روايه التضحيه الكبري تأليف إجاثا كريستي

يشمل كل المواضيع المتنوعة والحيوية والمنقولة و الغير مصنفة.

المشرف: بانه

صورة العضو الرمزية
حبيب نورسين
مشاركات: 40
اشترك في: الثلاثاء 2016.6.28 9:45 am
مكان: الخرطوم

الحلقة 11 الدافع المجهول الجزء الثاني

مشاركة بواسطة حبيب نورسين »

الجزء الثاني الحلقة 11>>
نواصل ...
عن أحداث اليوم..وعن المنزل..وصوفيا .
_ألم تتحدثا عن الشركة المتحدة ؟
وكنت حتى تلك اللحظة أرجو أن يكون ما سمعته من جوزيفين مجرد أوهام من صنع خيالها ،ولكن هذا الرجاء تبدد حالما رأيت إضطراب روجر وشحوب وجهه .
تهالك على أحد المقاعد وغمغم وهو يدفن وجهه بين كفي يديه .
_ يا إلهي !
وإبتسم تافرنر كمن يريد أن يقول :وقع الفأر في المصيدة .
قال أبي :
_أتعرف يا مستر ليونيدس بأنك لم تكن صريحآ معنا ؟
_ولكن كيف علمتم ؟كنت أظن أن لا أحد يعلم..فقال له أبي أن البوليس يعرف عمله وإستطرد قائلآ :
_ألا ترى الآن يا مستر ليونيدس أن من مصلحتك أن تصارحنا بالحقيقة ؟
_طبعآ سأصارحك بكل شيء..فماذا تريد أن تعرف ؟
_هل صحيح أن الشركة المتحدة على شفا الإفلاس ؟
_نعم ..لا مناص من إفلاس الشركة..ليت أبي فقط قد مات دون أن يعلم ذلك ..إنني أشعر بالخجل والعار .
_هل سيؤدي إفلاس الشركة إلى إجراءات جنائية .
فإعتدل روجر في جلسته ورفع رأسه بكبرياء وأجاب :
_كلا..طبعآ ..سنتوقف عن العمل ولكن بشرف وسيحصل الدائنون على أموالهم كاملة..حتى ولو صفيت كل ممتلكاتي..كلا..إن ما يخجلني هو أنني لم أكن جديرآ بالثقة التي شرفني بها أبي..إنه وضعني على رأس أقوى شركاته وأعزها عليه ..ولم يتدخل قط في أعمالي ولم يسألني عما أفعل..كانت ثقته بي كاملة ولكني لم أكن جديرآ بها.
فسأله أبي بجفاء :
_إذا لم تكن هناك إجراءات قانونية تخشاها..فلماذا فكرت في القرار مع زوجتك إلى الخارج دون أن تخطر أحدآ ؟
_هل تعلم ذلك أيضآ .
_نعم يا مستر ليونيدس .
_أنت إذن لا تعرف موقفي..كان مستحيلآ على أن أقابل أبي وأصارحه بالحقيقة..ولو قد فعلت لظن أنني أطلب مساعدته..ولسارع إلى مساعدتي..دون تردد لأنه كنا يحبني..ولكني لم أكن أريد ذلك..لم أكن أريد للشركة أن تستمر..لأنني خشيت أن أتثر مرة أخرى أنني لست كفؤآ لإدارة شركة ضخمة كهذه..كنت أعلم منذ البداية أنني لست في ذكاء أبي ..ولكني بذلت قصاري جهدي وفشلت .لا أحد يعلم كم شقيت لأنقذ الشركة على أمل ألا يعلم الرجل الطيب الكريم بحقيقة الموقف .ولكن جهودي ذهبت سدى ،وجاءت اللحظة التي أدركت فيها أن لا مناص من الإفلاس ،فبحثت الموقف مع زوجتي،وقررنا في النهاية ألا نصارح أحدآ بالحقيقة ،وأن نرحل قبل أن تهب العاصفة..وكان في نيتي أن أترك رسالة لأبي أوضح له فيها كل شيء ..وأضرع إليه أن يصفح عني..وقدرت أن تصله الرسالة حين تكون بالشركة قد إنهارت وفات أوان إنقاذها .
وقد صحت عزيمتي على أن أشق طريقي في الحياة من جديد في أي بلد آخر ..وأنا أعلم أن الحياة لن تكون سهلة بالنسبة إلي..أو بالنسبة إلى كليمنسي..التي ستضحي بالكثير..ولكنها لن تحجم عن أية تضحية .
إنها إمرأة عظيمة..ورائعة .
فقال أبي بنفس اللهجة الجافة :
_ولماذا عدلت إذن ؟
عدلت ؟
_نعم..لماذا ذهبت إلى أبيك في النهاية لتطلب معونته ؟
فحملق روجر في دهشة وقال :
_أنا لم أطالبه بأية معونة .
_إنني أريد الحقيقة يا مستر ليونيدس .
_هذه هي الحقيقة ،أنا لم أذهب إليه..هو الذي أرسل في طلبي ،ويبدو أنه عرف الحقيقة بطريقة ما..فواجهني بها..وإضطررت أن أعترف بكل شيء ..وقلت له أن خسارة المال لا تعدل عندي إحساسي بأنني لم أكن أهلآ لثقته.
وإزدرد روجر لعابه ومضى في حديثه ،وقال :
_لم يؤنبني ، وكان رقيقآ غاية الرقة،فصارحته بأنني لا أريد مساعدته وأنني مصمم على مغادرة البلاد،ولكنه أبى أن ينصت إلي وصمم على ضرورة إنقاذ الشركة .فقال أبي بلهجة صارمة :
_هل تريدنا على أن نصدق أن أباك كان يعتزم معاونتك ماليآ ؟
_نعم ،إنه كتب على الفور رسالة إلى البنك ضمنها تعليماته لهذا الغرض .
>> كن في إنتظار الجزء الثالث الحلقة 11>>
صورة العضو الرمزية
حبيب نورسين
مشاركات: 40
اشترك في: الثلاثاء 2016.6.28 9:45 am
مكان: الخرطوم

الحلقة 12 لعبة شد الأعصاب

مشاركة بواسطة حبيب نورسين »

الحلقة 12 لعبة شد الأعصاب

غادرت مكتب أبي وأنا أشعر بالقلق ووخز الضير

صحيح أنني نقلت إلى تافرنر كل ما قالته جوزيفين عن روجر.ولكني لم أذكر كلمة واحدة عن الرسائل الغرامية التي زعمت الصغيرة أن بريندا ولورانس يتبادلانها.
وحاولت أن أجد لنفسي عذرآ فقلت إن حكاية الرسائل قد لا تكون صحيحة ..وإذا صحت فقد لا تكون ذات أهمية..ولكن الحقيقة التي لا شك فيها ،هي أنني كنت أنفر من إتهام بريندا،وأشعر بالعطف عليها..لمجرد أنها وحيدة في بيت يمقتها كل أهله..وإذا كانت هناك رسائل غرامية فمن المحقق أن تافرنر وأتباعه سيعثرون عليها عاجلآ أو آجلآ ..فليس ثمة إذن ما يدعوني إلى تنبيههم ..يضاف إلى ذلك أن بريندا أكدت لي أنه ليست هناك أية صلة عاطفية بينها وبين لورانس ،وأنا أميل إلى تصديقها أكثر مما أصدق تلك الشيطانة الصغيرة جوزيفين .
وإتصلت تليفونيآ بصوفيا لأسألها عما إذا كانت تسمح لي بزيارتها فأجابت على الفور:بكل تأكيد يا تشارلس ..
_كيف تسير الأمور في البيت؟
_لا أعلم..مازال رجال الشرطة يفتشون..هم يبحثون؟
_ليست لدي أية فكرة .
_إن وجودهم يشد أعصابنا .فحاول أن تأتي بأسرع ما تستطيع لأنني سأجن إذا لم أجد من أحدثه .
فأستجرت إحدى سيارات الأجرة وذهبت إلى بيتها ووجدت الباب مفتوحآ،فترددت بين أن أقرع الجرس أو أن أدخل مباشرة،وقيل أن أقطع برأي شعرت بحركة خلفي،فنظرت،ورأيت جوزيفين ترقبني من بعيد،ووجهها الصغير يكاد يختفي وراء تفاحة ضخمة تقضمها.
إقتربت منها وحييتها:
_طاب يومك يا جوزيفين .
ولكنها لم تجب .وتراجعت إلى مقعد خشبي على حافة حوض صغير تسبح فيه الأسماك الملونة..فلحقت بها،ورأيتها تنظر إلي من فوق التفاحة ببغض وإستنكار .
قلت لها :
_هأنذا قد عدت يا جوزيفين .
ولكنها لم تجب ،وضايقني صمتها .
قلت :هل هذه التفاحة ناضجة ؟
فتنازلت أخيرآ وأجابت:
_إنها جافة .
_هذا أمر يؤسف له ..أنا لا أحب التفاح الجاف.
لماذا لم تردي تحيتي عندما حييتك.
_لأنها لا تعني شيئآ .
_لماذا ؟
فإبتلعت ما في فمها قبل أن تجيب :
_لأنك تحدثت إلى رجال البوليس :
فدهشت ،ولاحظت هي دهشتي وإستطردت قائلة.
_نقلت إليهم ما ذكرته لك عن العم روجر.
_ولكني فعلت ذلك لمصلحة الجميع يا جوزيفين ..ورجال البوليس يعلمون الآن أنه لم يقدم على عمل مخالف للقانون .
فرمقتني بإحتقار وقالت:
_يا لك من غبي !!
_أنا آسف يا جوزيفين .
_إن العم روجر لا يهمني وإذا كنت ناقمة عليك فلأن ما فعلته يتعارض مع أصول عمل البوليس السري ..ألا تعلمي أنه ليس من الحكمة الإفضاء لرجل البوليس بشيء قبل الإنتهاء من التحريات ؟
_أكرر لك أسفي يا جوزيفين ؟
_إنني فقدت ثقتي فيك..
فعبرت لها عن أسفي للمرة الثالثة..وحينئذ فقط إنبسطت أسارير وجهها ،وقضمت قطعة كبييييييرة من التفاحـــــــــــــــــــــــــــــة .
قلت:
_على كل حال كان رجال البوليس سيعلمون في النهاية..فهذه أمور لا يمكن إخفاؤها طويلآ .
_لأنه سفلس ؟
_أعتقد أن ذلك أمر لا مناص فيه.
_إنهم سناقشون هذا الموضوع الليلة وسيعقدون إجتماعآ يشترك فيه أبي وأمي والعم روجر والخالة أديث وقد عبرت الخالة عن إستعدادها لوضع كل نصيبها من الميراث تحت تصرف العم روجر.
والعقبة الوحيدة هي أنها لم تحصل على نصيبها بعد..أما أبي فإنه يقول إن المشكلة تخص روجر وحده ولا شأن له بها..وإن من الغباء محاولة إسترداد الخسارة..بمزيد من الخسائر..وهذا أيضآ هو رأي أمي التي تريد أن يحتفظ أبي بنقوده لتمويل مسرحية ( أديث تومبسون ) ..وبهذه المناسبة.هل تعرف قصة أديث تومبسون .إنها كانت متزوجة وكانت تكره زوجها لأنها أحبت شابآ يدعى " بايووترز " وإنتهى الأمر بأن طعن الشاب زوج عشيقته فقتله .
ومرة أخرى،لم يسعني إلا الإعجاب بوفرة معلومات هذه الصغيرة ولكني أردت إستدراجها إلى ما هو أهم فقلت لها:
_أظن أنك قلت لـــــــــــــــــــــــــــــي يا جوزيفين أنك قد وفقت إلى معرفة القاتل .
_وماذا في ذلك ؟
_ما إسمه؟
فنظرت إلي بإحتقار وأدركت غرضها.
قلت:
_فهمت..تريدينني أن أنتظر حتى تفرغي من تحرياتك..ولكني أعدك بألا أذكر شيئآ للمفتش تافرنر .
_إنني مازلت أبحث عن أدلة.
_الرسائل؟
الرسائل؟إنك لم تحدثيني عنها.
_أية رسائل؟
_تلك التي تبودلت بين بريندا ولورانس .
_لقد ذكرت لك ما أعرفه عنها.
_إنني لا أصدق أن هناك مثل هذه الرسائل .
فحملقت في وجهي..وترددت.
وسمعت في هذه اللحظة صوتآ كالذي يحدثه تحطم غصن جاف تحت قدمي إنسان .
قلت لها:
_على رسلك يا جوزيفين::يخيل إلى أنك لا تعرفين شيئآ على وجه اليقين .
ولكنها لزمت الصمت..ولم تقع في الفخ.
ولم يسعني إلا التسليم بالهزيمة.
قلت :
_يجب أن أذهب الآن لمقابلة صوفيا ..تعالي معي.
_كلا..سأبقى هنا .
_كلا..يجب أن تأتي معي.
وأمسكت بيدها وأرغمتها على النهوض..فدهشت في البداية وقاومت..ولكنها ما لبثت أن إستسلمت.وتعتني إلى البيت صاغرة.ولم أدر على الفور..ماذا حملني على إرغامها على مرافقتي..ولكني أدركت السبب وأنا أدخل البيت..
كان السبب هو ذلك الغصن الجاف الذي سمعته يتحطم تحت قدمي إنسان ربما كان يرقبنا دون أن نراه *
صورة العضو الرمزية
حبيب نورسين
مشاركات: 40
اشترك في: الثلاثاء 2016.6.28 9:45 am
مكان: الخرطوم

