مؤسس مدينه الخرطومقبل 400 عام

يهتم هذا القسم بكل المعلومات عن وطننا الحبيب .

المشرف: بانه

أضف رد جديد
بشارابى
مشاركات: 95
اشترك في: الأحد 2008.7.20 2:10 pm
مكان: السعوديه

مؤسس مدينه الخرطوم ( من قبل 400عام )

مشاركة بواسطة بشارابى »

[مؤسس مدينة الخرطوم:

400 عام على مولد العلامة أرباب العقائد



بقلم: قيس إبراهيم أحمد علي



(الخرطوم عاصمة السودان الحديث وريث مجد سوبا عاصمة مملكة علوة المسيحية وقرى عاصمة العبدلاب عندها يلتقي النيل الأبيض والنيل الأزرق ومنها يبدأ النيل الكبير مجراه المبارك إلى الشمال. وفد إليها مع غروب شمس سوبا جماعة من المحس فعمروا توتي ومن توتي عَبرَ وليٌّ من أوليائهم النهر ونزل الخرطوم ليبني فيه منزلا وخلوة يرتادها الصبيان و مع نار العلم التي أوقدها هذا الولي بدأ عمران الخرطوم. وظل المكان لعقب الوليّ من الولد والجيران ومن اجتمع إليهم حتى غربت شمس دولة الفونج ولما جاء الترك بنوا عاصمتهم في الخرطوم عوضا عن سنار عاصمة الفونج الأولى ). هكذا ابتدر المؤرخ السوداني د.محمد إبراهيم أبو سليم كتابه تاريخ الخرطوم ويقول في فقرة أخرى من كتابه هذا (وقد ظلت الخرطوم نفسها منطقة غير مأهولة تغطيها الغابات وتأتيها مياه الفيضان فتغرق أجزاء كبيرة منها وكان يأتيها المسافرون ليعبروا عندها النيل ويرتادها صيادو السمك في مواسم الصيد يقضون حاجتهم ثم يعودون أدراجهم بما اصطادوا وفي حوالي عام 1691 ترك الفقيه أرباب العقائد جزيرة توتي التي اشتهر فيها وعبر النهر لينشئ في هذا المكان أول قرية مأهولة وكان من عادة الفقيه الذي يشتهر أمره وينشد الاستقلال أن يبحث له عن مكان جديد يبدأ فيه حياته الدينية ويجد فرص الاستقلال والشهرة المتاحة). لا يختلف اثنان من المؤرخين على ما أورده د.محمد إبراهيم أبو سليم على أن بداية عمران مدينة الخرطوم كان بارتحال الشيخ أرباب العقائد من توتي إليها وبنائه مسجدا وخلوة ومنزلا له بها. فمن هو هذا الشيخ الذي تمر 400 عام على ذكرى ميلاده هذا العام. نسبه و قبيلته :- هو أحمد بن علي بن أرباب بن علي بن عون بن عامر بن صبح بن فلاح بن شرف الدين بن محمد الملقب بعجم بن زائد بن محمد محس (الذي تنتسب إليه قبائل المحس) بن مرزوق بن الملك سعد بن الملك جامع بن الملك حسن بن الملك أحمد بن الملك عامر بن عبد الله بن عبد الكريم بن يعقوب بن جابر بن سعد بن موسى بن أويس بن جامع سكر بن سالم بن عبد الرحمن بن علي بن سليمان بن محمد بن زيد بن قتادة بن حارثة بن عبادة بن أبي بن كعب البدري الأنصاري الخزرجى أحد كتاب الوحي على عهد الرسول صلى الله عليه و سلم. إذا هو عونابي محسي خزرجى ولد بجزيرة توتي وقد أورد هذا النسب الشيخ النسابة الصديق حاج أحمد حضرة في كتابه المنشور بعنوان العرب التاريخ والجذور خلافا لما أورده صاحب الطبقات فقال أنه أرباب بن علي بن عون بن عامر بن أصبح بن فلاح مسقطا( أحمد بن علي ) والراجح عندي أنه كما أورد الشيخ النسابة الصديق حضرة . ولقب بأرباب العقائد و أرباب الخشن لخشونة أطرافه من كثرة الوضوء و إسباغه على المكاره. وقد اشتهر من أبائه أبناء فلاح الأربعة صبح وقنديل و مرزوق و غردقة . أما صبح فهو جد عالمنا الخامس مؤسس مدينة الخرطوم . أما قنديل فهو الجد الثالث للعارف بالله الشيخ إدريس ود أرباب محمد( 1507 -1650 ). أما مرزوق فهو جد إبراهيم ولد توتي البداني و لمن أحفاده الشيخ حمد ود حتيك و غيرهم من أهالي بري المحس. أما غردقة فهو أخيهم من أبيهم و أمه شايقية كندكابية وهو جد الغردقاب بتوتي ومناطق أخرى بالسودان و منهم الشيخ الأمين