الان حصحص الحق.. اليسار يقود الحركة لاجندته!!

كل ما يتعلق باخبار السودان اليومية من داخل وخارج الوطن

المشرف: بانه

أضف رد جديد
سكون الليل
مشاركات: 1121
اشترك في: الثلاثاء 2008.9.23 4:29 pm
مكان: sudan

الان حصحص الحق.. اليسار يقود الحركة لاجندته!!

مشاركة بواسطة سكون الليل »

الحديث عن الاجندة التي ينطلق منها شيوعيو الحركة الشعبية الذين انضموا لها منذ اواخر الثمانينات من القرن الماضي لم تجد نفعاً لدى قيادة الحركة الشعبية منذ توقيعها لميثاق نيفاشا فجميعهم وضعوا في آذانهم وقراً للتأكيد على عدم استماعهم لصرخات الصحافة عن بعض الرموز السابقة للشيوعيين الذين سئموا وضعية الحزب التي لم تتطور في درجة استقطابها لعضوية تستطيع بها ان تنافس الاحزاب التقليدية (الامة والاتحادي الديمقراطي) والاحزاب الرجعية الجديدة حسب زعمهم (الجبهة الاسلامية- الاخوان المسلمين- انصار السنة) فقد ظلت عضوية الحزب الشيوعي على حالة منذ السبعينات وحتى الآن على حالة (عضوية بالكاد تملأ شواغر حافلة تاتا) فلم تحتمل ذلك الوضع غير المبشر بتغيير يحدثه الحزب العجوز بالرغم من ان العضوية الثورية تلك (الجيفاريين..كما يطلقون على انفسهم) لم تستطع ان تغير ادبيات الحزب وافكاره ازاء عمليتي التجنيد والاستيعاب فتقادم الزمن الذي لم يأت بجديد على قبول افكار الحزب البالية وغير المستساغة بالرغم من جلسات الاستماع لفنانيهم وقتذاك التي لم تجد نفعاً ولم تقنع مواطناً للانضمام لذلك الحزب التارك لدينه المفارق للجماعة!!

