألا ترى أنها تلعب هذا الدور الآن؟
- ما يبدو للناظر إنّها تميل أكثر للحكم القائم بالجنوب، ولكن لابدّ من فتح خطوط مع مشار، حتى لو أخطرت سلفاكير نفسه، فلابدّ من فتح قنوات مع الطرفين.. لو اتخذت هذا المنحى، على الأقل تكسب رضا الجميع، وتؤمن نفسها من عدم وجود عداوات مستقبلية.

* هناك حديث أنك تؤيد رياك مشار في ما ذهب إليه؟
- هذا حديث غير صحيح، عندي أصدقاء كثر في الجنوب بحكم أنني عملت معهم، فعندما اندلعت المعارك اتصلوا علينا للعلم فقط بأن هناك حربا، فأنا لست مؤسسة حتى أدعمهم.

* هل حدث اتصال بينك وبين مشار بعد هذه الأزمة؟
- لم أتصل، فأنا لا تربطني علاقات برياك مشار ولم ألتقه.

* إذا لماذا ترويج مثل هذا الحديث؟
- هذا حديث تتداوله جهات ذات أغراض.

* ما هي هذه الأغراض؟
- تريد أن تروّج أني أعمل ضد سياسة الدولة، وللأسف هذا غباء، لأنّ هذا معناه تثبيت أنّ الدولة تقف مع اتجاه معين.. لم ألتق بمشار ولم أتّصل عليه، والناس يعلمون العداء بيني وبين تعبان دينق، حتى عندما كنت في هجليج كان يسعى لاغتيالي، وكان هذا معروفاً للناس أيام هجليج.. صحيح هناك قادة بالجنوب كانوا يقاتلون معي بعدما انشقوا من الجيش الشعبي، وانضمّوا إلى مسيرة السلام، وكانوا معنا يقاتلون الحركة الشعبية في ذلك الزمان، وبحكم هذه العلاقات، اتصلوا عليّ بعد خروجي من المعتقل، وحتّى عندما بدأت أزمتهم هم الذين بادروا بالاتصال بي، وأذكر أن 12 قائداً منهم ذهبوا معي إلى مسقط رأسي بالعبيدية في عام 2003، ولأوّل مرة قادة جنوبيون لا يتحدثون العربية ذهبوا إلى أقصى الشمال، فعلاقتنا قوية مع هؤلاء القادة، ومن الطبيعي أن تكون بيننا علاقات، ويتّصلوا علينا بعد أزمتهم يطلعونا بالمعارك ومن قتل ومن أصيب.

* من يتصل بك.. تابعون لسلفاكير أم لمشار؟

من الطرفين يتصلون بي.

* من منظور عسكري إلى أين يذهب هذا الصراع؟
- الحرب لا يمكن أن تحسم بالقوة.. سيطول الأمد، وإلا كان السودان قد حسم حروبه مع التمرد، وما قاتل 50 عاما، وبالتالي هذا سيحقق مكاسب على الأرض، والآخر أيضا سيحقق، لكن في النهاية لابد من اتفاق سياسي، وأرى أنه من الممكن أن يتم، والميدان أيضا له مفاجآته، والمفاجآت دائما غير متوقعة، وضد السلطة، فربما تحدث مفاجآت في هذا الميدان، وحتى لو حدثت هذه المفاجآت لابد من حل سياسي، لأن تطور الحرب إلى حرب قبلية مسألة خطيرة جدا، والآن تطورت إلى حرب قبلية.

[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: زيارة خاصة - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]

* أثر ذلك على السودان؟
- أثرها هذا النزوح الذي ترونه يوميا والانفلات الأمني في الحدود.. صحيح انشغلت دولة الجنوب الداعم الرئيسي لحركات التمرد، فقد يكون سلبياً على الحركات المسلحة، وقد يكون إيجابيا أيضا، في مشاركتها كما حدث مع قوات مشار في الهجوم على بانتيو، وهذا أيضا قد يتيح لها الاستيلاء على معدات عسكرية واستخدامها ضد الشمال، من جانب آخر يمكن أن يكون سلفاكير وسيطا مع الحركات، وبالتالي لا نقول يسهل القضاء عليها، ولكن يسهل التفاوض معها.

* السودان يقول إن أي لاجئ جنوبي يعامل كأنّه سوداني. ألا ترى أن هذا يمكن أن يحدث مشاكل، لأن اللاجئ سيأتي بمشاكله من الجنوب ويمكن أن ينقل الصراع إلى داخل السودان؟
- لا أعتقد أنهم سيحتربون داخل السودان، لأن اللاجئين غير مسلحين، وكان يمكن أن يكونوا في معسكرات الإيواء وتتحمل التكلفة الأمم المتحدة، والآن نتحمل على الضيق الاقتصادي تبعات الحرب بالجنوب، فلابد من حصرهم في المعسكرات حتى تساعد الأمم المتحدة لتخفيف الضغط عن الشعب، ولكنهم لا يشكلون خطرا أمنيا.

