كن عند أبواب الحضور ..
وان تشاء فلا تكن ..
دعنى أُغبَّــــرُ فى سبيلك .. يا أنا ..
قلبا يحاذر أن يجوب
ولأن هذا الشوق بات الآن أعتى ما أخاف ..
رجعت ليلا كالغريب ..
وحدى أنا ..
أدرى بأن الشوق حين تكون سيده ووجهته..
عجيب ..
شوق يصادر هذه الدنيا ..
و يختصر المسافة ..
يشعل الأنحاء بركانا ..
فيحترق اللهيب ..
شوق يلح ولا يحاور ..
يدّعى ألاّ سِواه .. فأستجيب
يا كل هذا القلب
يا حلما يحاصرنى نهارا
يا صفى الروح
يا بوابة تفضى الى غير الهروب
أو ما رجوتك حينما حان الرحيل
أن اتئـــد ..
عنى تنحى .. لا تطل علىً من كل الدروب
أوما تعاهدنا هنا ..
الاٌ تلوح بمقلتى
الاَ تقيم بمهجتى
الاَ تحدد وجهتى .. حتى أؤوب
فلم تسائل كل من ألقى
عن الوهج الغريب بمقلتى يبدو
و عن رجل غريب
ولمَ قفزت الى فمى
لما هممت بأن أقول
حرفا بكل قصيدة
وقُبيل كل مقالة ..
وبُعيد كل حكاية نغما طروب
ولمَ رأيتك حينما ضحك الصغار
وحينما لاح النخيل .. وحين ثار النيل ..
كيف طلعت فى شفق الصباح
وكنت فى شفق الغروب ؟؟
شىء عجيب يا أنا
شىء عجيب
توقيع انك لن تلح علىً
ما جفت صحائفه ولا رفع القلم
لم توف بالعهد الجديد و لا القديم ولم ولم
يا منتهى شوقى
ويا كل الجراحات التى برئت
ويا كل التى تهب الألم
من أى أسباب السماء هويت نحوى
مثلما النجم البعيد
فأنا انتبذت من المكان قصيه
خبأت وجهى .. وامتنعت عن القصيد
وسلكت وعر الدرب ليلا
واهتديت بأنجم أفلت
وغيرت الصوى طراً
وعدلت النشيد
كيف اهتديت الىٌ كيف
وبيننا بحران يصطخبان
آلاف من الاميال صحراء وغابات وبيد ؟؟
أتراك كنت حقيبتى
أم بين أمتعتى دخلت
أم اختبأت هناك فىٌ
دما يسافر للوريد من الوريد
عجبى اذن
ان كنت لن انفك من قيد تكبلنى به
ان كنت أمضى كى أعود
عجبا أذن
ان كان هذا القلب قد بايعته ملكا علىٌ
فباعنى رغمى
ويفعل ما يريد
أنا لن أسافر مرة أخرى
لتسبقنى و يفضحنى الشرود
أنا لن أحاول حيلة أخرى
مع رجل يغافل كل ضباط المطارات القصية
و المحطات القريبة و البعيدة
عابرا متجاوزا كل الحدود
أنا لن الاحق مهرجان العيد
بعد العام هذا
اذا بغيرك لم يكن فى الكون عيد.....
لشاعر السوداني محيي الدين فارس احد الذين وضعوا اقدامهم راكزة في ساحة الشعر العربي منذ ان كان طالبا في دار العلوم بالقاهرة وزامل كثيراً من الاسماء هناك .
ومحي الدين فارس صوت شعري اعلن عن نفسه منذ ان كان طالبا في الثانوي بالاسكندرية عندما هاجرت اسرته الى هناك من موطنها في اقصى شمال السودان .
بدأت الاتجاهات الجديدة في القصيدة العربية من حيث الشكل والمضمون وعندما انطلقت دعوات الواقعية الاشتراكية في الادب العربي كان محي الدين فارس احد فرسان الحلبة وفي لحظة انتقال القصيدة العربية من العمود الى شعر التفعيلة كان محي الدين فارس من اول المجددين وفي ظل هذا التجديد كان فارس حارسا للعربية في جزالة المفردات وصحيح اللغة
رحم الله شاعرنا محي الدين فارس واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء....
