مؤتمر جوبا.. عمل استراتيجي أم مهرجان خطابي عابر؟

كل ما يتعلق باخبار السودان اليومية من داخل وخارج الوطن

المشرف: بانه

أضف رد جديد
سكون الليل
مشاركات: 1121
اشترك في: الثلاثاء 2008.9.23 4:29 pm
مكان: sudan

مؤتمر جوبا.. عمل استراتيجي أم مهرجان خطابي عابر؟

مشاركة بواسطة سكون الليل »

قال زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي في السودان السيد محمد عثمان الميرغني ان حزبه لن يشارك في مؤتمر جوبا المقرر له منتصف الشهر الجاري والذي من المتوقع – اذا حظي بالمشاركة من جانب القوى السياسية أن يناقش ما تصفه الحركة الشعبية الداعية للمؤتمر بالقضايا الوطنية الهامة المطروحة على الساحة. وفي دوائر حزب الأمة بزعامة السيد الصادق المهدي، فإن الموقف غير واضح تماماً سوى ما قام به المهدي من زيارة وأداء صلاة جمعة في أحد مساجد جوبا ومخاطبة المصلين ثم توقيعه لاتفاق (مبهم) مع الحركة الشعبية ليس فيه مقررات عملية واضحة تصلح للتداول السياسي. أما في دوائر المؤتمر الوطني فإن الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل المسؤول عن العلاقات السياسية بالحزب قال ان حزبه يرفض المقررات المسبقة المعدة سلفاً للمؤتمر، وفي منحى آخر ذي صلة فإن أحزاب المؤتمر الشعبي والشيوعي لم تبين رؤيتها القاطعة حتى الآن على الرغم من أن التاريخ المضروب للمؤتمر بات قاب قوسين أو أدنى حيث لا يتجاوز الاسبوع من الآن. وهكذا يمكن القول ان قدراً غير قليل من الغموض يحيط بالمؤتمر وحتى في حالة وضوح الرؤية وقيام المؤتمر فإن فرص خروج المؤتمر بمقررات قوية مؤثرة ومثمرة على الساحة تبدو ضئيلة للغاية، ولا نقصد من وراء ذلك التقليل من أهمية المؤتمر كحراك سياسي ديمقراطي متاح ومكفول، فهذا هو جوهر الممارسة الديمقراطية ولكن المشكلة دائماً تظل في مثل هذه المواقف تدور حول مدى ايمان الاحزاب المشاركة بالديمقراطية وسلامة نواياها ووضوح أهدافها ومراميها. فعلى سبيل المثال فإن الحركة الداعية للمؤتمر، تواجهها قضايا وتحديات هائلة في اقليمها أبرزها العنف والصراع القبلي المتصاعد والذي وصل رقم ضحاياه لما يجاوز الـ(1200) قتيل هذا بخلاف الفارين والنازحين، ووجود نذر لتجدد المواجهات في ظل وجود السلاح ودخول أسلحة بصورة متوالية من دول الجوار مثل يوغندا وكينيا والكنغو وافريقيا الوسطى واثيوبيا، ويعاني الجنوب ايضاً من قضايا نقص الغذاء الحاد، وغياب الخدمات وسوء ادارة الاقليم، وهي جميعها تحديات لا تسمح للحركة بعقد مؤتمر تبدو كمن تهرب من خلاله من مواجهة مشاكلها الصعبة المعقدة. الأحزاب المشاركة من جانبها تعاني جميعها من ضعف البناء التنظيمي (الأمة بزعامة السيد الصادق والشيوعي الذي تقلص وجوده وانحصر في الحرس القديم فاقداً للشباب والشعبي الذي تسربت عضويته تباعاً لتعود الى المؤتمر الوطني حتى لم يتبق منه سوى أمينه العام المثير للجدل الدكتور الترابي). هذا المشهد البالغ القتامة يصعب القول أن بإمكانه أن يصنع قرارات تتجاوز الواقع المزري للقوى السياسية السودانية والأدهى وأمر من ذلك أن القضايا المطروحة ليس بها من جديد فالتحالفات لم تتبلور ولا ينتظر ان تتبلور الآن وحتى لو تبلورت فهي لا تعرف شيئاً عن المستقبل وكيفية التعامل معه في ظل احتمال قائم بانفصال الجنوب وانشاء دولته المستقلة. ان مؤتمر جوبا في الواقع ليس سوى مهرجان خطابي عابر عنصر التكتيك فيه هو الغالب ولا مكان فيه للنظرة الاستراتيجية لهذا فانه اضعف من ان يحقق شيئاً على ارض الواقع!