[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: زيارة خاصة - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]
[align=center]ود إبراهيم: "2" لننتظر.. ولن يكون الانتظار طويلاً


صورة

[/align]


الخرطوم: صباح موسى

إبان دراسته في المرحلة الثانوية، في مدرسة عطبرة الحكومية، إحدى كبريات مدارس السودان يومها، انضمّ للتيار الإسلامي.. وقتها كان النشاط السياسي على قمته، حيث أركان النقاش للإخوان والجمهوريين والشيوعيين وغيرهم.. انضم القائد ود إبراهيم إلى ركن النقاش الإسلامي، وكان يشرف على الحلقات بالمسجد، ثم انضم إلى شعبة مايو، إذ لم يكن هناك اتحاد للطلاب، وحولوها لاتحاد.. وفي مظاهرات 81، تمّ فصله من المدرسة لمدّة عام.. خطاب إدارة المدرسة الماضي بالقرار وقتها، جاء فيه؛ السيد ولي أمر الطالب محمد إبراهيم عبد الجليل: بما أنّ ابنكم كان القائد الأول للاضرابات التي وقعت، عليه قررت إدارة المدرسة إبعاده وإرساله لكم.

دار الزمان دورته واستدار ليجد الرجل نفسه بعد عقود في ذات الموقف؛ مبعداً من القوات المسلحة.. أهي المأثورة القائلة بأنّ "التاريخ يعيد نفسه"؟ يومها إبّان دراساته الثانويّة كان عمره يناهز السابعة عشر. بين
الحدثين كان الرجل يتخيّر الأرض مقاماً بديلاً، بوصفه مزارعاً وابن مزارع.. في الابعاد الأوّل عاد أدراجه لمقاعد الدرس ويجلس للشهادة السودانيّة من مدارس كسلا، قبل أن يدخل مصنع الرجال وعرين الأبطال؛ الكلية الحربية. اليوم يزجي الرجل أوقاته وتتناوشه الصحافة من مقام الخبير الاستراتيجي، والمحلل السياسي والحربي، لما تتوسمه فيه من دربة ودراية بمهارات وفنون وتكتيكات الحروب. كسب الرجل لا يغادر مقامات أخرى في دروب الحركة الإسلامية وتعقيدات المشهد السياسي العام، فيما يلي قضايا التغيير والموار في داخل الكتلة الحاكمة، وحركة الشارع، ومسائل الإقتصاد، والقضايا الاجتماعية، وغيرها.. حسناً؛ لسنا في مقام التفصيل، لكنها محض إشارات لما ألقينا به على طاولته؛ كيف يقضي ود إبراهيم يومه الآن؟ هل لديه أعمال خاصة يديرها بعد خروجه من الجيش؟ ما هي رؤيته إزاء عمليات الإصلاح الحزبي؟ وتحليله لمسارات الأوضاع في الجنوب؟ هذه التساؤلات وغيرها تجدون رؤاه حولها طيّ هذه المقابلة..

* اختفيت.. ماذا تفعل الآن؟
- أنا لم أختف.. أنا أتحرك وسط الجماهير في مناسبات اجتماعية، التقي كل أطياف الشعب السوداني ونتناقش حول قضايا الوطن، صحيح قد أكون ابتعدت عن الإعلام، لكني أتحسس قضايا الوطن من خلال جلوسي مع المواطن البسيط، والإعلام غير متابع لذلك، فكنت في الشرق والشمال وفي مناطق أخرى، لعلنا نفيد في بلورة فكر أو تصور ينقذ هذا الوطن، ويقوده للجديد في انتخابات قادمة نأمل أن تأتي بالقوي الأمين بمستقبل واعد الكل يشعر بوجوده.

* هل ترى أن المؤتمر الوطني مازال مختطفاً كما قلت من قبل؟
- مازال مخطوفاً، نتمنى أن تقود ما طرحوه من إصلاحات إلى وضع صحيح، ونكافح في ذلك، إلا أن نعجز، وقتها سنتخذ ما نراه سليما.

* كنت من الذين وقّعوا على مذكرة د. غازي، وعندما خرج الرجل ورفاقه من الحزب اختفيت، ولم تعلن موقفك؟
- نحن وقعنا على رسالة مفتوحة للرئيس، لرفع العبء عن كاهل المواطن، وأردنا أن نغير من داخل الحزب وتعاهدنا على ذلك، بعد أن تمّ فصل د. غازي ورفاقه رأى الإخوة أن يكوّنوا حزبا، ورأينا نحن أن نظل نكافح من داخل الحزب الحاكم، عسى أن نغيّر، فهم كذلك بأفكارهم، الاختلاف بيننا ليس في الأفكار ولا في الرؤى، ولكن في الوسائل، وهناك بداية تغيير نأمل أن يتم بتغيير في السياسات، وليس مجرّد تغيير الأشخاص.

* لماذا لم تقدم للمحاسبة مثل الذين وقعوا على المذكرة؟
- أنا ذهبت بنفسي إلى لجنة المحاسبة.

* "مقاطعة": هل طلبوك أم ذهبت من تلقاء نفسك؟
- كنت مطلوباً، وذهبت، وقلت ما قلت، ورأت لجنة المحاسبة أنّنا لسنا أعضاء بالمؤتمر الوطني، وإنّما كنا عسكريين.

* ولكن رئيس اللجنة وقتها قال إنّ هناك عسكريّين لم نطلبهم للمحاسبة، لأنهم ليسوا أعضاء بالوطني؟
- هو فعلاً قال ذلك، ولكنني ذهبت ومثلت أمام اللجنة.

* هل أنت عضو بالمؤتمر الوطني؟
- لست عضواً بالمؤتمر الوطني، ولكنني عضو بالحركة الإسلاميّة، وطالما أنا عضو بالحركة، إذا أنا عضو بالحزب، ولكنني أقول إنّني عضو بالحركة، ولا أدعي أني عضو بالمؤتمر الوطني، فالتزامي بالحركة، وأنا مستمرّ فيها، ومن المفترض أن يكون لها أثرها على الحزب الحاكم، ونناضل من خلالها للوصول إلى أهدافنا لتغييرات في السياسات.