بالامس رحل شاعرنا الكبير محي الدين فارس وهو الذي ازجي بلادنا بملاحمه الشعريه والذي تغني له فناننا القدير حسن خليف العطبراوي بقصيدته لا لن احيد
شاعرنا محي الدين فارس
ولد فى عام 1953 فى مدينة ارقو – الولاية الشماليه · اتم دراسته الابتدائيه والمتوسطه والثانويه بمدينة الاسكندريه والجامعه بمدينة القاهرة. · عمل محاضرا بكلية بخت الرضا ومفتشا فنيا فى تعليم ود مدنى وهو الآن متفرغ لانتاجه الادبى · غطى منذ الخمسينات مساحه كبيره فى الساحه الشعرية ونشر شعره منذ وقت مبكر فى الصحف والمجلات · ورد اسمه فى معجم البابطين للادباء العرب المعاصرين · شارك فى العديد من المهرجانات العربيه والمحليه · من دواوينه – الطين والأظافر – نقوش على وجه المفازه – صهيل النهر – قصائد من الخمسينات – القنديل المكسور –تسابيح عاشق وقريبا – الشمس تشرق من جديد.
لا لن أحيد
[grade="8B0000 FF0000 FF7F50"]أنا لست رعديداً يكبل خطوه ثقل الحديد
وهناك أسراب الضحايا الكادحون العائدون
مع الظلام من المصانع والحقول ملئوا الطريق
عيونهم مجروحة الأغوار ذابلة البريق يتهامسون
وسياط جلاد تسوق خطاهم ما تصنعون
يجلجل الصوت الرهيب كأنه القدر اللعين
تظل تفغر في الدجى المشئوم أفواه السجون ويغمغمون
نحن الشعوب الكادحون
وهناك قافلة تولول في متاهات الزمان وبلا دليل
عمياء فاقدة المصير تمشى الملايين
الحفاة العراة الجائعون مشردون
في السفح في دنيا المزا بل والخرائب ينبشون
والمترفون الهائمون يقهقهون ويضحكون
يمزقون الليل في الحانات في دنيا الفتون
والجاز ملتهب يضج حياله نهد وجيد
موائد خضراء تطفح بالنبيذ والورود
لهف من الشهوات يجتاز المعالم والصدور هل يسمعون ؟
صخب الرعود صخب الملايين الجياع
يشق أسماع الوجود ؟ لا يسمعون !!!
إلا شهوات حياتهم وكأنهم صم الصخور
وغداً نعود حتماً نعود
للقرية الغناء للكوخ الموشح بالورود
نسير فوق جماجم الأسياد مرفوعي البنود
تزغرد الخالات والأطفال ترقص والصغار
والنخل والصفصاف والسيال زاهر الثمار
وسنابل القمح المنور بالحقول وبالديار
لا لن نحيد عن الكفاح [/grade]
[grade="8B0000 FF0000 FF7F50"]كنا نحدق في فراغات الزمان
وتأكل الصحراء أوجهنا
وتذرونا الرمال.. على الرمال
نجري.. ونقتحم اللظى. ونموت في المنفى
.. تبعثرنا الجبال.. على الجبال
تتقيأ الدنيا أَظِلّتَنا..
فنركض في مناكبها.. هياكل..
ترتقي جبل الهموم.. بلا ظلال
ونخيلنا ما لقَّحته الريح.
ما ألقت جدائله على كتف الجزيره
والنهر مسلول الجوانح. ما به شبق.. ولا زبد
فقد نسيت أواذيه ترانيم (الدميره)
تخبو مصابيح الخيام
تموت ثرثرة النهيرات الصغيره
قابيل ثانيةً يحاول قتل هابيل
فتنتفض القبيلة والعشيره
والنمل يخرج من مغارات الجبال مهاجراً
يعلو.. ويهبط في النتوءات الخطيره
وحدي.. أصد الليل
يُفلت من يدي, ويطل منه الوحش
تزحمني, الأعاصير. المغيره
قابيل ما هشَّت لك الأبوابُ
ما ضحكت لمقدمك المماشي
والممراتُ المضيئه
بيني.. وبينك عالم الظلمات
سبعة أبحر سود ودورات الفصولْ
هدأت طبول الغاب لكنْ في دمي صخب الطبولْ
غاصت عيوني في مغارات الضباب
تغربل الدنيا وترصد في البعيد مصادم الأشياء..
عند مخاضها.. ومغارب الأضواء في ثبج الأصيل
قابيل ثانية يحاول قتل هابيلٍ..
وقد غنى له الشعراء في عرس الضحايا
أشعل حرائقك اللعينةَ
فالرياح تمد ألسُنها
تسافر باللظى المجنون
تلتهم الضحايا
صدئت هنا الكلمات..