الحلقة 13 حقنة الإيزيرين الجزء الأول

مشاركة بواسطة حبيب نورسين »

سمعت لغطا في قاعة الإستقبال فوقفت ببابها مترددآ ثم قررت ألا أدخل

وواصلت السير في دهليز طويل مظلم ينتهي بباب ما كدت أقترب منه حتى فتح وإنبعث منه نور قوي،ورأيت في إطار الباب إمرأة متقدمة في السن ،بدينة الجسم ،ترتدي مئزرآ ناصع البياض ،فأدركت على الفور أنها " ناني " .لست أذكر أنني قابلتها من قبل ،ولكنها رغم ذلك بادرتني بقولها :
_ألست مستر تشارلس ؟ أدخل ودعيني أقدم قدم لك قدحآ من الشاي .
( * * عالم بلا نهاية * * )
كان المطبخ فسيحآ،فجلست أمام مائدة كبيرة في وسطه ،وقدمت لي ناني قدح شاي وبعض البسكويت .
كنت في الخامسة والثلاثين ولكن أحسست معها بأنني مازلت طفلآ في الرابعة من عمره ...قالت :
_ستسر الآنسة صوفيا متى علمت بقدومك.
_لقد بدأت أعصابها تنهار .
ثم أضافت بإستياء :
_ كالجميع .
فنظرت من فوق كتفي وسألت :
_أين جوزيفين ؟إنها جاءت معي .
فهزت ناني رأسها وقالت :
_إنها مخلوقة عجيبة ..لا هم لها إلا إستراق السمع على الأبواب..أو كتابة لا أدري ماذا في دفتر صغير تحتفظ به دائمآ ولا تتركه ..كنا ينبغي أن يبعثوا بها في المدرسة لتلهو مع الأطفال الذين في مثل سنها.لقد قلت ذلك لمس أديث فوافقتني ولكن السيد العجوز آثر أن تبقى هنا ،في البيت .
_أظن أنه كان يحبها كثيرآ ؟
_كان يحبهم جميعآ يا سيدي .
وفتح الباب في هذه اللحظة ودخلت صوفيا وهتفت :
_تشارلس !أنت هنا ؟ كم أنا سعيدة بقدومك .
وحملت ناني بعض الصحاف وذهبت بها إلى غرفة داخلية وأغلقت بابها .فنهضت إلى صوفيا وإحتويتها بين ساعدي ،ولم أتمالك من أن أهتف :
_إنك ترتجفين أيتها العزيزة ..فماذا حدث ؟
_إنني خائفة يا تشارلس..خائفة .
_إذا كنت تريدين مغادرة هذا البيت .
فقاطعتني :كلا يا تشارلس،يجب أولآ أن نعرف الحقيقة،وسأبقى هنا حتى نعرفها..إنها تجربة مخيفة حقآ،وكلما فكرت في أنه يوجد بهذا البيت إنسان أراه كل يوم وأتحدث إليه،ولعله يبتسم لي في بعض الأحيان في الوقت الذي يخطط فيه لإرتكاب أبشع الجرائم .
ماذا كان بوسعي أن أقول لها ؟وهل تجي العبارات المألوفة المبتذلة في طمأنة فتاة مثقفة من طراز صوفيا ؟
قالت بصوت خافت :إن ما يزعجني أكثر من أي شيء آخر..هو إحتمال أن لا نعرف أبدآ من هو هذا الإنسان !!
كان الإحتمال بعيدآ،ولكنه ذكرني بسؤال كان في نيتي أن ألقيه عليها ،قلت لها :
_حدثيني يا صوفيا،من في هذا البيت يمكن أن يعلم بموضوع الإيزيرين ؟أو بالتحديد..من كان يعلم *أولآ * بأن كمية معينة من هذا السم يمكن أن تقتل ؟
_إنني أدرك ما ترمى إليه يا تشارلس.ولكن لا فائدة من ذلك..لقد كنا جميعآ نعرف هذه الأمور .
_ولكن ...
_أصغ إلي..حدث يومآ أننا كنا نتناول القهوة مع جدي بعد الطعام .وكانت عيناه تولمانه منذ بعض الوقت وقد إعتادت بريندا أن تسكب قطرات من الإيزيرين في عينيه كل ليلة ..وهي شغوفة بالإستفسار عن كل شيء فسألته عن معني العبارة المكتوبة على قنينة الإيزيرين : ( قطرة تستعمل من الظاهر ) ،فأوضحنا لها المعنى ،فسألته :
_وماذا يحدث للإنسان إذا شرب ما في هذه القنينة ؟
فإبتسم جدي وأجاب :
_إذا حدث أن أخطأت بريندا وأعطتني حقنة من الإيزيرين بدلآ من الأنسولين فإنني قد أموت .
فهتفت جوزيفين بإرتياح :
_يا إلهي !!
فقال جدي وهو لا يزال يبتسم :
_ولهذا يجب أن نحرص جميعآ على ألا ندع بريندا تخلط بين الإيزيرين والأنسولين .أليس كذلك ؟وصمتت صوفيا لحظة ثم قالت :
_لقد سمعنا جميعآ هذا الحديث ..ولذلك قلت لك أن كل إنسان في هذا البيت يعرف كل شيء عن الإيزيرين .
فلزمت الصمت ،ولم أجد ما أجيب به .
كنت أرجو أن أجد في البيت شخصين أو ثلاثة أشخاص على الأكثر لهم من الدراية بخصائص الإيزيرين ما يساعدهم على إستخدامه في إرتكاب جريمة قتل ،ولكن وضح لي الآن أن العجوز قدم بنفسه للجميع كافة المعلومات التي تساعدهم على الخلاص منه .
إنتظر الجزء الثاني الحلقة13>>
صورة العضو الرمزية
حبيب نورسين
مشاركات: 40
اشترك في: الثلاثاء 2016.6.28 9:45 am
مكان: الخرطوم

رد: الحلقة 13 حقنة الإيزيرين الجزء الأول

مشاركة بواسطة حبيب نورسين »