تقرير سودان سفاري
سكون الليل
مشاركات: 1121
اشترك في: الثلاثاء 2008.9.23 4:29 pm
مكان: sudan

صدق أو لا تصدق.. لا تحقيق بشأن مقتل برنجي حتى الآن!

مشاركة بواسطة سكون الليل »

قالت مصادر برلمانية ببرلمان جنوب السودان أن لجنة مختصة من أعضاء البرلمان فشلت تماماً عقب قيامها باستقصاء واسع النطاق في التوصل الى وجود أي تحقيقات أجرتها الجهات الأمنية المختصة في الاقليم بشأن حادثة اغتيال القيادية بالمؤتمر الوطني بالجنوب مريم برنجي والتي تعرضت لعملية اغتيال قبل أسابيع بغرب الاستوائية على أيدي مسلحين أشارت أنباء أولية الى أنهم يتبعون للجيش الشعبي. واذا صح هذا الأمر فإن حكومة الجنوب تكون قد ارتكبت خطأً فادحاً بشأن حادثة مريعة كهذه وتكون كل معالم الجريمة النكراء قد طويت واندثرت ومن ثم تضاءلت فرص معاقبة الجناة. والواقع ان المخاوف التي ابداها المؤتمر الوطني والحكومة المركزية في الخرطوم منذ وقوع الحادثة من أن حكومة الجنوب لن تتعامل مع الحادثة بالقدر المطلوب من الجدية والمهنية تبدو الآن في ضوء هذه المعلومات صحيحة الى حد كبير اذ يصعب على أي مراقب ان يتفهم بحال من الأحوال عدم قيام الجهات المختصة بالتحقيق بصرف النظر عما اذا كان قد تيسر ضبط الجناة أم لا، فالحادثة حادثة جنائية بشعة تؤشر الى أدب دخيل في الممارسة السياسية وثقافة لم تكن موجودة في الساحة السياسية السودانية ويشير تقاعس حكومة الجنوب في اجراء تحقيق الى أن الامر لم يلفت انتباهها مع علمها أن العنف من شأنه أن يولد عنفاً والاقليم اصلاً يعيش حالة من العنف. ويخشى المراقبون أن تعتقد حكومة الجنوب وهي مخطئة دون شك أن السكوت على الحادثة يعادل السكوت عن حوادث مماثلة وقعت في حق آخرين، غير أن هذه الحادثة بالذات وكون أن الضحية أمرأة وقيادية في حزب شريك للحركة الشعبية تجعل من تماسك الشراكة والبناء السياسي لها أمراً صعباً، فالمعادلة هنا لا تستقيم طالما أن الحركة الشعبية تسترخص دم شركائها بهذا القدر من اللامبالاة. وبامكاننا أن نتصور رد فعل الحركة لو أن القتيلة كانت قيادية بالحركة الشعبية واغتيلت في شمال السودان، ماذا كان سيكون عليه موقف الحركة الشعبية التي عهدناها تصرخ وتملأ الدنيا ضجيجاً لمجرد محاولة مساءلة أحد قيادييها أزاء جرم أو مخالفة ارتكبها!!، إن الجانب المهم في هذا الموقف – ومهم جداً – هو أن الحركة الشعبية بهذا الموقف تعطي انطباعاً قاتماً بأنها تعوزها القدرة على احكام السيطرة على أمن اقليمها وأن أجهزتها العدلية قاصرة وغير قادرة على مواجهة اعمال العنف والاغتيال السياسي وهذا بدوره يجعل الجنوب مسرحاً لفوضى تقضي على أي أمل في امكانية انبات نبتة ديمقراطية وحرية فيه.
وعلى اية حال فإن المقصود والمطلوب من التحقيق ومعاقبة الجناة ليس الانتقام ولكن اثبات حكومة الجنوب أنها قادرة على مقاضاة مقترفي جرائم العنف وردعهم والا أصبحت كسيحة عاجزة وحينئذ فإن عليها فقط أن تلوم نفسها لا أن تلقي باللوم على الآخرين!
أضف رد جديد

العودة إلى ”اخبار السودان“