تري من أحزن ليلي؟

يشمل النثر ،، الخواطر ......الخ

المشرف: بانه

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
asool22
مشاركات: 1783
اشترك في: الجمعة 2007.6.1 1:27 am
مكان: الســـعـــــــوديه
اتصال:

تري من أحزن ليلي؟

مشاركة بواسطة asool22 »

تري من أحزن ليلي؟ لم تبتسم له كعادتها وهي تمّر أمام باب دارهم، تعود علي تلك الإبتسامة المشرقة والنظرة الخجولة، تري ما بها اليوم؟ تساءل بينه وبين نفسه كعادته عندما يصاب بالإحباط فإنه يذهب إلي دكان الحي القريب ولكن في هذه المرة لم يسترسل مع البائع بل طلب المعلوم في مثل هذه الحالات؛ قزازة بيبسي وبسكويت كمبال بعد عدة محاولات نجح في تمزيق غلاف البسكويت البلاستيكي وبدأ في قضم البسكويتات وإتباعها برشفات من البيبسي البارد ذوالكربونات الفايرة وهو يفكر في ما كان من أمر ليلي بعد البسكويت والبيبسي، ذي الكربونات الفايرة، لم يطر أي تحسن علي حالته ففكر في شراء قرطاس تسالي لكنه عدل عن الفكرة، فالوقت مازال مبكراً علي مثل هذه الأشياء لذا قرر أن يتمشي حتي شارع الكبري الغير بعيد منهم، فلم يكن في حالة تسمح له بالعودة إلي البيت ومتابعة برامج التلفزيون المملة في الطريق فاجأته جارتهم ونادته بصوت عال وهي تطلب منه مساعدتها بشراء صابون بودرة من الدكان متعللة بأن إبنها مازال في الخارج، لكنه كان يلمح إبنها بطرف خفي داخل البيت وهو منشغل بصينية الطعام أمامه يعب من المكرونة بالمعلقة واليد في نفس الوقت وبالرغم مما كان يكابده من عناء فإنه إمتثل للأمر الواقع وأخذ منها نقود الصابون، فقد كان يخشي سلاطة لسانها، أما إبنها، بتاع المكرونة، فسوف يحاسبه أثناء مباراة الكرة، سوف يجعله أضحوكة أحتار في أمر شراء صابون البودرة، فقد كان هناك أكثر من نوع ولم تسم السيدة إحداهم، غير أنه أختار أشهر الأنواع وإن لم يكن أرخصها، حاسبه البائع ولم يكن عنده فكة فأعطاه بالباقي لباناً أحتار صاحبنا في أمره، فقد كان يخشي رد فعل السيدة صاحبة الصابون فكر في أن يستبدل اللبان بفكة من عنده لكنه عدل عن ذلك عندما رأي هناء، إبنة المرأة، عند عودتها من الجامعة، سنة أولي علوم وقد كان شرح لها ما تيسر من الرياضيات عند إمتحانات الشهادة! وبغير أن ينبس ببنت شفة أعطاها صابون البودرة واللبان وكان بعينيها بعض الدهشة لم يجاوب حتي علي سؤالها المعهود: كيف تمام؟!
كاد أن يقول لها: كيف أكون تمام أمك بجاي وليلي بهناك! لكنه كان يدرك أنها تغير من ليلي فائقة الجمال والجاذبية، بالرغم من أن هناء كانت لا تخلو من ملاحة ودلال وتركها في وضع مبهم، فلم يكن في حال يسمح بالإسترسال والشرح، فقد كان عقله منشغل بليلي، وكان بينه وبين نفسه يردد: من أحزن ليلي....من جلب الهم؟
عزم علي تجاهل أي نداء هذه المرة، وكذا مضي في إتجاه الكبري ليستنشق نسمات النيل، النهر القادم من هضاب الحبش وبحيرات إفريقيا الإستوائية، سيبث ذلك النهر العظيم شكواه وشكوكه، ولن ينتظر إجابة، فحسبه الكلام مع خرير المياه وتغريد الطيور، ففي ذلك بعض العزاء وشئ من الراحة وهبط من دنيا الخيال علي ذلك الصوت الخشن لجارهم محجوب، كالعادة كان يحتاجه لدفع عربته الدائمة العطب، فسمع نفس العبارة المألوفة: يدك معانا يا حبيب! وهنا تأكد لصاحبنا مدي صعوبة الحياة بشئ من الرومانسية في مثل ذلك الجزء من العالم وهكذا وبمساعدة الود الشغال بدأنا في دفع تلك السيارة ذات اللون البني! ومن داخل السيارة كان جارنا، وبإبتسامة عريضة، يشجعنا ويرفع من معنوياتا السيئة ونحن بين: أها أرفع! قربّت! كدي المرة دي من قدام! والمحلة دي طالعة!! حتي دار المحرك في النهاية والدنيا لا تسع الجار من الفرحة ومن خلال رائحة البنزين وغبار الطريق الذي أثارته السيارة لملم أطرافه وأحزانه ومشي نحو نهر النيل الذي الذي ترائي له بعيداً جداً في تلك اللحظات كان عقله مشغولاً بها جداً في تلك اللحظات، حتي أنه تحاشي ركل علب الصلصة ،وغيرها من سواقط الطريق، في أهداف وهمية كما كان يفعل دائماً في ذلك الوقت من اليوم، ما بين العصر والمغرب، كانت الملاعب تشهد عادة أجمل أهدافه، ودروس العصر تحكي بعضاً من تجلياته، وحتي في إنعدام الحدث كان وجوده بين رفاق الحي والمدرسة يمده بشئ من الحيوية والبشر، أما في ذلك اليوم فقد كان وحيداً، حزيناً، تثاقلت خطواته بفعل الهموم، وضاق صدره بسبب تلك الهواجس،