الجزء الثاني الحلقة13
نواصل ..
ويبدو أن صوفيا أدركت ما يدور بخلدي ..لأنها ما لبثت أن هتفت :
_هذا مخيف ..أليس كذلك ؟
_لقد خطر لي خاطر .
_ما هو ؟
_إن بريندا لم ترتكب الجريمة،لسبب بسيط هي أنها لا تستطيع الإلتجاء إلى وسيلة عرفتموها معها من حديث العجوز ولا بد أنكم ستذكرونها .
_من يدري ؟ثم لا تنس أنها غبية وحمقاء .
_لا أظن ذلك ..إنني كلما فكرت في الأمر إزددت إقتناعآ ببراءتها .
_إنك في قرارة نفسك تتمنى ألا تكون هي القاتلة..أليس كذلك ؟
فصمت لم يكن في إستطاعتي أن أقول لها كلا.إنني أتمنى أن تكون هي القاتلة .
_ لماذا لم يكن ذلك في إستطاعتي ؟
_هل لأنها وحيدة والجميع ضدها ؟
_ربما .
_هل لأن إنسان مطبوع على التصدي لنصرة الضعيف الأعزل ؟
_ذلك محتمل .
_ولكن الشيء المؤكد هو أنني شعرت بإرتياح شديد حين رأيت ناني تخرج من الغرفة الخلفية وتقبل نحونا .
لقد جاءت في الوقت المناسب،ولابد أنها لاحظت فتورنا لأنها قالت :
_دعكما من الحديث عن الجريمة والمجرمين ،فلذلك من شأن رجال البوليس .
فصاحت صوفيا :
_ألا تدركين يا ناني أن في البيت قاتلآ أثيمآ ؟
_هراء ..إنكم تتركون جميع الأبواب والنوافذ متوحة وكأنكم تدعون اللصوص والقتلة إلى التفضل بالدخول .
_نحن لا نتحدث عن اللصوص يا ناني ..إن شيئآ لم يسرق من البيت .
_لم أقل شيئآ سرق..إنما أردت أن أقول ،أنه من المحتمل أن يكون القاتل شخصآ غريبآ دخل من أحد الأبواب المفتوحة .فنظرت إلى صوفيا ونظرت إلي وإبتسمنا .
قالت أخيرآ :
_هلم بنا إلى قاعة الإستقبال يا تشارلس.هناك شبه مؤتمر عائلي كان مقررآ أن يعقد في المساء ..ولكنهم بكروا بعقده.
_لا أريد أن أبدو دخيلآ أو متطفلآ يا صوفيا .
_ما دمت ستتزوج من الأسرة فيجب أن تعرف أفرادها على حقيقتهم .
_وما الغرض من هذا المؤتمر ؟
_بحيث موقف روجر..أظن أنك تعرف مركز شركته..ولكن كان من الجنون أن تتوهم أنه قتل أباه..لقد كان يحبه حب عبادة .
_الواقع أنني لم أشك فيه .كانت كل شكوكي تحوم حول كليمنسي .
_وهذا أيضآ خطأ..فإن كليمنسي لا يهمها أن يفقد روجر كل ثروته ..إنها إمرأة عجيبة لا تشعر بالسعادة إلا عندما ينقصها كل شيء ..تعال .
وما أن دخلنا قاعة الإستقبال حتى ساد الصمت فجأة وتحولت إلينا جميع الأنظار .
كانوا جميعآ هناك . فيليب يتربع على مقعد أحمر كبير بين نافذتين أشبه بقاض يهم بإصدار حكمه ..ووجهه الوسيم جامد كأنه قد من صخر ،وروجر يجلس بجوار المدفأة وشعره المشعث ورباط عنقه ينمان عن مدى إهماله لمظهره ،وكليمنسي وراء زوجها وجسدها النحيل يبدو أشد نحولآ في مقعدها الكبير،وعيناها تنظران بعيدآ وكأنها لا تعبأ بشيء مما يدور حولها ..أديث منزوية في مقعد الجد العجوز وهي مرفوعة الرأس مطبقة الشفتين وأصابعها تعمل بإبرة التريكو بنشاط عجيب .
أما ماجدا أوستاش فكانا يجلسان جنبآ إلى جنب على إحدى الأرائك ،وكأنهما لوحة بريشة فنان كبير ، هي بثوبها الأنيق الفضفاض وعنقها الجميل أشبه بإحدى الأميرات أو الدوقات ،وهو بوجهه الفتى الوسيم الذي تبدو عليه دلائل السأم المقرون بإستسلام المهذب ،ورآني فيليب وقطب ما بين حاجبيه وقال :
_صوفيا ..هذا إجتماع عائلي ذو طابع خاص لبحث شئون الأسرة فهممت بالإعتذار والإنسحاب،ولكن صوفيا أجابت بثبات :
_أنا وتشارلس نعتزم الزواج ويهمني أن يشترك في هذا الإجتماع ،فصاح روجر في حماس :
_ولم لا ؟قلت لك مرارآ وتكرارآ يا فيليب أن الأمر لم يعد يتطلب الكتمان ..وغدآ أو بعد غد سيعلم به الناس جميعآ .وترك مكانه وإقترب مني وقال وهو يضع يده على كتفي :
_ثم أنك سمعت ما دار بيني وبين أبيك أيها الشاب ..ولا بد أنك قد عرفت الآن بكل شيء .
ومع ذلك فقد أحسست بأن وجودي غير مرغوب فيه ،وبأنني يجب أن أنسحب ،ولكن صوفيا ضغطت يدي ..وأصرت على بقائي ..
ووصلت مس دي هافيلاند الحديث الذي إنقطع بدخولنا فقالت :
_ الرأي عندي أننا يجب أن نحترم إرادة أرستيد ونعمل على إنقاذ الشركة..وفيما يختص بي فأنني أضع كل ما أملك تحت تصرف روجر ...فصاح روجر في غضب :
_كلا يا خالتاه..كلا..
وقالت فيليب :
_وأنا أود أن أفعل المثل..ولكن ثمة إعتبارات .
فقاطعة روجر قائلآ :
_ألا تريد أن تفهم يا عزيزي فيليب أنني لا أريد ولن أقبل درهمآ من أحد ؟
الجزء الثالث الحلقة 13>>
صورة العضو الرمزية
حبيب نورسين
مشاركات: 40
اشترك في: الثلاثاء 2016.6.28 9:45 am
مكان: الخرطوم

رد: الحلقة 13 حقنة الإيزيرين الجزء الأول

مشاركة بواسطة حبيب نورسين »

الجزء الثالث الحلقة13>>
نواصل ...
_ألا تريد أن تفهم يا عزيزي فيليب أنني لا أريد ولن أقبل درهمآ من أحد ؟
_ نعم..إنه لن يقبل .
فقالت ماجدا :
_إنه على كل حال سوف يحصل على نصيبه في الميراث ...فقال أوستاش :
_سيكون قد فات الأوان لإنقاذ الشركة .
فصاح روجر :
_قلت أن الشركة لا تهمني ..فلندع الأمور تجري في طريقها الطبيعي .
فقال فيليب :
_سمعة الأسرة ؟ وكرامة الأب..وكرامتنا .
_إن الشركة لا تحمل إسم الأسرة..إنها شركتي وتحمل إسمي ، وهنا نهضت أديث دي هافيلاند وقالت بحزم :
_أظن أن المناقشة طالت أكثر مما ينبغي .
فنهض فيليب وماجدا ،وغادر أوستاش القاعة وهو يعرج ،وتأبط روجر ساعد فيليب وهو يقول :
_لا بد أنك جننت يا فيليب حتى تظن أنني سأطلب مساعدتك .
وخرج الأخوان معآ وتبعتهما ماجدا وصوفيا التي قالت أنها ستذهب لتعد لي إحدى الغرف،ونظرت أديث هافيلاند نحوي حتى ظننت أنها تريد أن تتحدث إلي ، ولكن يبدو أنها عدلت ،لأها إنصرفت على الأثر دون أن تنظر يمنه أو يسرة ...أما كليمنسي فإنها وقفت أمام النافذة وراحت تنظر إلى الحديقة ،،فإقتربت منها ،فتحولت إلي وقالت :
_حمدآ لله،لقد إنتهى الإجتماع .
وصمتت قليلآ ثم إستطردت قائلة :
_هذا الإجتماع العائلي ..هو الفصل الثاني من المسرحية .وماجدا هي صاحبة الفكرة .ولكنه أسفر عن لا شيء ..لأن الموضوع كان منتهيآ تمامآ .
كان صوتها ينم عن الإرتياح..لا الحزن ..فدهشت ولاحظت هي دهشتي وقالت :
_ألم تفهم ؟ لقد ظفرنا أخيرآ بحريتنا بعد سنوات طويلة قضاها روجر في بؤس وشقاء ..إنه لم يخلق لإدارة الأعمال ..فهو يحب الجياد والأشجار والحقول..وكان..كسائر أفراد الأسرة..يحب أباه حبآ جمآ،وهذا هو سر شقاء هذا البيت .
لم يكن الأب طاغية،ولم يكن يفرض إرادته على أحد ،كان يحب أولاده يبذل قصارى جهده ليكفل لهم الغنى والإستقلال..وكان الأولاد يحبونه حب عبادة .
_وهل في ذلك خطأ ؟
_نعم،إلى حد ما،عندما يكبر أولادك فإنه يحسن بك أن تبتعد عنهم ، وتختفي من حياتهم ، وترغمهم على نسيانك،لا أن تدع ما بينك وبينهم من حب يطغى على شخصيتهم ويحكم تصرفاتهم .
كانت الشركة المتحدة للمواد الغذائية موضع فخر آرستيد ليونيدس ، وكانت تمثل بالنسبة إليه قمة النجاح ، فنزل عنها لروجر،أكبر أولاده ، وحاول وحاول روجر أن يكون جديرآ بالثقة التي وضعها فيه أبوه .ولكنه كان يشعر بعجزه وقصوره ..وذلك ما جلب له التعاسة طوال السنين الماضية ، كان يرى الشركة تتدهور عامآ بعد عام ،فيبذل لها مزيدآ من الجهد ،فلا تزيدها جهوده إلا تدهورآ ،ولما أصبح إفلاسها محققآ ..تنفس الصعداء ..وأحس بالإتياح والخلاص ..وبدأ يفكر في الحياة الجديدة التي سنحياها .
_وإلى أين كان في نيتكما الرحيل ؟
_إلى " باربادوس " لقد مات أحد أقاربي هناك وترك لي قطعة من الأمن ..صحيح أنها قطعة صغيرة ولكنها أكثر مما سوف نحتاج إليه .سنكد وسنكدح ولكننا سنكون سعيدين .
وتنهدت وأردفت :
_إن ما يحزن روجر هو إعتقاده بأنني سوف أضيق بالفقر . وهو إعتقاد خاطيء ..نابع بغير شك من أنه نشأ في أسرة تضع المال في المكان الأول من إهتماماتها ، أما أنا فقد عشت مع زوجي الأول في فقر مدقع . وقد إعتبر روجر ذلك منتهى الشجاعة من جانبي ، ولم يدرك أنني كنت سعيدة كل السعادة ..بل كنت أكثر سعادة مني الآن ..رغم أنني لم أحب زوجي الأول قط كما أحببت روجر وأغمضت عينيها ثم فتحتهما ونظرت إلى وقالت :
_وهذا يعني أنني لست المرأة التي ترتكب جريمة قتل من أجل المال ، لأنني أحب المال .
ولم يكن يخامرني شك في صدقها ، كانت من الأشخاص القلائل في هذه الدنيا ،الذين لا يحفلون بالمال أو بما يوفره المال لأصحابه من متع وسلطان ..قلت :
_إنني مقتنع تمامآ بأنه لا ضلع لك أو لروجر في الجريمة ولا مصلحة لكما في إرتكابها ، ولكني أعتقد أنك من الذكاء بحيث لا يمكن لديك فكرة عمن إرتكبها .
فرمقتني بنظرة طويلة غريبة وقالت بصوت باهت خلو من الحماسة :
_إن التكهن لعبة غير علمية ، كل ما أستطيع أن أقوله لك هو أن بريندا ولورانس هما في مقدمة المشتبه فيهم .
_هل ترتابين فيهما ؟
فهزت كتفيها ، وأرهفت أذنيها لحظة ثم خرجت مسرعة في اللحظة التي دخلت فيها أديث دي هافيلاند وهي تقول :
_أريد أن أتحدث إليك .
فدنوت منها ..قالت :
_أرجو ألا يكون الإجتماع العائلي قد ترك في نفسك إنطباعآ سيئآ ..أعني عن فيليب ..أنه يبدو جامد العاطفة شديد التحفظ ولكنه في الحقيقة ليس كذلك ، كان روجر هو الأخ الأكبر ، وكان أثيرآ عند أبيه بعض الشيء لهذا الإعتبار ، وأظن أن فيليب أحس بذلك فإنطوى على نفسه في الكتب التي تتحدث عن الماضي وتنأى به عن حاضره وعن حياته اليومية ..وصمتت لحظة ثم قالت :
_و يخيل إلى أنه كان دائمآ يغار من روجر دون أن يشعر ،ولهذا لم يحزن كثيرآ لإخفاقه وفشله في إدارة الشركة ،ولم يسارع إلى نجدته كما كان ينبغي عليه أن يفعل *
صورة العضو الرمزية
حبيب نورسين
مشاركات: 40
اشترك في: الثلاثاء 2016.6.28 9:45 am
مكان: الخرطوم

الحلقة 14 قرار الإبعاد

مشاركة بواسطة حبيب نورسين »

قالت صوفيا :ها هي غرفتك ..