* هناك من رأى في اختفائك وعدم خروجك مع الإصلاحيين أنّ المؤتمر الوطني استطاع أن يحتويك، وأنك استجبت! بماذا تردّ؟

- ليس صحيحاً على الإطلاق، فليست لديّ تفاهمات من هذا النوع.. تفاهماتنا بالإصلاح، وجلست مع الدكتور نافع، وقال لي إنهم سيتنازلون طوعاً.

* هل جلست مع الدكتور نافع قبل التغيير؟
- نعم جلست معه في حضور الأمين العام للحركة الإسلامية، وذكر لي إنّهم سيتنازلون عن مناصبهم، وأوفي بما وعد، ورأيتها بداية إصلاح آمل أن أرى نتائجها.. نحن لا نريد تغييراً في الوجوه، ولم نطالب يوماً بذلك.. نطالب بتغيير السياسات والنزول لنرى؛ ماذا يريد الشعب؟

* خروج شخصين يصنعان السياسات مثل شيخ علي ود. نافع، ألا تعتبره تغييراً كبيراً؟
- أعتبرها خطوة، وآمل أن يأتي الجدد بسياسات جديدة؛ توقف الحرب وتحقق السلام، وهذا أهم ما ندعو إليه، وإخراج البلاد من الندرة الاقتصادية، ويتمّ التصالح مع الجميع، عسى أن يشارك الجميع في انتخابات حرة نزيهة.

* هناك من يرى أن من خرجوا سيديرون الدولة من الخلف. هل ترى كذلك؟
- من المبكر الحكم على هذا التغيير، فلننتظر شهرا أو شهرين لنر ماذا يفعل الجدد حتى نحكم عليهم.. لن نحكم عليهم الآن، وسنحكم عليهم بأفعالهم وسياساتهم في المرحلة المقبلة. ونأمل أن نتيح قدراً كبيراً من الحريات حتى داخل المؤتمر الوطني نفسه، ونتيح الحرية للمواطن ليقرّر من سيختاره في انتخابات 2015، ونأمل أن تتوقف الحرب وأن يتحقق السلام، فالحرب لن توقف بالعمليات العسكرية فقط، إنّما لابدّ أن يتحقق السلام، وأن يكون المساران في وقت واحد، وتكون هناك نوايا حقيقية لتحقيق ذلك، وقتها سوف أحكم على الجدد.

* هناك تغييرات كبيرة تحدث داخل الحزب هذه الأيام بالوثيقة التي أجيزت، بالإضافة الى تغيير في الأمانات. ما رأيك في ذلك؟

- أنا لم أطّلع على هذه الوثيقة التي يتحدثون عنها، وسأجلس مع الأمين العام للحركة الإسلامية والذي تربطني به علاقة خاصة وسأعرف منه مضمون هذه الوثيقة، وهل تحقق الرغبات التي ينادي بها الجميع سواء في الحكم أو على مستوى الجماهير، وقتها سنحكم عليها.

* هل مازال عندك أمل في الحركة الإسلامية وتستمع لأمينها العام؟
- من خلال لقاءاتي مع الأمين العام للحركة الإسلامية وأمين الحركة بالخرطوم...

* "مقاطعة": هل التقيتهم مؤخراً؟
- نعم قابلتهم مرات عديدة، وألتقيهم متى ما أردت لنتفاكر حول القضايا، فليست هناك أبواب مغلقة، وننتظر النتائج ونأمل أن يتم التغيير.. سنسير في هذا الاتجاه وسنضغط فيه، إلا أن يأبوا هم هذا التغيير.

* ما هي أشكال هذا الضغط؟
- نحن ننادي بأنّه لابدّ من تغيير.

* "مقاطعة":.. ألا ترى أنكم ناديتم كثيراً ولا توجد نتيجة؟
- الآن هناك متغيرات كثيرة على الساحة الإقليمية؛ في مصر وفي ليبيا وتونس وغيرها، فهناك ضغوط عليهم في الخرطوم حتى يكونوا مرنين في تداول السلطة.

* إذاً، أنتم تعولون الآن على التغييرات الإقليمية؟
- بالتأكيد لها تأثيراتها، ونحن نريد أن نسبقها حتى نغير بأن نتواءم معهم في كيفية إدارة الدولة، وتداول السلطة، ونأمل أن نذهب إلى 2015 والكل يعلم من سيختار ليحكم.

* هل لديك سقف معين من الزمن للنداء بالإصلاح من الداخل؟
- ننتظر لنر، ولن يكون الانتظار طويلا، ننتظر لنجد هذه الوثيقة التي يتحدثون عنها، والتغيير الذي حدث في الحكومة سنعطيه فرصة، ثم نحكم؛ إذا ذهبوا في الطريق الذي نرغب فسنسادهم، والا فخياراتنا مفتوحة.

* في إطار تفاعلك مع المجتمع، هل التقيت قيادات الأحزاب؟
- زاروني عندما خرجت من المعتقل ورددت الزيارة وكثيرا ما نلتقي، ليست لدينا موانع في مقابلة الترابي أو المهدي ونتحاور في قضايا الوطن، والتقيت الترابي أكثر من مرة.

