حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

كل ما يتعلق باخبار السودان اليومية من داخل وخارج الوطن

المشرف: بانه

صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]

فى هذا الموضوع انتاول او انقل ليكم عمود الأستاذ الصحفي عثمان ميرغيني منجريدة اليوم التالي حيث أني اري فيه الصحبي النابغة الجرئ الذي يجتس الحقيقة من الظلام الحالك....

صورة



هاجروا.. يرحمكم الله
18 ديسمبر 2013 - 07:12



يا أساتذة الجامعات السودانية.. من استطاع منكم الباءة فليهاجر.. إلى أي دولة متاحة.. الأولوية طبعاً لدول الخليج.. ثم ليبيا.. فالدول الأفريقية.. وبالطبع هو ترتيب مالي محض.. يرتبط بوزن الأجور في هذه الدول..

وأقول لكم هاجروا.. ليس استنكافاً أن تستظلوا بسماء بلادنا.. ولكن.. أولاً لأننا لا نملك لكم (مال الكرامة) الذي يحفظ للأستاذ الجامعي كرامته.. فقط كرامته وليس طموحاته.. وثانياً لأنه من الأصل ليس هناك (جامعة) بالمعنى العصري في بلادنا.. صحيح لدينا أسماء جامعات.. وطلاب يتجولون في ساحات هذه الجامعات.. لكن بكل يقين بيئة هذه الجامعات لا تحلم أن تكون في مقام بيئة (مدرسة بحري الحكومية العليا) على أيامنا..

ما رأيناه من معامل ومدرجات وفصول واستديوهات للفنون وميادين لكل أنواع الرياضة وفوق كل ذلك أستديو موسيقى بفرقة فنية بكل قوامها من مختلف الآلات.. لا تحلم به أبهى جامعة..

في مدرسة بحري الحكومية كان معلم اللغة الإنجليزية بريطاني الجنسية.. ومعلم اللغة الفرنسية فرنسي الجنسية.. وبقية المواد العلمية من الشقيقة مصر.. كل هذا الاستثمار الكبير كانت تتعهده الدولة من حر مال الشعب السوداني وبمنتهى الأريحية لا ندفع قرشاً واحداً ولم نسمع بالرسوم والجبايات المدرسية..

لماذا نجبر أساتذة الجامعات أن يمارسوا الفقر في بيئة أفقر منهم.. على العكس تماماً عندما يهاجرون إلى دول تستثمر في إنسانها وتستجلب لهم أفضل الأساتذة وتشيد لهم أفضل الجامعات.. فإن أساتذتنا ينالهم من الثواب ضعفين.. أجر محترم.. و احتكاك ببيئة محترمة تغمر خبراتهم بمزيد من الصقل على رأي المثل الشعبي (شق الديار.. علم)..

لكن بكل أسف.. نحن نلفظ أساتذة الجامعات وغيرهم من خبراتنا السودانية مرتين.. مرة بقوة الطرد المركزية التي تدفعهم للهجرة.. ومرة ثانية بفشلنا في استثمار فوائد الهجرة من أبناء وبنات السودان في المهجر.. فالمغترب السوداني في نظر دولته مجرد جواز سفر تصطاده شباك جهاز المغتربين لتحلب منه الرسوم بمختلف المسميات بنظام (خذ ما في الجيب.. دعك مما في الغيب)..

لو أدركت حكومتنا كيف أن دول كثيرة تقدم المزايا لمغتربيها وتستثمرهم بالمصالح فيرفدون خزائنها بموارد ضخمة من العملة الصعبة.. لما فزعت من أفواج الهجرة.. بل لسهلت لهم طريق الاغتراب الكريم..

وزيرة الاتصالات الدكتورة تهاني عبدالله نشرت لها الصحف خبراً يفيد بهجرة ثلث كوادر مركز البحوث.. والدهشة ليس في رقم الذين هاجروا.. بل في الذين مازالوا ينتظرون وما بدلوا تبديلاً.. الدهشة في الثلثين الباقين بالسودان لماذا لم يهاجروا؟.. أم هم في انتظار التأشيرة؟..

بالتأكيد هؤلاء الباحثون والخبراء ليس لديهم ما يعملونه في مراكز بحثنا.. فحتى لو رضوا بـ(الهم) فـ(الهم) ليس راضياً بهم.. وبدلاً من عطالة الذهن والجيب.. فليبحثوا عن الحسنيين.. ارتواء الذهن والجيب.. فمالهم – في كل الأحوال- هو مال أسرهم في السودان.. وخبرتهم لابد يوماً عائدة لبلدهم..

يا أساتذة الجامعات.. من استطاع منكم الباءة.. فليهاجر..!!

[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]

انتخابات :1مبكرة
21 ديسمبر 2013 - 192




صورة


ستكون (غلطة العمر) إن حاولت الحكومة السودانية التدخل في ما يجري في دولة جنوب السودان الشقيقة.. فالصراع الدائر الآن في جنوب السودان (سياسي) بامتياز، لكنه يستخدم سيف ودرع الحمية القبلية..
بداية النهاية كانت في التصريح الذي أدلى به قبل عام أو يزيد الدكتور رياك مشار (نائب الرئيس آنئذ) وكشف فيه نواياه المنافسة لمنصب رئيس الجهورية في الانتخابات المقبلة.. الرئيس سلفاكير ميارديت (أسرها في نفسه ولم يبدها لهم) وانتهز أول سانحة ليقيل نائبه (في يوليو 2013) حتى ينزع عنه لباس الدولة الذي قد يساهم في شحن الرصيد لحملة منافسه مشار..
حملة (التغيير) في جنوب السودان طالت قيادات (تاريخية) أخرى في الحركة الشعبية لتحرير السودان على رأسهم باقان أموم الأمين العام للحركة وتعبان دينق أحد أقوى تروس الدولة.. وآخرون..
يبدو أن سعة مساحة الديمقراطية وحريات التعبير والعمل السياسي في دولة جنوب السودان ساعدت في حصر النزاع في حيزه (السياسي) فترة من الزمن حتى حان موعد اجتماع مجلس التحرير (أعلى سلطة في الحركة الشعبية).. وكان واضحاً أن خصماء الرئيس سلفاكير استعدوا جيداً للاجتماع فعززوا موقف الأصوات التي ينتظرون أن تغير لهم معادلة الحكم في الحكومة عبر الوسائل الديمقراطية السلمية..
لكن مجموعة الرئيس سفاكير استخدمت ذات الخبرة التي لجأ إليها حزب المؤتمر الوطني هنا في السودان.. حينما حرم الإصلاحيين من دخول اجتماع مجلس شورى الحركة الإسلامية (في نوفمبر 2013 بضاحية العيلفون)..
الأصوات المساندة للدكتور مشار والمتعاطفون معه خرجوا من اجتماع مجلس التحرير.. وكان ذلك كافياً للتعبير عن الاحتجاج.. لكن يبدو أن المرارات والاستفزاز انتقل بسرعة إلى أخطر موقع مشحون بالبارود القابل للانفجار.. الحرس الجمهوري الرئاسي..
في تقديري الأمر لم يكن محاولة (انقلاب عسكري) بالمعنى التقليدي.. بل كان ممارسة لسياسة (حافة الهاوية) من الجانبين.
لكن الجنود الذين أخرجوا البنادق من أغمادها أصبحوا أسياد الموقف على الأرض بحيثيات القوة قبل العقل.. وتنتهي السياسة حينما تنطلق الرصاصة..
يبدو أن الرئيس سلفاكير شد أشرعته في اتجاه الرياح.. ليستثمر تداعيات (الاشتباك) العسكري المحدود لإزاحة خصومه أقصى مسافة ممكنة من حرم السلطة.. لكن الذي فات على الرئيس سلفاكير أن خصومه يمسكون بـ(السلطة الاقتصادية).. ففي مناطق نفوذهم القبلي ترقد الغالبية العظمى من الثروة النفطية التي تمد دولة جنوب السودان بشريان الحياة..
وفعلاً.. بدأت المدن تتساقط في يد المتمردين على الرئيس.. نفس المدن التي ظل الجيش الشعبي يحارب لاحتلالها أكثر من عشرين عاماً ولم ينجح.. التهمها القائد الفريق (بيتر قديت) في ساعات قليلة.. مدينة بور (مسقط رأس الزعيم الراحل جون قرنق) وحاضرة ولاية (جونقلي).. بل واكتسح أمس مدينتي بانتيو وربكونا.
في تقديري أن الأمر لا يحسمه بصورة نهائية إلا (توافق كامل) بين الفرقاء على رئيس (قادم) بعد نهاية فترة الرئيس المنتخب سلفاكير وهو بين خيارين إما أن يكملها حتى العام 2015.. أو – وهو الأفضل- يتفق الجميع على انتخابات (رئاسية مبكرة) في غضون ستة أشهر.. بشرط أن يدخلها الجميع بـ(رئيس توافقي) لأن أي تنافس سياسي في الوقت الراهن سيفجر بارود القبلية ويعيد إنتاج الحرب الأهلية[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]

كن من النبلاء
23 ديسمبر 2013 - 08:12


صورة



إمبراطور إثيوبيا –حاكمها الأسبق- هيلاسلاسي أهدى إحدى الجامعات السودانية في السبعينيات من القرن الماضي قسماً لتعليم ودراسات اللغة الأمهرية.. بعد سنوات سقط حكم الإمبراطور وجاء عهد الثورة.. الرئيس منقستو.. فأمر بسحب الدعم الإثيوبي من الجامعة السودانية وألغى دراسات اللغة الأمهرية فيها..

أكاديمي سوداني شهير علق على الأمر قائلاً: (هذا هو الفرق بين النبلاء.. والرعاع).. وطبعاً يقصد أن الإمبراطور هيلاسلاسي –بطبع النبلاء- نظر للبعد الثقافي في دعمه لدراسات إثيوبية في جامعة سودانية.. بينما نظر منقستو –بطبع الرعاع- تحت أقدامه للمال الذي (يضيع) في مثل هذه (التوافه)..

