تاريخ السودان

يهتم هذا القسم بكل المعلومات عن وطننا الحبيب .

المشرف: بانه

صورة العضو الرمزية
حزن السنين
مشاركات: 4294
اشترك في: الأحد 2006.12.3 11:05 am
مكان: ~ معبد الاحزان ~
اتصال:

تاريخ السودان

مشاركة بواسطة حزن السنين »

[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]تاريخ السودان

يقع السودان بين غرب أفريقيا ودول الشرق مع إتصاله بالبحر الأحمر وإحتلاله شطراً كبير اً من وادى النيل وكونه يربط بين أُروبا ومنطقة البحر المتوسط وأواسط أفريقيا جعله في ملتقي الطرق الأفريقية . وعلي إتصال دائم بجاراته. فنشأت علاقات تجارية وثقافية وسياسية بين مصر والبلاد السودانية منذ الأزل ، وكان قدماء المصريين يسمونه" أرض الأرواح " أو " أرض الله " عندما بهرتهم خيراته.
سكن إنسان الجنس الزنجي السودان في العصور الحجرية ( 8000ق م - 3200 ق م). واتخذ أول خطوانه نحو الحضارة . ومن الجماجم التى وُجدت لهؤلاء الناس يتضح أنهم يختلفون عن أى جنس زنجي يعيش اليوم . وكان سكان الخرطوم القديمة ، يعيشون على صيد الأسماك والحيوانات بجانب جمع الثمار من الأشجار . أمـا سكان الشهيناب بالضفة العربية للنيل . فيختلفون عن سكان مدينة الخرطوم القديمة ، ولهذا تختلف أدواتهم الحجرية والفخارية ، وكانت حرفتهم الصيد . وقاموا بصناعة الفخار و إستعمال المواقد والنار للطبخ . وبلاد السودان منذ سنة 3900ٌ ق.م. كان العرب يطلقونه علي المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا الممتدة من المحيط الأطلنطي غربـاً إلي البحر الأحمر والمحيط الهندي شرقـاً. وحاليا السودان يقع جنوب مصر في الجزء الأوسط من حوض النيل (سودان وادى النيل).
وسكانه خليط من عناصر مختلفة نزحت إليه من دول الجوار. فالجنوب يقع داخل نطاق العناصر الزنجية وبالشمال توجد سلالة قوقازية.وفي عهدي الدولة الوسطي بمصر و الدولة الحديثة أحتل المصريون جزءاً من السودان كان يطلقون عليه كوش. و أصبحت اللغة الفرعونية هي اللغة الرسمية. ولاسيما بعدما طرد "أحمس مؤسس الأُسرة 18 الهكسوس من مصر. فاتجه إلي بلاد النوبة نحو السودان. وتم الإخضاع التام للسودان في عهد "تحتمس الثالث" عندما إحتله حتي الشلال الرابع. وإستمر الإحتلال لمدة ستة قرون . إعتنق السودانيون خلالها الديانة المصرية وعبدوا ألهتها وتثقفوا بثقافاتها حتي اصبح السودان جزءاً لا يتجزأ من مصر . وكان ملوك الدولة الحديثة يعينون نوابـاً عنهم لإدارة السودان، لإستفادة مصر من موارده وثرواته كالذهب وخشب الأبنوس و سن الفيل و العطور و البخور و ريش النعام و الفهود وجلودها و الزراف و كلاب الصيد والماشية . ولكن بعد إنقطاع الصلة بينهما تلاشت معرفة السودانيين باللغة المصرية ولاسيما أثناء مملكة كوش النوبية حيث ظهرت اللغة الكوشية . وكانت لغة التفاهم بين الكوشيين قبل ظهور الكتابة المروية نسبة لمدينة مروي التي تقع غلي الضفة الشرقية للنيل شمال قرية البجراوية الحالية. و كانت عاصمة للسودان ما بين القرن السادس ق.م. والقرن الرابع ميلادى. وكانت الحضارات المصرية قد أثرّت في أهل السودان. عندما إزدهرت تجارة الصمغ والعاج والبخور والذهب بين الجزيرة العربية وبين موانئ مصر والسودان والحبشة. وكانت للسودان علاقات مع ليبيا و الحبشة منذ القدم . وفي الأثار السودانية كانت مملكة مروي علي صلة بالحضارة الهندية في العصور القديمة. واحتلت مصر أجزاء من السودان في عهد الدولة المصرية الوسطى التي قامت بإحتلال معظمه حتي الشلال الخامس ولاسيما في عهد الدولة الحديثة ، وإنتفع المصريون بثرواته ونشروا ثقافاتهم ودياناتهم ،وأثرّت الحضارات المصرية في أهل السودان عندما أصبحت بلادهم إقليما من أقاليم مصر . وكان الإغريق يسمون البلاد الواقعة جنوب مصر " أثيوبيا وقال هوميروس عنها أن الألهة يجتمعون في السودان في عيدهم السنوي . وقال ديودورس " أن السودانين أول الخلق علي وجه البسيطة ، وأنهم أول من عبد الألهة وقدم لها القرابين ، وأنهم من علّم المصريين الكتابة.