الضرير مميز علماء السودان في التركية السابقة. أما والد فلاح فهو شرف الدين أو شرف جد المشيرفية و أحد أبناء محمد الملقب بعجم التسعة الذين يشكلون محس وسط السودان في توتي وشمبات و بري والعيلفون و واوسي وغيرها من قرى السودان الممتدة على طول النيل الأزرق من منطقة واوسي شمالا إلى كركوج في النيل الأزرق و على النيل الأبيض وفي كردفان ودارفور ومناطق كثيرة داخل الجزيرة. و للفائدة فان أبناء محمد عجم هم:- (1) شرف الدين والذي فصلت ذريته سابقا و يقال أنه كان فقيها وعالما . (2) سعد الله وهو جد السعدلاب بتوتي وشمبات ومنهم الشكرتاب والعجيماب والعصملاب وغيرهم. (3) كباني أو محمد كباني وهو جد الكبانية ومنهم العارف بالله الشيخ خوجلي أبو جاز و الشيخ أمام بن محمد الشهير بابي جنزير. (4) عبودي جد العبودية ومنهم الآن بتوتي دار صليح و ضو البيت. (5) سادر جد السدارنة مع الشكرية بأرض البطانة . (6) زايد جد الزيادية مع قبيلة الحمر بكردفان . (7) مزاد أبو شامة جد الشامية ويسكنون أم قحف بالقرب من العيلفون. (8) شعبان و هذا قد نزل مع الجعليين بالسافل و لذلك ذابت ذريته مع أخوالهم الجعليين و لم يعد لهم وجود منفصل. (9) صادر وهو جد الصواردة. ويلتقي محس الشمال مع محس الوسط عند الملك جامع بن الملك حسن بن الملك أحمد فهم أبناء الملك ناصر و حسن و حسين و جلال أخوان الملك سعد و الملك مكن. هذه قبيلة الشيخ أرباب العقائد والتي تنحدر من شمال السودان من منطقة سدلا بالقرب من مدينة دلقو وهي قبيلة كبيرة وممتدة على امتداد السودان الكبير منذ فجر دخول الإسلام وهم حملة مشعل العلم والمعرفة جاءوا يحملون هم الدعوة إلى الله و يعلمون الناس الإسلام الحق فكان منهم العلماء الشيخ إدريس ود الأرباب محمد (1507 -1650) وأرباب العقائد (1609 -1691 ) والشيخ حمد ود أم مريوم( 1645-1729 ) و الشيخ خوجلي بن عبد الرحمن (1655م-1742م) فأناروا طريق الحق و العدل في القرنين السادس عشر والسابع عشر و الثامن عشر الميلادي مما أثبته لنا التاريخ و لكن نقول أنهم قبل ذلك كانوا أئمة يهدون للإسلام. ميلاده وكسبه وأثره العلمي :- ولد بجزيرة توتي ويرى بعض المؤرخين أنه ولد في 1009هجرية و آخرون في العام 1017هجرية وتوفي على غير خلاف في العام 1102هجرية ولعل اللبس في هذا الاختلاف أن العام الهجري 1017 يوافق العام الميلادي 1609 فأخذه المؤرخون على أنه عام هجري وقالوا أنه 1009 ومما يؤكد ما أخذنا به أن الروايات الوطنية تقول أن عند ولادة أرباب العقائد كان عمر الشيخ إدريس ود أرباب أكثر من مائة عام وهو مولود في 913 هجرية التي توافق العام الميلادي 1507. وعند ولادته كان سلطان الفونج السلطان عدلان (مدة حكمه 1605م-1612م) وعلى مشيخة قرى الشيخ محمد العقيل بن الشيخ عجيب الما نجلك بن الشيخ عبد الله جماع ( مدة مشيخته من 1608م-1648م ). حفظ القرآن على يد والده هو في العاشرة من عمره ودرس الفقه على يد الشيخ الزين بن الشيخ محمد صغيرون وأخذ علم العقيدة عن الشيخ على بن بري وخدمه ودعا له بصفاء و صدق نية خالصة فاستجاب الله دعوته فنفع الله بعلمه خلقا كثيرا خاصة في علم العقيدة حتى لقب بأرباب العقائد لتفرده في هذا العلم و ألف كتابا في أركان الإيمان سماه (الجواهر الحسان في تحقيق أركان الإيمان) أنتفع به شرقا وغربا وقد قال البروفسير يوسف فضل في تحقيقه لكتاب الطبقات أنه لم يعثر على هذا الكتاب والحمد لله فقد عثر الدكتور
يتبعc
بشارابى
مشاركات: 95
اشترك في: الأحد 2008.7.20 2:10 pm
مكان: السعوديه

رد: مؤسس مدينه الخرطومقبل 400 عام

مشاركة بواسطة بشارابى »