كانت غرفة فسيحة ،كسائر غرف البيت ذي القباب الثلاث ..وأثاثها قليل ،ولكنه ثمين ..وليس بها لوحات أو تحف ..
وقفت أمام النافذة ،ونظرت إلى الحديقة ،فبدت لي في الغسق موحشة حزينة .وأشجارها التي تجردت من نصف أوراقها تتمايل مع ريح الخريف كأنها أشباح تترنح .
وفجأة ،فتح باب الغرفة ودخلت ماجدآ وهي تقول :
_لماذا لا تضيئان النور أيها العزيزان ؟
لقد هبط الظلام ..
وأضاءت النور وإستلقت على أحد المقاعد وإستطردت قائلة :
_هل شهدتما مسرحيتنا الصغيرة؟كانت أديث رائعة حين تبرعت بنصيها في الميراث لإنقاذ الشركة ..وكانت مخلصة أيضآ..كانت حركة غبية خشيت أن يتأثر بها فيليب فيفعل المثل .
الواقع أن أديث لا تضن بأية تضحية من أجل الأسرة،وأن حب عانس عجوز لأولاد أختها على هذا النحو لأمر يدعو إلى التأثر،كم أود أن ألعب دورآ كهذا ،دور خالة عجوز يفيض قلبها حبآ وحنانآ ،فقلت:
_لا بد أنها عاشت أيامآ تعيسة عقب موت أختها .خاصة وأنها كانت تكره زوج أختها ولا تطيقه.
_من قال لك هذا الكلام؟إنها كانت مدلهة بحبه.
فصاحت صوفيا :
_أماه !!
_لا تحاولي معارضتي يا صوفيا..أتظنين أن الحب وقف فقط على الشباب الذين يتناجون في ضوء القمر ؟
فقلت :
_ولكن أديث هي التي قالت لي بنفسها أنها كانت تمقته .
_ربما كان ذلك في البداية ،ولكنها أحبته فيما بعد ولم ترض عن زواجه الثاني .
فقالت صوفيا:
_وأنت وأبي لم ترضيا أيضآ عن زواجه الثاني ..
_طبعآ .كان زواجآ غير متكافيء ولكن أديث كانت أشدنا غضبآ وإستياء ..ليتك فقط رأيت نظراتها إلى بريندا !!
_كفى يا أماه !!
فنظرت ماجدا إلى إبنتها في ضراعة نظرة طفل يرجو الصفح والمغفرة .وقالت دون أن تحفل بأنها قد إنتقلت إلى موضوع آخر مختلف تمامآ :
_إنني قررت أن أرسل جوزيفين للإقامة في إحدى المدارس..لقد آن لي أن أفعل ذلك.
_ جوزيفين !!؟
_نعم ..سأرسلها إلى سويسرا ،وسأشرع غدآ في إتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك،لم يعد من مصلحتها أن تبقى هنا ،حيث لا هم لها إلا التفكير في الجريمة والمجرمين ثم أنها بحاجة إلى زميلات في مثل سنها ..إن المدرسة الداخلية هي أفضل مكان لها..ذلك كان رأيي دائمآ .
_ولكنه لم يكن رأي الجد .
_إن العجائز تطغى عليهم الأنانية أحيانآ ..وقد كان العجوز العزيز يريدنا جميعآ تحت بصره .بينما المكان الطبيعي للطفل هو أن يكون بين أطفال في مثل سنه.ثم أن سويسرا بلاد جميلة..ستنعم فيها جوزيفين بالهواء النقي ورياضة الشتاء..والطعام الجيد..ولن تجد فيها مجالآ للقيام بدور البوليس السري.
رنت هذه العبارة في أذني ،ولم أتمالك أن أسأل نفسي :ألهذا فقد قررت الأم فجأة أن ترسل إبنتها إلى سويسرا ؟
إن جوزيفين تعرف أشياء كثيرة ..حدثت قبل الجريمة وبعدها ترى هل لذلك صلة بقرار إبعادها إلى سويسرا ؟ *
صورة العضو الرمزية
حبيب نورسين
مشاركات: 40
اشترك في: الثلاثاء 2016.6.28 9:45 am
مكان: الخرطوم

الحلقة 15 مسار التحقق الجزء الأول

مشاركة بواسطة حبيب نورسين »

الجزء الأول الحلقة 15>>
في صباح اليوم التالي تناولت طعام الإفطار وصعدت الطابق الأول حيث توجد قاعة الدراسة التي يلتقى فيها أوستاش وأخته بأستاذهما لورانس براون كل يوم .

كان الدهليز الذي سرت فيه خاليآ تمامآ ،ولم أسمع فيه حركة أو صوتآ ،ووجدت نفسي أمام قاعة الحمام التي قضى فيها رجال البوليس وقتآ طويلآ للبحث عن آثار ترشدهم إلى اليد التي سكبت مادة الإيزيرين في قنينة الأنسولين ،ولم أقو على مقاومة الفضول الذي إستولى علي فدلفت إلى الحمام وراعني ما رأيت فيه .
كان حافلآ بأحداث ما تفتق عنه الذهن البشرى من وسائل الترف وكان كل ما يعنيني فيه هو صندوق الأدوية والعقاقير الطبية ففتحته فإذا هو صيدلية صغيرة حافلة بمختلف الأدوية وبينها عدد كبير من قناني الأنسولين بعضها مليء وبعضها فارغ ،ومحتوياته مرتبة ومنظمة بحيث يسهل تناول أي دواء للعلاج ،،أو القتل ..لم يرني أحد حين دخلت الحمام ، وكان بوسعي أن أسكب محتويات أية قنينة في قنينة أخرى وإنصرف دون أن أشعر بي أحد ،لم أقف من هذه الزيارة على جديد ،ولكنها أقنعتني بصعوبة مهمة رجال البوليس في إماطة اللثام عن قاتل أرستيد ليونيدس ،وواصلت السير في الدهليز المقفر حتى إنتهيت إلى باب قاعة الدرس كما وصفتها لي صوفيا ، تريثت أمام الباب وأرهفت أذني وسمعت صوت لورانس وهو يلقى على تلميذته درسآ في التاريخ ،وإكتشفت بعد بضع دقائق أنه مدرس ممتاز ، ولم أدهش لذلك فقد كان أرستيد ليونيدس رجلآ حصيفآ يعرف كيف يختار الرجال ،كان لورانس من أولئك الأساتذة الذين يعرفون كيف ينشطون خيال تلاميذهم ويثيرون إهتمامهم ،وبعد أن فرغ من حديثه عن إحدى حقبات الثورة الفرنسية وأبطالها شرع في إلقاء الأسئلة على تلميذيه ، فكانت إجابات جوزيفين مضطربة معقدة ، على عكس أخيها أوستاش الذي كان يجيب بوعي وذكاء . ثم سمعت حركة مقاعد داخل القاعة ، فهممت بالإبتعاد ، ولكن الباب فتح بسرعة وخرجت جوزيفين وتبعها أوستاش فحيتني الأولى ومضت مسرعة بينما توقف أوستاش وبدأ كأنه دهش لوجودي في ذلك المكان وسألني بأدب عما إذا كنت أريد شيئآ فأجبته ببعض الإرتباك بأنني كنت أود أن أتفقد قاعة الدراسة .
قال : ظننت أنك تعرفها . إنها غرفة عادية ليس فيها ما يثير الإهتمام ..وقد كنت ألعب فيها وأنا طفل ومازال بها بعض اللعب وفتح الباب ،ورأيت لورانس واقفآ أمام منضدة فما أبصرني حتى إحمر وجهه وقال كلمة على سبيل التحية وغادر الغرفة مسرعآ ..فقال أوستاش وهو يبتسم .
_إنك أخفته..إن أبسط شيء يرعبه .
_ولكنه أستاذ ممتاز .
_لا أستطيع أن أقول العكس .
_هل تتلقى نفس الدروس مثل جوزيفين .
كلا طبعآ ..أنها لا تتعلم اللغة اللاتينية ولا الحساب .
_ولكن يخيل إلي أنها أذكى من سنها .
_أتظن ذلك ؟ أنني أرى العكس ،إنها غبية ..وقد أطاحت الروايات البوليسية بصوابها ..فهي تنصت على الأبواب وتكتب ملاحظات في دفتر لها أسود صغير وتزعم أنها إكتشفت أشياء كثيرة ،ولكنها دعية حمقاء وقد قلت لها إن أمي ستحسن صنعآ حين ترسلها إلى سويسرا .
_هل كنت تحب جدك يا أوستاش ؟
_كان رجلآ أنانيآ وغير إجتماعي ، وقد قال لورانس أن أمثاله يجب أن يختفوا.
_وهذا ما فعله .
_وخير ما فعل ..أية متعة في الحياة يجدها من كان في مثل سنه ؟ وفي هذه اللحظة عاد لورانس وراح يرتب بعض الكتب على المنضدة ، ولاحظت أنه ينظر نحوى خلسة من ركن عينه وأخيرآ نظر إلى ساعته وقال :
_أوستاش ..هل لك أن تعود في الساعة الحادية عشرة تمامآ ؟
_حسنآ يا سيدي .
وإنصرف الصبي وهو يصفر بشفتيه .
صورة العضو الرمزية
حبيب نورسين
مشاركات: 40
اشترك في: الثلاثاء 2016.6.28 9:45 am
مكان: الخرطوم

رد: الحلقة 15 مسار التحقق الجزء الأول

مشاركة بواسطة حبيب نورسين »