السودان في التاريخ القديم
يبدأ التاريخ الموثق عن السودان من حوالي 50 قرناً أي خمسة آلاف سنة، ومصادر هذا التاريخ :
النقوش الفرعونية في مصر وبعض جهات السودان. الهياكل العظمية في المقابر الفرعونية والمصرية والتي تعود للأصل الزنجي و الحامي. المعدات النحاسية كالإزميل ، وحبات الخرز في السودان بالإضافة إلى العاج وريش النعام في مصر مما دل على وجود تبادل تجاري بين البلدين. في سنة 2750 ق.م هاجم الملك ( سنفرو ) السودانيين وحاربهم وهزمهم رغم استماتتهم في الدفاع بالقسي والنبال، وبلغ عدد أسراه 7000 من الرجال والنساء وكذلك حصل على 200.000 رأس من البقر والضأن. منذ ذلك التاريخ ارتبط التاريخ السوداني بالتاريخ المصري. ومن أشهر الحكام المصريين في السودان الملك ( يونا ) 2423 ق.م. الذي اشتهر بالعدل وحسن الإدارة بالإضافة إلى فتوحاته في السودان كما اهتم بتيسير التجارة والتبادل حتى كثر تصدير العاج ، ريش النعام ، العطور ، اللبان والخشب لصناعة السفن.ويذكر أن الرحالة ( حارخوف ) تجول في الأراضي السودانية حتى وصل إلى أعالي النيل جنوبا وإلى أقاصي الغرب وحمّل قافلة بمختلف محصولات تلك البلاد النائية مما فتح سبيلاً جديداً بين البلدين. فأصبح السودان بعد ذلك ذا أهمية لمصر إذ أضحى مصدراً للذهب الذي عشقه ملوك وفراعنة مصر. ومن الجدير بالذكر أن العلاقات المصرية السودانية ازدادت وكثر التزاوج بينهم ، وتفيد المخطوطات التاريخية أن عائلة الأمير ( أمنمحات = ) كانت مزيجاً ، وأن الوزير ( أمنحوتب ) كانت تجري في عروقه الدماء النوبية. أما في الطبقات الأخرى فمن المحتمل أن يكون التزاوج وصل حداً أبعد من ذلك. في غضون الحقبة التاريخية من 3000 ق.م وحتى 900ق.م توثقت العلاقات الاجتماعية والسياسية وحتى من النواحي الإدارية فقد كان النظام المصري هو النظام السائد في تقسيم المناطق وحامياتها وكان هناك الموظفون ومعظمهم من المصريين وقليل منهم من السودانيين، كما تركت القبائل السودانية تحت زعامة ملوك العشائر ولكن محاولاتهم للانفصال عن مصر كانت تقاوم بشدة. ولجأ المصريون إلى حمل أبناء الزعماء السودانيين إلى مصر كرهائن حيث وجدوا مكانة عالية ونشأة كأمراء المصريين بالإضافة إلى التعليم.

في القرن العاشر ق.م بدأت مصر بالاضمحلال فانتهز السودانيون الفرصة واستقلوا عنها، واصبحوا ملوك النوبة وازدادت سلطتهم تدريجياً وتولوا رعاية الإله المصري آمون ، ثم اعتبروا أنفسهم مسؤولين عن البلاد بين البحر المتوسط و أواسط السودان.

وكان من أهم ملوك السودان في عهد استقلاله الملك ( بعانخي ) الذي حكم السودان سنة 751 ق.م. وكان متأثراً بالحضارة المصرية كما كان يدين بديانة آمون. وقد سعى إلى ضم مصر إلى مملكته في السودان فأرسل حملة قوية حوالي سنة 730ق.م على إثر أنباء الفوضى التي دبت في مصر كما ورد إليه أن الملك (تافنخت) – أحد ملوك الدلتا – جهز جيشاً لطرد السودانيين فأرسل إليه (بعانخي) جيشاً قوياً حتى تحصن (تافنخت) في إحدى المدن فخرج إليه (بعانخي) من العاصمة السودانية ( نبتة ). حتى وصل إليه وحاصره بجيوشه لثلاثة أيام ، فتمكن منه فدانت البلاد من نبتة جنوبا إلى البحر المتوسط شمالاً للملك (بعانخي). كان الحكم السوداني عهد رخاء وسلام للبلدين عاش فيها ملوك السودان كالملوك والفراعنة المصريين حتى أن دفنهم كان يجري على الطريقة الفرعونية داخل أهرام ولكن هذه الأهرام أصغر حجماً من تلك الموجودة في مصر، ولا تزال بعض هذه الأهرامات موجودة حتى يومنا الحالي.

استمر الحكم السوداني في مصر مدة 80 عاماً. وانتهى على أيدي الآشوريين الذين استولوا على مصر بعد عدة معارك كان النصر فيها سجالا. عقب تلك الفترة انتقلت العاصمة إلى مروي نسبة إلى قربها من السهول والحاصلات الزراعية و الثروة الحيوانية وكانت ملتقىً تجارياً هاماً بين شرقي السودان وبقية أرجاءه. ازدهرت مروي في القرن الثالث ق.م ازدهاراً شديداً حتى أن اليونان اعتبروها من مصادر الحضارة المصرية. واتسعت مروي وكثرت مبانيها وعرفت عند أهلها الكتابة للغتهم الأصلية، إلا أن طلاسمها لم تفك حتى الآن. ازدهرت العلاقة بين السودان واليونان في تلك الحقبة حتى حاول اليونان التغلغل في الأراضي السودانية في إطار توسعهم في الحكم، إلا أن السودانيين ردوهم على أعقابهم وحافظوا على استقلالهم السياسي. وفي أواسط القرن السادس الميلادي تنصر ملوك النوبة عقب الحملات التبشيرية المرسلة من مصر ،،،[/grade]
صورة العضو الرمزية
ود القبائل
مشاركات: 152
اشترك في: الأحد 2006.11.26 10:37 am
مكان: في حدقات العيون

رد: تاريخ السودان

مشاركة بواسطة ود القبائل »

تسلم يا حبيبنا
على هذه المعلومات
صورة العضو الرمزية
حزن السنين
مشاركات: 4294
اشترك في: الأحد 2006.12.3 11:05 am
مكان: ~ معبد الاحزان ~
اتصال:

رد: تاريخ السودان

مشاركة بواسطة حزن السنين »

مشكور يا ود القبائل علي المرور و التعقيب و الي الامام
صورة العضو الرمزية
نورا
مشاركات: 117
اشترك في: الأحد 2006.12.24 10:23 am

رد: تاريخ السودان

مشاركة بواسطة نورا »

ايست اور ويست
سودان إز ذا بيست
ثانكس
صورة العضو الرمزية
حزن السنين
مشاركات: 4294
اشترك في: الأحد 2006.12.3 11:05 am
مكان: ~ معبد الاحزان ~
اتصال:

رد: تاريخ السودان

مشاركة بواسطة حزن السنين »

مشكورة يا نورا علي المرور
صورة العضو الرمزية
ابوبكر
مشاركات: 719
اشترك في: الاثنين 2007.2.12 1:20 pm
مكان: السودان

رد: تاريخ السودان

مشاركة بواسطة ابوبكر »

الحقيقة أخي الكريم أود أن اشير الى نقطة هامة جداً وهي الفرضية بل الحقيقة التي يجب علينا أن نثبتها وأن نساهم في تصحيح مفاهيم الناس عنها وهي أن الحضارة انتقلت من جنوب وادي النيل الى شماله أي ان منبع الحضارة القديمة في وادي النيل هو بلاد النوبة أو المنطقة الممتدة من جنوب الخرطوم الى جنوب مصر كما هو الحال في جميع انحاء العالم نجد أن الحضارات انتقلت من الجنوب الى الشمال ، عليه فأن انسان السودان القديم هو متحضر قبل الفراعنة بالوف السنين الممتدة في عمق التاريخ .
صورة العضو الرمزية
حزن السنين
مشاركات: 4294
اشترك في: الأحد 2006.12.3 11:05 am
مكان: ~ معبد الاحزان ~
اتصال:

الثورة المهدية ..!!!