أحمد البدوي على نسخ منه بباريس في فرنسا وهو مكتوب بخط مغربي و أعلمنا أن هناك ستة وعشرين نسخة منه بباريس و نسختين بغرب إفريقيا في السنغال. وقد بلغ عدد طلبته أكثر من ألف من دار الفنج إلى دار برنو كما أورد صاحب الطبقات و قد شدت إليه الرحال في علم التوحيد ومن تلاميذه الشيخ خوجلي بن عبد الرحمن (أبو جاز ) والشيخ حمد ود أم مريوم والشيخ حمد بن حتيك والشيخ محمد بن ضيف الله والشيخ هارون بن حصي والشيخ فرح ود تكتوك والشيخ القرشي الصليحابي والشيخ عبد الرحمن بن الشيخ صالح بان النقا والشيخ غانم أبو شمال الجامعي الكردفاني . الشيخ خوجلي بن عبد الرحمن أبو جاز أخذ علم الكلام والتصوف من الفقير أرباب العقائد. وقد بدأ الشيخ أرباب العقائد التدريس بجزيرة توتي يبث العلم و العقيدة الإسلامية ثم انتقل إلى الضفة الجنوبية من النيل الأزرق محل مبنى مديرية الخرطوم الذي تحول الآن ليصبح وزارة مجلس الوزراء حيث أسس خلوة وبني دارا للطلاب امتدت إلى المكان الذي يقوم فيه مسجده الآن وهو ما كان يعرف بجامع فاروق. والذي ظل يدرس فيه الطلاب حتى استدعاه سلطان الفونج السلطان أونسة الثاني بن ناصر أن يفد إلى سنار عاصمة الفونج في العام 1090هجري الموافق 1679ميلادي ومكث بسنار حتى وافته المنية في العام 1102 هجري الموافق 1691 ميلادي في عهد السلطان بادي الأحمر بن السلطان أونسة الثاني. وقد ظل جامع أرباب العقائد يقوم بدوره في هداية الناس إلى دين الله القويم بعد أن سافر العلامة أرباب العقائد إلى سنار فخلفه على المسجد ابنه الفقيه علي صالح أبي نجيلة وعاونه على التدريس أخواه الفقيه بساطي والفقيه فرح ثم من بعدهم الفقيه أرباب بن الفقيه فرح بن العلامة أرباب العقائد الذي أعاد حلقة جده من حيث الاتساع. أما الفقيه محمد الأمين بن العلامة أرباب العقائد فهو أصغر الأبناء فقد درس العلم على أخويه الفقيه بساطي و الفقيه فرح و قام بالتدريس بخلوة والده ثم انتقل إلى البشاقرة غرب بطلب من أخواله ليقوم ببناء المسجد والخلوة و التدريس هناك إلى أن وافته المنية و قبره عليه قبة الآن. وما يجدر ذكره أن مسجد أرباب العقائد قد تعرض للهدم مرتين مرة عند مرور حملة الدفتردار الانتقامية على الخرطوم في عام 1821م فقد هدم جامع أرباب العقائد وقتل حفيده الفكي أرباب ولد كامل ولد الفكي علي بن أرباب العقائد بمدفع كما نكل بأهل توتي و قتل منهم خلقا كثيرا. أما المرة الثانية فقد كانت عند تحرير الخرطوم و انتصار المهدي على غردون باشا فقد قتل الخليفة عبد الرحمن بن محمد بن الكامل بن أرباب بالمسجد وهدم المسجد مرة ثانية على أيدي الأنصار بعد أن أدى الإمام المهدي أول صلاة جمعة له بالخرطوم فيه. هذه شذرات من سيرة هذا العالم الجليل العلامة أرباب العقائد مؤسس مدينة الخرطوم على أننا لا نرى الآن بالخرطوم ما يشير إليه البتة فقد غفل علماؤنا الأجلاء الذين وكل إليهم بتسمية الشوارع أو الأماكن العامة أن يزينوا أحد الشوارع باسم مؤسس المدينة و قد أطلق مؤخرا أسمه على الشارع الذي يقع غرب الهيئة القومية للكهرباء و الممتد من كبري توتي إلى الجنوب باسمه و لكن اختفت اللافتات بعد حين من الدهر . لا ندري من أخفاها. وفي الختام أتوجه بالنداء لوالي ولاية الخرطوم ومعتمد محلية الخرطوم و أحفاد العلامة الشيخ أرباب العقائد والعلماء الأجلاء المهتمين بتاريخ السودان أن لا تمر هذه الذكرى دون تخليدها باحتفال يليق بهذا العالم الجليل نذكر الأجيال اللاحقة بتاريخ هؤلاء العظماء بناة السودان الحديث على الدين و التقوى . بعد أن فاتنا الاحتفال بمرور500 عام على ميلاد العارف بالله الشيخ إدريس ود أرباب الذي صادف العام 2007م. أرجو أخيرا أن يجد هذا النداء أذانا صاغية.
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى السودان العام“