هل لفت انتباهكم –قبل عدة أيام- المؤتمر الصحفي للرئيس سلفاكير ميارديت.. في أول يوم للأحداث المؤسفة التي عصفت بدولة الجنوب.. هل لاحظتم أنه رغم صعوبة تعامله مع اللغة العربية إلا أنه اضطر للتحدث للإعلام المحلي الجنوبي باللغة العربية..

بالله أسألكم.. كيف ننظر نحن للبعد (الثقافي!) في علاقتنا مع دولة جنوب السودان.. هل ننظر له بعيني النبلاء.. أم الرعاع.. في سياستنا الخارجية..

ما الذي حاولنا – منذ أن انفصل جنوب السودان- فعله لترفيع العلاقات (الثقافية).. هل أهدينا دولة الجنوب مكتبة (عربية!).. هل فكرنا في تأسيس دار نشر عربية في جوبا.. تمتلك مطبعة حديثة.. لتساهم في توفير الكتاب باللغة العربية بأقل تكلفة لتدعم نشر الثقافة السودانية..

هل أهدينا جامعة جوبا قسماً للدراسات السودانية – مثلاً- أو منحاً للماجستير والدكتوراه (نطلق عليها منحة البروفيسور عبد الله الطيب) في مجالات ترتبط بالثقافة السودانية..

هل تعهدنا لدولة الجنوب بتشييد مسرح جميل وكبير وأطلقنا عليه مسرح (الفنان وردي) أحد أكثر الذين لعبوا دوراً في دعم العلاقة الثقافية بين شطري الوطن بما قدمه من فن رفيع.. فنضرب عصفورين بحجر واحد.. نخلد عظماء تاريخنا الفني الثقافي.. ونمدد عبرهم آصرة النبلاء (الثقافة) إلى جزء لا يزال عزيزاً علينا رغم أنف الانفصال..

دعكم من كل هذا.. هل فعلنا ما فعلته الدول المحترمة في عاصمتنا الخرطوم.. الدول التي أنشات وتدير وتمول حتى اليوم مراكزها الثقافية في السودان.. المركز الثقافي البريطاني.. المركز الثقافي الفرنسي.. المركز الثقافي الألماني.. هل فكرنا في إنشاء (المركز الثقافي السوداني) في جوبا وملكال وواو وبقية المدن الكبرى في الشقيقة دولة جنوب السودان..

كل الذي فكرنا فيه منذ انفصال جنوب السودان (كم دولارا لعبور برميل النفط).. مددنا حالة تجاهلنا لإنسان الجنوب التي عانى منها طوال تاريخنا المعاصر.. وكانت سبباً في رفضه لنا ومطالبته بالانفصال وشن حرب طولها أكثر من نصف قرن من الزمان.. لا يزال الجنوب في ذهننا مجرد مصدر دولارات يجود بها نفطه العابر لأرضنا.. وكل ما يهمنا في الحرب التي تجتاح جنوب السودان الآن.. أن لا تطأ أنبوب النفط.. حتى يظل يتدفق عبر أرضنا.. النفط، والنفط فقط.. ثم الطوفان.

سيدي وزير الثقافة الجديد.. انزع ملف علاقتنا مع دولة جنوب السودان من وزارة الخارجية.. فهي ملفك أنت.. وأرجوك ارجع ببصرك إلى عنوان هذا العمود..
[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]
في انتظار.. التغيير
24 ديسمبر 2013 - 20:12


صورة



تسريبات صحفية.. نشرتها بعض الصحف عدة مرات خلال الأسبوع الماضي.. حول (الوثيقة التاريخية) التي يُوشك أن يعلن عنها حزب المؤتمر الوطني.. إذا صحت المؤشرات التي وردت في الوثيقة.. فإن أقرب فرصة للمعارضة لتنافس حزب المؤتمر الوطني ستصبح انتخابات 2025..
ودون إسهاب في التفاصيل.. فإن التغييرات الكبيرة في الطاقم القيادي للحزب خلال الأيام الماضية كان يهزمها الإحساس العام بأن السياسات ستظل كما هي.. وأول من يراهن على ذلك –بل ويرجو أن يكون ذلك صحيحاً- هو المعارضة.. لأن بقاء سياسات حزب المؤتمر الوطني هي أضمن وسيلة لإسقاطه.. فحزب المؤتمر الوطني هو أقوى معارضة لنفسه.. أكثر قوة من المعارضة المسلحة على تدمير نفسه بنفسه.. فإذا تغيرت السياسات.. فسيكون محبطاً جداً لشعارات المعارضة.. حيث لن يكون متاحاً رفع أي راية تحمل مضموناً جاذباً للنقمة الشعبية ضد المؤتمر الوطني..
الوثيقة التي –ربما سُربت عمداً- تحوي ملامح تغيير في سياسات القبضة الحديدية التي كانت تكبل حرية الضمير وحريات العمل السياسي.. ورغم علمي أن المؤتمر الوطني يجد صعوبة بالغة في دحر (شح النفس الحزبية).. ليسمح للهواء الطلق أن يملأ صدر ورئة السودان.. إلا أنني أدرك أن الطريق إلى الحرية لم يعد من نافلة الدرب.. بل هو رمز البقاء في مواجهة الفناء (Survival approach) إن استمر الحزب في سياساته القديمة.
حزب المؤتمر الوطني جرب – حتى الثمالة- سياسات التحكم والاحتكار.. وظل يرفع شعار (لا صوت إلا صوتي) طوال عقدين ونصف من الزمان فما أفضى ذلك إلا لمزيد من الانهيار السياسي الذي أنجب انهياراً اقتصادياً..
لم يعد في الإمكان الاستمرار بمثل هذا المسلك.. ولو فعل المؤتمر الوطني ما يجب أن يفعله قبل سنوات طويلة لأراح السودان من عذابات كبيرة لا تزال تجوس خلال الديار.
النتائج ماثلة لا يمكن لأحد أن يجادل فيها.. التشتت والتمزق الوطني.. الحرب التي تأكل أجزاء كبيرة من البلاد فتعطل التنمية وتنمي العطالة.. وتشرد الأسر وتحرق الآصرة الاجتماعية بين مكونات المجتمع السوداني..
على كل حال.. حسب التسريبات الصحفية التي نشرتها الصحف، يفترض أن يعلن حزب المؤتمر الوطني عن حزمة (التغيير).. التي وصفها بأنها (تاريخية).. خلال أسبوع.. أي قبل نهاية العام.. وإن غداً لناظره لقريب..
وحتى لا تغضب المعارضة من مقدمة هذا العمود.. فإن الاستفزاز مقصود به أن تدرك المعارضة أن (التغيير) الذي وعد به حزب المؤتمر الوطني إذا صدق.. فإن المطلوب هو التعويل على العمل الإيجابي الجاذب لروح التنافس نحو الأحسن بدلاً من تسقط أخطاء الآخر وانتظار جثة المؤتمر الوطني على ضفة النهر.. منتحراً بيده لا بيد عمرو[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]

جثة مجهولة الهوية
25 ديسمبر 2013 - 07:12



صورة



أكتب هذه السطور بأسى شديد تعضيداً للتحقيق الاستقصائي الذي تطالعونه في صفحة (5) داخل هذا العدد.. بالله عليكم ارجعوا ببصركم للوراء.. ليس (الوراء) القريب.. بل (الوراء) البعيد جداً.. في عمق الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.. هل تصدقون أننا منذ فجر استقلالنا كنا نصدر للعالمين العربي والأفريقي.. كنا نصدر المعلمين.. والخبراء في مختلف المجالات.. بل حتى لاعبي كرة القدم.. نعم لاعبو كرة القدم في وقت لم يكن يعرف فيه العالم العربي معنى (استيراد لاعب كرة قدم).

وصدّرنا للشقيقة دولة الإمارات أفضل الخبرات الإدارية الذين ساهموا بقدر معلى في صناعة نهضة الإمارات.. على سبيل المثال لا الحصر السيد كمال حمزة.. وخبراء سودانيون آخرون يضيق بذكرهم المجال.. في مختلف التخصصات.

وصدرنا في الإعلام نجوما مضيئة علي شمو ومحمد إبراهيم الشوش والطيب صالح.. وفي مجال العدل والقضاء تمتعت الدول العربية بأفضل خبراتنا التي وصل بعضهم إلى درجة رئيس القضاء في الدول التي تشرفنا بابتعاثهم إليها.

بالله عليكم.. بكل هذا الشرف الباذخ.. لماذا يظن البعض أننا شعب (متخلف عقلياً) تلزمه (الوصاية!!) والرعاية الأبوية التي لا تسمح لنا- نحن شعب السودان- أن نعلم أو نشارك في صنع قرارنا الوطني.. تماماً مثلما يفعل أب بطفله الصغير كلما مد يده أو بصره إلى شيء.. انتهره (عيب يا ولد..).. فنظل مجرد قطيع كبير.. تقودنا الأيام حيث تشاء..

الفاجعة المؤلمة التي أتناولها في التحقيق المنشور بالداخل.. ليست العبرة فيها بحجم الأموال الصعبة التي أُهدرت.. ولا حجم المكاسب العظيمة التي ضاعت من بين أيدينا.. بل في حجم (الحقارة!) واعذروني لهذه الكلمة الشعبية الشائعة.. (الحقارة) بشعب مستنير كامل الرشد والرشاد.. عقله (يوزن قارة) ومع ذلك تُهتك حرماته العامة في رابعة النهار.. وتمارس عليه أشنع ضروب الكذب المستهتر.. ويستغفل في صناعة قراره الوطني.. حتى تأتي الكارثة.. وعندها على رأسه هو – الشعب- وحده تقع.