* متى التقيت الترابي آخر مرة؟
- قبل ثلاثة أشهر تقريبا، والتقيت المهدي أكثر من ثلاث مرات؛ مرة في ندوة السياسة والصحافة بمنزله آخر مرة، وكل مهموم بقضايا الوطن نبحث عنه، قبل أن يبحث عنا لأنّنا به مهتمون، لنتفاكر في مستقبل هذا البلد، يجب أن نبحث عن أفكار الآخرين التي تتواءم معنا، ونستمع لهم ونستفيد منهم، ولهم الخبرة والسبق وعلينا أن نعترف بذلك، في إطار هذا يتم التواصل.

* هل التقيت د. غازي؟
- تقابلنا قبل فترة في مناسبة اجتماعية، ولم يكن هناك مجال للحديث، ولكنني لست مختلفا مع د. غازي، لست مختلفا معه في الأفكار ولكن اختلافنا يظل في الطريقة.

* هل تناقشتم مع مجموعة الإصلاحيين قبل خروجهم؟
- نعم وكان رأينا أن يظل الناس داخل المؤتمر الوطني ويقاتلوا أو يكافحوا أو يناضلوا حتى ينصلح الحال.

* هل أنت مرشح في انتخابات الرئاسة 2015؟
- هذا حديث سابق لأوانه.

* "مقاطعة": تبقت سنة فقط.. ألم تحدّد إلى الآن؟
- إلى الآن أنتظر الأشهر القادمة لأقيم هذه التغييرات، إذا توافقت مع أفكاري، فسأظل ملتزماً بمن يرشحونه، أما إذا اختلفنا، أو رأيت أنهم لا يلبّون طموحاتنا، فبالتالي نخرج، والفضاء واسع، إلى الآن لم أفكر في ترشيح نفسي، لكنني لست طامعاً في سلطة، وإذا اتفقوا معي فسأكون معهم.

* مع هذه التغييرات الكبيرة، هل فعلا لن يترشح الرئيس لدورة جديدة؟
- هو قالها أكثر من مرة؛ إنه لن يترشح، وأنا آخذ مما يقوله، والتجديد مطلوب حتى لمرشح الحزب.

* هل التقيت الرئيس بعد خروجك من المعتقل؟
- مرة واحدة، في عزاء، وسلمت عليه، وكان لقاءً عادياً.

* قوش قال إنّه لم تكن له أيّ علاقة بما قمت به، وإنّه حشر معكم في انقلابكم؟
- ما قاله صحيح.. ليست له أيّ علاقة به.

* هل تفكّر مرّة أخرى في التغيير بالقوة؟
- أنا الآن خارج المنظومة العسكرية تماماً، وأنا الآن من ضمن منظومة سياسية تسعى للتغيير من داخل أجهزتها، أو من داخل المجتمع العريض، في الانتخابات القادمة.

* ما هي علاقتك بالجيش الآن؟
- الصداقات تبقى وستظل مع من كانوا قادة لي ومن كنت قائداً لهم، وهي علاقات اجتماعية، ليس لها أيّ تأثير.

* هل استلمت حقوقك من الجيش؟ وهل مازلت محتفظا برتبتك؟
- مازلت برتبتي وأخذت كل مستحقاتي من الجيش، وصرت متقاعدا، ويمكنك أن تقولي إنني عميد متقاعد.

* قالوا إنّ الجبهة الثورية كانت لها أياد في مظاهرات سبتمبر هل توافق ذلك؟
- لا أعتقد أنه كانت هناك أياد للحركات المسلحة، كان خروجا عفويا للناس في أطراف العاصمة، ومن يعيشون فقرا وبؤسا خرجوا هكذا، وأنا لست ممن يعطون حجما للحركات المسلحة، فهم أعطوها وزنا أكبر في ذلك.

* ورأيك في تعامل الحكومة معها؟
- في رأينا أنها كان من المفروض أن تحمي حتى لو اعتدى عليها الآخرون، فمسؤولية الحماية على الحكومة، ومن يخطئ يقدم لمحاكمة. الحكومة تلام في أنها لم تحم هذه الأرواح التي فقدت حتى لو كانوا مندسين، الحكومة عليها الحماية والسيطرة.
[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: زيارة خاصة - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]
ضياء الدين حسين
القيادي في "حركة الإصلاح الآن": حوارنا مع "الوطني" نسمع به من الصحف



صورة


الخرطوم - أحمد عمر خوجلي
عتبة أولى


يعتبر نائب رئيس لجنة الإعلام والتعبئة بحركة (الإصلاح الآن) ضياء الدين حسين الصديق من القيادات الحزبية النادرة في الحالة السياسية في السودان فقد أشار إلى أنه لم يجرب الانتماء إلى أي حزب في حياته ولا علاقة له لا بالحركة الإسلامية أو المؤتمر الوطني لا من قريب أو بعيد.. وقال إن طرح حركة الإصلاح الآن هو الذي حرضه على الانخراط في هذا الكيان الجديد وفي المنظومات السياسية في السودان، والأستاذ ضياء الدين من مواليد حلة خوجلي بالخرطوم بحري تلقى دراسته الأولية والثانوية بمنطقة بحري وهو ضابط سابق بالقوات المسلحة إذ تخرج في الكلية الحربية ضمن الدفعة 39 وهو يحمل درجة الدبلوم العالي في الإدارة المالية من الجامعات السويسرية ودرجة الماجستير في الإم بي أيه من جامعة روشفيلد بكاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية عن طريق المراسلة.. التقيناه في هذه المقابلة لبيان بعض ما يلي عمل الحركة وتقديم الإضاءات لإتاحة الفرصة للرأي العام للتعرف أكثر على هذا الوافد الجديد في قائمة الأحزاب السودانية.