مشاركة بواسطة حزن السنين »

ولد السيد محمد احمد بن عبد الله المهدى في لبب إحدى الجزر المجاورة لدنقلا في 1844، كان شغوفاً بالعلم الشرعي منذ صغره، رغم أن والده وإخوانه اشتغلوا ببناء المراكب، فالتحق بعدة خلاوي بدأها بكرري ثم الخرطوم ومن ثم عاد إلى الشمالية ، وضع محمد احمد رغم حداثت سنه أسسا للحياة وكان يحاسب نفسه في كل صغيرة وكبير فنشأ هكذا حتى إذا ما بلغ شبابه تاقت نفسه إلى التصوف، فالتحق بأحد شيوخ الطريقة السمانية (محمد شريف نور الدائم) في 1861، وعمل على الالتزام بنهج المصطفى في كل صغيرة وكبير فكان يحمل الحطب لأصحابه كما عاونهم في حمل اللبنات عند البناء وكان كثير التهجد والبكاء حتى عجب منه شيخه وزملائه، وامتلأ قلبه إيماناً وورعا ونسكاً فرضي عنه شيخه فمنحه الأستاذية بعد 7 أعوام من الدراسة، بعد ذلك انتقل محمد احمد إلى الجزيرة أبا فوجد فيها غاراً فالتجأ إليه وأخذ يتعبد الله في هذا الغار وبعد أن أخذ نصيبه من الخلوة والخلود لذكر الله جعل وقته للتعليم فاشتهرت مدرسة ذلك الشاب الورع وحمل الناس إليه الهدايا لينفقها على تلامذته وتبركوا بزيارته وسكنت نفوسهم برؤيته لصلاحه وتقواه. لم تنقطع صلات محمد احمد بشيخه محمد شريف فكان يزوره كلما سنحت الفرصة وفي إحدى زياراته رآه يسمح للنساء بتقبيل يده فهاله الأمر وأفصح عما في ضميره طالبا منه الاعتراض على تلك العادة، ثم ما لبث أن رأى أستاذه يسمح بالطبل والغناء في احتفال لختان أنجاله، فاعترض عليه فتسبب في حرج لأستاذه فاستشاط الشيخ غضباً على تلميذه، ولم تفلح محاولات محمد احمد في الاعتذار وطلب العفو.

علم محمد احمد أن طريقه إلى إعادة الإسلام إلى سيرته الأولى يتطلب منه أن يحتل مركزاً دينياً مرموقاً فذهب للشيخ القرشي خليفة الطريقة السمانية في ذلك الوقت وجدد البيعة ومن ثم اتجه إلى الغرب يزور رجال الدين هناك وكان الناس يلقونه بالحفاوة فقد عرفوا فيه التقوى والورع. ما لبث الشيخ القرشي قليلا حتى مات فاشترك تلاميذه في دفنه وأقاموا عليه قبة كما جرت العادة في البلاد عندما يموت مشايخ الصوفية، وهناك أثناء الدفن التقى برجل يدعى عبد الله التعايشي، كان عبد الله مأخوذا بشخصية محمد احمد وعلمه وكان هو الآخر مأخوذا بذكاء عبد الله رغم قلة علمه، أصبح الاثنان صديقان وأخذه محمد احمد معه إلى جزيرة أبا وهناك أسر الشيخ إلى تلميذه وصديقه أنه أصبح يرى الرسول وهو يقظان وأنه أخبره أنه المهدي المنتظر كان ذلك في مارس 1881 ما يوافق ربيع الثاني 1298 هـ وكانت نهاية القرن 13 الهجري، كما فعل النبي أخبر المهدي أصحابه وخاصته وأهل بيته وأسر أيضاً إلى خاصة تلاميذه وبايعه تلاميذه على نصرة المهدية ومنذ ذلك الوقت سمي كل من ناصره بالأنصار كما سمى النبي أهل يثرب عندما بايعوه.

رأى المهدي (جرت العادة أن يسمى محمد احمد بالمهدي بغض النظر عن الإيمان بكونه المهدي المنتظر أم لا) أن يجدد زيارته لكردفان وكان يرى فيها خير مكان لنشاط ثورته وهناك أسر لرجال الدين بأمره بدأ المهدي بالجهر لدعوته بعد عدة أشهر وكان يأمر بالجهاد واتباع سنة المصطفى  فكتب إلى كل الفقهاء وزعماء القبائل كما كتب للحكمدار في الخرطوم ونصحه أن يبايع، أرسل الحكمدار أحد معاونيه للمهدي ليتبين الأمر لكن جهوده لم تفلح في أن يوقف الرجل عما بدأه، فهدده بقوة الحكومة لكنه لم يرضخ.
صورة العضو الرمزية
مهند عبد الرحمن
مشاركات: 377
اشترك في: الثلاثاء 2006.12.12 1:36 pm
مكان: السعودية جدة

رد: الثورة المهدية ..!!!

مشاركة بواسطة مهند عبد الرحمن »

اخي حزن السنين كل ما كتبته صحيح والكلام عن المهدي والثورة المهدية يفترض ان يوثق ويمثل كعمر المختار في ليبيا . فكثير من الناس في العالم العربي والغربي يجهلون الثورة المهدية
صورة العضو الرمزية
حزن السنين
مشاركات: 4294
اشترك في: الأحد 2006.12.3 11:05 am
مكان: ~ معبد الاحزان ~
اتصال:

رد: الثورة المهدية ..!!!

مشاركة بواسطة حزن السنين »

مهند لك مني كل الحب و التقدير و الاحترام و مشكور علي مرورك يا باشا ...!!!
صورة العضو الرمزية
هتان
مشاركات: 551
اشترك في: الخميس 2006.11.2 12:59 pm
مكان: التراب الغالي الما ليهو تمن
اتصال:

رد: الثورة المهدية ..!!!

مشاركة بواسطة هتان »

كلام جميل جدا
و بضم صوتي لي صوت عبد الرحمن انو لازم يتوثق في فلم زي فلم انتوني كوينز عمر المختار بالضبط
صورة العضو الرمزية
حزن السنين
مشاركات: 4294
اشترك في: الأحد 2006.12.3 11:05 am
مكان: ~ معبد الاحزان ~
اتصال:

رد: الثورة المهدية ..!!!