كلمة سحرية.. والله العظيم.. لو تمسكت بها الحكومة في العمل العام لما أصابها ولا أصاب البلاد ضرر قط.. لكن بكل أسف ذات هذه الكلمة السحرية هي التي تجعلنا في صدارة قائمة (الدول الأكثر فساداً في العالم) فالحقيقة التي قد لا يعلمها الكثيرون أن القائمة الدولية الشهيرة التي تُنشر سنوياً. لا تتحدث عن الفساد، بل عن (الشفافية).. لأنها معيار إثبات أو نفي وجود الفساد.

لو.. مارست الحكومة قدراً من (الشفافية) في مصائرنا الجسام.. وأدركت أننا شعب (عاقل بالغ) قادر على المشاركة في صنع قراره.. لما انهارت شركة في مثل تاريخ خطوطنا الجوية (سودانير).. شركة ولدت حينما كان عالمنا العربي والأفريقي يتخلق في رحم الغيب.. وبالحساب المجرد من الهوى لو استمر تطورنا بمقياس طبيعي عادي.. لكانت طائراتنا اليوم تزهو في فضاءات كل قارات العالم.

ستتابعون حلقات التحقيق –بإذن الله- وستدركون أن الفجيعة ليست في حجم الأموال المنكوبة نكباً.. بل في سفور و(قوة عين).. عين من يرى فينا شعباً من (المتخلفين عقلياً).. مكتوبة على جبينه.. نفس العبارة المكتوبة على جانبي حافلات النقل الجماعي في الشقيقة السعودية (دع القيادة لنا.. واستمتع بالدهشة).
[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]

البعاتي
26 ديسمبر 2013 - 20:12




صورة



قناة الخرطوم الفضائية استخدمت أمس أسلوباً شائعاً عند إخواننا المصريين للترويج للأفلام قبل عرضها بدور السينما..
نشرت قناة الخرطوم في بعض الصحف خبراً مصحوباً بالصور، قالت إنّ مذيعة انهارت خلال تسجيل حلقات برنامجها الراتب.. عندما قال لها ضيف الحلقات الشيخ بشرى عبد المؤمن حقيقة وجود (البعاتي).. وأنّه متوفر في السودان.. ولمزيد من البرهان.. قال لها: (البعاتي) موجود هنا الآن في الاستديو يتابع تسجيل هذه الحلقة.. فوقعت المذيعة منهارة ليتدخل المخرج لانقاذها من بين براثن (البعاتي)..!! وفي نهاية الخبر طلبت قناة الخرطوم من المشاهدين أن لا تفوتهم مشاهدة هذه الحلقة في الثامنة من مساء أمس الأربعاء.
حسناً أسلوب مبتكر للترويج.. ولكنه ليس موضوعي.. فقضيّتي هي (البعاتي) نفسه.. الذي لم يكن الشيخ عبد المؤمن بحاجة لاحضاره إلى الأستديو، فهو في الحقيقة موجود و(رسمياً) في جميع أجهزة الدولة.. (مواليد ما بعد سنة 1980 عليهم الاستعانة بصديق لشرح معني "البعاتي").
والله العظيم أنا لا أمزح.. أقول لكم رسمياً في مؤسسات الدولة (البعاتي) معترف به ويستعان به لإنجاز المهام ذات الخصوصية.
عندما طلب صديقي الدكتور عمر أحمد فضل الله في أحد مؤتمرات الحكومة في أيامها الأولى الإستعانة بالقوى الخفية لإنجاز بعض الأعمال الوطنية المهمة.. ضجت كثير من المنابر بالسخرية.. لكني أنا –شخصياً- التقيت بمن أثق به في حزب كبير (جداً) وأكد لي الاستعانة (رسمياً) بمن يملكون موهبة الإتصال بـ(البعاتي)، لتسخيره في خدمة الحزب. ويتلقى هؤلاء الوسطاء أجراً كبيراً مقابل هذا العمل الكبير.
حزب آخر.. في الحكومة.. يحتفظ رئيسه بمروض (بعاعيت) في بيته.. ويستعين به في ترويض الخارجين عليه.. وحتى هذه اللحظة أنجز المهمة بنجاح منقطع النظير.. فما أن يخرج صوت ضد رئيس الحزب حتى يعود بعد يومين إلى بيت الطاعة الحزبي.
في مكاتب بعض الوزراء.. وسطاء مهمتهم الاتصال بـ(البعاتي) ومتابعة تنفيذ المهام المطلوبة منه. وللأسف تنحصر كل المهام في كسر شوكة المنافسين وابعادهم بأبعد ما تيسر من كراسي السلطة..
روى لي أحد كبار الموظفين في هيئة كبرى.. أنه تقرر نقل مكتب المدير العام من موقع إلى آخر.. وعند نقل الأثاث المكتبى ورفع الفرش الوثير على أرضية المكتب هالهم عدد (البخرات) الموضوعة في مختلف أرجاء المكتب..
لكن الملفت للنظر أن مهمة هؤلاء الوسطاء تطوّرت إلى أبعد من ذلك.. صاروا جزءاً من الوفود الرسمية في بعض الزيارات الخارجية..
حكى لي شخص رفيع المستوى إنّه قابل في صالة كبر االزوار بمطار القاهرة رجلاً أجنبياً قادماً من إحدى دول غرب أفريقيا.. متوجهاً إلى الخرطوم عبر مطار القاهرة.. حكى له أنّه مقيم في السودان منذ عامين.. استورده من بلده حزب سياسي مرموق، ووفر له شقة سكنية فخمة في أحد أحياء الخرطوم الفارهة.. وأكد له أن مهامه لا يستغنى عنها الحزب..
ولا حاجة بي لإعادة قصة كتبتها هنا أكثر من مرة عن جهة رسمية سودانية استعانت بـ(الجن) عبر وسيط بشري لجلب معلومات مهمة من إسرائيل.. وفي اليوم التالي اعتذر الوسيط أن (الجن السوداني) لم يقصر، وذهب إلى إسرائيل ليلاً، وسرق المعلومات، إلا أن (الجن الإسرائيلي) طارده ولحق به فوق البحر الأحمر.. و(أداه كف كفين) واسترجع منه المعلومات..
ليست الرياضة والسياسة وحدهما.. حتّى في (الجن) جننا خائب..!!


تخريمة/
حتي جننا خيبون

:l: :l: :l:

[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]

الخلايا النائمة
28 ديسمبر 2013 - 07:12



صورة



أرجو تقبل اعتذاري الشديد عن تأخير الحلقة الثالثة لتحقيق (جثة مجهولة الهوية) لسببين.. الأول.. عدد كبير من القراء طلبوا تجنب النشر يوم العطلة الأسبوعية لصعوبة حصولهم على الصحيفة خلال العطلة... والثاني لظهور (الخلايا النائمة) بكثرة والذين أثروا بعض النقاط بعلومات جديدة كثيرة.. تستحق أن تضاف إلى التحقيق..

ولعلم القراء الكرام أن ذلك أمر عادي في مثل هذه التحقيقات الحساسة.. حيث يظل البعض من المتصلين بالقضية في حالة تردد من الإدلاء بأي إفادات ربما خشية تعرضهم لمتاعب أو لمجرد الرهبة.. لكن عندما تبدأ حلقات التحقيق (أي تحقيق) تنفرج مخاوفهم فيتقدمون للمشاركة من باب المصلحة العامة..

وقضية مثل التي تناولتها في التحقيق يتوافر لها عدد كبير من المتصلين بمصادرها.. ولكن غالبيتهم تحاصرهم مخاوف الصمت. لكن بكل تأكيد مع استمرار نشر الحلقات تنقشع مخاوفهم ويساهمون بما قد يفيد في توضيح الحقيقة.. فقط الحقيقة لا غير.

وبصراحة.. مثل هذه التحقيقات الاستقصائية تكمن صعوبتها في حجم المعلومات الكبير.. إذ تصبح الكتابة فيها مثل من يحاول الشرب من خرطوم عربة المطافئ.. معلومات كثيرة متدفقة وحجم محدود متاح للنشر لضيق المساحة.

قبل عدة سنوات كتبت تحقيقاً استقصائيا نشر في صحيفة (الراي العام) في عشر حلقات يتناول قضايا المهجرين في مشروع سد مروي.. أحصيت الساعات التي استغرقتها عملية جمع المعلومات وحدها.. فكانت حوالي (586) ساعة كاملة.. أي بمتوسط (58) ساعة للحلقة الواحدة التي يقرأها القارئ في حوالي (20) دقيقة تقريباً..

بعبارة أخرى.. كل دقيقة تطالع فيها عين القارئ التحقيق تكلفني ثلاث ساعات كاملة.. طبعاً هذا الحساب للزمن لا يشمل الزمن الذي يضيع بعد ذلك في نيابة الصحافة ثم المحاكم ... ويكفي أن تعلموا أنني وبعد حوالي عام ونصف من تعليق صدور صحيفة (التيار) لا زلت أقف أمام منصة محكمة الصحافة في ثلاث قضايا من أصل حوالي (29) قضية كانت مرفوعة ضدنا.

لكن مع ذلك تظل أهمية هذه التحقيقات الاستقصائية أنها واحدة من أهم وظائف الصحافة العصرية.. وأقوى أدوات نقل المعلومات وتوعية الرأي العام.. وأمضى سلاح للدفاع عن المجتمع والدولة..

على كل الحلقات القادمات من هذا التحقيق (جثة مجهولة الهوية) الذي يتناول قضايا شركة الخطوط الجوية السودانية (ٍسوادنير).. صادمة للغاية لأنها لا تكشف حجم الفساد فحسب.. بل الإهمال.. والـ(لا) مبالاة.. بالمال العام.. وتكشف أن السبب في كل بلاوي هذا الوطن هو غياب الشفافية.. عندما يصبح القرار العام مجرد (ونسة) .. تتحول في النهاية لكارثة قومية يدفع ثمنها حتى الأجنة في بطون أمهاتهم.. لأنهم سيولدون في وطن فقير معدم ممزق بالآهات.. من صنائع هذا الفساد..