الجزء الثاني الحلقة 15
...نواصل ..>>
_حسنآ يا سيدي .
وإنصرف الصبي وهو يصفر بشفتيه .
وإستمر لورانس في ترتيب الكتب ، وهو يبلل شفتيه بلسانه بين الفينة والفينة ولم يكن لدي شك في أنه إنما قد عاد خصيصآ للتحدث إلي ،ويبدو أنه قرر آخر الأمر أن يتكلم .
قال : إلى أين وصلوا ؟
_من ؟
_ رجال البوليس .
_الحق أنهم لا يطلعونني على نتائج تحرياتهم .
_كنت أظن أن أباك من كبار رجال البوليس .
_هذا صحيح..ولكنه لا يكشف لي ما ينبغي كتمانه من أسرار .
_إذن أنت لا تعلم ما إذا ..
ولم يوفق إلى الكلمة المناسبة ..وقال بعد تردد قصير :
_هل قرروا القبض على أحد ؟
_لا أعلم على وجه التحديد .
_إنك لا تستطيع أن تفهم معنى القلق وتوتر الأعصاب ، فهم يجيئون و يذهبون يلقون أسئلة لا صلة لها بالموضوع .
وصمت مرة أخرى..وطال صمته..إلى أن قال :
_إنك كنت موجودآ يوم أدلى المفتش بتلك الملاحظة الفظيعة عني أنا ومسز ليونيدس ..أليس كذلك ؟ ماذا كان بوسعي أن أقول ؟وكيف السبيل إلى إنتزاع الأفكار القذرة من أذهان الناس ؟ وماذا كان في إستطاعتي أن أفعل لأثبت خطأهم ؟ وكل ذلك لأنها كانت أصغر سنآ من زوجها !! قلبي يحدثني بأن في الأمر مؤامرة .
_ مؤامرة ؟هذا شيء جديد أسمعه لأول مرة .
_إنني لم أظفر قط بعطف آل ليونيدس..كانوا دائمآ ينظرون إلي من عل ..وكنت أشعر بأنهم يحتقرونني ، لا شيء إلا أنهم أغنياء ،،وأنا لا شيء ،مجرد مدرس حقير ..لقد دبر ليونيدس الأمر بحيث تقع الشبهة على أنه أراد دماري .وهز كتفيه وعاد إلى كتبه يرتبها بأصابع مرتجفة ورأيت من الأفضل أن أنسحب ،فغادرت الغرفة ،وسرت في الدهليز الذي سلكته عند قدومي وفجأة ،فتح باب إلى يساري ، ورأيت جوزيفين تظهر بغتة أمامي ، سألتها :
_ من أين جئت ؟
فنظرت خلال الباب الذي قدمت منه ،وأومأت إلى غرفة كان بها فيما مضى خزان للماء ..قالت :
كنت في غرفة الخزان !
_وماذا كنت تفعلين هناك ؟
_ كنت أقوم ببعض الأعمال البوليسية .
ونظرت إلى يديها وقالت :
_يجب أن أغتسل ..ومضت إلى حمام قريب..وما أن وصلت إلى بابه حتى إستدارت وقالت تحدثني :
_يخيل إلي أن جريمة القتل التالية لن تتأخر طويلآ .
_أي جريمة قتل ثانية ؟
_في كل قضية بوليسية توجد دائمآ جريمة ثانية يكون الضحية فيها شخصآ يتعين إسكاته ( ركز أيها القاريء ) لأنه يعرف أشياء لا يجب أن تقال .
_إنك تسرفين من قراءة القصص البوليسية يا جوزيفين ولكن الحياة شيء آخر يختلف تمامآ عما في القصص..وإذا كان في هذا البيت من يعرف أسرارآ..فإنه لن يبوح بها ،،فقالت وهي تهم بدخول الحمام :
_ يحدث أحيانآ أن يكون الشخص المطلوب إسكاته لا يعلم بأنه يعرف أسرارآ تهم الآخرين .
( ** منتديات عقيل عطارد **)
وإنني أفكر فيما قالته هذه الصغيرة الخبيثة..إذا ببريندا تخرج من قاعة الإستقبال وتقبل نحوي .
قالت وهي تضع يدها على كتفي بلطف وتنظر في عيني :
_ هل من جديد ؟
كان نفس السؤال الذي ألقاه على لورانس من قبل ولكن بأسلوب آخر ..هززت رأسي سلبآ..فتنهدت وقالت :
_ماذا سيحدث في التحقيق الذي سيجرى غدآ ؟
_لا شيء ..فإطمئني سيطلب البوليس إرجاء التحقيق حتى تتهيأ لهم أدلة جديدة ..ولكني أتوقع أن تتحرك الصحف ..إنها إقتصرت حتى الآن على نشر نبأ الوفاة ، ولكن إرجاء التحقيق سيطلق الصحفيين في أعقاب أفراد الأسرة .
_ هذا مخيف .
_لو كنت مكانك يا بريندا لإمتنعت عن مقابلة الصحفيين أو التحدث إليهم لقد آن لك أن تجدي من ينصحك ويرشدك إلى ما يجب عمله ..إنك بحاجة إلى رجل قانون يظهرك على الإجراءات ويرشدك إلى ما يجب أن تقوليه أو تفعليه .
إنك تقفين وحدك يا بريندا ..فهل تعلمين ذلك ؟
فضغطت على كتفي وقالت :
_ نعم يا تشارلس ..إنني أعلم فشكرآ لك .
**وهبطت درج السلم وأنا أشعر بالرضى عن نفسي ورأيت صوفيا تقف بالباب ..قالت حالما رأتني :
_لقد تحدثوا تليفونيآ من لندن يا تشارلس ..إن أباك يرغب في مقابلتك .
_في إسكتلند يارد ؟
_نعم ..
_ ترى ماذا يريد مني ؟ *

(**ربابة ربة البيت
‎تصب الخل في الزيت
لها عشر دجاجات
‎وديك حسن الصوت ‏‏*‏‏*‏‏)‏
إلى الحلقة 16>>
صورة العضو الرمزية
حبيب نورسين
مشاركات: 40
اشترك في: الثلاثاء 2016.6.28 9:45 am
مكان: الخرطوم

الحلقة 16 الوصية

مشاركة بواسطة حبيب نورسين »

الحلقة 16 الوصية

كان أبي يجلس أمام مكتبه،وتافرنر يطل من النافذة ،وجيتسكيل يذرع أرض الغرفة جيئة وذهابآ،والجو مفعم بالتوتر .

قال المحامي :
_من كان يتصور أنه لا يثق بي إلى هذا الحد ؟
وقال أبي حالما رآني :
_أهذا أنت يا تشارلس؟إن لدينا أنباء جديدة ..
فنظرت إلى تافرنر ورأيته يبتسم.. قال أبي :
_سأوضح لك الموقف بإيجاز،فقد تلقى جيتسكيل صباح اليوم رسالة غريبة من رجل يدعى أجروبولو وهو صاحب مطعم معروف بإسم مطعم ( الفوس ) .
ومستر أجروبولو يوناني الأصل كما يدل على ذلك إسمه ويبدو أن أرستيد ليونيدس أسدى إليه معروفآ عظيمآ في وقت ما ،جعله يشعر بأنه مدين له مدى الحياة ..وكان ليونيدس من ناحيته يثق فيه ثقة عظيمة .
وقد وقال أجروبولو في رسالته..أن ليونيدس أودع لديه منذ نحو عام مظروفآ مغلقآ وطلب إليه أن يرسله إلى مستر جيتسكيل عقب وفاته ،وفي حالة وفاة أجروبولو أولآ.يقوم إبنه بهذه المهمة .
وإسبطرد أجروبولو في رسالته قائلآ أنه كان مريضآ بإلتهاب رئوي فلم يعلم بوفاة أرستيد ليونيدس إلا منذ يومين..ولذلك فإنه بادر إلى إرسال المظروف المختوم إلى مستر جيتسكيل .
وقد قرأ مستر جيتسكيل رسالة أجروبولو..وفض الغلاف المرفق بها ..وما كاد يرى محتويات الغلاف المختوم ..وهي عبارة عن رسالة من أرستيد ليونيدس مرفقآ بها وصيته..وهي وصية قانونية،تحمل توقيع ليونيدس وإثنين من الشهود ..حتى وجد من واجبه أن يتصل بنا وهنا صاح جيتسكيل :
_إنها غير الوصية التي كتتها نزولآ على رغبة ليونيدس نفسه ،وقد كتبها بخط يده ووضعها في الغلاف وختمه ..وذلك أسوأ ما يفعله رجل أعمال ..
فقال تافرنر ليرفه عنه :
_لا تنس يا مستر جيتسكيل أن الرجل كان قد بلغ من السن عتيا وساء تقديره للأمور .
وإستطرد أبي قائلآ :
_وقد إتصل بنا مستر جيتسكيل وأنبأنا بمضمون الوصية فطلبت إليه الحضور لمقابلتنا .
فسألت :وهل هناك إختلاف بين الوصيتين ؟
قال جيتسكيل :إختلاف كبير.
وصمت لحظة ثم قال :
_أعتقد أنك على صلة وثيقة بالآنسة..بالآنسة صوفيا؟
_إنني أرجو الإقتران بها.ولكنها تأبى الحديث في موضوع الزواج في الوقت الحاضر .
_إذن فأعلم أن مستر ليونيدس قد أوصى لزوجته في الوصية الجديدة بمبلغ مائة وخمسين ألف جنيه.وأوصى بباقي ثروته لحفيدته صوفيا ليونيدس.
ألجمتني الدهشة بضع ثوان،وهتفت أخيرآ :
أوصى بكل ثروته لصوفيا ..هذا عجيب !!وهل أوضح أسباب هذا القرار ؟
_قال في رسالته التي أرفقها بالوصية أن صوفيا هي أقدر ذرارية على إحتمال مسئوليات الأسرة التي كانت طوال حياتها بحاجة إلى شخصية قوية تسهر عليها وترعى مصالحها.وتناول بالتحليل شخصيات الآخرين فقال إن روجر شديد الإندفاع ولا يمكن الركون إليه في الحكم على الأمور وأن فيليب يفتقر إلى الثقة بالنفس .بينما أوستاش لا يزال حدثآ ومن السهل التأثير عليه.أما صوفيا فإنها ذكيث ورزينة وشجاعة،ولها كل الصفات التي تكفل إسعاد الأسرة وإسعاد أديث أديث دي هافيلاند التي لا يسعه إلا أن يذكر بالشكر وعرفان الجميل ما أبدته طوال حياتها من إخلاص لأفراد الأسرة .
فقلت بإعجاب :
_حقآ لقد كان رجلآ بعيد النظر صادق الفراسة .
فقال جيتسكيل :
_إنني أقر كل كلمة جاءت في رسالته..ولكني أعيب عليه عدم ثقته بي بعد خدمة ثلاثة وأربعين عامآ .
فقال أبي :
_هذا صحيح..ولكن يبدو أنه كان رجلآ معقدآ يطيب له حسم الأمر بطريقة غير معتادة .
وفي هذه اللحظة دق جرس التليفون فتناول أبي السماعة وأصغى ثم قال :
_هذه مكالمة لك يا تشارلس ..من صديقتك .
فتناولت السماعة وهتفت :
_صوفيا ؟
_أهذا أنت يا تشارلس؟إنني أحدثك الآن بشأن جوزيفين .
كان صوتها متهدجآ..فصحت :
_ماذا بها؟
_أصيبت بضربة في رأسها ربما تقضي عليها *

( منتديات عقيل عطارد )
صورة العضو الرمزية
حبيب نورسين
مشاركات: 40
اشترك في: الثلاثاء 2016.6.28 9:45 am
مكان: الخرطوم

الحلقة 17 الجريمة المرتقبة الجزء الأول

مشاركة بواسطة حبيب نورسين »

الحلقة 17 الجريمة المرتقبة
الجزء الأول

بعد بضع دقائق ،كنت والمفتش تافرنر في سيارة تنهب بنا الأرض في الطريق إلى " سوينلي دين " .