مشاركة بواسطة حزن السنين »

هتان مشكور علي المرور و التعقيب ..!!!
صورة العضو الرمزية
sarona
مشاركات: 1776
اشترك في: الخميس 2007.2.15 1:14 pm
مكان: المملكة العربية السعودية

رد: الثورة المهدية ..!!!

مشاركة بواسطة sarona »

لك التحية اخي حزن السنين

خاصة وانا ممن حُرمو من دراسة تاريخ السودان
المملكة درستنا تاريخا ...بحكم المناهج
ومصر درستنا تاريخا... بحكم الاعلام
واخجل من جهلي بتاريخ بلدي
برغم من اني بداءت ببعض ...الكتب
ولكن للاسف سردها ممل بعض الشيء

لك التحية مرة تانية .....
واطمع بالمزيد
ودمت
صورة العضو الرمزية
حزن السنين
مشاركات: 4294
اشترك في: الأحد 2006.12.3 11:05 am
مكان: ~ معبد الاحزان ~
اتصال:

رد: الثورة المهدية ..!!!

مشاركة بواسطة حزن السنين »

sarona
مشكور علي المرور و التعقيب و اعترافك الصريح
لكن ما عيب انوا الواحد يبداء من الصفر و لازم تدرسي التاريخ
و تعريف تاريخ البلد و مدي الحروب التي خاضها الجميع من اجل الاستقلال
ورفع علم السودان عالي
علي العموم لو واجهتك اي مشكلة انا تحت الطلب و مستعد للمساعدة
منير
مشاركات: 180
اشترك في: الأحد 2007.1.28 2:06 pm
مكان: السعودية - الرياض

رد: الثورة المهدية ..!!!

مشاركة بواسطة منير »

رجال في تاريخ بلدي بس مشكلتهم ما خلفوا بعدهم رجال!!
صورة العضو الرمزية
ابوبكر
مشاركات: 719
اشترك في: الاثنين 2007.2.12 1:20 pm
مكان: السودان

رد: الثورة المهدية ..!!!

مشاركة بواسطة ابوبكر »

السودان
تاريخ .... اصالة .......... حضارة
غدٌ واعد ..... امل مشرق
تاريخ كتابه ناصع البياض
سطرت صفحاته بمداد
من دماء الشهداء
واشلاءٍ من جرحى
تمزقت هنا وهناك
لا يمكن لصفحاته
ان يضمها مجلد او فيلم
انما تضمها صدور الرجال الأحرار
السودان عبق من الماضي
ممزوج باشراقات الحاضر

ودمتم
ولكم شكري
صورة العضو الرمزية
ست الكسرة
مشاركات: 21
اشترك في: السبت 2007.2.10 2:09 pm
مكان: امدرمان (حي الروضة )

رد: الثورة المهدية ..!!!

مشاركة بواسطة ست الكسرة »

مشكور يا حزن علي المعلومات المفيدة دي و انا واحدة من الناس و للاسف الشديد
امية في التاريخ شديد ..!!!
بس الاجازة المرة دي طويلة و حجيك عشان تلف معاي كل المتاحف الاثرية
ابتحكي تاريخ السودان ...!!
صورة العضو الرمزية
حزن السنين
مشاركات: 4294
اشترك في: الأحد 2006.12.3 11:05 am
مكان: ~ معبد الاحزان ~
اتصال:

رد: تاريخ السودان

مشاركة بواسطة حزن السنين »

الاعزاء

منير


ابوبكر


ست الكسرة



مشكوين علي المرور


،
صورة العضو الرمزية
asool22
مشاركات: 1783
اشترك في: الجمعة 2007.6.1 1:27 am
مكان: الســـعـــــــوديه
اتصال:

رد: تاريخ السودان

مشاركة بواسطة asool22 »

[align=center]مشكووووور يا الغالي حزن السنين على هذه البوست الرائع .


نوااااااااااصل


صورة


«حرب النهر»..رواية تشرشل «العنصرية» لقصة احتلال بريطانيا للسودان
وصف أهل السودان بأنهم «أعداء الله».. وأقر بأن المهدي قائد الثورة المهدية «أعظم أبطال عصره
لندن: «الشرق الأوسط»