على كل حال نواصل من غد في بقية حلقات التحقيق باذن الله

التحقيق هنا كاملا.

عثمان ميرغني - ملف فساد وديون سودانير

[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]

سياسات الغمتي
29 ديسمبر 2013 - 07:12



صورة



تعمدت اليوم في الحلقة الثالثة من تحقيق (جثة مجهولة الهوية) نشر البيان الذي صدر من الخطوط الجوية السودانية بمناسبة عقد اتفاق الشراكة بين (مجموعة عارف) والحكومة السودانية.. أقول تعمدت لأنني قرأت تصريحات منسوبة للسيد وزير النقل يكشف فيها نية الحكومة البحث عن (شريك) آخر جديد.. هذه نذر كارثة أخرى..

الحكومة ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنها غير مؤهلة لاختيار (شريك حياتها).. فهي ليست الشراكة الأولى التي تنهار فيكتشف الشعب السوداني أنه (ياما تحت السواهي.. دواهي).. حتى مجموعة عارف نفسها تنازع الآن شراكة (فاشلة) أخرى مع الحكومة في موقع آخر.. شراكة دخلت مرحلة (لحن الختام)..

أي حديث عن شراكة جديدة في (سودانير) قبل وضع النقاط فوق الحروف.. وأخذ العبرة مما حدث في شراكة (مجموعة عارف) يعني مزيداً من الإصرار على الجريمة.. مزيداً من العبث والاستهتار بحقوق هذا الشعب مالك هذه البلاد وكل أصولها..

صحيح مطلوب نظرة إستراتيجية لمستقبل خطوطنا الجوية.. الأمل لا يزال معقوداً عليها قي تجاوز محنة (جثة مجهولة الهوية) لكن ذلك لن يتم أبداً بأسلوب (الغمتي) على رأي الأستاذ عبد الرحيم حمدي وزير المالية الأسبق.. لكن بكل أسف ورغم التغيير الذي سرى في جسد الدولة في الأسماء لكن لا يزال مطلوباً البرهان على أن السياسات هي الأخرى تبدلت.. انتهى عهد (الغمتي) في الشأن العام..

الوضع في خطوطنا الجوية السودانية وصل مرحلة من السوء لا يمكن لعاقل تصورها.. تخطى مرحلة هدر الأموال إلى هدر الأرواح.. سأكشف لكم (في الحلقة التي ننشرها غداً) كيف وصل الحال خلال فترة (عارف) إلى مرحلة تهالك كامل للطائرات وصارت في دائرة الخطر المميت بسبب غياب الصيانة (تماماً) حتى صارت الطائرات مشاريع كوارث جوية معلقة في السماء..

فساد مالي سافر تخطى مرحلة المال إلى الأرواح.. مسافرون يعبرون بوابات الخروج إلى كنف طائرات لا يعلمون أنها لا تذهب إلى الصيانة تماماً.. تستمر تستهلك بالطيران المتواصل بلا كلل أو ملل فقط لحصد الأموال حتى ولو حصد الموت من بداخلها..

لا وزير النقل ولا مجلس الوزراء ولا المجلس الوطني بقادرين على منح الضمانات الكافية لصياغة مستقبل (سودانير) على أسس جديدة.. لأن كل هذه الجهات كانت موجودة.. ورأت بأم عينيها (سودانير) وهي تتقلب في جحيم الشراكة القاتلة.. ولم يحركوا ساكناً حتى سكنت حركة سودانير وتحولت إلى خطوط طيران بلا طائرات

[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]

ود حبوبة ليست ثورة
30 ديسمبر 2013 - 08:12


صورة



هذا التعقيب وصلني من الأستاذ / سيف الدين عبدالحميد ولأهميته رأيت نشره مع حذف بعض الأجزاء لضيق المساحة.

الأخ الأستاذ عثمان ميرغني

اطلعت على عمودكم الذي جاء بعنوان "بالحبر السري" بتاريخ الثلاثاء 17 ديسمبر 2013 بصحيفة اليوم التالي، حيث أشرتم برأس القلم على بعض ما اعتدنا أن نسميها "ثورات" أو هكذا لقَّنونا إياها بالمراحل الدراسية المختلفة بأنها "ثورات"،على شاكلة (ثورة ود حبوبة) ثم يغرسونها ويغرزونها في مشاش رؤوس التلاميذ حتى تصبح إنجيلاً مقدساً يُحظر المساس به. فتلك الحادثة التي وقعت في أبريل من عام 1908م لا تعدو كونها مشكلة أراضي زراعية مثلها مثل سائر المشاكل التي تحدث بين الأفراد في المزارع والحقول التي تنتشر في سهول السودان، كانت مشكلة عبد القادر ود حبوبة التي جعل منها صُنَّاع التاريخ السودانيون (ثورة) هي مجرد مشكلة زراعية بينه وبين أخيه حسان حبوبة الذي حكم له مأمور المسلمية محمد شريف عام 1903م باستلام مزرعة عبد القادر بعدما زرعها الأخير وحصد غلالها. وبالطبع لم يقتنع عبد القادر بالحكم وبدأ يحرض مجموعته للقيام بعمل عدائي، الشيء الذي جعل ناظر الحلاوين أحمد مساعد وجماعة من كبار معاونيه يقومون بتبليغ الأمر للمدير الذي رفعه لمستر منكريف مفتش المركز. وهنا نرى من المفيد إحالة القارئ المحايد إلى الجزء الثاني من كتاب (حياتي) لبابكر بدري حيث يقول في طرفٍ من القصة: (إني اجتمعت بعبد القادر حبوبة في أول أبريل 1905م بالكاملين لمعرفتي السابقة له حينما كنا معاً بسرية النجومي بدنقلا وصرص فأخبرني أنه حضر ليدفع ضريبة محصوله من الغلال والقطن بالمديرية رأساً لتحمله من محمد شريف مأمور المسلمية لأنه ساعد أخاه حساناً حبوبة عليه بأن حكم له باستلام بلاده بالحلاوين... فقلت له لا تخاصم من إذا قال فعل واتبع أمره وقلت له الأفضل أن تشكوه للمفتش، قال لي إنه وجد المستر كربيان صغيراً في سنه جديداً في خبرته وأعان حسان شقيقه فنفذ الحكم بواسطة كربيان نفسه، ولم يدر عبد القادر أن كربيان وإن كان صغيراً في سنه فهو كبير في عقله غزير في علمه... وافترقنا ثم لم اجتمع به حتى يوم 25 أبريل 1908م...). ويحكي بابكر بدري كيف أن كلا المفتش والمأمور وصلا في آخر هذا الشهر إلى قرية عبد القادر حبوبة لتسوية المشكلة وكيف أنه أعد خطته تحسباً للنتيجة السالبة حيث عبَّأ جماعته خلف غرفته المبنية من الجالوس "الطين" وأوصاهم أنهم إذا سمعوه صفق يديه ينقضون على من معه من رجال الحكومة فيقتلونهم مهما كان نوعهم وعددهم. وبالفعل دخل عبد القادر مع المأمور والمفتش في مشادة حادة استشاط على إثرها غضباً وصفق بيديه (فهجم جماعته وبدءوا بقتل المأمور الذي كان يقول لهم أنا شريف من ذرية فاطمة، فلما رأى المفتش أن المأمور قد قتل رفع قبعته وأشار بيده إلى عنقه وقال اضرب هنا ففعلوا كما أمروا وليتهم لم يفعلوا في هذا الرجل الطيب بالمعنى ثم ركب اثنان منهما جمليْ المفتش والمأمور وأجروهما حول الصريف "السور من القصب" فلما رآهم البوليس الذي كان واقفاً بعيداً رجعوا مسرعين خائفين حتى وصلوا ناظر الحلاوين...). والمفارقة التي يُدوِّخ ذكرها القارئ والمؤرخ السوداني هي إفادة بابكر بدري عن المفتش منكريف الذي وصفه بالعدل والعظمة حيث يقول نصاً: (فمثل هذا الرجل العظيم يُقتل في نفس الشهر بسيف عبد القادر حبوبة في حركته المشئومة)، الحركة التي يصفها مؤرخونا بالثورة الميمونة يصفها بابكر بدري بالحركة المشئومة، فما رأي المؤرخين السودانيين، وهل بوسعهم أن يقدحوا في وطنية بابكر بدري أم بإمكانهم الالتفاف على التاريخ؟

سيف الدين عبد الحميد

[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]

اسأل نفسك
1/1/2014


صورة


بالله عليكم أسألكم بكل صراحة.. اعتبرها امتحانا شفهيا.. لك ولابنك أو أي فرد آخر من الأسرة من الأجيال الشابة أو حتى الأكبر.. حسناً.. هذا اليوم الأول من يناير عيد الاستقلال.. هل تعلم ماذا حدث في يوم (26 يناير)؟؟؟

ربما أنت تعلم.. لكني أسألكم كم نسبة الذين يعلمون بما جرى في (26 يناير)؟ هل هم 10%؟ أم واحد في المائة؟؟

في يوم 26 يناير من العام 1885 حقق (شاب سوداني) اسمه محمد أحمد المهدي معجزة بكل المقاييس.. هذا (الشاب!!) الذي كان عمره آنئنذ أكثر قليلاً من الأربعين عاماً هزم أقوى إمبراطورية عرفها التاريخ، بريطانيا.. ليس في معركة أو معركتين.. بل في سلسلة معارك بدأها بجيش لا يتعدى بضع عشرات.. وبلا سلاح.. حتى أطاح بالجنرال غردون رمز القوة الإمبراطورية الأعظم في ذياك العصر..

الإمام محمد أحمد المهدي.. لم يكن خريج كلية عسكرية.. ولا سليل أسرة ارستقراطية تعهدته بالتربية والتنشئة بعتاة المعلمين.. هو مجرد شاب سوداني عرف كيف يفك الشيفرة.. شيفرة السودان.. فيجمع خلف رايته كل قبائل السودان.. من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال والشرق والغرب..