* نبدأ أوّلاً بسؤال عن طبيعة تكوين حركة الإصلاح الآن؟

- الذي يتبادر لأذهان الكافّة بمجرّد ذكر اسم حركة الإصلاح الآن هو صورة د. غازي صلاح الدين، حسن رزق، أسامة توفيق، د.فضل الله أحمد عبد الله.. إحداث هذا الربط التلقائي بين (الإصلاح الآن)، وبين الحركة الإصلاحيّة، والمؤتمر الوطني، وصحيح أن هذه المجموعة هي صاحبة مبادرة الإصلاح التي فجّرتها في المؤتمر الوطني، وهي فكرتها، لكن الحركة الآن تعبّر عن حزب جماهيري، وتيّار عريض يشمل في عضويته كل أطياف الشعب السوداني؛ من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وأؤكّد أنّ نسبة عضوية المؤتمر الوطني ومن لديهم خلفيّات إسلامية ضمن مؤسّسي حركة الإصلاح الآن لا تتعدى الـ(10 %). والحركة تخاطب قضايا جوهرية تهم الإنسان السوداني، لذلك حقّقت استجابة كبيرة من الشعب السوداني، بكل تيّاراته ومن غير المنتمين.

* هل المرجعية الخاصة بالحركة هي مرجعيّة إسلاميّة؟

- وثيقة تأسيس الحركة هي التي تحدد مرجعيّة الحركة، لتلزم الإنسان، وكافلة كلّ حقوقه وحقّه في العيش الكريم، ولا توجد أيّ أيديولوجيات سواء أكانت إسلاميّة أو يساريّة أو غيرها.

* من العسير القول بعدم وجود تأثير للدكتور غازي ومجموعة القيادات الإصلاحيّة، وتاريخه وخلفيّته الإسلامية.. ألا يؤثر ذلك على انتشار الحركة؟

- لابدّ أن يكون هناك تأثير للمجموعة، لكنّه لا يصل إلى مرحلة الرؤية التي حدّدها المؤسّسون لحركة (الإصلاح الآن)، وذلك لأنّ للحركة رؤيتها الواضحة، فهم يؤثّرون من خلال خبرتهم التراكميّة السابقة، التي اكتسبوها في العمل السياسي، لكن لا تأثير لهم في الرؤية التي اشترك الجميع في صياغتها، وجعلها منفستو وميثاقا للحركة.

* أحيانا تخرج بعض التصريحات، وتقول بوجود حوار مع مجموعة الإصلاحيين لأجل عودتهم، فيكون الآخرون الجدد بين خيارين؛ إما خارج الحسابات، أو صحبة العائدين؟


- أوّلاً أودّ أن أؤكّد عدم وجود أيّ حوار واتصالات مع المؤتمر الوطني، وهذا نسمعه فقط من خلال أخبار الصحف، ومن إعلام المؤتمر الوطني، وحركة الإصلاح الآن غير مرتبطة بالمؤتمر؛ لا من قريب، أو بعيد، وهي تمثل حركة جديدة مستقلة، أما تاريخ قيادات الإصلاحيين وخلفيتهم الإسلامية فهذا واقع لا نستطيع نفيه ولا محوه، لكن الحقيقة إنها مرحلة من مراحل هذه القيادات الشخصيّة، والحياتية، وتجاربهم في العمل السياسي، والحركة حزب جديد، والتاريخ لا يُمحى لكن لا يشكل بالضرورة طريق المستقبل فهم قد توصلوا بعد سنوات من العمل داخل مؤسسات المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية إلى قناعة أن الجسم السياسي السابق لهم لم يعد يلبي طموحاتهم ولا مطالب واحتياجات الشعب السوداني، فخرجوا منه وبدأوا السير في طريق جديد هو حركة الإصلاح الآن.

* ولكن يتعرّض قادة الإصلاح الآن من الإسلاميين إلى نقد يتصل بتجربتهم السابقة، ولماذا خرجوا بعد ربع قرن من السلطة؟ فيتعرض غير الإسلاميين من مؤسسي حركة الإصلاح الآن لهذا النقد، بدون أن يكونوا جزءاً من هذا الماضي، وتكون جريرتهم فقط أنهم انخرطوا في هذا الحزب الجديد.. هل تشعر بهذا الأمر؟

- هذا أمر متوقع، وذاكرة الشعوب لا تنسى الماضي، وهذا تاريخ هم أنفسهم لم ينكروه، ولا حركة الإصلاح الآن غير منتبهة له، لكن هذه طبيعة الفكر البشري الإنساني، وتطور تجاربه؛ فكارل ماركس كان من أنصار الإقطاع في روسيا لكنه تمرد على هذا الواقع، وأخرج النظرية الماركسية الاشتراكية للتاريخ البشري، عاشت التجربة، وانفتحت صفحة جديدة، واستمرّت لأكثر من سبعين عاماً حتّى ظهور الرئيس السابق للاتحاد السوفيتي، غورباتشوف، وأطروحته الجديدة (الجلاسنوست)، التي حولت جمهوريات الاتحاد السوفيتي لناحية الدول الرأسمالية.. والمهم د.غازي ومجموعة الإسلاميين يمثلون بتجربتهم السابقة إضافة حقيقية لتجربة حركة الإصلاح الآن، ويجب ألا نحاسبهم لماذا بقوا كل ذلك الوقت، ولدينا مقولة (أن تأتي متأخراً خيرٌ من ألا تأتي) فهم قد وصلوا إلى قناعة أن الطريق الذي يسيرون فيه لا يوصل إلى شيء.. لذلك أرى أنّ محاولة البعض ممن يرمون حركة الإصلاح بتاريخ البعض، هذا تفكير قاصر وظلم، وحركة الإصلاح الآن تتبني قضايا الشعب السوداني جميعها، وهي ليست حزبا بالفهم التقليدي نحن حزب فقط للإجراءات القانونية، الخاصة بأغراض التسجيل، لكننا حركة بمعنى وجود ديمومة، لا تتوقف في المسعى من أجل تحقيق رؤاها، وهي لا تمتلك مطبخاً سياسياً تديره رؤوس وزعامات، تقوم بوضع الرؤى، وتنزّلها إلى القواعد.. نحن حركة تفاعلية والأفكار فيها والرؤى تأتي من كل المستويات من عضوية الحركة، يشارك في صنعها الجميع، ويتوافق عليها الجميع.