وتذكرت وأنا أستعرض أحداث الأيام الأخيرة ما قالته جوزيفين وهي تغادر قاعة خزان الماء عن الجريمة الثانية المرتقبة .
لا شك أن الطفلة المسكينة لم تتوقع أن تكون هي ضحية تلك الجريمة الثانية .
وكانت صوفيا تنتظرنا بباب البيت..فقالت لنا أن جوزيفين قد نقلت بسيارة الإسعاف إلى المستشفى وأن الدكتور " جراي " سيفحصها بالأشعة ويخطرهم بنتيجة الفحص ،فسألها تافرنر :
_ولكن كيف حدث ذلك ؟
فإقتادتنا إلى غرفة مهجورة خلف البيت وقالت :
_هذه الغرفة تستخدم كمخزن للأدوات المهملة كالخراطيم والفؤوس وغيرها مما يستعمل في الحديقة..وقد إعتادت جوزيفين التردد عليها بين وقت وآخر لتتأرجح على بابها الخشبي كانت غرفة صغيرة مظلمة مليئة بالمقاعد الخشبية والخراطيم المستهلكة وقطع الأثاث التالفة.فأشارت صوفيا إلى تمثال صغير من الرخام ملقى على الأرض بجوار الباب وقالت :
_لا بد أن بعضهم وضع هذا التمثال على الحافة العليا للباب فلما أرادت جوزيفين التأرجح على الباب كالعادة سقط التمثال على رأسها ...فقال تافرنر :
_إنها حيلة متناهية في البساطة ،وحرك الباب بيده ثم نظر إلى التمثال وسأل :
_هل مسه أحد ؟
فأجابت صوفيا :
_كلا ،لم أسمح لأحد بأن يمسه .
_أحسنت صنعآ ..ومن الذي عثر على الفتاة ؟
_أنا..لقد إنتظرناها ساعة الغداء فلم تحضر،فشرعنا في البحث عنها وتذكرت " ناني " أنها رأتها تخرج إلى الحديقة وتسير في هذا الإتجاه ،فقالت لي أنها تراهن على أنها ذهبت لتتأرجح على الباب ،وخيل إلي أنها على صواب فجئت إلى هنا للبحث عنها .
_هل إعتادت التأرجح على هذا الباب ؟
_نعم ..وأعتقد أن الجميع يعلمون ذلك .
_ألا يستطيع من في البيت أن يرى ما يحدث هنا ؟
_كلا..
_إذن فقد كان من السهل على أي إنسان أن يتسلل إلى هذه الغرفة ويضع هذا الفخ..ولكن نجاح تدبيره لم يكن مؤكدآ..
قال ذلك وحرك الباب برفق وإستطرد قائلآ :
_كانت مسألة حظ،وكان من الممكن جدآ أن يسقط التمثال فلا يصيبها ،بل إن إحتمالات الفشل تفوق كثيرآ إحتمالات النجاح،كل ما هنالك أن جوزيفين كانت سيئة الطالع فسقط التمثال على رأسها ، وإنحنى، ونظر إلى عدة ثقوب في الأرض وقال :
_يبدو أن الفاعل قام بعدة تجارب قبل أن يتمكن من موازنة التمثال فوق الحافة العليا للباب ..ألم تسمعوا شيئآ وأنتم بالبيت ؟
فأجابت صوفيا :
_كلا ..وأنا شخصيآ لم أشك في الأمر إلى أن رأيتها ممدة على الأرض والدم يسيل من جرح عميق في رأسها .
فأشار تافرنر إلى شملة من الصوف صارخة الألوان ملقاة على الأرض وسأل :
_أهذه شملتها ؟
_نعم .
فتناول تافرنر الشملة وأمسك بها التمثال وهو يقول :
_قد تكون عليه بصمات أصابع..ولكني أشك في ذلك ..ماذا تفعل يا تشارلس ؟
كنت أنظر إلى مقعد خشبي رأيت على قاعدته بعض قطع من الطين ..فقال تافرنر :
_هذا عجيب !! يبدو أن بعضهم وقف فوق هذا المقعد وحذاؤه ملوث بالوحل ..ترى لماذا ؟
ثم إلتفت إلى صوفيا وسأل :
_متى عثر على جوزيفين في هذا المكان ؟
_حوالي الساعة الواحدة وخمس دقائق .
_وكم كانت الساعة حين رأتها " ناني " تخرج إلى الحديقة ؟
_قبل ذلك بنحو عشرين دقيقة .
_إذن فالحادث وقع خلال فترة محدودة لا تتجاوز 25 دقيقة .
* * * * * *
وعدنا إلى البيت ، ورافقت صوفيا إلى قاعة المكتبة ،وهناك كان فيليب في مقعده المألوف وهو شاحب الوجه شارد الذهن ، بينما جلست ماجدا على الأرض وأسندت رأسها إلى ركبة زوجها وراحت تذرف الدموع في هدوء ،وسألت صوفيا أباها عما إذا كان المستشفى قد إتصل تليفونيآ فهز فيليب رأسه سلبآ ، وقالت ماجدا :
_لماذا لم يدعوني أذهب مع إبنتي الصغيرة المسكينة ؟
_أنا أعلم أنها ستموت .
فتوسل إليها فيليب أن تصمت .
صورة العضو الرمزية
حبيب نورسين
مشاركات: 40
اشترك في: الثلاثاء 2016.6.28 9:45 am
مكان: الخرطوم

رد: الحلقة 17 الجريمة المرتقبة الجزء الأول

مشاركة بواسطة حبيب نورسين »

الجزء الثاني الحلقة17
..نواصل ..>>
فتوسل إليها فيليب أن تصمت .
ورأيت من اللياقة أن أنسحب ،فخرجت في هدوء وإنطلقت للبحث عن " ناني " وجدتها في المطبخ تبكي ...قالت :
_إن الأرواح الشريرة تملأ هذا البيت يا مستر تشارلس لقد قتل السيد العجوز أولآ..وها هي الصغيرة المسكينة على شفا الموت .
وخطر لي خاطر فسألتها :
_هل تعلمين أين كانت تخفي الدفتر الأسود الصغير الذي كانت تسجل فيه خواطرها وأفكارها ؟
_ كلا يا سيدي..ولكني أعلم أنها كانت تحرص عليه وتحيطه بسرية تامة .
_هل كان معها عندما عثرتم عليها بعد الحادث ؟
_كلا يا سيدي .
ترى هل أخذ بعضهم هذا الدفتر ،أو أنه لا يزال مخبأ في غرفتها ؟
وخطر لي أن أبحث عنه ، ولكني لم أكن أعرف موقع غرفة جوزيفين .
ووقفت في الدهليز حائرآ ..وإذا بي أسمع صوت تافرنر وهو يقول :
_تعال يا تشارلس،إنني في غرفة جوزيفين ،،فذهبت إلى مصدر الصوت ، وجمدت في مكاني على عتبة الباب ،كانت الغرفة أشبه بمكان مر به إعصار .
كل شيء فيها نزع من مكانه..حشية الفراش مزقت إربآ إربآ ،الأدراج خلعت من الدواليب وبعثرت محتوياتها ،اللوحات ألقيت على الأرض وحطمت إطاراتها ، المقاعد مقلوبة ،الكتب والأوراق مبعثرة ..لم أصدق ما رأته عيناي وهتفت :
_يا إلهي !!ما معنى هذا ؟
_ما رأيك ؟
_رأيي أن بعضهم كان يبحث هنا عن شيء .
_ذلك ما أعتقده .
_ولكن لا يمكن أن يدخل إنسان ويفعل كل هذا دون أن يراه أو يسمعه أحد .
_ليتني فقط أعلم عن أي شيء كان يبحث ..وهل وجد ما كان يبحث عنه أم لا ؟
_ونشطت هذه الكلمات ذاكرتي ،وتبلورت أفكاري بغتة عندما سألني تافرنر متى رأيت جوزيفين لآخر مرة ..فغادرت المكان مسرعآ ،وهرولت إلى غرفة خزان الماء،وكان سقف الغرفة منخفضآ فإضطررت أن أحني قامتي .
إنني رأيت جوزيفين لآخر مرة وهي تخرج من هذه الغرفة ، وعندما سألتها ماذا كانت تفعل أجابت بأنها كانت تقوم ببعض أعمال البوليس السري .
فماذا كانت ترجو أن تجد في هذه الغرفة التي يخيم عليها نسيج العنكبوت ؟ أكبر الظن أنها لم تكن تبحث في الغرفة عن شيء ،وإنما كانت تخفي بها شيئآ .
وبحثت في الغرفة ..ولم تستغرق عملية البحث أكثر من ثلاث دقائق ..دسست يدي وراء خزان الماء ..ووجدت حزمة صغيرة ملفوفة في قطعة من الورق الأسمر ..كانت حزمة رسائل ،فتناولت أولى هذه الرسائل وقرأت فيها ما يلي : أنت لا تعلم أيها العزيز لورانس ،كم كانت سعادتي أمس وأنا أسمع الأشعار التي تلوتها علينا ،كنت تتجنب النظر إلي ،ولكني كنت أعلم أنك توجه الكلام إلي ، وإلي وحدي ،قال لك أرستيد : " أنت قاريء ممتاز " ولكنه لم يلاحظ الإنفعالات التي تجيش في صدرك وصدري .أنا واثقة أيها الحبيب أن كل شيء سينتهي قريبآ على ما نروم ، وأني لأشعر بالإرتياح كلما فكرت في أنه سيموت دون أن يعرف ما بيننا ،وسيموت سعيدآ .
لقد كان كريمآ معي ..ولذلك لا أريد له أن يتألم .
إنني أعتقد أن الإنسان لن يجد متعة في الحياة بعد أن يتجاوز الثمانين ،ولذلك أرجو ألا يطول إنتظارنا وأن يجمع الحب بيننا عما قريب ،كم سأكون سعيدة حين أدعوك :
_ " يازوجي العزيز " ،لقد خلق كل منا للآخر أيها الحبيب ،وأنا أحبك ..أحبك..أحبك .
إلى الجزء الثالث الحلقة 17>>
صورة العضو الرمزية
حبيب نورسين
مشاركات: 40
اشترك في: الثلاثاء 2016.6.28 9:45 am
مكان: الخرطوم

رد: الحلقة 17 الجريمة المرتقبة الجزء الأول

مشاركة بواسطة حبيب نورسين »