هنا كان مربط الفرس في سر قوته.. حتى حاصر الخرطوم ثم دخلها عنوة واقتداراً في رابعة النهار..

بالله عليكم.. ابحثوا لي عن تفسير واحد.. يجعلنا نحتفل بالفاتح من يناير 1956.. وننسى تماماً ونتجاهل (26 يناير 1885).. بمقاييس الفخر والاعتداد الوطني أيهما كان إنجازاً وإعجازاً..

مع الفرق بين لحظتين.. لحظة رفع العلم في الخرطوم في 26 يناير 1885.. وبين لحظة رفعه في سارية القصر الجمهوري في صبيحة 1 يناير 1956..

بالله ما الفرق؟؟


في الأولى كانت على جماجم عشرات الآلاف من السودانيين الذين رافقوا المهدي من جبل إلى جبل ومن مدينة إلى مدينة حتى كسروا جدار الخرطوم..

أما الثانية.. فكانت على أنغام الموسيقى..

لا أقلل من عيد الاستقلال.. لكني أدعو (بشدة) لقراءة تاريخنا بعين وطنية صادقة.. نحن نظلم الوطن السودان عندما لا يحتفل بـ(26 يناير) إلا أسرة المهدي عبر بيان صحفي يرسل بالإنترنت (ولا حتى بمثل ما تحتفل الأسرة بميلاد السيد الصادق المهدي في 25 ديسمبر).. كأن الإنجاز المعجزة الذي سطره (الشاب) محمد أحمد المهدي كان باسم حزب الأمة أو كيان الأنصار أو ربما عائلة السيد المهدي..

يجب تصحيح التاريخ حتى لا يفقد أبناؤنا الصلة به.. يجب أن تسمي الحكومة يوم (26 يناير) عيداً قومياً رسمياً مكللا بمراسم تلفت الأنظار إليه.. صحيح لا نريد مزيداً من العطلات لبلد معطل.. لكن هناك كثير من الأفكار التي تصلح لتخليد ذكرى (26) يناير ولاسترداد قوميته.

بالله تخيلوا معي لو كان مثل هذا اليوم عند أمة أخرى.. لو قيض الله لوطن آخر أن ينجز أحد أبنائه مثل هذه المعجزة..

اسأل ابنك أو بنتك في البيت.. هل سمع في حياته عن (26 يناير).. في غير المدرسة..

نحن نظلم أنفسنا كثيراً.. ووطننا الشامخ..!!
[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]
[align=center]
جلابية غندور
02 يناير 2014 - 08:01
[/align]



[align=left]صورة[/align]


البروفيسور إبراهيم غندور يبدو أنه لا يدرك حساسية المرحلة.. مرحلة اختبار الرؤى وبوصلة التفكير.. إذ لو أدرك ذلك لربما تروى في بعض التصريحات التي نسبتها إليه الصحف.. بالتحديد في لقائه قبل يومين بشباب حزبه المؤتمر الوطني..

غندور - حسب الخبر الذي نسبته إليه صحيفة الجريدة- قال للشباب إن الفساد (جلابية لبسونا ليها.. فلبسناها).. ونفى أن يكون في الدولة فساد يستحق الانتباه..

ومشكلة غندور هنا أنه من حيث لا يدري أثبت عكس ما يريد.. ولو تمهل وتمعن في الرسالة الإعلامية التي يريد إيصالها لأدرك خطل فكرة (الإنكار!!)..

حينما تتعلق القضية بمسلك شخصي فردي فإن تعميمها وترفيعها إلى تهمة (عامة) مؤسسية يعتمد كلياً على (رد فعل المؤسسات).. فإذا ما مارست المؤسسات سياسة إطفاء الأنوار ثم إنكار الأمر فإن التهمة هنا تخرج من ثياب الفرد لتلطخ ثياب الحزب والدولة أياً كان الحزب أو الدولة..

فمثلاً في أمريكا سبق أن اتهم الرئيس الأمريكي -ذات نفسه- بالكذب في فضيحة (ووترقيت) الشهيرة.. الدولة لم تتبن أي سياسة إنكار طالما أن الأمر يتعلق بشخصه وتصاعدت القضية حتى استقال الرئيس وذهب.. وبقيت الدولة معافاة من أي شبهات أو اتهامات..

تكرر الأمر مع الرئيس كلينتون في قضية المتدربة (مونيكا) اتهم الرئيس بالكذب.. وجرجرته التحقيقات.. لم تتدخل الدولة وتركت الرئيس يواجه التهمة حتى تمكن من الانتصار عليها بالقانون.. وليس بالسياسة والنفوذ..

في كل هذه القضايا لم يطفر إلى ذهن أحد اتهام الدولة الأمريكية بالفساد رغم أن الاتهامات كانت موجهة لأعلى سلطة في البلاد.. والسبب أن الدولة تعاملت بمبدأ ثابت (الأشخاص ليسوا هم الدولة.. والدولة ليست هي الأشخاص).. لم (يلبسوا جلابية) أحد. ولم يضيعوا الوقت والجهد في تشكيل مفوضية لمكافحة الفساد..

من مصلحة حزب المؤتمر الوطني أن يدرك أن نظرية الأبواب المفتوحة هي الحل.. فالفساد لا يصبح (جلابية) تلبسها المؤسسة الحزبية أو الدولة إلا إذا ارتضت المؤسسة أن تنصب نفسها حارسة لأبوابه.. مؤسسة تخشى (الحديث!!) عن الفساد أكثر من خشيتها من وجوده وانتشاره في جسد الدولة..

افتحوا الحريات واتركوا الهواء الطلق ينظف سمعة الدولة من شبهات الفساد المؤسسي.. بغير ذلك ستلبسون (الجلابية) والبنطلون والطاقية أيضاً

[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]

حالة شذوذ

04 يناير 2014 - 21:01

صورة



عدت – يا سادتي- إلى الخرطوم مساء أمس بعد ثلاثة أيام في ولاية البحر الأحمر.. كنت فيها شاهد عيان على (حالة شذوذ) غريبة.

زرت العاصمة بورتسودان.. ثم سواكن .. وسنكات ومنتجع أركويت ثم في طريق العودة مدينة (جبيت).. إضافة لبعض المناطق في الساحل الشمالي.. بكل المقاييس – والله العظيم- الذي يجري هناك محير .. ليس من زاوية المشهد المادي الماثل أمامنا في الخدمات والمظهر الذي تكتسي به هذه المدن.. بل في الفكرة.. والرؤية.

قياساً بغالبية ولايات السودان، البحر الأحمر ولاية شحيحة الموارد نسبياً فلا نفط فيها وتقاسي شح المياه.. ومساحتها خمسة أضعاف ولاية الخرطوم تقريباً.. ومع ذلك تبدو المسافة (الحضرية) بين ولاية البحر الأحمر وكل ولايات السودان.. بما فيها الخرطوم.. وأي خرطوم.. لا أقصد الكلاكلات.. ولا الثورات.. ولا أمبدات.. ولا مترادفات الـ(ات).. بل أحياء مثل الرياض والمنشية وكافوري.. بكل هذه الأسماء البراقة هي مجرد أحياء متخلفة مقارنة بأحياء الدرجة الثالثة – وليس الأولى- في بورتسودان.. من زاوية المظهر الحضري في الشوارع الداخلية المسفلتة والأرصفة المرصوفة.

ما الذي يحدث في ولاية البحر الأحمر؟؟

المسألة ليست مالاً ولا شطارة ولا سحراً ..هي مجرد فكرة مشفوعة بإرادة صلبة تتجه نحو الهدف بمنتهى إستقامة الرؤية.. والفكرة بسيطة جداً.. (تنمية الإنسان.. في تنمية بيئته).. بعبارة أخرى.. (أعطني بيئة راقية.. أعطك إنساناً راقياً..).

حتى عهد قريب كانت ولاية البحر الأحمر واحدة من الولايات الطاردة.. هاجر كثير من سكانها إلى الخرطوم يأساً من كدر الحياة الضنك بلا كهرباء ولا ماء ولا نظافة ولا.. ولا.. مجموعة متراكبة من الـ(لاءات).. الآن الأمر مقلوب رأساً على عقب.. الهجرة من الخرطوم إلى ولاية البحر الأحمر.. نفس الذين باعوا منازلهم وهجروا ولاية البحر الأحمر حاولوا العودة فوجدوا أن ذات منازلهم التي باعوها تضاعفت قيمتها قرابة العشرين ضعفاً في حوالي أربع سنوات.. والسبب أن (تمدن) المدينة التي كانت طاردة.. قفز بسرعة خارقة فتحولت إلى مدينة غاية في النظافة والرقى.. وطبعاً الجمال..

بالتأكيد حديثي هذا لن يصدقه عقل من لم ير الواقع المدهش في ولاية البحر الأحمر الآن.. لأن خيالنا السوداني المتخلف مربوط بالمشهد الذي نراه في أكبر مدن السودان الخرطوم.. لكن الذي يزور ولاية البحر الأحمر.. ويعود إلى الخرطوم ينتابه حزن نبيل.. على حال عاصمتنا.. وأكرر ليس عاصمتنا في الأحياء التي تنتهي بـ(ات).. بل في (أجعص) مستعمراتها التي –يفترض- أن تكون راقية!!

ما الذي يجري في ولاية البحر الأحمر.. بكل يقين – والله العظيم- هو تلبس بـ(حالة شذوذ) إداري .. وتفكير خارج النمط السوداني وخيال متحرر من (عقدنا) السودانية المحبطة..

