حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

كل ما يتعلق باخبار السودان اليومية من داخل وخارج الوطن

المشرف: بانه

صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]

بعد ثلاث سنوات
06 فبراير 2014







صورة





نشرت الصحف أمس.. أن الدكتور جلال الدقير رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي قال إن الحكومة توافق على عقد (مؤتمر مائدة مستديرة) للحوار الشامل مع كل القوى السياسية..

هل تذكرون متى كتبت واقترحت عقد (مؤتمر مائدة مستديرة) لحل الأزمة السياسية السودانية؟ كتبت ذلك في حديث المدينة قبل أكثر من ثلاث سنوات.. ورسمت تفاصيله وتمنيت أن تشرف عليه وتديره جامعة الخرطوم (تماماً كما حدث في مؤتمر المائدة المستديرة في منتصف الستينيات)..

وقبل حوالى أربعة أشهر كتبت هنا في حديث المدينة تقريراً افتراضياً يسرد حيثيات (مؤتمر المائدة المستديرة) برعاية جامعة الخرطوم... مجرد خيال حميد.. وفوجئت بـ(ثورة منك خانها الجلد) من قبل إدارة جامعة الخرطوم التي أرسلت خطابا طويلا نفت فيه هذا (البهتان!!).. بهتان أن تكون طرفاً في حل الأزمة السياسية السودانية أو شبهة أن تحاول لعب دور (الحكيم) لإصلاح حال الوطن..

ومن فرط (ذعر) إدارة الجامعة من الفكرة تابعت نشر خطاب (التصحيح) بل اتصلوا بالبروفيسور على شمو يستعجلني نشر التصحيح بأعجل ما تيسر.. لجبر الضرر البليغ الذي أصاب الجامعة من عمود حديث المدينة الذي (تخيل) أنها يمكن أن تلعب دوراً لصالح مواطنيها الذين يدفعون ميزانيتها من حر مال فقرهم المدقع..

الآن.. جامعة الخرطوم (أيضاً) اكتشفت أنها يمكن أن تلعب الدور الذي لامتني فيه.. إذ أعلن منبر السياسات التابع لجامعة الخرطوم عزمه على الانخراط في نشاط يهدف لترسيخ الحوار السياسي لإيجاد مخرج لأزمة البلاد..

حسناً الحكومة اكتشفت أن (مؤتمر المائدة المستديرة) آلية حكيمة لحل الأزمة السياسية.. وجامعة الخرطوم اكتشفت أنها قادرة على لعب دور (حكيم الأمة).. لكن كل ذلك بعد ثلاث سنوات من الفكرة التي طرحتها هنا..

أتعلمون لماذا؟؟ لأن (حق التفكير) والمبادرة محتكر للحكومة.. أي فكرة مهما كانت راشدة ورشيدة لن تصلح للاستهلاك السياسي إلا بعد أن توافق عليها الحكومة. والحكومة لا توافق إلا بعد أن يكتمل النصاب القانوني من السنوات التي تجعل الفكرة تبدو من بنات أفكار الحكومة وليس غيرها..

تستحي الحكومة أن يقذف شرف (عبقريتها) فيقال إنها تسمع النصيحة.. أو تعتد بفكرة أتتها من الشعب (ناقص عقل ودين)..

على كل حال، أنا سعيد جداً أن تكتشف الحكومة بعد ثلاث سنوات من طرحي للفكرة أنها تصلح لحل الأزمة.. على الأقل ذلك يثبت أننا (الشعب) نسبق الحكومة في تفكيرنا بثلاث سنوات كاملة.. وما نقوله اليوم ربما تقتنع به الحكومة في العام ٢٠١٨ ..

حسناً، ذلك يعني أن الحكومة (بعد عمر طويل) ستطبق فكرتي باستحداث نظام التجديد النصفي للبرلمان.. الفكرة التي تنسف إحساس الأحزاب في الانتخابات بـ(فيها أو أطفيها).. فلا أحد يقدر على انتظار انتخابات جديدة قادمة بعد أربع سنوات.. إذا خسرها..