الجزء الثالث الحلقة 17
...نواصل ...>>
أحبك ..أحبك..أحبك..
وكانت للرسالة بقية ولكني شعرت بالإشمئزاز والإستنكار فلم أمض في قراءتها .
وعدت إلى تافرنر وقدمت إليه حزمة الرسائل وأنا أقول :
_لعل هذه هي ما كانوا يبحثون عنه .
فقرأ تافرنر بضع فقرات من الرسالة الأولى ،ونظر إلي وهو يبتسم وقال :
_أظن أن هذه الرسالة تحسم الأمر بالنسبة إلى بريندا ولورانس ..إنني أدهش الآن كما تذكرت كيف تقلص عطفي على بريندا حالما قرأت رسائلها للورانس ، فهل كان ذلك لأنها كذبت علي ؟
_أم لأنها أثبتت أنني إنسان يسهل خداعه ؟
_لا أعلم .فأنني لا أفهم كثيرآ في علم النفس شيء واحد لا أغفره لبريندا ،هو أنها في محاولتها التخلص من تبعات جريمتها الأولى ،قد أقدمت بنذالة على الفتك بطفلة صغيرة لا حول لها ولا قوة ،، قال تافرنر :
_الرأي عندي أن لورانس هو الذي أقدم على هذه الفعلة ،وذلك يفسر أمرآ أثار حيرتي .
_ ما هو ؟
_دعنا نستعرض الحقائق بطريقة منطقية ،كانت الرسائل في حوزة جوزيفين وكانت الخطوة الصحيحة ..هي محاولة إسترداد هذه الرسائل فإذا نجحت المحاولة إنتهى كل شيء ..إذ مهما تكلمت الفتاة ،بعد ذلك فإن أحدآ لن يصدقها لأنها لا تملك ما يثبت كلامها ، وسوف يقال حينئذ أنها إخترعت القصة كلها ،ولكنهم لم يجدوا الرسائل ،فأصبح من الضروري التخلص من الفتاة لمنعها لن الكلام .
وكان معروفآ أن الفتاة تحب التأرجح على باب الغرفة المهجورة وإذن فالطريقة المثلى للتخلص منها ، هي إنتظارها في الغرفة المهجورة وضربها بقطعة من الحجر أو الحديد ، وبذلك ينتهي الأمر .
ولكن الجاني لم يفعل ذلك ، وإنما لجأ إلى طريقة غير مؤكدة النتائج فكلف نفسه مؤونة موازنة الحجر فوق الباب ليسقط على الفتاة فيصيبها أو لا يصيبها ..فلماذا ؟
_والجواب ؟
_الجواب يتوقف على شخصية الجاني ، ونحن نعلم أن لورانس براون يفزع من أعمال العنف والقسوة ، فمن المستحيل عليه أن يتوارى خلف الباب ليؤدي الحجر مهمته بينما هو بعيد عن مكان الحادث .
_فهمت ..على غرار عملية إستبدال الأنسولين بالإيزيرين .
_تمامآ .
_هل تعتقد أن بريندا كانت على علم بهذا التدبيير ؟
_من المحتمل جدآ أن يكونا قد إشتركا معآ في التخطيط ، ومن المحتمل أيضآ أن تكون هي وحدها التي فتكت بزوجها ،فالسم هو وسيلة التقليدية من الأزواج العجائز ، ولكني أراهن على أنها لم تنصب ذلك الفخ لجوزيفين ، فالنساء لا يحفلن بالسوائل الميكانيكية أو الآلية التي من هذا النوع .
_مهما يكن من أمر فإن الرسائل فيها الكفاية لإدائة العاشقين ..ولا يبقى بعد ذلك إلا أن تتماثل جوزيفين للشفاء ، لكي تعود الطمأنينة والسعادة إلى هذا البيت ...ثم غمز بعينه وإستطرد قائلآ :
_أظن أن من المثير أن يكون الإنسان خطيبآ لفتاة تملك بضعة ملايين من الجنيهات ..وكنت في غمرة الأحداث قد نسيت كل شيء عن الوصية فقلت :
_إن صوفيا لم تعلم بعد بمضمون الوصية فهل أخبرها ؟
_أعتقد أن جيتسكيل سيجتمع بالأسرة غدآ ليتلو عليها نص الوصية .
* * * * * * * *
( **منتديات عقيل عطارد **)
وفي مساء ذلك اليوم ،تلقت صوفيا من المستشفى نبأ سارآ .
إن إصابة جوزيفين ليست من الخطورة كما ظن الجميع ، وعما قريب تتماثل للشفاء ..ولكن زيارتها ستظل ممنوعة على الجميع حتى أمها ،،قالت صوفيا وهي تنهي إلى هذا النبأ :
_وخاصة أمها ..ذلك ما أكدته في حديثي مع الدكتور جراي .
ويبدو أنها رأت نظرة الإستنكار التي إرتسمت في عيني ..لأنها قالت : لماذا الإستياء يا عزيزي ؟
_يا إلهي ! ! إنها أم .
_يسرني أن ترى في الأمهات الرأي الذي كان شائعآ فيما مضى ؛ ولكنك لا تعرف أمي يا تشارلس..إنها لطيفة جدآ ، ولكنها لن تذهب لزيارة جوزيفين إلا لكي تلعب دورآ دراميآ أمام فراشها وليست هذه هي الطريقة المثلى للتعجيل باندمال الجرح .
_إنك تفكرين في كل شيء أيتها العزيزة ؟
_وماذا أستطيع أن أفعل غير ذلك ؟لا بد من شخص يرعى هذا البيت وأهله بعد رحيل جدي .
فلم أجب ! ولكني لم أتمالك من الإحساس بالإعجاب بحكمة العجوز وصدق فراسته ..إنه لم يخطيء حين وقع إختياره على صوفيا لتحمل المسؤلية من بعده *
صورة العضو الرمزية
ود الخير
مشاركات: 11370
اشترك في: الخميس 2009.4.30 11:51 pm
مكان: جده

رد: الحلقة 17 الجريمة المرتقبة الجزء الأول

مشاركة بواسطة ود الخير »

زكرتنا روايات اورسين لوبيز
واصل متابعين
الله يعطيك العافيه
صورة العضو الرمزية
حبيب نورسين
مشاركات: 40
اشترك في: الثلاثاء 2016.6.28 9:45 am
مكان: الخرطوم

الحلقة 18 الرسائل

مشاركة بواسطة حبيب نورسين »

كنت مع صوفيا وبريندا في الحديقة ذات صباح حين وقفت بالباب إحدى سيارات الشرطة وخرج منها المفتش تافرنر والضابط لام .


وكانت بريندا قد إنضمت إلينا قبل بضع دقائق وهي تقول :
_إنني سأجن إذا لم أخرج في الهواء الطلق ،ولكني كلما تجاوزت سور الحديقة حاصرني الصحفيون وسدوا على الطريق .
فأجابتها صوفيا بأن الصحفيين سوف يتعبون من التربص بأفراد الأسرة وينصرفون .
فقال بريندا فجأة وبلا مقدمات :
_حدثيني يا صوفيا..هل أنهيت عمل لورانس ؟لماذا؟
_ليست بسيط،هو أننا سنرسل جوزيفين إلى سويسرا وسنلحق أوستاش بإحدى مدارس لندن .
_إن لورانس حزين..ويعتقد أنك لا تثقين به وفي هذه اللحظة وقفت سيارة الشرطة بالباب وهبط منها تافرنر وزميله فهتفت بريندا في فزع :لماذا عادا؟ماذا تريدان؟
ولاحظت أنها ترتجف .
لم أكن قد ذكرت شيئآ لصوفيا عن الرسائل التي وجدتها خلف خزان الماء ولكني كنت أعلم أنها أرسلت إلى النائب العام .
وإقترب تافرنر منا ووقف أمام بريندا وقال :
_إنني أحمل أمرآ بالقبض عليك يا سيدتي ..أنت متهمة بأنك في يوم 19سبتمبر " إيلول " الماضي قتلت زوجك أرستيد ليونيدس بمادة الإيزيرين السامة ،ومن واجبي أن أحذرك بأن كل ما ستقولينه سيسجل عليك وستحاسبين عليه عند محاكمتك .
فإنهارت بريندا على الفور وتعلقت بساعدي وقالت وهي تبكي أنها بريئة ،وأنها ضحية مؤامرة وتوسلت إلي ألا أدع تافرنر يقبض عليها وصرخت :أنا لم أفعل شيئآ ..لم أفعل شيئآ على الإطلاق .
كان الموقف رهيبآ فحاولت أن أهديء روعها وقلت لها أنني سأتفق مع محام للدفاع عنها ،وأنها يجب أن تتمالك نفسها وتتسلح بالهدوء ورباطة الجأش .
وتأبط تافرنر ساعدها وقال :
_هلمي بنا يا سيدتي .
فنظرت إليه وسألت :
_ولورانس ؟
_مستر لورانس بروان! معي أمر بإعتقاله أيضآ .فكفت عن المقاومة،وسارت مع تافرنر ودموعها تنساب على خديها في هدوء ،وفي نفس اللحظة ،رأيت لورانس براون يخرج من البيت برفقة "لام"وإستقل الجميع السيارة التي إنطلقت بهم مسرعة في الطريق إلى لندن .
تنفست الصعداء ونظرت إلى صوفيا.
كانت ترتجف ووجهها شديد الشحوب .
قالت :
_هذا مخيف !! يجب أن نجد لها أفضل المحامين..ولكن لماذا إعتقلوها الآن ؟ طننت أنه لا توجد أدلة .
_إنهم وجدوا بعض الرسائل .
_رسائل غرامية تبودلت بينهما ؟
_نعم ..
فقالت مرة أخرى :
_هذا مخيف !!
_نعم..كل هذا مخيف..ولكن لا ضرورة للتعقيب عليه.
ألم تنته الأمور على هذا النحو الذي تمنيناه ؟لقد ظهرت الآن براءة آل ليونيدس وثبت أن أجدآ منهم لم يكن لديه دافع لإرتكاب الجريمة .
_فيما عداي .
_هذا صحيح..ولكنك لم يكن لديك علم بمضون الوصية .
_بل كنت أعلم .

**منتديات عقيل عطارد**

_أحقآ !
وشعرت بالدم يجمد في عروقي.
قالت :
_كنت أعلم منذ وقت طويل أن جدي أوصى لي بكل ثروته .
_ولكن ..كيف علمت ؟
_هو نفسه صارحني بذلك قبل أسبوعين من وفاته ..قال لي ذات يوم وبغير مقدمات: " صوفيا ..أنت التي سترثين كل ثروتي .. وأنت التي ستعنين بأمر الأسرة بعد رحيلي "..
_ولكنك لم تنبئيني بذلك .
_ذلك لأنني سمعتهم يتحدثون عن وصية أخرى قيل أن جدي وقع عليها بإمضائه على مرأى منهم .فظننت أنه عدل عن فكرته ..وخشيت أن أثير الموضوع.
_لماذا ؟
_خفت أن أتهم بإرتكاب الجريمة *

الحلقة القادمة :ملاحقة المتهمين .
صورة العضو الرمزية
حبيب نورسين
مشاركات: 40
اشترك في: الثلاثاء 2016.6.28 9:45 am
مكان: الخرطوم

الحلقة 19 ملاحقة المتهمين

مشاركة بواسطة حبيب نورسين »

وقفت السيارة بالباب،فهتفت في سرور:ها هي جوزيفين قد عادت إلينا .


