ادخل , اقرأ , احزن وبعدها تأمل .

يهتم هذا القسم بكل المعلومات عن وطننا الحبيب .

المشرف: بانه

أضف رد جديد
برق خاطف
مشاركات: 315
اشترك في: الأربعاء 2011.4.13 9:27 am
مكان: العالم العربي

ادخل , اقرأ , احزن وبعدها تأمل .

مشاركة بواسطة برق خاطف »

السلام علي كل من يحب السودانيين والسودان بصدق

"
إلى رئاسة الجمهورية ..هؤلاء يدمرون مشاريع الناس..(1).. بقلم : الطاهر ساتي

* قبل عقد ونيف، فاض النيل وإجتاح بعض أحياء العاصمة، وشاء القدر بأن يكون الجزء الجنوبي لحي الرميلة من المناطق المتأثرة ..زارهم أحد النافذين بحكومة الخرطوم مصطحبا وفدا إعلاميا كنت أحدهم، فأستقبلته الأسر المنكوبة بحزن وأمل.. تفقد المسؤول المنطقة وتجول حتى وصل شاطئ البحيرة التي تحت مياهها منازل وأثاثات الأسر التي تنتظر دعمه بحزن وأمل..لم يحس بآلام تلك الأسر ولم ينتبه لآمالها، ولذلك لم يكن مدهشا أن يقول للوفد الإعلامي وهو يحدق في بقايا جدران المنازل المغمورة : ( يا جماعة رب ضارة نافعة، المكان ده ممكن يتعمل فيهو حوض سباحة، ايوة نحن لازم نستفيد من الكوارث ونحولها لي منفعة عامة)..هكذا جادت عبقريته..ولله في عقول بعض النافذين شؤون، أوهكذا همس بعض للبعض الآخر عامئذ..!!

* للأسف ذاك الهمس يعيد نفسه اليوم ، لأن عبقريا كذاك المسؤول يتحف الناس والبلد بإحدى بنات أفكاره .. إليكم الحدث كما هو..قبل ثلاث سنوات، قدمت وزارة الصحة خارطتها الصحية لوزارة المالية، وبها عدد من المشاريع، منها مشروع إنشاء مستشفى حوداث جديد بمنطقة جبرة، جنوب الخرطوم ..أجازت المالية مشروع المستشفى لجدواه .. حوداث الخرطوم القديمة لم تعد تسع كثافة آلام وحوادث وطوارئ سكان الخرطوم، إذ هي تستقبل حوالي ( 1000 حالة يوميا)، وسعة عنابرها لاتتجاوز( 40 سريرا)، وكذلك حوادث الخرطوم لم تعد تتوسط أحياء الخرطوم التي جاورت أحياء النيل الأبيض جنوبا ، ثم المستشفى الحالي في منطقة هي الأكثر زحاما وتكدسا بالمارة والسيارة، ولايصلها المصاب إلا بشق الأنفس.. لكل ما سبق، وافقت وزارة المالية على مشروع المستشفى الجديد بجبرة، وتحمست له لتخفف الأعباء على الحوادث القديمة ولتريح كل سكان أحياء جنوب الخرطوم من الصحافة الي جبل أولياء، بل ولتصل خدمات الحوادث الجديدة بعض أحياء ولاية النيل الأبيض أيضا..يلا ، خير وبركة، أوهكذا تجاوبت المالية مع فكرة المشروع ..!!

* وعليه ..شكلت وزارة الصحة لجنة فنية برئاسة الدكتورة ناهد أبو زيد لترجمة فكرة المشروع الي أرض الواقع.. وإنبثقت من لجنة الدكتورة ناهد لجان طبية وأخرى هندسية، لعمل الدراسات الفنية للمشروع ..سافرت الفرق الهندسية والطبية الي الأمارات وماليزيا و روسيا، ثم عادت وإجتمعت بالأيام والأسابيع، حتى توصلوا الي خارطة مشروع من (5 طوابق )،على مساحة (3500 متر مربع)، تسع (160 سريرا).. وبها لأول مرة في تاريخ السودان (قسم خاص لإصابات حوداث المرور)، (قسم خاص لحالات التسمم )، ( 4 غرف للعناية )، (8 عنابر)، أي هي الأكبر - والأحدث - في السودان من حيث المواصفة الهندسية والفنية، إذ جمعت تجارب مشافي حوادث تلك الدول التي زارتها الوفود .. وقدمت اللجنة خارطتها وميزانيتها لوزارة الصحة، وهذه قدمتها للسلطات العليا والموازية، بما فيها وزارة المالية، فصدقت لهم المالية – فورا - بالتمويل بنظام الصكوك، والحكومة لاتمول مشروعا بهذا النظام ما لم يكن مشروعا إستراتيجا و(مهما جدا )..( 7 مليار جنيها)، مليار تنطح مليار، هي تكلفة المرحلة الأولى التي إنتهت بفضل الله قبل شهرين، وهي مرحلة المباني .. وشرعت اللجنة في التعاقد مع الشركات لتنفيذ المرحلة الأخيرة، وهي مرحلة إستيراد وتركيب المعدات الطبية، وتكلفتها تقدر ب (8 مليار جنيه).. وموعد الإفتتاح الذي يجب أن يشرفه رئيس الجمهورية أو نائبه هو نوفمبر القادم ..أها..أليس من حق الشعب أن يحتفي بميلاد هذا المشروع في نوفمبر القادم ؟.. نعم، ولكن هيهات، تابع عبقرية عقول جماعة ( هنا ممكن نعمل حوض سباحة )..!!