تناول كتاب «حرب النهر» لمؤلفه رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل السياق التاريخي للسودان حين كان خاضعا للسيادة العثمانية ومجيء القائد البريطاني تشارلز غوردون باشا ليكون حاكما للسودان 1875 ـ 1879. وقد صدرت له حديثا ترجمة عن دار الشروق بالقاهرة بعنوان «تاريخ الثورة المهدية والاحتلال البريطاني للسودان» في 471 صفحة كبيرة القطع بقلم السوداني عز الدين محمود.
وحرب النهر المقصودة هي ما يعرفه البريطانيون بـ«معركة أم درمان» نسبة الى العاصمة الشعبية السودانية وما يعرفه السودانيون بـ«معركة كرري» نسبة الى جبل كرري (11 كيلومترا شمال أم درمان) الذي شهد أحداثها في الثاني من سبتمبر (ايلول) 1898. في هذه المعركة انتصرت القوات البريطانية بقيادة هوراشيو كتشينر على قوات الثورة المهدية في عهد عبد الله التعايشي، الذي خلف محمد أحمد المهدي، وبدأ بعدها الاستعمار البريطاني للسودان.
وكان المهدي هو الذي حرر البلاد من الغزاة العثمانيين وقائدهم العسكري الجنرال البريطاني تشارلز غوردون باشا. ويقول المؤلف، حسب عرض مطول للكتاب أوردته «رويترز» أمس، انه في عام 1883 تجمع أكثر من 40 ألف مقاتل تحت علم المهدي الذي رفض الاستسلام للجنرال هيكس ودارت معارك دمر فيها جيش الغزاة. وقتل كل الضباط الاوروبيين بمن فيهم القائد هيكس. كان مقاتلا اكتسب احترام أعدائه الشرسين وأصبح المهدي سيد السودان. ولا يقتصر تشرشل في الكتاب على وصف المعارك العسكرية بل يمتد تحليله لما هو أبعد. اذ يرى مثلا أن هناك علاقة خاصة بين مصر والسودان الذي «يرتبط بمصر عن طريق النيل كالغواص الذي يرتبط بالسطح بأنبوبة الاكسجين. بدونها ليس هناك سوى الاختناق. لا حياة بدون النيل».
ويبدو وصف تشرشل للمهدي جزءا من سلوك المنتصر تجاه بطل عنيد أربك حسابات الامبراطورية البريطانية بعض الوقت حين قاد ثورة أو حركة اجتماعية وعنصرية... قبل عام 1881 لم تكن هنالك أي حركات تعصب في السودان، مشددا على أن المهدي كان السبب المباشر لحرب بريطانيا على السودان كما يقلل أحيانا من شأن انتصارات المهدي ويرجعها الى تخبط أعدائه.
كما يرسم صورة تشكيلية لجغرافيا السودان قائلا ان النيل يجري في الصحراء «كخيط من الحرير الازرق يسبح على مجرى بني هائل. وحتى هذا الخيط ينقلب لونه الى بني غامق كل نصف عام»، مشيرا الى أنه في سرد قصة حرب النهر فان النيل له اليد الطولى وأنه سبب الحرب «ومن خلاله نحارب وهو النهاية التي نرغبها».
ويقع الكتاب في 471 صفحة كبيرة القطع. ويشيد مترجمه في مقدمته بموهبة تشرشل الادبية ويعتبر كتابه «درة في جبين الادب الانجليزي». لكنه يشير الى وجود روح التشفي والسخرية التي دفعت تشرشل الى عدم التوقف أمام انتصارات رجال المهدي في حين يسهب في وصف انتصارات الغزاة البريطانيين.
ووصف محمود ترجمة الكتاب بأنها عمل وطني مهم لكنه اعترف بحذف «أي تعبير قد يشتم منه اساءة لمصر أو السودان ورضيت بأن يقال ان الترجمة غير دقيقة في بعض مواضعها على أن أتهم بأنني أروج اساءات لبلدي». كما شهد بحياد تشرشل في بعض المواقف وإنصافه للرجال «الشجعان الذين قاتلوا بشرف واستشهدوا بشرف». وأضاف في هامش أن تشرشل قاد احدى الفرق العسكرية أثناء الزحف النهائي على أم درمان عام 1898 ضمن معركة يصفها تشرشل بأنها «معركة اعادة الغزو».
وقال السير جون كولفيل مساعد السكرتير الخاص لرئيس الوزراء في عهد تشرشل في مقدمة الكتاب ان «الروح الاستعمارية لدى تشرشل والتي كانت تشمل مشاعر أبناء ذلك الجيل من بني وطنه في عهد الامبراطورية تظهر بوضوح في هذا الكتاب. ولكن يجب علينا أن نحكم بما كان سائدا ابان العهد الفيكتوري وليس بما هو شائع هذه الايام»، مشيرا الى أنه في تلك الفترة وتحديدا عام 1899 حين كتب «الضابط الصغير» تشرشل هذا الكتاب وهو في الخامسة والعشرين لم يكن يساور بريطانيا أو فرنسا أو بلجيكا أو ايطاليا أو البرتغال أدنى أسف أو تردد في تقسيم افريقيا.
ويقول تشرشل في الكتاب ان المهدي «وضع في قلوب قومه الروح والحياة وحرر بلاده من الحكم الاجنبي. ان بسطاء الناس الغلابة الذين كانوا يعيشون شبه عراة وقوتهم لا يخرج عن كونه بعض الحبوب الجافة فجأة وجدوا معنى جديدا للحياة بعد أن استطاع المهدي أن يغرس في صدورهم الحس الوطني الجارف والوازع الديني القوي». ويضيف أنه بعد هزيمة الجيش الغازي عام 1883 ومصرع قائده هيكس قفزت فكرة الاستعانة بالجنرال غوردون الذي وجد نفسه بعد وصوله الى الخرطوم عام 1884 «محاطا بحركة وطنية جبارة ومد ثوري ضد كل ما هو أجنبي». وأورد يوميات غوردون التي كتب فيها «يجد المرء تسلية في تصور هذا المزيج العجيب من البشر الذي يرافق المهدي، أوروبيون قساوسة وراهبات. اغريق وضباط نمساويون». وفي يناير (كانون الثاني) 1885 بدأت معارك يصف فيها تشرشل أنصار المهدي بأنهم «العدو الوحشي» الذي تسلل الى الخرطوم وذهب بعضهم الى القصر وخرج اليهم غوردون «هذا الشخص العظيم الشهير ومندوب مملكة بريطانيا... لم يتمكن من عمل شيء مع جنون الفرحة بالانتصار والاندفاع الديني» فقتلوه واستولوا على المدينة ونظرا «لقوة العدو المنتصر» أجليت القوات البريطانية عن السودان بعد التخلص من المؤن برميها في النيل وأصبح المهدي حاكم السودان ثم تعرض بعد أشهر لمرض أسلمه الى الوفاة.
ويروي تشرشل أن جثة المهدي ظلت في قبر عميق بالغرفة التي توفي بها حتى أمر الجنرال هربرت كتشنر (1850 ـ 1916) بإخراجها عام 1898 حين دخل أم درمان بعد معارك ثبت فيها أن «شجاعة السود لا تقل اشتعالا عن رصاص بنادقهم» ورغم هذا يصفهم تشرشل بأنهم «أعداء الله».[/align]
صورة العضو الرمزية
asool22
مشاركات: 1783
اشترك في: الجمعة 2007.6.1 1:27 am
مكان: الســـعـــــــوديه
اتصال:

رد: تاريخ السودان

مشاركة بواسطة asool22 »

