الحرب علي القاعدة ودولة الجنوب!

كل ما يتعلق باخبار السودان اليومية من داخل وخارج الوطن

المشرف: بانه

أضف رد جديد
سكون الليل
مشاركات: 1121
اشترك في: الثلاثاء 2008.9.23 4:29 pm
مكان: sudan

الحرب علي القاعدة ودولة الجنوب!

مشاركة بواسطة سكون الليل »

تساور العديد من بلدان شرق ووسط إفريقيا المخاوف مما يسمونه شبح أسامة بن لادن، وتوقن حكومات هذه الدول والبلدان أنها ستدفع ثمناً باهظاً، لعملية غتيال بن لادن بواسطة الكوماندوز التابع للبحرية الأمريكية في بيته بباكستان، ومرد هذه المخاوف أن منطقة القرن الإفريقي ووسط وشرق إفريقيا كان المكان المفضل لتنظيم القاعدة والبطن الرخو، الذي نفذت فيه العديد من العمليات ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية، وكانت ميدان مطاردة واسع للحرب الأمريكية والعالمية على ما يسمى بالإرهاب، وقامت المخابرات الغربية بالكثير من العمليات السرية في البلدان الإفريقية الشرقية تستهدف المشتبَهين بصلتهم بتنظيم القاعدة والجماعات المسماة بالإرهابية، وتعاونت حكومات إفريقية إلى حد التماهي مع الولايات المتحدة الأمريكية التي عدتها جزءًا من منظومتها الأمنية وجعلت المنطقة أعقد سبخات ووحول الحرب على الإرهاب.
تقارير دبلوماسية غربية يتم تداول معلوماتها في القرن الإفريقي ودول الشرق والوسط الإفريقي، عمّا سيحدث في هذه المنطقة؟ وما هي خياراتها؟ وكيف ستُدار معركة طويلة لاجتثاث ما يسمونه بالإرهاب الإسلامي ومنع تمدُّده، ووقف تهديداته للمصالح الغربية وخاصة الأمريكية؟
يبدو أن عملاً استخبارياً ضخماً سيُصوَّب لإفريقيا بعد اغتيال الشيخ الشهيد أسامة بن لادن، فقد باتت المنطقة هي المستهدَفة الأولى بعد الحرب على أفغانستان واستشهاد زعيم تنظيم القاعدة، فالحرب على ما يسمى بالإرهاب ستنتقل لشرق إفريقيا وعمقها وربما غربها وشمالها، فالولايات المتحدة الأمريكية دعمت وستزيد دعمها لعدد من البلدان الإفريقية ومن بينها السودان كما تقول المصادر الرسمية الأمريكية بما يزيد على 21,7 مليار دولار لتهيئتها لتكون شريكًا لأمريكا في حربها هذه، كما قدَّمت دعماً للقدرات العسكرية والاستخبارية لهذه البلدان قارب المليار دولار خلال أربع سنوات لدول شرق إفريقيا من أجل الأمن والسلام ومقاومة ما يسمونه الإرهاب.
وورَّطت الولايات المتحدة حكومات الدول الإفريقية الشرقية في ما لا قِبل لها به، فالتعاون الاستخباري والتشارك في العمليات السرية، لم يوقف نشاط الخلايا النائمة وغير النائمة، التي استطاعت منذ 1996م حتى اليوم، تنفيذ العديد من الهجمات الناجحة من أديس أبابا لنيروبي ودار السلام وكمبالا والصومال وخليج عدن وممباسا وفي المياه الدولية قبالة شواطئ القرن الإفريقي.
ففي التقارير التي تناولت ردّات الفعل على اغتيال بن لادن، تتحسب المنطقة التي شهدت أكثر العمليات جرأة، لأيام قاسيات، مع عدو غير مرئي تماماً، يسبح في الفضاء الإفريقي والمنطقة العربية وتخوم آسيا الوسطى من أفغانستان والقاعدة في العراق والقاعدة في جزيرة العرب والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ثم القاعدة ووجودها في القرن الإفريقي المعقَّد اثنياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً، مما يجعل احتواء هذا الخطر والظاهرة بعيد المنال وصعب الاستئصال.
لكن الجديد في كل هذا، ما يتعلق بدولة جنوب السودان القادمة، فكل الدلائل تشير أن منظومة الأمن في شرق إفريقيا تنتظر انضمام جنوب السودان لها ليكون ميدان رماية وتدريب وتأهيل جديدة لهذه الحرب، وسيكون جنوب السودان طبقاً لما تقوله معطيات التفكير الاستخباري الغربي والإفريقي الشرق الأوسطي منصة جاهزة للتشغيل، خاصة مع بروز دوره في ما تسميه إسرائيل، تعاون جنوب السودان معها في منع تمرير الأسلحة لقطاع غزة من إيران عبر شرق السودان، وستكون قدرات الجنوب وإمكاناته والفواتير التي تنتظره، مسخّرة لدخوله النادي الاستخباري لحرب القاعدة.
فالمطلوب من جنوب السودان الآن، أن يندمج في مجاله الحيوي الجديد، ويصبح بيدقاً آخر في معركة طويلة سيكون الجنوب أيضاً من ضحاياها لأن أعداء أمريكا سيعدّونه صديق عدوِّهم، و«صديق عدوِّي عدوِّي»!!

بقلم: الصادق الرزيقي
أضف رد جديد

العودة إلى ”اخبار السودان“