* ما هو الجديد الذي تحاولون الإتيان به؟

- الجديد هو القيام بترويج فلسفة الحد الأدنى من التوافق، وأن نلتقي جميعناعلى الثوابت الوطنية، التي تحقق سيادة القانون، ومساواة الجميع أمامه، ومحاربة الفساد، والإعلاء من شأن حقوق الإنسان المختلفة، ونرى أن الأحزاب السودانية تلتقي في 80% من هذه الرؤى، ولا تختلف إلا في 20 %.

* أنتم لستم جزءاً من التكوينات الحزبية المختلفة؛ كتحالف قوى الإجماع أو أحزاب الوحدة الوطنية أو تجمع الأحزاب الإسلامية وغيرها؟

- حتى الآن نحن لسنا جزءاً من هذه التكوينات، ذلك لأن الانضمام والاصطفاف مع أي كيان منها يحد من مساحات الحركة وانسيابها عبر الكيانات السياسية المختلفة، ويؤدي إلى زيادة تعقيدات الحالة السياسية بشكل عام.. لا تنس أننا نتحدث عن الحد الأدنى، والإجماع بين كل القوى السودانية.

* كيف ترى المستقبل؟ وما هو برهان هذه الرؤية المستقبلية؟


- نحن واثقون أن الطرح الخاص بالحركة يمثل البديل الجاهز والمقبول للمؤتمر الوطني، وذلك لأننا من خلال إشارات واستقراءات كثيرة توصلنا إلى أننا نحقق معدلات كبيرة في الانتشار في جميع الولايات، ونرى أن حركة الإصلاح ستكون المخرج للسودان من أزمته، لأنها لبت طموحات الآلاف من الواقفين على الرصيف، وشجعتهم على التفاعل بقوة من أجل صناعة المستقبل.
[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: زيارة خاصة - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]

الصادق المهدي: النظام تغيّر "وقال مبروك"




صورة




الخرطوم - أحمد عمر خوجلي

عتبة أولى

السيّد الصادق المهدي، زعيم حزب الأمّة، وإمام الأنصار، أحد أقطاب الحركة السياسية ونجومها البارزين بلا شك.. يتميّز بحضوره الإعلامي الطاغي، ومبادراته المتجدّدة في مختلف ضروب الحياة.. يقول وجهة نظره ثم ينتظر الردود وتفاعلها، يسهر الخلق جراها، وتختلف الأحزاب حولها وتختصم، ويعكف الكلّ على تفسيرها وقياس مراميها وأهدافها..

في الفترة الأخيرة أرسل المهدي تحفّظات عديدة في عدم التحرّك للإسراع في إطاحة النظام بالعنف، أو بدون الاتفاق على البديل، الشيء الذي جعل الكثيرين - بعضهم من داخل حزبه - ينظرون إلى إنّه صار أقرب إلى السلطة الحاكمة من الكيانات المعارضة.. في هذا الجزء الأوّل من الحوار أجاب عن عدد من الأسئلة، التي تدور في أذهان الأفراد والجماعات، وبيان قناعات الإمام، عبر ردود ومبرّرات يتّفق الناس حولها ويختلفون، وتنبع أهمّيتها من المكانة المؤثّرة التي يجلس عليها الرجل، بين القيادات السياسية في البلاد.

**

* من يتتبّع أخبار حزب الأمة وبيانات وتصريحات زعيمه، الإمام الصادق المهدي، حول مختلف القضايا، يجد أنّ ربكة ما وغضبا ما، حدث في مكان ما، من آخر تصريح للسيد الإمام؛ بأنّ النظام لابد أن يذهب سلمياً، غضّ النظر عن مبرّر الرؤية، لكن يوجد آخرون يجر عليهم الحديث (كلكله) مثلما أنّه (ينيخ) بآخرين؟

- لا يوجد آخرون في الحزب رفضوا ذلك.

* في الساحة السياسيّة؟

- طبعاً أكيد، ونحن نقول بوضوح؛ إسقاط النظام بالقوّة سيأتي بديكتاتوريّة، ونحن لا نريد أن نتخلّص من ديكتاتوريّة، لنأتي بأخرى، ولكن إسقاط النظام بالوسائل المدنيّة وارد، ووقت ذلك لدينا مقترح يقوم على أن يستنسخ ما حدث في جنوب أفريقيا، بالجلوس حول المائدة المستديرة، لنخطط لخريطة طريق لسلام شامل عادل، وتحول ديموقراطي كامل.. هذا موقف حزب الأمّة، والآخرون (على كيفهم يقولوا العايزين يقولوه).