(الشذوذ) الإداري.. في الفهم المغلوط .. في البحر الأحمر (الحكومة تخدم المواطن) في كل السودان الآخر .. (مواطن يخدم الحكومة).. والله العظيم –للمرة الثالثة- ليس في ما أقوله أي تلاعب بالمفردات.. لكل كلمة كتبتها هنا عندي شواهد قاطعة لا تحتمل الجدل أو النكران.. هي حقيقة فوق طاقة احتمال العقل (المواطني) السوداني العادي الذي يدرك أنه ما اختلت الحكومة بالمواطن إلا كانت الجباية ثالثهما.
سأرشح لكم الأمر.. اصبروا علينا قليلاً..!!

[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]

الخيال الواسع
06 يناير 2014 - 08:01


صورة



سألت الأستاذ الصادق المليك - وهو وزير من حزب الأمة الفيدرالي في الحكومة (المحلولة) بولاية البحر الأحمر.. سألته ما هو سر النهضة والطفرة في البحر الأحمر؟؟ قال لي هي أربعة عوامل تشكل مفهوم الإدارة عند الوالي د.محمد الطاهر ايلا.. الأول الانفتاح على الجميع بلا أدنى حساسية.. والثاني الشراكات الذكية.. والثالث السيطرة على الصرف الى مستوى الجنيه الواحد.. والرابع (الخيال الواسع)..

الأخيرة (الخيال الواسع) هي في تقديري كلمة السر التي يمكن للسودان كله أن يطفر بها الى أعلى عليين.. لدينا موارد ولا أروع.. ولدينا أفضل إنسان ولا أرفع.. لكن فقط تنقصنا الإدارة الملهمة والمستلهمة.. الإدارة التي (تلهمنا لا تلتهمنا) فتستوعبنا في شراكة واسعة لنعمل معاً من أجلنا معاً..

بالله عليكم حدقوا جيداً في واقعنا (الواقع أرضاً).. نحن دولة غنية بمواردنا.. فقيرة بفعل فاعل مرفوع بـ(الضبة) الظاهرة في حالنا ومعاشنا..

هل تصدقون أن ذكرى الاستقلال هذه الـ(٥٨) هي بالضبط نفس عدد السنوات التي عاشها الاستعمار في بلادنا.. بالله عليكم ماذا أنجز المستعمر الأجنبي في (٥٨) عاماً من الاستعمار.. وماذا فعل بنا المستدمر الوطني خلال (٥٨) عاماً من الاستدمار..

حطمنا كل جميل.. ابتداء من الخدمة المدنية الراقية.. الى أدنى مجالات العمل العام..

كل ذلك لأننا نفتقر لـ(الخيال الواسع).. عقولنا محدودة بحدود التقليد والارتهان بكل خمول للفكرة القديمة التقليدية..

بكل المقاييس أي تصنيف دقيق لمعنى ومصطلح (مدينة) سيسقط كل ما ندعيه مدناً في السودان وتبقى فقط مدينة بورتسودان. بمعايير عالمية تستحق معها صفة (مدينة).. ليس لأنها هبة المال والتمويل بل لأن واقعها سليل فكرة ورؤية ذكية ورشيدة..

صحيح.. لا تزال ولاية البحر الأحمر تكابد مشكلة المياه.. لكن بكل تأكيد هي واحدة من خمسين مشكلة أخرى لا تقل عنها.. كلها زالت وصارت في أرشيف ذاكرة مواطن البحر الأحمر إلا مشكلة المياه.. وهذا وحده ما يؤكد أن المشكلة الخمسين ستلحق بركب (٤٩) غيرها تدحرجت من حياة المواطن في البحر الأحمر..

ليت بقية الولايات تعد على أصابعها كم مشكلة زالت من ذاكرة شعوبها الى أرشيف الأيام..

بكل يقين ولاية البحر الأحمر الآن تنافس نفسها

[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]

بكل أسف
07 يناير 2014 - 12:00




صورة



ربما مرت أعينكم في عدد اليوم على الحلقة السادسة من المسلسل المحزن للتحقيق الصحفي الإستقصائي (جثة مجهولة الهوية).. ومع اعتذاري الشديد لتأخر نشر هذه الحلقة إلا أنني مضطر هنا لإشارة محبطة.
المحبط أنني بت أشعر بأن الهدف من نشر هذه الحلقات لا يزال بعيد المنال.. فالمطلوب هو انقاذ خطوطنا الجوية السودانية (سودانير) من النفق المظلم الذي تكابده. لكن بكل أسف لا يزال هذا الهدف مستعصياً لإيماني المتين – من واقع تفاصيل لم تنشر حتى الآن في حلقات التحقيق – أن هناك (مؤامرة) حقيقية.. بكل ما تعني هذه الكلمة للإحتفاظ بـ(سودانير) في قاع البئر.. خروجها يعني خروج مصالح كثيرين يقتاتون من دمها.

المؤلم حتى النخاع أن هذه الشركة لها إمكانيات هائلة Potential . وتستطيع في حال صح العزم وصفت النوايا أن تحلق وبسرعة في فضاء عالية.. لكن ذلك يحرم البعض من مصالح ذاتية ضيقة. فتظل (سودانير) في قفص الكبت والحرمان من الإنطلاق بأمر المصالح لا الصالح العام للشعب الذي يملكها.
لا أريد أن أذكر أسماءاً حالياً (فقط في الوقت الحاضر) ليس رهبة ولا رغبة.. بل لأضمن استمرار نشر الحلقات حتى تكتمل الصورة واضحة أمام الجميع.. لكن حتماً سنعود ونضع النقاط فوق الحروف.. بإذن الله..

والله العظيم.. ثلاثاً .. هذه جريمة مكتملة الأركان.. أكررها لكم بأغلظ الأيمان .. جريمة لا ينفع فيها تبرير ولا تذويق ولا أعذار.. جريمة.. جريمة.. يد الجناة فيها ملطخة ليس بمال الشعب الذي سرقوه في عز النهار.. بل بدماء الذين اقتطفت أرواحهم البريئة حوادث تعرضت لها طائرات (سودانير).. فالأمر تعدى المال إلى الأرواح..

كلما أوغلت في تفاصيل هذا التحقيق الصحفي يتضاعف الإحساس عندي بالإشفاق على هذا الوطن والشعب.. نحن لا نستحق ذلك.. هذا عقاب جماعي – للشعب كله- على ذنب لم نرتكبه.

لماذا جارتنا دولة أثيوبيا احتفظت بطيرانها وهاجاً مكللاً بالإحترام في كل المطارات.. رأيتها بكامل أناقتها الخطوط الأثيوبية في مطار واشنطون.. بين فضليات الخطوط العالمية الأخرى.. الخطوط الكينية.. المصرية.. ولا حاجة لذكر دول ربما امكانياتها أقل منا كثيراً.. لماذا نحن وبعد حوالي (70) عاماً نبدو حفاة عراة من الطيران ونحن الذين زودنا دولاً كثيرة بأفضل الخبرات السودانية في هذا المضمار.
هي ليست مجرد جريمة.. بل هي مؤامرة.. في عز النهار..!!!

بالله .. أرجوك قل وبصوت عال.. (حسبنا الله ونعم الوكيل).. فذلك أضعف الإيمان للدفاع عن حقك في وطنك!!.


[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]
[align=center]
خد نفس
[/align]


[align=left]صورة[/align]



قبل عدة أيام (بالتحديد يوم ٢٧ ديسمبر الماضي) سافر وفد من شركة الخطوط الجوية السودانية (سودانير) إلى إمارة دبي .. الوفد برئاسة السيد المدير العام عبد المحمود سليمان مصحوباً بكوكبة من أركان حربه.. المدير التجاري السيد عثمان يوسف والمهندس عبد الرحمن فضل الأمين العام لمجلس الإدارة (المحلول) ومستشار قانوني ومهندس.

الوفد تمتع بضيافة رجل الأعمال (الصواف) .. في فندق (فيرمونت) الواقع في شارع الشيخ زايد.. وتوصل لاتفاق هو الكارثة الجديدة التي ستحل في سماء (سودانير).. التي لم تزل تلعق الجراح الغائرة التي تركتها شراكة مجموعة عارف الكويتية.

هذا الاتفاق الجديد محير للغاية .. فهو يبيح استخدام اسم وشعار والنداء الجوي الخاص بشركة (سودانير) لصالح طرف ثالث وبطائراته..

الطرف الثالث يخطط لنقل المسافرين كل دول جنوب شرق آسيا (بالتحديد دولة بنغالاديش) إلى السودان وغيره من دول الإقليم العربي وبالتحديد كمنطقة الخليج.

رجل الأعمال السعودي سبق له زيارة السودان تحت رعاية وزير ووال سابق.
وحسب الاتفاق يبدأ التنفيذ من هذا الشهر يناير ٢٠١٤..
ليس لدي شك في سلامة النوايا والرغبة في إصلاح الحال المائل.. لكن بكل تأكيد مثل هذا المسلك يهدم ما تبقى من سمعة (سودانير) المؤسسة العريقة التي بلغت من العمر (٧٠) عاماً تقريباً.. ومهما كان الحال محبطاً والمال مجففاً والشركة في حاجة ماسة لضخ الدماء في شرايينها لكن ليس هكذا تورد الأبل..
ناقلنا الوطني بحاجة ماسة لخطة استراتيجية يشرف عليها خبراء ومختصون في صناعة الطيران لوضع خارطة طريق واضحة المعالم للخروج من هذا النفق المظلم.. لكن استسهال مثل هذه الحلول العفوية يهزم أية فرصة للنهوض بهذه الشركة المغبونة..

في تقديري ما زلت مصراً أن هناك من يصر على الإبقاء على (سودانير) جاثمة على أرض الإحباط.. فلا يعقل أن يكون في أيدينا ألف باب للخلاص ونصر على الطرق على الباب الوحيد المفضي إلى الكارثة..
هذه الخطوط ألم يعد لديها أولياء دم؟؟ أضعف الايمان أليس عليها بواكٍ؟؟

هذه استغاثة لأي أذن قد تسمع النداء وتلحق بما تبقى من هذه الشركة.. أنقذوا (سودانير) من هذه الاتفاقية الجديدة .. وأبحثوا عن خبراء ثقات يرسمون خارطة طريق النجاة.،

أرجو صادقاً أن لا يأتي يوم قريب جداً أكتب فيه هنا ( جالكم كلامي) بعد أن تقع الفأس في الرأس .. ويخرج علينا مسؤول غير مسؤول ليقول لنا.. ( لم نكن ندري)
ويا سعادة المدير العام .. بالله انتظروا ولا تتعجلوا .. خد نفس!!