زَيْفٌ أيها الشعراء أضرحةُ العبارات الخُواء
السيل جاء
الموت جاء
هدرت مواويل البحار الهُوج
تقتلع النبات الرخو.. تلتهم الغثاء
يا أيها الموتى زجاج الموت أعينكم
ترى شبح الفناء
فتحتفي بالقادمين على توابيت الدماء [/grade]
[grade="8B0000 FF0000 FF7F50"]أخذت تهامسني ممرات الحقول
وشبك الصفصاف أذرعه
يصد حرارة الرمضاء عنى
تتبخر الأحزان مني حين اذرع دربها نخلا
وأسقيها قرابيني وفنى
فتعيدني لطفولتي..
وتعيد لي الوتر المغني
وتمدني بعصارة النبت الجديد
تقيلني من عثرتي... وتزود عني
تخضر آلاف الخلايا في تضاعيفي
وينمو البرعم الغافي بأعماقي
ويزهر كل غصن
الآن اخرج من شبابيك الدجي
لاغيب في المجهول
أمرق من إسار الطين
أمرق من كوي الإزمان
تشربني السماء
لأعود للنبع الالهي المضاء
وصحوت تملأني ارادات الحياة..
تقيلي لقضائه
في كل منعطف أجن
ومضيت أرسم للحياة طريقها
وأعيد ترتيبي وأبني
وإقيم للدنيا سرادقها
واغسل شرفة الالهام
... بالمطر المغني
اعددت اشيائي
وريشاتي... ولوحاتي... وفني
وجلوت أوتاري نفضت غبارها
وملأت دني
وحسبت اني
قد نجوت من الهجير
ومن عذاباتي وحزني
وزجرت نفسي
ما لذى اغراك بالدنيا؟
وماهي بالمقر المطمئن
ان اقبلت او ادبرت
سيان عندك في التجني
وواريت نفسي وهي بالايمان صامدة
وفي الظلماء أنواء وعصف
تتناسل الأهوال من حولي
وصبري ماله حد ووصف
فلم التوقف في محطات الزمان
وحولنا للنهر عزف!!
من نحن؟
نحن كنخلة خضواء في الوادي تزف
تعطي... ومابخلت
وكل عطائها للناس وقف
ستظل واقفة
الي ان تسقط الأوراق منا.. أو تجف
الشمس تشرق كل يوم من جديد والحياة
هديرها الموار فينا لايكف
تجري كما الانهار
ان طبيعة الانهار أن تجري
تشق طريقها
لاتستدير ولاتلف!!
فابدأ حياتك بالكفاح وعش
علي أمل جديد
الشمس تشرق من جديد
والفجر يضحك من جديد
واغسل ضلوعك باليقين
وبالبشاشة.. والنشيد[/grade]
[grade="8B0000 FF0000 FF7F50"]مهشمة كانت الذاكرة
وبيت المشيمة عند المخاض.. غدا مقبرة
وقابلة الليل قد حاصرتها
يدُ الريح.. في الظلمة الممطرة
وحدَّثتُ عرافة الغاب..
أين طقوس الولادة ?
باب المذابح .. ما ضمخته دماء الكباش الجميلة
أين بساط الولائم?
وانطفأت.. أعين المجمرة
على عتبات المدينة
طنَّ السكون.. وفاح كلام الظلام..
العصور الجديدة تولد
تبرح بوابة الدير.. عرافة الغاب
تنزل من جبل الصمتْ
وتشعل في الليل كل القناديل
تفرش بالضوء كل العشايا
يقوم الضحايا
ملابسهم أرجوان.. وأعينهم تتحدى الرزايا
تقول النبوءة:
يأتي على فرس أدْهمٍ
يسبق الضوء..
يخترق الريح..
يدَّرعُ الليل
يفتح بوابة العصر..
ينسج وجه الهويه
ينزع جلد المرابين
يكنس قشر الكلام.. يغني
تصادره الشمس
ثم يصادر هودجها الذهبيَّ
ويجدل من شعرها مقصلة
ويفتح أبوابنا المقفلة
لمحتك في زَبدِ النار ياقوتة
رضعَتْ من حليب الشموس..
ارتوت من رحيق الحضارات
واتّكأت في جبين الزمان...
اللصوص اختفوا تحت شباكها
ثم مدوا على عجل
سُلَّمات الصعود
فجرِّد حسامك..
كل الحوارات أطروحة لم تتم
وسفسطة ما تزال
وكل الطواغيت مشغولة بالطواغيت
واللابسون رداء الكهانات
كالبوم... فوق طلول الزمن!!
وقد حمحمت في البحار السفن
دعيني
فللبحر.. رائحة منعشة
وقد حمحمت سفني للرحيل
وصفقت الريح في الأشرعة
فهذي المدينة تأكل أبناءها
ثم تنسَلُّ..
تقبع في الظلمة الموحشة [/grade]