فأصبح هكذا لا يستطيع الاعتماد على نفسه وفي توصيل رؤاه الفكرية والسياسية الا من وراء حجاب عبر دس عضويته في التكوينات الرخوة والضعيفة التنظيم والفكرة فوجد في الحركة الشعبية حصان طروادة فقام منسوبوه بدعوة جماعية بالانضمام للحركة وهي لا تعدو عن كونها قاطعة طريق في ذلك الوقت والحركة تبحث عن فكر تنظيمي يرتب دولابها ويرتب افكارها وحينها لم تكن مهتمة كثيراً ان تنفذ اجندة اليسار او اليمين واية فكرة تحشد لها قدراً من الاهتمام الاقليمي كانت تعبأ به وتحتفل!! وبمرور الوقت وتطور الاحداث والمتغير السياسي وجدت الحركة نفسها امام مسؤولية كبيرة وانها هي المعنية اولاً واخيراً عن اوضاع الجنوب وفي كل شؤونه السياسية والتنموية ومحو آثار الحرب التي امتدت لاكثر من عشرين عاماً فتحولت من الغابة الى الصوالين التي يدار بها الامر بعقل وفم الانسان لا يخزنه وفم البندقية واحتشدت امامها المسؤولية الكبيرة والمال كذلك، ووقتها وجد الشيوعيون انفسهم امام متغير لم يضعوا له حساباً وهو الانكفاء نحو تنفيذ بنود اتفاق محدد المعالم والمقدار والزمن والحالة كلها لا تنأى بعيداً عن قضايا الجنوب دون غيره والمشتركات الاخرى محل اتفاق وفق نصوص نيفاشا.. الدين والدنيا والآخرة!! وهي مفردات يجزع منها ابناء جيفارا جزع الصحيح من المجزوم، فكان لابد ان يغروا تكتيكهم وعبر آليات الحركة ايضاً فقرون استشعار الحركة لم تنتبه بعد لما يعد له الشيوعيون بداخلها فلا تثريب عليهم ان يتخذوا آليات الحركة في تحقيق ما لم يحققه الحزب العجوز من قبل فبدأ ياسر عرمان كما رشح في الاخبار خلال الايام الفائتة من انه يعمل من اجل تخليق حزب ينمو مرحلياً على اكتاف الحركة وبعضويتها واموالها التي تتدفق من دون مراجع او برنامج حسابات الكتروني والعضو النافذ بالحركة الشعبية ظل، والتزام الرجل يحسده عليه كل منسوبي الاحزاب الاخرى منذ فترة طويلة ينفذ كل افكاره التي تحقق قدراً من التمكين لعضوية حزبه القديم الذي يدين له بالولاء الكامل والتام فمنذ مؤتمر الحركة الذي عقد مؤخراً بجوبا استأسد الرجل بعضوية قطاع الشمال وجعلها حصراً على الزملاء والزميلات دون غيرهم من منسوبي الحركة الشعبية ممن لا يدينون بفكر اليسار. وتكوين قطاع الشمال جعله كذلك حصراً على اولئك ايضاً!! لم تغيره سنين العناية ولا بعد المسافة بينه ورفاقه الذين قضى معهم سنيناً طويلة وانقطاع طويل جداً بينه والقيادات باللجنة المركزية الذين ظل يتلقى منهم توجيهات العمل الذي كان قائداً له عندما كان المنظّر الاول للجبهة الديمقراطية بجامعة القاهرة فرع الخرطوم. كل ذلك الوقت الذي مضى لم ينسه ذكر الحزب وادبياته واشعاره وكورالاته وبيوته المستترة بالمقرن!! ياسر بدأ يرتب لكيانه الخاص ولم يأنف الرجل من الترتيب والحديث علناً عن نواياه تلك والوقت الذي اتخذه ياسر في ذلك جعل الامين العام للحركة الشعبية بالشمالية يعلن ذلك مباشرة ودون مواربة بان ياسر عرمان يعمل لتحقيق اهداف تخص الحزب الشيوعي لا الحركة الشعبية وانه لن يتعامل معه بالرغم من مسؤوليته عن كونه اميناً لقطاع الشمال بالحركة الشعبية فالمسمى المعلن مجرد ساتر يتحرك به لتنفيذ اجندة الحزب الشيوعي ولتحقيق ذلك يعمل الرجل في كل الاتجاهات فهو يسعى من اجل التأكيد على ترشيح السيد سلفا كير لرئاسة الجمهورية وهو يدرك الضعف الكبير لعوامل النجاح اضافة لعلمه التام عن ان السيد سلفا سوف لن يكون له موطئ رجل بالجنوب اذا ما تم ترشيحه في الشمال وحينها تعود سطوة اولاد قرنق مرة اخرى بعد ان ارتخت قبضة اياديهم عقب غيب الموت السيد جون قرنق وانطفأ بصيص الامل الذي شكل عقل الرجل الباطن.. احلام سيادة اليسار على ارض النيلين.. حيث تأريخ المهدية ودولة سنار ومسرى حملة عبد الله بن ابي السرح شمالي السودان وكسوة الكعبة!! وبطبيعة الحال ليس من حق احد ان يسلب الآخرين حقهم في الاحلام والتمني وهو حق عام لكل كائن مهما تضاءلت فرص تحقيق ذلك الحلم. سواء كان لضعف الحالم او لكونه اقل من حيث الشكل والمضمون والقدرة البدنية والذهنية والحق هذا لم يسلبه احد من (ابو دردوق) بالزواج من (القمرا) رغم مفارقتها لطبيعة الاشياء او اعوجاجها المخل.. فبالرغم من ذلك سمح له بالحلم فظل ابودردوق يحلم بالزواج من القمرا حتى يومنا هذا كما يفعل ياسر الآن وذلك الحلم سيستمر مع الرجل طالما ان قيادة الحركة مغيبة نفسها من ان ترى سير وسيرة الرجل في كيفية ادارته لملف قطاع الشمال بغير ما تم الاعداد له وانه يستخدم الجميع دمي (وفق منطوق السياسة او مغفلين نافعين وفق منطوق وادبيات الشيوعيين) ليصل لمبتغاه ومبتغى الحزب العجوز.. ووقتها فقط يمكن لاهل اليسار الاحتفال بنجاحهم الكبير في نجاح زراعتهم وقطاف ثمارها وهي زراعة لم ينجح فيها الشيوعيون حتى في الاحزاب التقليدية الاكثر عوزاً في فكرها وتنظيمها من الحركة الشعبية التي هي نسبياً تلقى منسوبوها دورات متعددة في كل شئ ادارة الحوار والتنظيم والتفكير والتطوير!!

نصر الدين غطاس.... الوفاق السودانية
أضف رد جديد

العودة إلى ”اخبار السودان“