[/justify]
[/size]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »


التغطية مستمرة



صورة



اليوم فقط.. أرجو أن يتقبل القراء الأعزاء اعتذاري لعدم نشر الحلقة السابعة من تحقيق (جثة مجهولة الهوية) لظرف شخصي طارئ عصر ومساء أمس حال دون إكمالي للحلقة.. لكني أعدكم أن أنشرها غداً الجمعة - رغم كونه عطلة - نسبة لأهمية الحلقة ولرغبتي الأكيدة في إكمال وضع النقاط فوق الحروف حتى يتحمل بعد ذاك الشعب مسؤولية حماية أمواله العامة.. وأي مال هذا خطوطنا الجوية ذات السبعين عاماً .. أعرق طيران في إفريقيا والعالم العربي..

لكني انتهز الفرص اليوم لأقرع أجراس الخطر مرة أخرى .. وصلتني معلومات من مصادرموثوق بها أن النية تتجه لبيع بعض أصول (سودانير) لدرء المحنة التي خلفتها شراكة مجموعة عارف.. وبدأت إجراءات لبيع ارض مساحتها حوالي ثلاثة آلاف متر مربع في الخرطوم شرق .. مستغلة حالياً لمركز تدريب سودانير في أقصى الطرف الشرقي من شارع البلدية.

حسناً سياسة بيع الأصول قد تخفف من ثقل الديون وحرجها.. لكن ذلك علاج على المدى القصير أشبه بتناول الاسبرين لتخفيف الألم.. وإذا شرعت إدارة سودانير في فك الضائقة بلعبة بيع الأصول فقريباً جداً ستفقد أصولها داخل وخارج السودان دون أن تحل الأزمة التي تكابدها..

هذا المسلك قد يبرهن على أن درس عارف لم يغير شيئاً.. لا تزال سياسة (التخارج!!) من الأزمة هي السائدة .. لا رؤية استراتيجية للمستقبل لا عند إدارة الشركة ولا الدولة ولا يحزنون..

ما زلت مصراً أن الأمر ليس بهذه العفوية التي يبدو عليها ظاهر المشهد.. هناك سياسة راسخة ومدروسة للإبقاء على سودانير في هذا الوضع الزهيد،. سياسة لا يمكن تفسيرها بغير المصالح الضيقة ولو كانت على حساب مصلحة الوطن الواسع.. وعلى كل حال مسؤليتنا نحن الصحافة الراشدة أن نكتب مرافعتنا للشعب صاحب المصلحة .. ولسنا نيابة أو قضاة.. نترك الأمر كله بعد ذلك لضمير الشعب أن يتخذ ما يشاء .. لكني موقن أن الإصلاح لا يمكن أن ينهض بلا محاسبة وجرد حساب.. من اجتهد وأخطأ له أجر .. ومن اجتهد وأصاب فله أجران.. لكن من تعمد مع سبق الإصرار والترصد التساهل في الأمانة التي حملها له صاحب المصلحة العليا.. فلا شئ يغير الواقع بغير الحساب.. الذي يبعث برسالة تحذير لكل من يحمل أمانة المنصب العام .. أن التساهل والتلاعب بممتلكات الشعب حرام..
رغم أن غداً عطلة نهاية الأسبوع لكن أرجو أن تسمحوا لنا بمواصلة الحلقات باذن الله

صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]
استدراك




صورة



أخي وصديقي الاستاذ حسين خوجلي جذاب في عبارته المكتوبة والمسموعة والمشاهدة.. وأنعم الله عليه بحب جماهير عريضة باتت تجتمع أمام شاشة قضائية ام درمان الشابة للاستمناع ببرنامج اليومي (مع حسين خوجلي).. وهو مزيج من التعليق والمعلومات والتوعية والمبادرات الاصلاحية..

لكن في حلقة الخميس الماضي.. والتي استمعت لها عبر اذاعته (المساء ١٠١).. ربما تعجل قليلاً في تقديره للامثال الشعبية السودانية .. حسين قطع بأن غالبية الموروث الشعبي في الامثال السودانية سالبة وتدعو الى قيم غير نبيلة، وتحض على التواكل والتراخي ومؤازرة القوى الظالم ضد الضعيف المظلوم..

وأبدى حسين خوجلي دهشته البالغة من أن شعب السوداني النبيل يتعامل مع هذه الامثال - رغم بشاعة قيمها وماتدعو إليه- وكأنها قرآن منزل من السماء.. يطيعها بمنتهى الانقياد..

الحقيقة الاخ حسين أخطأ في حق شعبه السوداني .. لسبب بسيط هو أن الأمثال الشعبية في ضمير الفرد السوداني ليست نصوصاً .. هي صور.. تصور مشاهد من الحياة.. وأحياناً هي صور (كاراكتيرية) مهمتها تصوير المشهد لاستلهام الحكمة فيه وليس لاتباعه والانقياد للنص.. وما ورد فيه من معاني مباشرة..

مثلاً.. أحد الأمثلة التي ساقها حسين خوجلي واستبشع ما يرمي اليه المثل .. ( جلداً ما جلدك .. جر فيهو الشوك..) هذه ليست تعليمات يا أخي حسين.. هذه صورة (كاراكتيرية) او (كارتونية) يرسمها المثل الشعبي للدلالة والتعبير عن مدى بشاعة من يتعمد اساءة استخدام أشياء الغير.. هي ليست (تعليمات) تحض الانسان على تعمد اساءة ما لايملكه ..

وفي القرآن الكريم والسنة النبوية كثير من مثل هذه الصور التي ترسم لتقريب المعنى (السالب) لذهن المستمع..

وكل الامثال التي ضرب بها حسين خوجلي مثلاً في حلقته تلك للدلالة على سوء مقاصدها ومعانيها هي عكس ذلك تماماً.. هي صور كاراكتيرية تهدف لمناهضة تلك القيم الرزيلة وغرس الكراهية في النفس لهذه الصور..

والحقيقة أن الأمثال الشعبية - لدى أي شعب- هي انعكاس لضمير ووجدانه الداخلي.. صورة مقطعية لعقله الثقافي وتكوينه النفسي.. فإذا كانت غالبية الامثال الشعبية الشودانية بمثل هذا السوء الذي ذكره حسين خوجلي .. فشعب السودان إذاً .. محشو بنفس بالغة السوء والقبح .. تحض على الشر والظلم والمسلك الحضيض..

المنصف .. الذي يتفرس في سيرة هذا الشعب ويومياته ومسلكه العام وثقافته الشعبية.. يكتشف كم هو مميز ورائع وجميل حتى في أحلك الظروف .. شعب محاط بأسوار عالية من العيب.. كثير من المسلك الذي تعتبره بقية الشعوب لا يستحق الانكار هو في (دين!!) الشعب السوداني حرام .. والمقام لايسمح بسرد الامثلة..

[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]
غضبك جميل



صورة



محمد حسنين هيكل صحفي وكاتب مصري رقم.. لا يمكن الانتقاص من قدره أو تقديراته حتى ولو كانت عكس ما نشتهي.. تحدث عن السودان في برنامج تلفزيوني في إحدى القنوات المصرية فأثار غضب عدد كبير من السودانيين.. فانبرى بعض الكتاب السودانيين للرد عليه.. منهم الأخ خالد موسى الذي نشر مقالاً مطولاً يستعيد فيه الأمجاد السودانية..

والحقيقة.. السودانيون قوم شديدو الحساسية لـ(النقد).. لو ظهرت مجرد تلميحات –سلبية- لاسم السودان في فيلم أو مشهد تلفزيوني عابر.. فيكفي ذلك لإثارة موجة عارمة من الغضب الشعبي الكاسح.

و(الغضب النبيل) مطلوب.. لكن غضبنا غضب سلبي.. عاطل عن الفعل الموجب لتصحيح الصورة المتواضعة (لم أقل الوضيعة) التي يرسمها الإعلام العربي عن السودان خارجياً..

هيكل قال إن السودان ليس إلا مجرد (جغرافيا).. وهي عبارة فهم منها خالد أن هيكل يجرد الوطن السودان من كونه (أمة ذات تاريخ تليد)..

حسناً.. فليكن.. نحن أمة (و60 أمة).. لها تاريخ بعمق أكثر من سبعة آلاف سنة مجيدة.. ولنا ولنا.. ونحن (الشرف الباذخ..) ونحن (من قوم يُذكر المجد.. كلما ذُكروا).. و(تقولي منو.. وتقولي شنو..) ومفردات أخرى كثيرة نمجد بها أنفسنا.. ثم ماذا بعد.. So what!!

انظر حولك في الواقع السوداني..!!

نحن دولة بعد حوالي ستين عاماً من الاستقلال ليس لها دستور دائم..

نحن دولة نشأت أحزابها منذ حوالي السبعين عاماً.. لكن ليس لنا أحزاب الآن.. (إياك أن تقول لي إن الأحزب الموجودة الآن هي أحزاب).

نحن دولة عرفت الصحافة منذ أكثر من (110) سنوات, وليس لنا صحافة الآن.. (الصحافة = الحرية).

نحن دولة أسست الاتحاد الأفريقي.. والآن.. تحرسنا قواته من أنفسنا..

نحن دولة أسسنا خطوطنا الجوية السودانية قبل سبعين عاماً.. وليس لنا خطوط جوية الآن..

نحن دولة عضو مؤسس للاتحاد الأفريقي لكرة القدم.. وليس لنا كرة قدم الآن..

