¤©§][ " إلا الحبيب يا عباد الصليب " ][§©¤

يشمل المواضيع والمشاركات الاسلامية

المشرف: بانه

أضف رد جديد
زوول زط
مشاركات: 70
اشترك في: الثلاثاء 2008.3.18 9:01 pm
مكان: جدة

¤©§][ " إلا الحبيب يا عباد الصليب " ][§©¤

مشاركة بواسطة زوول زط »

بسم الله الرحمن الرحيم


إخواني وأخواتي الكرام برغم عظم ما قام به تجار البقر من سخرية

واستهزاء بخير البشر وما سبقهم به أهل ملتهم من إهانة لكتاب الله

سبحانه ودستور حياتنا إلا ان هذه الضربات أدت الى استيقاظ المارد

الإسلامي النائم والقلوب الغافلة اللاهية واصبح الجميع صغارا وكبارا

يردد في مشارق الأرض ومغاربها " إلا رسول الله " و كأن لسان حال

الجميع يقول :

ان هجماتكم ما زادتنا إلا حبا في نبينا صلى الله عليه وسلم ..

لذلك نصره لنبينا صلى الله عليه وسلم يجب أن نسخر أقلامنا في

الدفاع عنه وإبراز جميع نواحي شخصيته الفذة وحقيقة دوره في

بناء هذه الأمة المحمدية وفي هذا الموضوع ستكون لنا عدة وقفات

نتعرف فيها على جوانب من حياة نبينا صلى الله عليه وسلم نصرة

للحبيب من عباد الصليب ..




الوقفة الأولى " المصطفى "


لقد كان صلى الله عليه وسلم خيار من خيار ، فلقد اصطفى اللـه

سبحانه من البشرية الأنبياء واصطفى من الأنبياء الرسل واصطفى

من الرسل أولى العزم واصطفى من أولى العزم محمد صلى الله عليه

وسلم وفضله على جميع خلقه ، فهو أفضل الخلق منزلة وأرفع الناس

ذكرا في الدنيا والآخرة ، وأكثر الأنبياء أتباعا يوم القيامة .

ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا وخُلقا وألينهم كفا ،

وأطيبهم ريحا ، وأكملهم عقلا ، وأحسنهم عشرة ، وأعلمهم بالله وأشدهم

له خشية ، وأشجع الناس ، وأكرم الناس ، وأحسنهم قضاء ، وأسمحهم

معاملة ، وأكثرهم اجتهادا في طاعة ربه ، وأصبرهم وأقواهم تحملا ،

وأشدهم حياء ..

لا ينتقم لنفسه ، ولا يغضب لها ، ولكنه إذا انتهكت حرمات الله ، فإنه

ينتقم لله تعالى ، وإذا غضب الله لم يقم لغضبه أحد ..

والقوي والضعيف ، والقريب والبعيد ، والشريف وغيره عنده في الحق

سواء ..

ما عاب طعاما قطا إن اشتهاه أكله ، وإن لم يشتهه تركه ، ويأكل من الطعام

المباح ما تيسر ولا يتكلف في ذلك ..

يقبل الهدية ويكافئ عليها ، ويخصف نعليه ويرقع ثوبه , ويخدم في مهنة

أهله , ويحلِب شاته , ويخدِم نفسه ..

كان أشد الناس تواضعا ، ويجيب الداعي ، من غني أو فقير ، أو دنيء

أو شريف .

كان يحب المساكين ويشهد جنائزهم ويعود مرضاهم ، ولا يحقر فقير

لفقره , ولا يهاب ملكا لملكه , وكان يركب الفرس , والبعير , والحمار ,

والبغلة , ويردف خلفه , ولا يدع أحدا يمشي خلفه .

خاتمه فضة وفصه منه , يلبسه في خنصره الأيمن وربما يلبسه

في الأيسر ..

كان يعصب على بطنه الحجر من الجوع ، وقد آتاه الله مفاتيح خزائن

الأرض ، ولكنه اختار الآخرة ..

كان يكثر الذكر ، دائم الفكر ، ويقل اللغو ، ويطيل الصلاة ، ويُقصر

الخطبة ، ويحب الطيب ولا يرده ، ويكره الروائح الكريهة ..

كان أكثر الناس تبسما ، وضحك في أوقات حتى بدت نواجذه ،

ويمزح ولا يقول إلا حقا ، ولا يجفو أحدا ، ويقبل عذر المعتذر إليه ..

كان يأكل بأصابعه الثلاث ويلعقهن ، ويتنفس في الشرب ثلاثا

خارج الإناء ..

كان يتكلم بجوامع الكلام ، وإذا تَكلم تكلم بكلام بَين فصل ، يحفظه

من جلس إليه ، ويعيد الكلام ثلاثا إذا لم تفهم حتى تفهم عنه ، ولا

يتكلم من غير حاجة ..

وقد جمع الله له مكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال ، فكانت معاتبته تعريضا

وكان يأمر بالرفق ويحث عليه ، وينهي عن العنف ، ويحث على العفو

والصفح ، والحلم ، والأناة ، وحسن الخلق ومكارم الأخلاق ..

كان يحب التيامن في طهوره وتنعله ، وترجله ، وفي شأنه كله ، وكانت

يده اليسرى لخلائه وما كان من أذى ، وإذا اضطجع اضطجع على جنبه

الأيمن ، ووضع كفه اليمنى تحته خده الأيمن ، وإذا عرس قبيل الصبح

نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه ..

كان مجلسه مجلس :

علم ، وحلم ، وحياء ، وأمانة , وصيانة , وصبر , وسكينة ,

ولا ترفع فيه الأصوات ، ولا تنتهك فيه الحرمات ، يتفاضلون

في مجلسه بالتقوى ، ويتواضعون ، ويوقرون الكبار ، ويرحمون

الصغار ، ويؤثرون المحتاج ، ويخرجون دعاة إلى الخير ..

كان يجلس على الأرض ، ويأكل على الأرض ، وكان يمشي مع الأرملة

والمسكين ، والعبد ، حتى يقضي له حاجته ، ومر على الصبيان يلعبون

فسلم عليهم ، وكان لا يصافح النساء غير المحارم.

كان يتألف أصحابه ويتفقدهم ، ويُكرم كريم كل قوم ، ويقبل بوجهه

وحديثه على من يحادثه ، حتى على أشر القوم يتألفهم بذلك ، ولم يكن

فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا ، ولا يجزي بالسيئة السيئة بل يعفو

ويصفح ويحلم ، لم يضرب خادما ولا امرأة ولا شيئا قط , إلا أن

يجاهد في سبيل الله تعالى ..

ما خير بين شيئين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما , فإن كان إثما

كان أبعد الناس عنه.

جمع الله سبحانه له كمال الأخلاق ومحاسن الشيم وآتاه من العلم والفضل

وما فيه النجاة والفوز والسعادة في الدنيا والآخرة ما لم يؤت أحدا من

العالمين , وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب , ولا معلم له من البشر ، واختاره

الله سبحانه على جميع الأولين والآخرين ، وجعل دينه للجن والناس

أجمعين إلى يوم الدين .
أضف رد جديد

العودة إلى ”قطاف إسلامية“