[align=center]الصراع على السودان.. شهادة تشرشل عن الثورة المهدية




صورة

غردون باشا حاكم عام السودان

نشرت جريدة الأهالي التي يصدرها حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى المصري مقالاً يؤرخ لعلاقة غردون باشا حاكم عام السودان عند قيام الثورة المهدية تطرقت فيه للعديد من الجوانب في حياة القائدين المتحاربين، غرودن والمهدي حيث جاء المقال بقلم مصفى ونبيل وذكر فيه:-
قليلة تلك الكتب التى تخلب لبك، عندما تكون مفيدة وشيقة، وكأنك تقرأ حكاية مثيرة، غنية بالصور والأفكار.. هذه الكتب حرب النهر الذى كتبه ونستون تشرشل، عندما كان فى العشرينات من عمره حول اشتراكه كضابط فى حملة السودان تحت قيادة كتشنر، وحصل هذا الكتاب على جائزة نوبل فى الأدب، وتحول الكتاب إلى فيلم سينمائى.
ومن هذه الكتب الأجنبية الشيقة، كتاب الشقيقات السبع لكاتبه أنتونى سمسون، حول شركات النفط، وهو موضوع جاف تحول بين يدى كاتبه إلى موضوع حى، ومنها كتاب نابليون فى مصر الذى كتبه كريستوفر هارولد ويروى قصة الحملة الفرنسية على مصر، برؤية ومنهج جديد، وهو ما تجده أيضا فى كتاب النيل الأبيض لآلان مورهيد، الذى لا تتركه إلا مع الصفحة الأخيرة..
أما كتاب حرب النهر فقد صدر مؤخراً فى طبعة جديدة من دار الشروق، ترجمة عز الدين محمود، وسبق ونشرته الهيئة العامة للكتاب بسعر أقل..
واللافت للنظر علاوة على الأسلوب الأدبى الراقى، ما يتمتع به الكاتب من الموضوعية والنزاهة، عند تناول جيش المهدى، وربما حتى يظهر حجم الانتصار الذى حققه الجيش الذى اشترك فيه ويقدم صورة عن إحدى الملاحم الكبرى فى تاريخ وادى النيل..
وقاد تشرشل بعد ذلك بريطانيا للانتصار فى الحرب العالمية الثانية، وسبق وكان مراسلاً حربيا فى الهند، وكتب مالا كات حول حرب الحدود الهندية، وكان كثيراً ما يردد خلقت الدنيا للجريء والمغامر.. وتوسطت له أمه ليشترك فى حملة السودان، ولم تتوسط الأم حتى تعفى ابنها من المخاطر كما هو شائع.
ولعل أهمية الكتاب، ما يجرى من تناسخ وقائع التاريخ.. قديماً.. سعت الإمبراطورية البريطانية للسيطرة على السودان حتى يكون قاعدة للسيطرة على ما حوله من الدولة الافريقية. واليوم.. تحاول الولايات المتحدة إخضاع السودان لسيطرتها لتحقيق ذات الهدف.
ففى ثنايا كتاب حرب النهر قطعة فى تاريخ السودان، ومازالت تعيش بعد آثار هذه الأحداث حتى اليوم.
ومازال الصراع فى السودان يقوم على الفجوة الكبيرة بين المدينة والبادية، بين الرعاة والمزارعين، أى تلك الفجوة بين من يعيشون حول النهر والعشائر فى الصحارى الواسعة.

صدام الأقدار

وكانت ذروة الصراع فى ملحمة صدام الأقدار عندما تكسرت النصال عن النصال، بين المهدى وجوردون.. شخصيتان من ثقافتين وخلفيتين مختلفتين. ويروى تشرشل فى كتابه.. هناك إسمان، يرتبطان ارتباطا وثيقا بالانفجار الذى حدث فى السودان، أحدهما جنرال انجليزى والآخر قائد دينى عربى، ورغم الاختلاف الكبير بين جذورهما، فإنهما متشابهان فى العديد من الجوانب، كل منهما ذو حاسة وحمية ومشاعر دينية قوية، وعواطف جياشة، وكل منهما ذو عقيدة دينية قوية، وله تأثير كبير على من حوله، وكل منهما مصلح كبير، وكأن كل منهما نسخة من الآخر.. وفى النهاية تقاتلا حتى الموت.


صورة


من أجل المقدس

محمد أحمد - المهدى.. مازال اسمه يتردد باعتباره رائداً وزعيماً للأنصار، وهادياً لثورة حكمت السودان ثلاثة عشر عاماً. ويصفه تشرشل بالقول.. إنه كان زاهدا عن متاع الدنيا، وبدأ التمرد فى كل من سنار ودارفور. ويلحظ تشرشل أن أصحاب المصالح، يسبغون على هذه المصالح أحد صور القدسية التى تدفع أتباعهم إلى تقديم التضحيات..
يقول.. لكى تحارب يجب إعطاء الناس الشعور أنهم يقاتلون من أجل هدف مقدس، وهذا يعطى الضوء الأخضر للمقاتلين والقادرين على التضحية، رغم أن الدوافع قد تكون أبعد ما تكون عن هذا الهدف.. ولم تكن أسباب الثورة التى قادها المهدى دينية على الإطلاق.. بل كان الناس جاهزين لأى مغامرة تخلصهم من عبوديتهم، وكانوا فى انتظار القائد الملهم الذى يستطيع جمع الشمل والكلمة ورفع الروح المعنوية المنكسرة.
وبالفعل فى صيف 1881 ظهر هذا القائد، وكأن كل الظروف تناديه.. وانتصر السودانيون بجرأتهم وشجاعتهم، ونالوا الحرية تحت راية قائدهم المقدس، ولم يتبق للحكومة سوى تجميع شتات الحاميات الباقية وإخلائها بأقل الخسائر، وكانت هذه بداية أخرى أكثر دموية، بدأت بالعار والمأساة، وانتهت بالانتصار، ويقصد هزيمة هيكس وانتصار أم درمان..
.. وكانت حركة المهدى اجتماعية، عنصرية!، فكان الناس يعيشون فى بؤس شديد، ولم يكن ممكنا حمل السلاح لمجرد الكسب المادى، فقدم المهدى الحماس الذى يفتقدونه.
وبدأت الحرب، ومن السهل أن نضع كل اللوم على محمد أحمد. ونحمله مسئولية الدماء التى أريقت، ولكن المسئولية يتحملها الحكام. الظلمة، وأولئك الذين يفتقدون الكفاءة الذين أضاعوا أرواح رجالهم، ومسئولية أولئك الوزراء الفاسدين الذين نهبوا خيرات البلاد.. لقد بث المهدى فى قلوب قومه الروح وبعث فيهم الحياة، وحرر بلاده إن بسطاء الناس الذين كانوا يعيشون شبه عراة، وطعامهم لا يزيد على الحبوب الجافة، وجدوا لأنفسهم فجأة معنى لحياتهم.. بل وأصبحت الحياة ملأى بالإثارة والأهوال المبهجة.. حياة ملأى بما هو جميل فى دنيا الخيال، ويكفى أنهم إذا لقوا حتفهم خلال القتال فمثواهم الجنة.. ونجاح المهدى لا يقل بجال عن انتصارات الفتوحات الإسلامية، مع فارق، أن المهدى واجه آلة الحرب الحديثة تدعمها العلوم والتقدم التقنى..

حقا كان محمد أحمد من أعظم أبطال عصره

ويصف إمبراطورية الدراويش التى دمرتها الحملة التى كان يقودها كيتشنر.. كانت فضيلتهما الكبرى هى الشجاعة، وهى صفة تنال الإعجاب ولم تكن نادرة بين صفوفهم، فقد جاءت الثورة بالحرب وعاشت بالحرب وانتهت بالحرب إنها الإمبراطورية التى استمرت ثلاثة عشر عاماً، وانتهت فى معركة أم درمان مثل الانفجار الذى خمد فجأة من صدمة عنيفة.