[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]

الماوس" لا يزال في جيبي
08 فبراير 2014






صورة



عندما كنا تلاميذ في مدرسة مصنع سكر الجنيد الابتدائية.. كان أشق أيامنا يوم السبت.. وفي طابور الصباح.. يقف المدرس ويطلب منا أن (نرفع الجلابية).. لينظر إلى ما تحتها.. ملابسنا الداخلية.. ولأننا كنا ننفق وقت العطلة الأسبوعية كله في اللعب.. فكان مفاجئاً لنا دائماً لحظة الحقيقة.. عندما ينهرنا المدرس بصوت عال: "أرفعوا الجلابية!!".

في يوم.. (ود المدير).. مدير المصنع وليس مدير المدرسة.. يبدو أن أباه اشترى له طقم ملابس داخلية جديدا ناصع البياض.. استجاب بفرح وسرعة و(رفع الجلابية).. بصراحة أحسسنا بغيرة (مهنية!) شديدة فبياض الملابس الداخلية كان يبهر أعيننا.. المدرس طلب من (ود المدير) أن يدور على الطابور كله فرداً فرداً.. رافعاً الجلابية.. لنتفرج على الملابس الداخلية.. من باب (الاستفزاز الحميد)..

قبل أيام قلائل كتبت هنا أحرض الدكتور غازي صلاح الدين (زعيم حركة الإصلاح الآن).. قلت له (لا تضيع الوقت أضغط على الزر وأعمل (Click).. لكن بدلاً من غازي.. الرد أتي من البروفيسور إبراهيم غندور.. الذي قال لي: "لا تضيع أنت وقتك.. لا غازي ولا غيره لن يعمل Click.. نحن المؤتمر الوطني وحدنا الذين نستطيع ذلك".. وكأنَّي به يقول: "الماوس لا يزال في جيبي".. على وزن الفيلم المصري الشهير (الرصاصة لا تزال في جيبي!!).

وبصراحة.. ربما كان ما قاله غندور صحيحا.. بل ربما ذلك هو (سر المهنة) الذي يمارس به المؤتمر الوطني لعبة السياسة.. أن يحتفظ بالمفاتيح في جيبه ويترك الآخرين يدورون.. ويدورون.. ثم يعودون إلى نفس النقطة التي منها بدأوا..

لعبة (الشطرنج) التي لا زلت ألعبها منذ كان عمري أربعة أعوام.. تعتمد كلياً على التحديق جيداً في كامل الرقعة.. رقعة الشطرنج.. والفائز ليس من يدير النقلات الصحيحة.. بل من ينجح في إيقاع الطرف الآخر في نقلات خطأ.

وهذا بالتحديد ما يفعله حزب المؤتمر الوطني.. حرَّك قطعة الشرطنج إلى موقع فهمت منه الأحزاب الآخرى أن (التغيير) الذي طال انتظارها له.. أخيراً يأتي (مجاناً).. وكل ما فعلته الأحزاب أنها غسلت يديها بالصابون.. وغمست خبزها في (المقبلات) التي قدمها المؤتمر الوطني.. ثم أمسكت بالشوكة والسكين في انتظار الوليمة الفاخرة.. التي وعدها بها حزب المؤتمر الوطني..

مثلاً.. مجرد مثال.. حكاية الوعد بالحريات.. إطلاق سراح حرية التعبير والعمل السياسي.. أسألكم بكل سفور.. ما معنى (الحرية)..؟؟ حسناً سأقدم لك الإجابة الصادمة..

للحرية معنيان.. المعنى الأول من وجهة نظر(الممنوح).. والثاني من وجهة نظر (المانح).. مانح الحرية..

من وجهة نظر (الممنوح).. الحرية هي.. حرية أن تقول وتفعل ما تشاء طالما لا يخدش القانون..!!

حسناً.. من وجهة نظر (المانح).. الحرية لها معنى آخر.. معناها (أن ترى.. وأن تعلم)..!! وهنا المشكلة..

