بكت خنساء المنتدى امال عراضا لها طول
بكت سيفاً أغمد وقد كان للدين مسلول
غدا سريعاً لقبره على كتف الدهر محمول
خلع الصبا منه رداءه وبات منه محلول
بكته "امال" بدمع غزير المطر هطول
بكته المروءة وتيتم بعده الخلق النبيل
بكته طيب الشمائل والسجايا وكرم الاصول
بكت "أمال" في فراقه نجماً صاعداً للأفول
ينتاب فؤادها لوعة وفكرها بات مشغول
أسفاً لفقد كبير فمن عرفه بات مذهول
نسأل لها صبراً والفقيد يتبعه حسن القبول
نسأله صبرا جميلا فما قدر الرحمن مفعول
هكذا حال دنيتنا فمن أمنها فهو جهول
وكلنا غدا راحلون وكل ما بالأرض يزول