شوارع الحي كانت هادئة وادعة تحكي عن عراقة وطيبة، وأشعة الشمس حاضرة غائبة في أكثر أوقاتها تسامحاً مع أنسان تلك ٌالأنحاء! أما صدره فكان يغلي ويضيق بتلك الهواجس التي لم ينجح في كتمها أو تشتيتها، سرح بخياله وتذكر لحظات تلاقت فيهما نظراتهما، كان دائماً يري بعينيها أقماراً وبحاراً وسحاباً، كانت تنقله إلي عوالم أخري تبدو بعيدة جداً وغربية عن أجوائه المألوفة، ولا تكاد تفارق خياله فيقضي ليله متقلباً علي فراش من أحلام براوئح وعطور من زهر لا يدري مصدرها
وكأن كلاب الحي قد إستشعرت ما به فطأطأت رؤوسها علي غير العادة، ومضي يشق الدروب وبدأ النيل يظهر رويداً رويدا وإستقبل وجهه طلق النسيم فبعثت شيئاً من الأمل والرجاء في نفسه، تلقي منظر النيل في فرح رغم ثقل الأحزان وجراح الروح!كانت أصوات الطيور وخرير المياه وصياح الصبيان تختلط في فوضي عذبة فتبعث من جديد آمالاً وقوي خفية كانت قد طمرتها الهواجس والمخاوف، فترك نفسه تشارك الطبيعة في عنفوانها وصخبها.
ولم يتركه الكوتش، مسطول الحي وأحد ظرفائه، في حاله ففاجأه بضربه ترحيب في ظهره وهو يصيح ضاحكا: الليلة شنو بجاي؟! سجارة ولا شاكوش؟! وأنطلق ضاحكا بقوة حتي خيل إلي الفتي أن الطرف الأخر من النهر قد سمع تلك الضحكات المجلجلة كان يستلطف الكوتش ولا شك لكن ليس في تلك اللحظات بالتحديد، كان قلبه ينوء بعواصف تكاد تخفي شمس الأمل بصدره......فلم يرد عليه بتلك العبارات الضاحكة المألوفة، وأنزوي بنفسه بعيداً...... كان يحتاج لمناجاة مخلوقات أكثر براءة من الإنسان، فإنشغل بمتابعة الطيوروهي تنتقل بفرح وحرية بين الأرض والسماء.
وكان أن قطع حبل أفكاره جارهم حسن الشهير بحسن باسطة، كان من ذلك النوع الذي تجالسه وتحادثه ريثما يأتي أصدقائك الحقيقيون، ولكن والحق يقال كان له علاقات مع فتيات جميلات رائعات رغم أنه وسط الشباب كان مصنفاً تحت خانة...... ثقيل
وكان أن ألقي ذلك الثقيل بكلامه الذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير: جارتكم ليلي دي ما شايفاكم ولا شنو؟! دا الجواب الخامس الكتبته لي من بداية الأسبوع! وكان أن عرض عليه من بعيد ورقة تعرف فيها الفتي علي خط يدها الذي طالما سحرته أناملها، إزداد مقتاً لذلك المدعي، وتركه وإبتسامة صفراء تتلاعب في وجه، كان ذلك أسلوبه وديدنه، يعرف بالضبط ماذا يؤلم أكثر ويسدد ضربته، نجح كتيراً ذلك اليوم في إيلام الفتي فعاد أدراجه وهو يكاد يترنح، حتي أنه تحاشي المرور بالشارع الذي يضم محل الباسطة المشهور بالحي كرهاً في أسم حسن باسطة! وربما سيمتد كرهه حتي لزجاجات الحليب البارد، وقد كانت، مع الباسطة، الوجبة المفضلة بعد مباريات الكرة الصاخبة
.............
صورة العضو الرمزية
متين نرجع
مشاركات: 241
اشترك في: الثلاثاء 2007.3.27 2:01 pm
مكان: دولة قطر

رد: تري من أحزن ليلي؟

مشاركة بواسطة متين نرجع »

asool22
لك التحية والقصة جميلة جدا
هل من أحد؟..اني أنتظر

وكل مساء
تلسعني عقارب الانتظار
يبكني الحزن
ويتجاهل الأمل وريد شراييني
وأتوسد أحزان ليلي

المسك

تجاعيد الزمن تفعل بنا الكثير
لكن علينا أن نبتسم


تقبل مرورى

صورة العضو الرمزية
asool22
مشاركات: 1783
اشترك في: الجمعة 2007.6.1 1:27 am
مكان: الســـعـــــــوديه
اتصال:

رد: تري من أحزن ليلي؟

مشاركة بواسطة asool22 »

شكراً متين نرجع

لست أنســاك وقد ناديتني بفم عذب المناداة رقيق

ويد تمتد نحوي كيد من خلال الموج مدت لغريق
أضف رد جديد

العودة إلى ”بوح الخواطر“