أول دولة عربية عرفت الراديو (قبل 75 عاماً) والتلفزيون (قبل 55 عاماً).. ونشتكي أن إعلامنا لا يرفع رأسنا في الخارج لأنه محلي موغل في المحلية..

جامعتنا تأسست قبل حوالي (مائة!) عام.. والآن هي ليست ضمن قائمة الـ(مائة!) جامعة في أفريقيا..

الأرقام كثيرة.. (200) مليون فدان صالحة للزراعة.. (900) مليون رأس من الماشية.. مليون ميل مربع (ناقص الجنوب).. (18) ولاية.. (150) وزيرا اتحاديا وولائيا.. ثم ماذا بعد هذا So what?..

بكل هذه الأرقام وأكثر منها.. نحن دولة تستورد البصل والثوم.. واللبن والأجبان.. والقمح والسكر.. والبسكويت والطحنية والمربى والشعيرية والصابون.

بالله لا تغضبوا من مزحة فيلم كوميدي عربي.. أو رأي كاتب عربي.. فهم لا يروننا بأعيننا..

المطلوب أن نستيقظ من أوهامنا (لم أقل أحلامنا).. لندرك واقعنا (الواقع أرضاً)..

نستطيع أن نصبح أمة عظيمة.. لا تنتظر شهادة أحد بعظمتها.. فقط لو أدركنا أين نقف نحن الآن..

راجعوا نتائجنا في التقارير الدولية.. (طيش!) الشفافية.. وأول قائمة الفساد.. طيش الحريات الصحفية.. والرابع مشترك في قائمة الجوع..

من هنا نبدأ الإصلاح..!! من (الغضب الجميل).. المنتج!!


[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]
مولد.. وصاحبو غايب




صورة




ليلة أمس الأول اصطحبت بعض أطفالي لزيارة المولد النبوي الشريف في ساحة مسجد الخليفة بأم درمان.. على الأقل من باب تسجيل الصورة الشعبية التراثية في ذكرياتهم.. الصورة التي أبدع رسمها شاعرنا الكبير محمد المهدي المجذوب في قصيدة المولد:

(وردوا المولد بالشوق.. وعادوا بالغبار..)

شيوخ الطرق الصوفية ومريدوهم تضج بأصواتهم مكبرات الصوت المتنافسة.. تلوث سمعي Audio pollution مهول.. الزحام دائماً حيث الحركة والرقص الرشيق.. بينما السرادقات التي يعظ شيوخها وحواريوهم ينصتون في هدوء لا أحد يقف أمامها..
صور كبيرة –جداً- للشيوخ وأسلافهم في صدر كل سرادق.. للدرجة التي سألني طفلي الصغير بمنتهى العفوية (هو دا مولد منو..؟) فقد التبس في ذهنه المُحتفِي من المُحتفَى به.

في سرادق كبير وصلنا حينما كان الشيخ يهم بالخروج.. تسابق المحبون لإفساح الطريق لسيارة (برادو) فارهة.. واكتظ الناس من حول السيارة يحيطون بها في زحام كثيف.. بعض المحبين تعلق في السيارة من الخلف وآخرون تشبثوا بحوافها الجانبية بينما هرول ثلاثة أو أربعة أمام السيارة يفسحون لها الطريق في زحام الساحة..

في سرادق آخر.. وقفنا فيه أطول مدة.. المشهد كان مبهجاً لأنه بالضبط يحاكي اللوحة التي رسمها المجذوب في قصيدته الأشهر.. حلقة ذكر دائرية يقودها (المقدم) في حلة زاهية وخلفه الأتباع في ملابس ملونة يغلب عليها الأحمر.

(وهنا حلقة شيخ يرجحن.. يضرب النوبة ضرباً فتئن وترن.. ثم تَرفضُّ هديراً أو تجن.. وحواليها طبول صارخات في الغبار.. حولها الحلقة ماجت في مدار)
بصراحة منظرهم مبهج للغاية خاصة في استغراقهم الروحي العجيب بابتسامة مشرقة على الوجوه.. وتجاوب كبير من المتفرجين حولهم الذين يتراقصون على الإيقاع. (وحواليه المحبون يشيلون صلاة وسلاماً.. ويذوبون هياماً..)

تمنيت لو أن الوقار يسمح لي بالدخول إلى الحلبة والرقص بكل عنفوان الجسد.. حتى تنفض الحركة جبال الهموم والمشاغل التي ينوء بحملها القلب.. فالرقص ضرب من العلاج النفسي.
في الآونة الأخيرة.. تحولت مناسبة المولد النبوي إلى موسم عراك ديني بين الطرق الصوفية والسلفيين الذين يعترضون على مبدأ وشكل الاحتفال.. صحيح أن الطرفين يستبطنان حب المصطفى صلى الله عليه وسلم مع اختلاف النظر في ترجمة هذا الحب.. ولكن تبقى النتيجة أن الذكرى العطرة تحولت إلى عود ثقاب يحرق الآصرة والأخوّة ويحولها إلى عداوة وبغضاء.. عكس ما يدعو إليه الدين الحنيف وصاحب الذكرى المجيدة.

الاحتفال بذكرى المولد النبوى يحتاج إلى (تطوير) برؤية عصرية تستوعب الغايات التي ينشدها الدين.. لتتحول إلى ذكرى حب:
(رب أرسلت يتيماً.. قام بالحق رحيماً.. قد ذكرناه فهل نذكر من أمسى عديماً..).. فعجيب أن يتهادى المحبون في عيد (الفالنتاين!!) بالزهور.. ويتخاصموا في ذكرى المصطفى بالفجور.
(ربِّ في موطني المسلم قد عدنا إليكا
ما اعتمدنا ربنا إلا عليكا
وذكرنا الهادي المختار ذكرى
ملأت أرواحنا طُهراً وصبرا..)

[/justify]
صورة العضو الرمزية
شفت مكحل بي زفت
مشاركات: 3355
اشترك في: السبت 2013.6.15 6:25 am
مكان: Khartoum

رد: حديث المدينة - عثمان ميرغني - متجدد

مشاركة بواسطة شفت مكحل بي زفت »

[justify]
بالكيلو إنسان


صورة





لفتت نظري إجابة والي ولاية البحر الأحمر د. محمد طاهر ايلا عندما سألته عن خطته للعام الجديد 2014.. طبعاً المياه في المقدمة.. ثم العطالة.. الذي لفت نظري ليس البندان في حد ذاتهما بل في فهمه للبند الثاني.. فهمه لقضية (العطالة)..

ما فهمته من والي البحر الأحمر أن مستوى التعامل مع مشكلة العطالة يجب أن ينزل إلى مستوى الفرد الواحد.. بعبارة أخرى التزام حكومة الولاية موجه نحو (الفرد) مهما كان وضعه.. أن تكفل له الولاية مورد الرزق المناسب.. ولمزيد من الدقة.. عادة العطالة تحسب بنسبة مئوية وأرقام كلية تعبر عن حجم العطالة كظاهرة عامة.. مثلها والتضخم أو أي معايير إحصائية أخرى.. ولكن..!!

عندما تصبح مشكلة العطالة أرقاما حقيقية تحدد العاطلين عن العمل بالاسم.. والمهنة والمؤهل.. فإن أي خطة تستهدف الحل ستؤسس على منصة قوية للغاية ذات بعدين.. البعد الأول ابتكار وتوفير مصادر الرزق والعمل.. والثاني دقة المقاييس التي تحسب تأثير أي سياسات أو مشروع جديد على أرقام العطالة..
في تقديري رغم أن البعض سيظن أن مثل هذه السياسة والمنهج صعب التحقيق على الأرض ويتطلب درجة أداء إداري من الصنف (باهر ساحر).. إلا أن الواقع يثبت أن ذلك ممكن بقليل من الذكاء والانضباط الإداري.. سأشرح لكم كيف!!

بالله دققوا النظر في العلاقة بين الحكومة (الجهاز التنفيذي) والمواطن.. ستبرز أمام ناظريك مفارقة عجيبة.. في خانة (له) المواطن في نظر الحكومة هو مجموع كلي بأرقام تحدد سكان منطقة أو حي أو مدينة أو قرية.. لكن في خانة (عليه) فالمواطن رقم وطني وبطاقة وفرد.. يدفع عن يد وهو صاغر بمبدأ (كل شاة معلقة من عصبتها)..

السياسة التي يتحدث عنها الوالي محمد طاهر ايلا تجعل كفتي الميزان متعادلتين.. في الحالتين سياسة تعامل مع المواطن في خانة (له) أو (عليه) فهو فرد محسوب بالرقم الوطني المفرد (Unique).. وبالتأكيد تلك هي المعايير الغربية التي جعلت نهج الحكم في الغرب والدول المتقدمة أكثر قدرة في التعبير عن الإنسان في حالتي الحقوق والواجبات.. عندما يشتكي مواطن أمريكي أو بريطاني من خدمة لم توفر له أو أي مظلمة تتعامل معه حكومته وكأنما (كل!!) الشعب اشتكى.. بنفس القدر والأهمية والاهتمام.. بينما في دول العالم المتخلف (حضارياً وإنسانياً) مثلنا فإن الفرد لا يسوى إلا بقدر (إيصال) الرسوم التي يسددها كلما وقف أمام منفذ خدمة حكومي..

في تقديري هذا المنهج هو واحد من أهم عوامل نجاح والي البحر الأحمر في اختراقه السافر للواقع السوداني المزري والخروج بولاية طفرة.. خارج نص المعهود في شظف الفشل السوداني..
ولهذا فعلاً وبكل يقين كتبت هنا قبل أكثر من أسبوع وسميت ما يحدث في ولاية البحر الأحمر بأنه (حالة شذوذ!!!) إداري غير معهود في عقليتنا الإدارية..


[/justify]
أضف رد جديد

العودة إلى ”اخبار السودان“