قبل الانفصال..إعادة أموال الشمال من الجنوب

كل ما يتعلق باخبار السودان اليومية من داخل وخارج الوطن

المشرف: بانه

أضف رد جديد
سكون الليل
مشاركات: 1121
اشترك في: الثلاثاء 2008.9.23 4:29 pm
مكان: sudan

قبل الانفصال..إعادة أموال الشمال من الجنوب

مشاركة بواسطة سكون الليل »

المثني عبد القادر.

ينظر سكان شمال السودان لدولتهم الجديدة عقب انفصال الجنوب المرتقب بعد إعلان نتائج الاستفتاء التي أصبحت محسومة حتى الآن لصالح استقلال الجنوب عن الشمال لكي يقوم بدولته الجديدة التي بنيت حتى الآن من أمواله، فحكومة الجنوب تقوم ببناء دولتها الجديدة ابتداءً من خطوط الطيران الدولية وحتى طباعة عملتها الجديدة التي ستصدرها عقب إعلان الانفصال بعد الرفض الواسع من قبل المراقبين لأي اتجاه لربط عملة الجنوب مرة أخرى مع الشمال، ويأتي ذلك كله بعد أن قدّم الشمال موارده للجنوب إبان الفترة الانتقالية التي لو وجهت لشمال السودان وشرقه وغربه لكان وضع السودان الشمالي مختلفاً كلياً، فإذا ما دعمت تلك الأموال سابقاً مشروع الجزيرة الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من الزوال أو حتى المشاريع الاستثمارية الأخرى كانت ستدر على البلاد أموالاً طائلة وتفتح المجال لتشغيل الخريجين والعطالة، لذلك فإن الأموال التي قدمها الشمال للجنوب إبان الفترة الانتقالية ليست بسيطة لكي يتم العفو عنها من باب «العفو العافية» لأنها ملك لقومية شعب الشمال، وإذا كان الجنوب يتصور أن تلك الأموال هي تعويض عن عدم تنميته سابقاً أو جزء من نصيبه في أموال البترول فإن ذلك سبب واهٍـ لأن أموال النفط قسمت مناصفة بين الشريكين، هذا بجانب أن السبب الحقيقي في عدم تنمية الجنوب كانت الحركة الشعبية وتمردها على الدولة، لذلك لم تتم أعمال التنمية في تلك الإقاليم وحتى إن الجنوب عندما خرج للحرب لم يخرج بسبب التهميش أو غيره إنما لفصل دولته وإقليمه الذي يقوم بحكمه حالياً، لذلك فعلى قياداتنا بالشمال ضمان حقوق دولة شمال السودان بأن تقوم باسترجاع تلك الأموال بأي طريقة بما فيها أموال الدورة المدرسية الأخيرة التي تعتبر ديناً على عاتق الجنوب يجب تحصيله لصالح مواطني الشمال الذين لديهم نفس الحقوق من تلك الأموال التي دفعها الشمال للجنوب وأقام بها الإعمار والطرق والجسور وحتى السدود ، وحسب ما علمنا فإن الأموال التي دفعت للجنوب أكثر من «6» مليارات جنيه لإقامة التنمية في ذلك الإقليم الذي ينتظر الانفصال حالياً، مما يعني أنه لو وجّه الشمال منها مليارين فقط لإعمار مشروع الجزيرة مثلاً الذي كان يعول السودان بكامله في الفترات السابقة ويدر عليه المليارات فإن وضع السودان كان لن يتأثر من الأزمة المالية العالمية أو الحصار الدولي حتى لو استمرت أمريكا والأمم المتحدة تعاقبانا بمزاعمهما لقرن آخر من الزمان.

بالتالي فإن أهم متطلبات الشمال خلال الفترة القادمة مع اقتراب إعلان نتائج الاستفتاء ليس انتظارها بقدر البحث عن مخارج لإعادة أموال الشمال من الجنوب التي يجب أن تصنفها حكومة الجنوب ديناً مستحقاً للشمال يجب سداده وليست أموالاً لا صاحب لديها، خاصة إذ ربطنا تلك الأموال بمديونيات الجنوبيين لبنوكنا الوطنية البالغة «17» ملياراً بالإضافة لتكلفة عودة الشمال لعملته القادمة «الدينار» بدل الجنيه الذي فرضته علينا اتفاقية نيفاشا ضمن التنازلات حتى توقع الحركة الشعبية على الاتفاقية، لذلك فإنه من باب أحرى أن تشكل الحكومة لجنة مهمتها دراسة إعادة تلك الديون مجتمعة من الجنوب بدون فوائدها الشرعية لتعويض شعب الشمال جراء اتفاقية نيفاشا التي كان الجميع يعرف نتائجها الحالية بأنها ستفصل جنوب السودان، خاصة وأنه من الأولى كان الاتفاق منذ البدء فيها أن يفصل الجنوب دون الدخول في معتركات الفترة الانتقالية التي كبّدت الشمال من قوته بعد أن فقد شبابه إبان فترة الحرب، وحتى لا يضام ذلك الشعب مرة أخرى نطالب باسترجاع أمواله من الجنوب التي ليست أموالاً قدمها مانحون أو دعماً من الدول الشقيقة وإنما هي أموال خرجت من جوف هذا الشعب الصابر.
أضف رد جديد

العودة إلى ”اخبار السودان“