* توجد كثير من الأمثلة الأخرى، منها أيضاً تكريمكم الأخير، عشيّة الاحتفال بعيد الاستقلال؟

- أنا أصدرت بياناً حول هذا الأمر، وأوضحت فيه "إنّهم قالوا لي عايزين نكرّمك لجائزة قوسي، وأن يكون ذلك في إطار السيّدين" ولم يأت ذلك وفق الاتفاق معي.. على أيّة حال؛ الإنسان العاقل عندما يرى النظام - وهو من اعتدى علينا - يعمل لتكريمنا، نعتبر هذا نوعاً من الاعتذار، وهذا لا يعني أنّ مقابل ذلك أنّنا غيرنا موقفنا من النظام، فنحن وحدنا الذين لم نشارك فيه.. كلّهم شاركوا؛ سواء أكان قبل نيفاشا، أو بعدها.. النظام هو الذي تغيّر وليس نحن.

* لكن هل تنتظرون أن يكون اعتذار النظام لكم بمجرّد تكريم؟


- لا.. يعني أنّنا نقصد أنّ التكريم نوعٌ من الاعتذار، ولم أقل إنّنا اتّفقنا معه.

* لكن النظام يمكن أن يستغل مثل هذه المواقف العابرة لأغراض الدعاية السياسية، التي تساهم في تثبيت أركانه نفسها؟


- وأيضا نحن نستغلها في تثبيت النظام الجديد؛ (ماهو بيقول كلام ونحن بنقول كلام)، ومن الجائز أن يستثمروا ذلك لصالح الدعاية للنظام، لكن عندما نرى الحيثيات الخاصة بمنح جائزة (قوسي) قائمة على أنّني أدعو للديموقراطيّة، وحقوق الإنسان، والسلام الشامل العادل، والحوار بين الأديان والحضارات، وأنّني أعمل على مصالحة المسلمين مع عصرهم، وهذه كلها أشياء معارضة للنظام، وهذا يؤكّد على أنّ النظام تغيّر وقال مبروك.

* لكن، أحيانا مبرّرات السيد الإمام، في كثير من المواقف، ربما يصعب فهمها وتفسيرها لقطاعات وتيارات داخل الحزب؛ مثل الشباب والطلاب؟


- (شوف).. في ناس بيسمّوا نفسهم شباب حزب الأمة، وفي ناس بيسمو نفسهم انتفاضة حزب الأمة.. (ديل ناس ما عندهم شغلة).. تستخدمهم جهات أخرى، لكن حزب الأمّة كقوّة سياسيّة، قراراته قائمة على قرارات مؤسّساته، وهي قرارات واضحة، وظلت تتحدّث دوماً عن نظام جديد، يفضي - كما قلت لك - إلى ما توصّلت إليه جنوب أفريقيا من مصالحة.

* وهل دوائر الحزب ومؤسساته عجزت عن إيصال هذه الرؤية لبعض قطاعاته، من شباب وطلاب؟ فهؤلاء لا يمكن أن ننفي عنهم الانتماء لكيان الأنصار أو للحزب؟


- لم تعجز كل هذه القطاعات ممثلة في المكتب السياسي.

* لماذا لم يتفهّموا الرؤية والمبرّرات؟


- قلت لك هناك أناس مدسوسون على الحزب، خرجوا من حزب الأمة، وبعد أن رأوا (اسمو طالع عايزين يجوا يتمسحو في الحزب).

* لكن هناك أعضاء معروفين وحادبين على الحزب، ومحمد فول مثال مناسب لهؤلاء، ولا يشكّ أحدٌ في أنّهم من الحادبين على مصلحة الحزب؟


- نعم.. صحيح، لكن هؤلاء يسيرون في خطّ غير خطّ الحزب، فهم أحرار في اختيار الطريق الذي يرون، لكن أنا اقول لهم: خطّ الحزب غير ذلك، ولا أنفي وجود أناس حادبين في الحزب، كانوا يرون أنّ على حزب الأمّة أن يخرج في المظاهرات، وهناك من يعتقدون أنّه من الأفضل الاتفاق مع النظام، لكن الحزب يتّخذ قراراته باعتبار كل الآراء.. صحيح، نحن كحزب، لم نقرّر الخروج إلى الشارع، لكن قلنا: أي عضو أراد أن يخرج، من حقّه أن يخرج بشكل فردي، لأنّنا نعتقد أنّ هناك أسبابا.. لكن نحن إذا قرّرنا -كحزب- الخروج إلى الشارع، لابدّ أن نكون قد اتّفقنا على البديل.. لا نريد أن يتغيّر النظام، وندخل في الحيرة التي دخلت فيها كثير من دول الربيع العربي، فلابدّ من الاتّفاق، ونحن عرضنا الاتفاق على الكلّ، وهذا تمّ قبل سنتين من الآن.. ثمّ عليهم الاتفاق على الأسلوب الذي سيتمّ به التغيير، واشترطنا أن يكون أسلوباً خالياً من العنف، لقناعتنا أنّه إذا حدثت إطاحة للنظام بالقوّة، فلابدّ من حراسة البديل بالقوّة أيضاً كما يرى الزعيم غاندي.