(المانح) لديه سؤال بسيط سهل.. موجه إلى (الممنوح): "ماذا تريد أن ترى.. وماذا تريد أن تعلم.."؟؟

(الممنوح) يريد من (المانح) أن (يرفع الجلابية!!).. هنا تحقيق الأمر يعتمد كلياً على (الملابس الداخلية!!)..

إن كان (المانح) في نفس وضع (ود المدير) فسيرفع الجلابية وبسرعة..

أما إذا..... فحتماً لا..!!

[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]

حانت ساعة "المفاصلة"
09 فبراير 2014




صورة



كم عدد السودانيين المنتمين إلى عضوية الأحزاب؟ كل الأحزاب؟.. في تقديري في أحسن الفروض أن الرقم لا يتعدى 5% من جملة السودانيين.. كل السودانيين.

لكن مبادرة الحوار الشامل التي يدعو إليها المؤتمر الوطني تتحدث عن حوار مع هذه الـ(5%) فقط.. بينما يبقى الـ(95%) من شعب السودان خارج مظلة الحوار الوطني.. رغم أن هذه الغالبية الكاسحة هم من يتحملون أوزار ما تفعله الأقلية الحزبية الضيقة.

سيكون من العبث المريع لشعب السودان أن ينتظر نتيجة حوار المؤتمر الوطني مع الأحزاب.. (شهراً ما ليك فيهو نفقة.. ما تعد أيامو..) حوار ليس لك فيه مصلحة لا تنتظر مخرجاته..

يا شعب السودان.. أفرز عيشتك ومصيرك.. أفرض مصالحك.. فما حكَّ (أجندتك) مثل ظفرك.. تحركوا وافرضوا أجندتكم على الحوار الحزبي.. فالأحزاب قضيتها الأولى (من يحكم؟).. هم يبحثون عن أفضل السبل لتقاسم (كعكة السلطة) وبالضرورة تقاسم الثروة.. وانظروا في كل مواسم (المصالحات) السابقة.. لكل الأحزاب التي حاورت في الماضي ثم دخلت السلطة.. هل شغلت نفسها ببند واحد من البنود الطويلة في قائمة (مصالح الشعب)؟..

إذا كنت شاباً عاطلاً عن العمل.. فلا تنتظر مخرجات الحوار الحزبي ليزيد فرص العمل.. وإذا كنت معاشياً.. تنتظر كل أول شهر تلك الثلاثمائة جنيهاً إلا قليلاً.. لتقيم بها أود أسرة كاملة وتدفع منها إيجار البيت ورسوم الدراسة.. فلا تنتظر مخرجات حوار لا يفترض أن قضيتك قضية وطن.. وإذا كنت مزارعاً أوهنت عظمك بلايا الزراعة و(فساد!) التقاوي و(صلاح!) الرشاوي.. فلا تنتظر مخرجات حوار لا يحمل همك..

حانت ساعة (المفاصلة!).. أن يقول الشعب بكل قوة للحكومة وللأحزاب .. كل الأحزاب..(لكم دينكم ولنا دين!!)..الحكومة التي لا تخاف من الشعب الذي لا يخاف من الحكومة.. لن ترهق نفسها بقضايانا نحن الخارجين عن مظلة الحوار..

الأحزاب.. كل الأحزاب حكمت.. وعارضت.. فلا نجحت في الحكم ولا المعارضة.. ففيم الانتظار؟.. أي حوار ذلك الذي يحقق مصالح شعب هو الغائب الدائم عن أجندة الحوار؟..

مطلوب وبأعجل ما تيسر تجميع قوة الغالبية الكاسحة من شعبنا (المكتول كمد).. كسر صمت الغالبية الصامتة.. (أصحاب المصلحة) حان الوقت ليكون صوتهم هو الأعلى.. وأجندتهم فوق أجندة الأحزاب والمصالح الشخصية التي تقود العمل السياسي الآن..

مبادرة حزب المؤتمر الوطني للحوار.. يجب اغتنامها لصنع مبادرة الشعب لفرض أجندته..

