بيان من لجنة اضراب الاطباء حول ما يحدث الان في الخرطوم

كل ما يتعلق باخبار السودان اليومية من داخل وخارج الوطن

المشرف: بانه

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
صوفيا لورين
مشاركات: 2403
اشترك في: الجمعة 2008.10.17 12:44 pm
مكان: الخرطوم

بيان من لجنة اضراب الاطباء حول ما يحدث الان في الخرطوم

مشاركة بواسطة صوفيا لورين »

بيان حول مايتعرض له ميز الخرطوم الآن
و بداية جديدة .. اليوم الأول للإضراب
إن الخط التصعيدى الذى يتبناه أباطرة الحرب فى الوزارة ومستشفى الخرطوم والشعب يوضح بجلاء إنتصار المفاهيم التعسفية والتصفوية فالقمع ثم القمع هو سلاح المرحلة .. بل أصبح جهاز الامن يتولى كل شىء بنفسه حتى من يدخل ويخرج من الميز وأصبح الوضع كالآتى: حركة عزلاء تواجهها القوة الأكثر تسلحا و قدرة و رغبة فى تصفية كل مايتعلق بالأطباء وبأى ثمن أشخاصا وقضية من خلال ضغط المعتقلين وإكراههم على التنازل ثم الارهاب والإغراء من أجل كسر الإضراب .. فأصبحت الوظائف متاحة لأي شخص يرغب فى كسر الاضراب والمناوبات وصلت لـ 250 جنيها باليوم وكل ما كان عسيرا بالأمس أصبح الآن متاحا .. و أصبحت الوجبات السريعة من أفخر المطاعم تبذل بذل من لا يخاف الفقر وأقفلت الأبواب أمام الحل .. فبعد أن قدمنا تنازلا فى شكل ومضمون الإتفاق الأخير رفض جهاز الأمن إطلاق سراح الأسري لأنه يطمع لمزيد من التنازلات .. لا يرغب فى شيء إسمه لجنة و الآن يخلى الميز وغدا يوقف الراتب وبعد غد لن يخرج المعتقلين أبدا لأنها ورقة بيد هذه القوى الباطشة فلا يستطيع الطبيب المضرب الحصول على حقوقه و الذى يخرج لايعود .. فما العمل؟؟ لقد كان الهدف الذي يريده الطرف الذي بيده القوة من الطرف الذى بيده الحق هو الخضوع والإستسلام والتوبة وإنعدام الكرامة و إحتقار النفس والضعف .. فلا يكون هناك من إحتجاج وينزل العمل من ينزل وأنفه فى التراب فلايحتج على أي شىء من بعد هذا و لو كان الضرب و الإهانة .. ناهيك عن الحقوق و المطالب؟؟!! وكى تنضج الطبخة إذا بهم يصرحون بمهلة للإسترحام من العقوبات التى لا تتجاوز الفصل والغرامة رغم كونها الآن غير ذات ردع لأن الجلد قد نفذ فعلا فى السواذ الاعظم مقدما !! و أخيرا وليس آخرا .. يمنع الإعلام من تغطية أي فعالية للجنة و يفتح المجال للجنة تدمير المسار لتتحرك بحرية بإدعائاتها الأخلاقية الخربة حين تحارب الإضراب الذي آمن بشرعيته المعتقلون ثم تذهب لزيارتهم و تطالب بالإفراج عنهم فى مسحات درامية أمام الكاميرات !! وهذا بدعة طريفة و وظيفة جديدة لمن يسعون للصعود على جثث زملائهم .. فهل يرغب رئيس المساريين فى وجود د.الأبوابي و رفاقه ؟! و هم الذين ملئوا كل الفراغ وصاروا قدوة لا تمحى من الذاكرة المعاصرة؟! أبدا و الله .. ذلك لأنهم أهل مبدأ سعوا حتى على حساب حريتهم وما لانوا و ما وهنوا حتى و هم فى غياهب المعتقلات و فوضوا أمرهم للأطباء و التاريخ و قبل ذلك لله الجبار المنتقم حيث لا يظلم عنده أحد .. و رغم كل شىء فالحل لا يزال بيد العقلاء ليصدروا قرارا سياديا يحل الأزمة لا سيما بعد أن تأكدت الدولة بأن اللجنة ليست بصدد تدبير إنقلاب!! و نفى قادة الأحزاب أنفسهم أي صلة لهم بنا .. فلماذا الإصرار على التصفية؟! هل هو إستفزاز مهنى قطعه جهاز الأمن على نفسه؟! أم هي رغبة إذلال و حسب؟! لسان حالهم يقول فكوا الإضراب وبعد ذللك ننظر في أمر الإفراج بعد أن يتعهد هؤلاء المتمردون بالتوبة .. هذا مايريده تحالف الحرب .. فماذا نريد نحن؟ إننا نريد أن يشمل قرار الرئيس الذي أوصى بالتحسين كل الأطباء .. مع تكملة الاتفاقات بسقوف زمنية واضحة .. إطلاق المعتقلين و رفع الضرر و فتح صفحة جديدة مع الوزارة والجمعيات الطبية المنضوية تحت الإتحاد بكلياتها وما تمثله للاخصائيين الذين لم يساند أغلبهم هذا الجيل فى كفاحه .. إن الذين خانوا زملائهم من الأطباء حفاظا على المصالح لا يستحقون التعليق أصلا .. بل إن لمن المضحك المبكى قبول من رضوا بعقود يمارسون فيها عمل النواب بشروط مجحفة لا يقبلها أي شريف على نفسه و الغريب أن يكون زملائهم فى السجون وهم يستمتعون بخيرات تضحياتهم !! فلولا الإضراب لما توظفوا و لولا الإضراب لما وصلت المناوبة لـ 250 جنيها و لما جائت الوجبات الفاخرة !! و لا داعى لأن نذكر أحدا بمن هو ممثل الطب العلاجى! إننا لن نضع سلاحنا مجانا بدون تعهدات بالمطالب و إطلاق السراح لأننا حينما وضعنا هذا السلاح جانبا تغليبا للمرونة و المصلحة العامة رفض من بيده القوة إطلاق السراح فلا يمكن أن نوافق أن نمحى من الوجود و نضيع التضحيات و العذابات مقابل لاشيء و حتى لو حدث أي شخص نفسه بالإستسلام و الخسران المبين ستكون الاستقالة حينها أكرم له .. لأن المبادىء هي أشياء لا يمكن تجاهلها هكذا .. و ما فائدة العمل في جو الهزيمة و الإحباط .. بل ما فائدة الحياة نفسها إذن ! إننا لن نسلم أنفسنا للملل و الفشل .. فكل أول له آخر .. و لابد أن ياتى الفرج و لو بعد حين .. فميز الخرطوم بناه الأطباء بأنفسهم بشقائهم في البوادي و الحضر .. فلنتمسك به دون عنف لأننا قوة تقوم على الوعي و الكرامة لا السلاح و التهور .. وليكن هذا هو اليوم الأول في الاضراب .. و لقد أصبحت الكرة فى ملعب العقلاء إن شاء أحدهم التدخل .. ونحن مضربون عن العمل و الذلة و المهانة حتى يعود المعتقلون والمفصولون و تتحقق المطالب العادلة ..
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
و لابد للليل أن ينجلى و لابد للقيد أن ينكسر
لجنة إضراب أطباء السودان
20-6-2010
أضف رد جديد

العودة إلى ”اخبار السودان“