تطور علاقات الحركة الشعبية بالطرق الدينية

كل ما يتعلق باخبار السودان اليومية من داخل وخارج الوطن

المشرف: بانه

أضف رد جديد
ندى
مشاركات: 967
اشترك في: الثلاثاء 2008.3.18 8:36 am
مكان: السودان

تطور علاقات الحركة الشعبية بالطرق الدينية

مشاركة بواسطة ندى »

علاقة الحركة الشعبية بالطرق الدينية لن تأت من منطلق انتهازية سياسية أو من باب الدخول للانتخابات القادمة عبر بوابة الصوفية كما يعتقد بعض المراقبين في الساحة السياسية .

لقد ظلت الحركة في تواصل مستمر مع الطرق الصوفية بالبلاد منذ عهد بعيد كانت بداية تلك الصلة القوية بين زعيم الطائفة الختمية مولانا محمد عثمان الميرغني والراحل ون قرنق التي اثمرت عن مايعرف باتفاقية الميرغني –قرنق في سبتمبر 1988م والتي كان من الممكن أن تكون بوابة العبور الحقيقي لسلام مستدام نسبة لما كان بين الزعيمين من توفر عناصر الثقة والاحترام المتبادل بين مولانا كما يناديه قونق دائماً ويطلب من قادة الحركة مناداته كذلك احتراماً وتقديراً للزعيم الميرغني وقد تواصلت تلك العلاقة وكان نتاجها اتفاقية القاهرة للسلام والتي لو لا ما كان بين الميرغني وقرنق ما كان يمكن لها أن توقع.

عندما عادت الحركة الشعبية للبلاد بعد اتفاقة السلام الشامل لم يغب عن "حواريي" قرنق رؤيته الثاقبة في تعامله مع القيادات الدينية في الشمال وكان عليهم السير في ذات الطريق لتوطيد العلاقات بين الحركة الشعبية وبعض قيادات التصوف النافذة في البلاد.

واستطاعت الحركة من خلال دينامكية بعض قياداتها الشابة (باقان أموم وياسر عرمان) أن تتحركة بوعي وفكر لاستقطاب بعض قيادات هذه الطرق.
وكان التحرك نحو الشيخ الكباشي في ضواحي الخرطوم الشمالية حيث أعن بجلاء ووضوح تأييده ومساندته للحركة الشعبية ثم كان اللقاء إلى جنوب الخرطوم وفي قلب الجزيرة بمدينة طيبة وهو الشيخ المشهور له بالاستناره والوعي السياس والمشاركة في الفعل السياسي وقد كان ذلك اللقاء محطة هامة في طريق الحركة نحو عالم الصوفية في السودان.

وجاء مؤتمر الحركة الشعبية الثاني بجوبا ليشهد مشاركة فاعلة من عدد من قادة الطرق الصوفية والذين كانت مشاركتهم تشكل علامة بارزة في تأريخ الحركة الفكري والسياسي.

وجاء قرار الفريق أول سلفاكير رئيس الحركة الشعبية بترشيح حسنين محمد الصابونابي وزيراً للحركة بولاية سنار لشغل معقد الحركة الخالي هناك وهذا القرار في حد ذاته يؤكد مدى اهتمام الحركة الشعبية برجالات الطرق خاصة وأن الشيخ الصابونابي واتباعه يشكلون قوة جماهيرية لا يستهان بها بولاية سنار بل وببعض الولايات الأخرى من اتباع الطريقة السمانية.

وفي هذا السياق أوضح تعميم صحفي أصدره ياسر عرمان مسؤول قطاع الشمال بالحركة الشعبية أكد فيه أن الحركة الشعبية اختارت الشيخ الصابونابي وزيراً لها تكريماً لرجالات الطرق الدينية الذين اتخرط عدد منهم في صفوفها اضافة لقدراته الإدارية وكفاءته والنزاهة بالحركة الشعبية اضافة لتدعيم مواقف الحركة تجاه الدين الاسلامي بسماته الأصيلة التي تجمع ولا تفرق وتوحد ولا تشتت).

بهذه المواقف السياسية الذكية أرادت ان تقطع الحركة الشعبية الطريق أمام أي مزايدات محتملة باعتبارها حركة علمانية وقد يسعى البعض لوصفها بمعاداة الدين.
ان وجود عناصر فاعلة وقوية في الحركة الشعبية من قلب الحركة الدينية السودانية له مدلولات كبيرة وهامة لمستقبل الحراك السياسي القادم الذي من أبرز اجنتدته الانتخابات التي تتطلب أكبر حشد من المؤيدين هذا الحزب أو ذاك.

واعتقد أن الحركة الشعبية بما لها من كوادر ناشطة وواعية بمؤثرات الحراك السياسي سوف تواصل جهودها لاقتحام الكثير من المجالات وعلى رأسها ميدان الجماعات والطرق الاسلامية بعدما سجلته من نجاحات.
أضف رد جديد

العودة إلى ”اخبار السودان“