فوق الأجندة الحزبية..!!

hadeeth.almadina@gmail.com

[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]
أأيقاظ أمية أم نيام



صورة




كم عدد أساتذة الجامعات السودانية؟؟ بالتأكيد لا أقل من عشرين ألفاً في مختلف التخصصات.. كم عدد المهنيين من مهندسين وأطباء ومحامين ومعلمين وزراعيين وبياطرة واقتصاديين إلى آخر القائمة الطويلة من المهن المتخصصة.. بكل يقين عدة ملايين..

كم عدد المستنيرين من الشعب السوداني؟ بكل يقين كله إلا من أبى.. أين كل هذا الهدير السوداني ؟؟ لماذا أخليت الساحة لبضع مئات من الحزبيين حاكمين ومعارضين ليقرروا مصيرنا..

لم يعد في الوقت فسحة من الأمل لانتظار محاسن الصدف.. طالما نحن الشعب من يدفع ثمن الفواتير الباهظة التي يستهلكها السادة الساسة..

من المحتم أن يصنع الشعب أجندته التي يرغم الأحزب على الانصياع لها.. أن يتحرك الشعب من موقع (المفعول به) المستكين.. إلى الفاعل المستديم الذي يجبر الجميع على أجندة وطنية حتمية..

البند الأول في أجندة الشعب السوداني.. هو الحرية.. بلا رتوش أو تذويق أو تضييع الوقت و(تشتيت الكرة).. الحرية بنفس المعنى الذي ورد في القرآن والسنة النبوية.. حتى لا نضيع الوقت في البحث عن معنى أو (موديل!!) مناسب..

حرية الضمير.. أن يفكر كل سوداني بكامل قواه العقلية في كل الاتجاهات والمساحات.. ويعبر عن فكره بكامل رشده وإرادته.. وأن يتحمل أي مسؤولية جنائية أو مدنية عن الفكر أو الرأي الذي ينطق أو يجهر به..

إذا توافرت الحرية.. توفر كل شئ.. من الإبرة إلى الصاروخ.. لأن الحرية ترفع ثمن الإنسان.. بالقيمة المضافة إليه من كرامة وعزة ..

الحرية هي الأضواء الكاشفة..التي تطرد الفساد.. أفضل بيئة للفساد الظلام الدامس.. أن لايرى الشعب من عبث بخطوط طيرانه وباعها في الظلام.. ومن يقتات من مصالح الشعب في سلسلة لا تنتهي من قصص الفساد المرعبة التي لم تظهر حتى الآن للسطح..

الطريق الوحيد لمكافحة الفساد هو إضاءة أركان الملعب الكبير.. السودان... إشاعة الحريات وترك السلطة الرابعة تدافع عن مصالح الشعب وتحميه..

هل يحتاج ذلك إلى أحزاب ومؤتمرات وجلسات واتفاقات.. بل لا يحتاج حتى إلى قانون.. فالدستور الحالي (دستور عام 2005) فيه أوسع وأروع (حقوق) مكفولة لكل إنسان.. لماذا نضيع الوقت؟؟ إلا إذا كان إضاعة الوقت يخدم أهداف الساسة.

(58) عاماً منذ الاستقلال كافية جداً لكل هذا التجريب العبثي.. وحان الوقت ليصبح الشعب سيد نفسه.. (سيد نفسك.. مين أسيادك).. يحكمه من يحكمه لا يهم.. فقط تظل السيادة للشعب.. هو الذي يصنع قراره ومصيره ومستقبله.. هو الذي يقرر من وكيف يحكم.. هو الذي بكامل حريته يطيح بمن لا يريده و يرفع من يثق فيه..

لم يتبق من الوقت شئ.. إن لم يصنع الشعب أجندته اليوم قبل الغد.. فستصنع (الكوارث) له تلك الأجندة..

hadeeth.almadina@gmail.com
[/justify]
أضف رد جديد

العودة إلى ”اخبار السودان“