* لكن هناك شواهد ماثلة تقول بأنّ المجهودات السلميّة المحدودة التي تحاول تغيير النظام تُقابل بالعنف؟

- صحيح.. لكن النقطة الأساسيّة نحن ننتظر الناس ليصلوا إلى اتفاق، وبعد ذلك نمضي في طريق الخروج والتعبير الحركي.. وإذا كنت متابعا، فإن مواقفنا ساهمت في زحزحة المؤتمر الوطني من مواقفه، وظهور تيارات عديدة من داخله تنادي بذات الأفكار التي ظللنا ننادي بها، وكلّ مرة نشعر أنّ المؤتمر الوطني يريد أن يقول كلاماً في إشارات لتوجهه ناحية النهج القومي، وموقفنا الاستراتيجي هذا نجح كذلك في انعطاف الحركات المسلحة لناحية الحلّ السياسي، ونجد أنّ الأسرة الدولية نفسها اتجهت إلى الحلّ الشامل القومي، بدلاً من الحلول الثنائية.

* ولكن لربما بامكان السلطة أيضاً أن تستثمر في هذا الموقف الاستراتيجي، الذي قلت به، في المسألة الدعائيّة، وكسب الوقت؟


- لا.. كسب الوقت لماذا؟.. الوضع ماشي في هذا الوقت.. النظام محاصر في المشكلة الاقتصادية، وفي المشكلة الأمنية، ومحاصر في علاقاته الدوليّة وظروفها الحالية.. هو غير سعيد بما هو فيه، لذلك أعتقد أنّ النظام صار كثير من رموزه يعترفون بوجود أزمة، وهذا لم يكن موجوداً في السابق، وكذلك بوجود ضرورة للإصلاح، وصاروا كلّ مرة يبشّرون بضرورة التغيير.

* لكن فترة التبشير بالتغيير طالت؟

- لا.. لا.. أنا أتحدّث عن فترة الستّة أشهر الأخيرة.. صحيح قبل حوادث سبتمبر كانت الأمور أقلّ وضوحاً، لكن الآن صارت أكثر وضوحاً، وصار الحديث عن موافقة النظام على النهج القومي أكثر بروزاً وتردداً.. وطبعاً نحن لن نصدّق حتّى نرى، ويقال: البيان بالعمل، لكن، على أيّة حال؛ هناك تغيير في اللغة إلى نهج أقرب إلى القومي، وأنا في رأيي النظام إذا صدق في التغيير، فعليه التزامات، تبدأ بإزالة آثار التمكين، وبقومية كتابة الدستور، والتفاوض من أجل السلام، ووضع برنامج إصلاح اقتصادي، ثم إجراء انتخابات عبر آلية قوميّة، تضمن نزاهتها، بالإضافة إلى اتباع سياسة خارجيّة بدون تبعيّة أو عداوة مع المجتمع الدولي، وأخيراً أن تضطلع بتطبيق كلّ ذلك حكومة قوميّة انتقاليّة، وإذا وافق النظام على هذه الدعوة -التي ظللنا ننادي بها طويلاً- فنحن مستعدّون للتبشير بها، وإقناع القوى السياسيّة التي لا تقبل إطاحة النظام بالقوّة يُمكن أن توافق عليها.

* تحدثت عن التغيير في خطاب وطريقة النظام الذي تسببت فيه حوادث سبتمبر، برغم وجود موقف في عدم جدواها؟


- لا نحن لم نقل لا جدوى لها.

* كمؤسسة.. إذا حزبكم خرج كمؤسّسة، فربّما كانت قوّة الدفع أكبر، والثمار أكثر؟

- لن يكون أقوى وأكثر.. نحن أناس مسؤولون.. نحن إذا أردنا عمل تغيير أوّلاً نحدّد معالم النظام الجديد المتفق عليه، قبل أن نقول "اخرجوا للشارع".. لابدّ من التخطيط، ولن يكون في مدينة واحدة أو مدينتين.. سنختار مئة مدينة.. لكن ما حصل في سبتمبر تحرك مشروع، لكنه تلقائي وغير مخطّط له.

* لكنك أشرت إلى نتائجه؟


* الشيء التلقائي ولو أتى بنتائج - وأيّ مظاهرة أو أضراب محدود يأتي بنتائج - ولو تابعت في مصر قبل ثورة 25 يناير تجد ثلاثة آلاف مشهد إضراب ومظاهرة وموكب اعتصام، ثم تراكم كلّ ذلك، وجاء بالثورة.. لذلك نحن نقول إنّ كل التحرّكات هي جزء من حراك يتراكم، لكننا لم نقل اخرجوا، لأنّنا لم نخطّط لها كحزب، ونخرج بعمل واسع، يتصل بإمساكنا في يدنا ميثاقا متّفقا عليه، لأنّنا نرى الخلافات حول النظام الجديد الموجودة الآن في داخل المعارضة - كبيرة، فكيف نغيّر النظام ونرى خلافاً واضطراباً شديداً، ونحن نرى ما يحدث الآن في دول الربيع العربي، ونحن نرى أنّ التحرّك العملي مرتهن لشيئين، هما؛ الاتفاق على النظام الجديد، وخطّة واعية لتحرّك واسع جداً، ليس في مدينة أو مدينتين، لكن كلّ الاحتجاجات المختلفة بسبب أخطاء النظام مشروعة، لكنها تظل جزءا من الحراك الذي يصل القمّة، ولا شكّ عندي أنّ ما حدث في سبتمبر زاد من كراهية الحكومة، ورفض سياساتها الاقتصادية، وزاد من قناعة قيادات في السلطة بأن هذا الأسلوب غير مجدٍ، بسبب وقوع ضحايا كثر من الأبرياء، وهذا لا يضيع ولا يتقادم.

[/justify]
أضف رد جديد

العودة إلى ”اخبار السودان“