بين صنعاء والخرطوم
الطائرة اليمنية تستعد لمغادرة مطار الخرطوم إلى صنعاء رحلات عودة المعلمين . رأيت أحد زملائي وعلى كتفه طفل غريب . استطلعت الخبر . عرفت ان الطفل لمعلم سوداني والدته مسافرة معنا بنفس الطائرة ، وزوجها في انتظارها . أخذت منها البيانات الخاصة بزوجها . في صنعاء وصلنا صباحًا . نزلنا فندق عدن بدعوة من أحد مسؤوليه - طالب يمني تتلمذ علي أيدينا بالسوكي - والده
يمني مقيم بالسودان . الطالب قام بالواجب وبالزيادة . تعرفت في البعثة التعليمية السودانية بصنعاء على
معلم أكبر منا سنًا ، عندما كنت أكتب إعلانًا للمعلم ليحضر لمقابلة عائلته حيث حضرت قبل يوم من موعد
تفويجها . ذهب معي المعلم الشيخ لأن أم الطفل قريبته .. ومن عدن أبلغنا المدرس بوصول أولاده ،فجاء
والتقى الشمل . وبقى اليمني في خاطري رمزًا لاحترام المعلم السوداني . أحطت صديقنا عبر برقية بما
صنعه ابنه معنا .. فرد : لولم يفعلها لما كان سودانيًا .. وفي الرياض فاجأني شاب يمني بأنني بدأت أول
درس عندهم بتلاوة آية الكرسي وكان هو القاريء . أصر أن يدفع عني أجرة الليموزين لكنني رفضت
لأنني الأب وهو الابن . قال أنت معلمنا والسودان رأيناه من خلالكم في تعز 88/1996م .لحظتها عرفت
منزلة المدرس السواني المغترب .