كان أحد التجار في منزله ذات ليلة فقُرع الباب ، وإذا بشابة جميلة تشكو إليه جوعها ، فحادثها ، ثم راودها عن نفسها ، فقالت :
[poem=font="Tahoma,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
المــــــــــوت جوعـــــــــــــاً = ولا معصــــــــية ربـــــــــــــي ! [/poem]
ثم رجعت من حيث أتت .
وبعد أيام عادت وتوسلت إليه لكي يساعدها ، ويطعمها لوجه الله ، فقال لها : لا إلا أن تمكنيني من نفسك ، فقالت :
الموت خير من عذاب الله .. وخرجت وهي تقول :
لقد صدمتنى شدة وخصَاصَةٌ ..........ونازلني ما بَعضه يمنع النُطْقـا (1)
كأني ظمـآن تَـرَى الماءَ عينُـه.............. فلا غُلّة تُروَى ، ولا شـربةٌ تُسقى
تُنازِعُنِي نَفْســـي إلى نيـلِ أكلـةٍ.................. لذاتُهــا تَفْنىَ وغُصَتُهــــا تَبْقـى
أأعصيك بعد الفضلِ والجوعِ والهُدى.... وكيفَ وبالطاعتِ أَسْتَجْلبُ الرّزقا؟!
سأتْلِفْها في نيلِ حُـبك سـيّدي ........... عساىَ بها أسْتَوْجِبُ القربَ والعِتْقَا!
فجزع التاجر لما سمع قولها ، وقال لها : عودي وكلي ما شئت من الطعام في أمان الله !
فقالت : اللهم كما أنرت قلبـه ، وهديت لبه ، فأجب دعــــاءه ، ولا ترده خائباً ، فكان ما دعت به ، وملأ الله قلبه بالإيمان ، فتزوجهـا وعاشا في أمان. [/size]
[p5s][/p5s]
(*) من كتاب ( متعة الناظر ونزهة المسافر)
1) الخصاصة : الجوع . ونازلني قاتلنى وأصابني