{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً }(فاطر:10).
لنعلم بادئ ذي بدء أن هذه المحاولات ليست بالجديدة أو الطارئة، فهي تعمل ضمن خطة منظمة يقوم عليها مؤسسات سرية، ولا يجدي مع هذه المنظمات هذه الهبّات القصيرة العُمْر والانتفاضات الطارئة، وتلك الجهات تعلمُ جداً أن تلك الهبّات لا تُسمن ولا تُغني من جوع، فهي لا تهتم بها ولا تُعيرها اهتماما، وتظل تخطط للإساءات التي تطال الدين والمقدسات ، وتكون عامل قلقٍ وعدم استقرار في منطقتنا التي هي منبع النور الذي أرسله الله رحمة للعالمين، على يد رسولنا الكريم صل الله عليه وسلّم والذي من شأنه إخراج الناس من ظلماتهم إلى النور فتنكسر شوكتهم وينقلبوا عل أعقابهم خاسئين،وما كان لهذه المنظمات أن تحقق شيئاً من أهدافها، إلا بابتعاد المسلمين عن دينهم والانصراف تحت اوهى الأسباب إلى الشرائع الوضعية التي أثبتت الأيام فشلها وما ترتب على إتباعها من ظُلمٍ عمَّ العالم..
إن هذه الإساءات على قبحها وتفاهتها، دليل على إعجاز قرآنناالذي أخبرنا قبل أكثر من أربعة عشر قرنا عن حدوثها ونبهنا إلى طريقة التعامل معها، يقول تعالى في كتابه العزيز:
{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}(آل عمران186)
لَتُخْتَبَرُنَّ أيها المؤمنون:
في أموالكم بالجوائح التي تصيبها ، وفي أنفسكم بما يجب عليكم من الصبر على الطاعات، وما يحلُّ بكم من جراحٍ أو قتلٍ وفَقْدٍ للأحباب، وذلك حتى يتميَّز المؤمن الصادق من غيره، ولتَسمعُنَّ من اليهود والنصارى والمشركين، ما يؤذي أسماعكم من ألفاظ الشرك والطعن في دينكم ورسولكم.
وإن تصبروا أيها المؤمنون... على ذلك كله... وتتقوا الله، بلزوم طاعته واجتناب معصيته ،فإذا فعلتم... فإن ذلك من عزم الأمور... من جدها التي يُعزم عليها، وينافس فيها فإن ذلكالصبر والتقوىمما عزم الله عليه وأمركم به، وندب الله عباده إلىالصبر والتقوىوأخبر أنه من عزم الأمور أي شدتها وصلابتها وهي من حقيقة الإيمان.
إذن فما هو الحل ؟
يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}(المائدة105)
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه ألزموا أنفسكم بالعمل بطاعة الله واجتناب معاصيه، وداوموا على ذلك، فإذا فعلتم ذلك، فلا يضركم ضلال مَن ضلَّ إذا داومتم على ذلك ولزمتم طريق الاستقامة، فأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر، إلى الله مرجعكم جميعًا في الآخرة، فيخبركم بأعمالكم، ويجازيكم عليها.
فلنبدأبأنفسنا ونقيمها على طاعة الله ورسوله، وليكن مقياسنا للأمور مقياس الإسلام الذي بيَّن الحلال والحرام، وحدد الهدف من خلق الخلق فلا تستوي الحياة وتستقيم إلا بعبادة الله وحده، والانتصار به، والحب به، والكره له، فبذلك ينغلق الباب على السفهاء والمضبوعين بهم، وتقوى شوكة الأمه فيُحْسَبُ لها ألف حساب وتعود العزة التي أرادها الله لعباده المؤمنين الصالحين العاملين.
..وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.. صدق الله العظيم