كرومر والمهدى

أما كرومر فينظر نظرة مختلفة للثورة المهدية، ولا يرى فيها سوى الزيف والخداع، وأظن أن الأذكى هو الذى يعترف لخصمه بقوته وهو ما فعله تشرشل.. ويزعم كرومر أن مصادر خاصة أبلغته بعد زيارتها للمهدى أنه يشرب الخمر فى مجالسه الخاصة، وأنه يتناول أمام أتباعه أبسط الأطعمة، ويتظاهر بالزهد، بينما تزخر مائدته بأشهى المأكولات، عندما يخلو إلى نفسه.
ويصفه.. أنه كان يخفى فى أظافر يديه الشطة التى يضعها فى عينيه حتى تنهمر علنيه بالدموع، عند استقباله زوار، وحتى يقنعهم بخشيته الله، ولم يكن يؤمن برسالته فى دخيلة نفسه.
وعلى أى حال.. بعد انتصار أم درمان عام 1898، أمر كيتشنر فى وحشية وبربرية لا مثيل لها، بإخراج رفات المهدى الذى دفن فى قبر عميق فى ذات الغرفة التى مات فيها، لكى ينتقم ويتشفى فى عدوه!
ومن الصفحات المجهولة فى ملحمة السودان، أن قوات الاحتلال البريطانى لمصر قامت فى 20 ديسمبر سنة 1882 بتسريح الجيش المهدى وهو نفسه الذى جرى فى العراق بعد غزو القوات الأمريكية.
وفى نفس الوقت ظل جانب من هذا الجيش فى السودان، والذى يبلغ عدد جنوده 21 ألف جندى، و11 ألفا من المدنيين.. وهو جزء من جيش عرابى، وكانت السلطات البريطانية تعمل على التخلص منه.. وعندما رغبت سلطات الاحتلال البريطانى فى الاستيلاء على السودان، تقرر تكوين جيش جديد، كل عناصره من مصر.
ويذكر تشرشل فى كتابه.. أن الجندى المصرى يمكن أن يكون قاسياً ولكنه ليس شريراً وهو شجاع يلاقى الموت بلا مبالاة، وله فضائل عسكرية كثيرة، فهو مطيع وأمين وواع وذو خلق وسريع التعليم وفوق كل هذا قوى البنيان، ويستطيع أن يعمل بأقل طعام وبأقل حافز ولساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة.
وعلى الجانب الآخر كان القرار فى القاهرة فى يد بريطانيا.. وبعد أن كانت سياسة مصر تدور حول نهر النيل ومنابعه وكان إبراهيم باشا يردد.. إن عظمة مصر ومجالها الحيوى فى السودان.. يورد د. محمد صبرى السوربونى قول رئيس الوزراء فى هذا الوقت شريف باشا للقنصل البريطانى.. إن السلطات العسكرية البريطانية تدمر ذخيرتنا وعتادنا الحربى، ولا شك أنه كان من الممكن تبرير هذا الإجراء وقت كان الجيش العاصى! تحت السلاح، أما الآن، فلا سبيل إلى فهم أو تبرير ما يجرى..
وبعد أن كان عبدالقادر حلمى قائد القوات فى السودان، يقوم بدوره بكفاءة عالية، سحب من السودان واختير جوردون بدلا منه، وكانت بريطانيا تؤثر أن تدع الثورة تمتد وتقوى فى ربوع السودان، وتسعى إلى كسب الوقت حتى تتمكن قوات الثورة من تهديد الحدود الجنوبية لمصر، وبالتالى العمل على إخلاء السودان حتى يتحول الاحتلال البريطانى من احتلال مؤقت إلى احتلال ثابت..

ونواصل[/align][/size]
صورة العضو الرمزية
asool22
مشاركات: 1783
اشترك في: الجمعة 2007.6.1 1:27 am
مكان: الســـعـــــــوديه
اتصال:

رد: تاريخ السودان

مشاركة بواسطة asool22 »

[align=center]الإمبراطورية السودانية فى ق19 - د. محمد صبرى
حفل راقص
تشارلز جوردون.. الطرف الثانى فى ملحمة السودان..

له شارع باسمه فى مسقط رأسه فى ساوثهامبتون، وكان له تمثال فى الخرطوم، وأعيد إلى انجلترا بعد الاستقلال سنة 1956 وكان يطلق سابقا على جامعة الخرطوم جامعة جوردون.
ويرى تشرشل فى كتابه.. إن التمثال الذى وضع لجوردون مع الضباط العظام الذين خدموا فى البحر والبر، أصبح مزاراً لافتا النظر، ومن الاستحالة أن نتبين المكانة التى سيحتلها جوردون فى التاريخ البريطانى، ولكنها بالضرورة ستكون مكانة عالية، ولكن هل سيوضع فى مكان قائد عسكرى؟ سيقرر ذلك من يأتون بعدنا..
وتتسم حياة جوردون بالغرابة والتقلب الدائم.. فقد قاد يوماً جيشا صينيا، وأدار يوماً ملجأ للأيتام، وكان أخيراً حاكما عاما للسودان. ويقول عنه آلان مورهيد.. أنه واحد من قائمة طويلة من جنود الكتاب المقدس، يبدأ يومه بقراءة صفحات من التوراة ويخرج وقد استمد إلهاماً يرفع من روحه المعنوية.. لم يتزوج، ولا يوجد دليل على أن له ميولا جنسية شاذة، بل الأرجح أنه كان معادلاً، لا هو بالذكر ولا هو بالأنثى.
وجاء فى كتاب تشرشل.. كان جوردون يشعر بكبر حجم السودان وقلة نفعها، وكان يحمل تعليمات الحكومة البريطانية، رغم أنه ذهب باسم الخديوى،.. وأعطته الخارجية البريطانية سلطات كاملة وحرية تامة ووجد نفسه محاطا بحركة وطنية جبارة، ومد ثورى ضد كل ما هو أجنبى، وحركة ذات حافز دينى قوى.. وحتى جنوده كانوا يؤمنون بالإسلام الذى جاء لمحاربته!.
ويحسب لجوردون، أنه استطاع السيطرة وإدارة الأمور فى الخرطوم تلك المدينة المحاصرة لما يزيد على 317 يوماً، وهو المسيحى الأجنبى الموجود فى بحر من المسلمين، كما يحسب له أنه استطاع السيطرة على سبعة الاف مقاتل من أجناس مختلفة وأنه بث روح الشجاعة فى أكثر من 30 ألفا من سكان المدينة.