* بجرة قلم، وبمنتهى اللامبالاة واللامسؤولية، أصدر اللواء طبيب الصادق قسم الله وزير الصحة قرارا يوم الخميس الفائت بتحويل مباني المشروع الي ( مكاتب إدارية ) لمعهد تابع لوزارته، واسمه (معهد الصحة العامة)..هكذا بكل بساطة، مستشفى حوادث كامل، في مرحلته الأخيرة والتي سبقتها مرحلة كلفت الشعب السوداني (7 مليار جنيه)، أصبح بين ليلة وضحاها مجرد مكاتب إدارية لبعض أفندية كيان مسمى بمعهد الصحة العامة..فلندع حاجة أهل الخرطوم وكل أهل السودان إلى مستشفى حوادث حديث يجنبهم مآسي التكدس في الأطلال البائسة المسماة بحوادث الخرطوم، فلندع تلك الحاجة..إذ كيف لمبان تم تصميم وتنفيذ خارطتها الهندسية - بسبعة مليار جنيه - في شكل عنابر وغرف عمليات وطوارئ وغيرها ، تصلح بأن تكون - حسب تفكير عقل الوزير فقط - ( مكاتبا للموظفين ) ؟..ثم خبرنا بالله عليك يا وزير الصحة، ماذا يفعل الإداري بمعهد الصحة أثناء ساعات العمل، بحيث يستحق عمله هذا مقرا يجب يستخدم - بعد خمسة أشهر فقط لاغير - كأحدث وأكبر مستشفى حوادث في طول البلاد وعرضها ؟..أي السؤال بالبلدي الفصيح : معقولة إيواء افندية معهد الصحة بتاعك ده أهم من علاج آلام وحوادث وكوارث الشعب السوداني ؟..كم عدد الموظفين بهذا المعهد ليحتلوا أرضا مساحتها (3500 متر مربع)، بكل ما فيها من مبان كلفت الشعب (7 مليار جنيه )..؟..لماذا لاتحشر إدارة المعهد في دهاليز وزارتك - أو في أي حوش فاضي - وتدع مباني هذا المشروع للناس والبلد ؟.. أيهما أولى للناس يا وزير الصحة، وأيهما أهم للبلد، مستشفى حوادث أم مكاتب إدارية ..؟؟!!

* لا، لن ندع قرارك يمر بهدوء يا وزير الصحة ، أوكما تشتهي وتشتهي كوادرك بأمانة القطاع الصحي بحزبكم الحاكم.. إنها جريمة أن تهدر (7 مليار جنيه) في مكاتب إدارية، وإنها جريمة أن تجهض مشروعا يستهدف عامة الناس مكاتب لفئة إدارية ..لن ندعك ترتكب هذه الجريمة بخفاء، سنزيح غطاء المعهد، ونكشف للرأي العام ما تحت هذا الغطاء الزائف، ونوثق للتاريخ هذا التخريب.. ونسألك بمنتهى الوضوح : من المستفيد من إجهاض هذا المشروع أيضا ؟.. أي لن ننسى إجهاض مشروع زراعة الأعضاء التكافلي - غير الربحي - الذي جاء به بعض أبناء السودان الأخيار من السعودية .. من المستفيد من تدمير المشاريع التي تستهدف البسطاء والفقراء الذين لاحيلة لهم للعلاج في ماليزيا والاردن، ولاقوة لهم للعلاج في مشافي مامون حميدة وفضيل وساهرون وغيرها من المشافي الخاصة ؟.. من المستفيد من تدمير مشاريع العامة لصالح مشاريع فئة قليلة ؟.. ومن هنا نواصل نحو الإجابة بإذن الله ..!! "

المصدر: صحيفة الراكوبة .
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى السودان العام“