وإنه قاوم عدواً قويا..

أما ما ذكره كرومر عن جوردون، فرأيى يختلف عن رأى تشرشل.. رغم أن كليهما يقفان على أرضية استعمارية مشتركة، فجوردون عند كرومر، رجل سكير متعصب لديه ميول إجرامية، حاد الطبع يتأرجح بين العقل والجنون. يلجأ إلى الرسول أشعيا وقت الملمات وهو مهيأ بالتالى لعدم طاعة أوامر أحد.
وكانت الشهور الثلاثة الأولى من عمله فى القاهرة عام 1884 أسوأ فترات حياته، عندما تعامل مع مهمة جوردون فى الخرطوم والذى كانت مهمته إخلاء السودان من الحاميات المبعثرة فى أرجائه.
وكان لتأييد الرأى العام لمهمة جوردون عواقب وخيمة.. واعتدت أن يصلنى منه خلال اليوم عشرون أو ثلاثون برقية تناقض أولها آخرها، ولا يخضع لأية تعليمات.
وينقل كرومر عنه رأيه فى الثورة.. أود أن أنهى إليك ما أشعر به نحو هذه الثورة الجوفاء مثل الطبل، والذى يستطيع خمسمائة من ذوى العزم قمعها،.. ولكنى أكاد أجن نتيجة ضعفنا. وإذا نجحت فستواجهون فى كل البلاد الإسلامية متاعب كبيرة على نفس الشكل.
.. وانه يميل إلى تحطيم المهدى أكثر من إخلاء السودان، المهمة التى أرسل إلى السودان من أجلها. ويقول عند سقوط الخرطوم وقتل جوردون.. سجل التاريخ أحداثا قليلة، ربما أثرت فى أخيلة وتصورات الناس ليس أكثر مما صدر عن هذا الرجل الذى وقف بقوة عقيدته وسط أخطار تخلع قلب أشجع الرجال..
ولم يكن غريبا، أن يقوم كرومر وزوجته بإقامة حفل راقص بالملابس الرسمية بعد معرفتهم خبر مقتل جوردون!

اجتماع الأضداد

ويرى المؤرخ المصرى محمد صبرى السوربونى.. أن جوردون رجل غريب تجتمع فيه الأضداد.. وان انجلترا قد فرضته على إسماعيل، وهذا يفسر اضطراب سياسته، ولقد وصل إلى السودان وهو فى سلم ورفاهية، وتركه سنة 1879 يتوء بالدين ويهم بالثورة. ولم تحدث الثورة من سوء الإدارة ولكنها من سيطرة الأجانب، وكان المهدى بحيث أنصاره على محاربة الترك والأجانب..
ويكتب شريف باشا رئيس الوزراء المصرى إلى كرومر فى 3 ديسمبر 1883.. إن الحكومة المصرية ضد استعمال جوردون لأسباب كثيرة أهمها أن حركة السودان ذات صبغة دينية، وتعيين مسيحى فى القيادة قد يكون من شأنه تغيير موقف الأهالى...
ويضيف السوربونى.. أن بريطانيا كانت تسعى للفوضى والمذابح والنهب والسلب، وتأتى على جميع أشكال العمران التى أقامتها الإدارة المصرية منذ عهد محمد على.. حتى تصح القاعدة الاستعمارية على السودان.. الأرض التى لا مالك لها..
وأن تصبح مصر أداة لها، وتلعب السودان دور القاعدة للتوسع الإمبراطورى فى افريقيا. وإخلاء السودان، كان التمهيد للاحتلال البريطانى، وثورة المهدى تقدم مبرراً للقوات البريطانية للبقاء فى مصر.
وخاضت بريطانيا بعد إخلاء السودان. المعركة العسكرية بجنود مصريين وتمويل مصرى..

الأفغانى مع المهدي

وهذا يقودنا إلى صفحة أخرى من التاريخ، بتجاهلها المؤرخون وقلما يذكرونها، وهى تلقى الضوء على الكثير من الأسئلة التى دارت فى تلك الأيام من ذلك..تأييد كل من جمال الدين الأفغانى والشيخ محمد عبده لثورة المهدى فى السودان، ويروى إبراهيم باشا فوزى فى كتابه.. السودان بين يدى جوردون وكيتشنر التعليمات المشددة التى ألقاها المهدى على قادة جيشه لكى يأسروا جوردون حيا حتى يستبدل به عرابى من منفاه، ولكن رجاله قتلوا هذا الانجليزى.. فغضب المهدى غضباً شديداً، لأن جانبا مهما من سياسته قد تهاوى...
وجاء فى قصة حياة محمد عبده التى كتبها محمد صبيح مزيد من التفاصيل عن التشابك بين الثورة العرابية والثورة المهدية، يقول.. لا شك أن المهدى كان يسير على طريق حزب الأفغانى، وينفذ برنامجه الذى زاده انتصار الثورة تأججا وتوهجاً..
ويكتب الأستاذ الإمام فى إحدى رسائله.. إذا رأيت فلانا.. فبين له أن قوة الاتحاد فى الجنوب، أفزعت قوة النيران فى الشمال، وأن نيران القلوب أذابت المدافع.. أما والله إن غلب المسلمون عن تفرقة وتخاذل، فلن يغلبوا عن ضعف وقلة..
وينقل محمد صبيح عن رشيد رضا قوله.. إن جمال الدين كان يريد اللحاق بمحمد عبده إلى الخرطوم إذا نجحت مهمته ومساعيه. ولكن وقع حادث مفاجيء قلب الخطط كلها، وهو وفاة المهدى وتولى التعايش مكانه
وها هو شاهد عيان يؤكد واقعة رغبة المهدى الإبقاء على حياة جوردون ومقايضته بعرابى.. إنه رودلف كارل فون سلاطين الذى يسجل فى مذكراته.. السيف والنار فى السودان وهو الضابط النمساوى الذى كان حكاما لدارفور عام 1884، والذى قضى 12 عاماً فى صفوف قوات المهدى، يقول.
عندما أحضر رأس جوردون للمهدى، قال إنه كان يود أن يأتى إليه جوردون حيا، حتى يعرض عليه الدخول إلى الإسلام، ثم يقايض به الحكومة الإنجليزية للإفراج عن عرابى. إننا أمام ملحمة غنية بالدراما، وتبحث عن عمل روائى يتناول بعض جوانبها.[/align][/size]
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى السودان العام“