كانت الطفلة تبدو طبيعية تمامآ..فيما عدا أنها كانت معصوبة الرأس.
قالت على الفور :
_أريد أن أرى الأسماك الحمراء ..
وهرولت إلى حوض الأسماك فصاحت بها أمها :
_أليس من الأفضل أن تستريحي في فراشك قليلآ أيتها العزيزة وأن تتناولي بعد ذلك صفحة من الحساء ترد إليك صحتك ؟
فأجابت الطفلة : لا تقلقي يا أماه فأنا بخير ، ثم إنني لا أحب الحساء .
وكنت أعلم أنه كان من الممكن أن تغادر جوزيفين المستشفى قبل بضعة أيام..ولكن المفتش تافرنر أوصى ببقائها هذه الأيام حرصآ على سلامتها..وحتى لا تعود إلى البيت قبل إعتقال المتهمين .وزوال كل خطر محتمل .
قلت لماجدا :
_إن الهواء الطلق لن يضرها..سألحق بها وأسهر عليها .
ولحقت بجوزيفين عند حوض الأسماك وقلت أحدثها :
_لقد حدثت أشياء كثيرة في غيابك.
فنظرت إلى من ركن عينها ولم تجب ..وراحت تتابع حركة الأسماك في الماء .( ههه حقيرة )
قلت لها :
_ألا يهمك أن تعرفي ما حدث هنا أثناء غيابك يا جوزيفين ؟
_أظن أنني أعرف .
_هل تعلمين أنهم وجدوا وصية أخرى لجدك ،أوصى فيها بكل ثروته لصوفيا ؟
فهزت كتفها وقالت:
_أنبأتني أمي بأمر هذه الوصية ولكني كنت أعلم .
_هل حدثوك عنها في المستشفى؟
_كلا ..كنت أعلم أن جدي ترك كل ثروته لصوفيا..فقد قال لها ذلك بنفسه .
فأدركت أنها سمعت بطريقتها المألوفة ما دار من حديث بين صوفيا وجدها بشأن الوصية .وإنتقلت إلى موضوع آخر ..قلت .
_ليتك عجلت بالحضور ،إذن لرأيت كيف ألقى المفتش تافرنر القبض على بريندا ولورانس وكنت أتوقع أن يثيرها هذا النبأ ولكن بكل بساطة قالت الشيطانة :
_لقد رأيت ..
_مستحيل !! فقد حدث ذلك قبل حضورك .
_إننا مررنا بسيارتهم ونحن في الطريق إلى هنا ..وكان بالسيارة عدا بريندا ولورانس ،كل من المفتش تافرنر وضابط الشرطة ذي الحذاء اللامع ،فأدركت أنهما إعتقلا .
فقلت معتذرآ :
_إنني قدمت الرسائل لتافرنر بعد أن عثرت عليها مخبأة وراء خزان الماء .كنت أوثر أن تقدميها أنت إليه ،ولكنك كنت في المستشفى .
_الواقع أن غرفة الخزان لم تكن المكان الملائم لإخفاء الرسائل ..
وقد حدث ذات يوم أنني رأيت لورانس خارجآ من هذه الغرفة فأدركت أنها أخفت بها شيئآ ،وتحقق ظني حين دخلت الغرفة ووجدت الرسائل .
_ يقول تشارلس من داخل قلبه ( ثكلتك أمك) .ولكني ظننت أنك أنت التي..
ولم أتم عبارتي فقد سمعت أديث دي هافيلاند تدعو جوزيفين ..وتنهدت هذه وقالت :
_يجب أن أذهب ..فلا أحد يستطيع الإفلات من الخالة أديث .
وأسرعت تعدو في الحديقة إلى حيث كانت أديث ،فتبادلت معها بضع كلمات..ثم توارت داخل البيت .
وذهبت بدوري إلى أديث .
كانت تبدو عليها دلائل التعب والإعياء وخيل إلى أن تجعدات وجهها زادت عمقآ ووضوحآ .
وعندما إقتربت منها،حاولت أن تبتسم وقالت:
_هذه الصغيرة لا يبدو عليها أنها عانت كثيرآ مما أصابها .ولكننا لن ندعها تغيب عن أنظارنا بعد الآن.رغم أن ذلك لم يعد ضروريآ .
ثم تنهدت وقالت :كما أنا سعيدة لأن كل شيء قد إنتهى !! إنني رأيتها من نافذتي وشعرت بالرثاء لهما ..وكان لورانس أشبه بالفأر في المصيدة ،على أنني أرجو أن يتولى الدفاع عن بريندا محام يأخذ بيدها يقف إلى جانبها في محنتها .
كان موقفها لا يقل غرابة عن موقف صوفيا .فكلتاهما تمقت بريندا وكلتاهما ترجو أن يبذل المستطاع لكفالة الدفاع عنها .
وإستطردت أديث دي هافيلاند تقول :
_نعم ..يجب أن تهيأ لها كل الفرص وكل وسائل الدفاع الممكنة .حتى لا تذهب ضحية ظلم أو خطأ من أخطاء القضاء .
فسألتها :ولورانس ؟
فأتت بحركة تدل على نفاد الصبر وقالت:لورانس رجل ويستطيع أن يتولى أمر نفسه .أما بريندا ..فإن أرستيد لن يغفر لنا إذا ..
ولم تتم عبارتها وأردفت :
_لقد حان وقت الغذاء فهلم بنا إلى البيت .
ولكنني قلت لها إنني أنوي العودة إلى لندن فسألت :
_هل ستعود بالسيارة ؟
_نعم سأعود بالسيارة .
_هل تأخذني معك ؟ قيل لي أنه سمح لنا مغادرة البيت .
_يسعدني أن أصحبك معي .ولكن علمت أن ماجدا وصوفيا ستذهبان إلى لندن بعد ظهر اليوم .ولا شك أنك تفضلين سيارة فارهة كبيرة على سيارتي الصغيرة ذات المقعدين .
_يهمني ألا أذهب معهما ..هلم بنا ولا تخبر أحدآ.
فدهشت ،ولكني نزلت على إرادتها..ولم نتحدث كثيرآ في الطريق ،سألتها إلى أين تريد الذهاب فأجابت :
_إلى شارع هارلي " هارلي ،حيث يوجد كبار الأطباء ".
وأقلقني جوابها ولكني لزمت الصمت .
قالت بعد قليل :بل الأفضل أن تتركني أمام مطعم " دبنهار "،سأتناول هناك طعام الغداء ثم أذهب بعد ذلك إلى شارع هارلي .
_آمل أن..
فلم تدعني أتم عبارتي وقالت :
_لهذا لم أشأ القدوم مع ماجدا ..إنها تحيل كل شيء إلى مأساة .
_يؤسفني أن أعلم أن ..
_لا تأسف على شيء ..إنني في أفضل صحة..أريد فقط إجراء بعض الفحوص *
صورة العضو الرمزية
حبيب نورسين
مشاركات: 40
اشترك في: الثلاثاء 2016.6.28 9:45 am
مكان: الخرطوم

الحلقة 20 في سكتلنديارد

مشاركة بواسطة حبيب نورسين »

الحلقة 20 في سكتلنديارد

لم أكن رأيت أبي خلال بضع الأيام الأخيرة .فوجدته مشغولآ بقضية أخرى غير قضية ليونيدس ...


ولم أجد بدا من الذهاب إلى تافرنر في مكتبه،وكان أول ما فعلته أنني هنأته على توفيقه في قضية البيت ذي القباب الثلاث ، فتقبل تهنئتي في سرور ولكن لم يبد عليه أنه راض كل الرضى.
قال:مهما يكن من أمر فقد إكتملت عناصر الإتهام وإنتهى الأمر.
_هل تظن أن المحكمة ستدينهما ؟
_من المعتذر التنبؤ بشيء في مثل هذه القضية ..إنها تختلف عن سائر قضايا جرائم القتل في أن الأدلة التي لدينا ليست أدلة مباشرة .وسوف يتوقف الكثير على الإنطباع الذي يتركه المتهمان في نفوس المحلفين .
_أليست الرسائل دليلآ كافيآ ؟
_إنها تبدو كذلك لأول وهلة .ففيها عبارات تشير إلى ما سوف ينعم به العاشقان من السعادة بعد موت العجوز ،ولكن بوسع الدفاع أن يزعم أنها عبارات بريئة وأن الزوج كان طاعنآ في السن فمن الطبيعي أن تتوقع زوجته وفاته في أية لحظة .
يضاف إلى ذلك أنه يحتمل أن يزعم لورانس أنه الفاعل الوحيد وأن بريندا كانت تجهل كل شيء..كما يحتمل أن يحدث العكس.أو أن يعترف بأن الجريمة إرتكبت بإتفاقهما معآ .
_وما رأيك أنت ؟
_ليس لي رأي على الإطلاق .لقد جمعت الحقائق وكتبت تقريرآ إلى النائب العام ،وقرر النائب العام أن هناك ما يبرر تقديمها للمحاكمة.لقد أديت واجبي.ولا شأن لي بما يحدث بعد ذلك.
وشعرت من حديثه أنه غير مقتنع تمامآ بالإتهام الموجه إلى بريندا وصديقها .وكدت أن أصارحه بذلك لولا أن دق جرس التليفون في هذه اللحظة فتناول تافرنر السماعة.وأصغى .ثم قال لي :
_إنك مطلوب لحديث تليفونو في مكتب أبيك .
فهرولت إلى مكتب أبي الذي بادرني بقوله :
_إنها الآنسة صوفيا ليونيدس ..يبدو أن الأمر عاجل .
فتناولت السماعة وأنا أتوقع سماع نبأ إعتداء جديد على جوزيفين .
_ألو ..صوفيا؟
_أهذا أنت يا تشارلس؟
كانت في صوتها نبرة يأس وقلق ...
قالت :إن المشكلة لا تزال قائمة ..والقاتل مازال في البيت.
_ماذا تعنين ؟هل حدث شيء لجوزيفين .
_كلا ..ليست جوزيفين..أنها " ناني ".
_ناني ؟
_نعم ..كانت هناك بقية من " الكاكاو " في قدح جوزيفين فلم تشأ ناني إهدارها وشربتها .
_مسكينة ناني ..هل حالتها سيئة ؟
فقالت صوفيا بصوت متهدج :
إنها ماتت
*
**منتديات عقيل عطارد
‎عالم بلا نهاية‏*‏‏*‏
صورة العضو الرمزية
حبيب نورسين
مشاركات: 40
اشترك في: الثلاثاء 2016.6.28 9:45 am
مكان: الخرطوم

الحلقة 21 الموت بالسم

مشاركة بواسطة حبيب نورسين »

أحسست وأنا في السيارة التي أقلتني مع المفتش تافرنر إلى البيت المشئوم بنفس الكابوس الذي رزح على صدري في رحلة مماثلة قمنا بها من قبل .


ووجدت أنني أردد بين الفنية والفنية بغير وعي:
_إن القاتل ليس لورانس أو بريندا .
والواقع أنني لم أقتنع بصحة إتهامهما ،إنما تظاهرت الإقتناع تجنبا للخوض في إحتمالات أخرى .
كنت أعلم أن بريندا بطبيعة تكوينها ومزاجها الخامل وولعها بالترف والإسترخاء والحياة السهلة لا يمكن أن تتورط في مغامرة غرامية من العنف بحيث تد فعها إلى إرتكاب جريمة قتل ..وأن لورانس من الطراز الذي يؤثر الحياة في الأحلام والخيالات على معالجة الأمور بالعنف والجريمة.كل ما هناك أنهما وقعا في فخ فجن جنونهما ذعرآ ولم يعرفا كيف يخرجان ..ومن المحقق أن بريندا تخلصت من الرسائل التي تلقتها من لورانس لأن أحدآ لم يعثر عليها .
أما لورانس فكان من الغباء بحيث إحتفظ برسائلها إليه ..كذلك لم يكن مما يتفق مع تكوين لورانس وعقليته ومزاجه الشعري أن يدبر ذلك الفخ للقضاء على جوزيفين.إن الذي دبر الفخ لا يزال حرآ طليقآ .
إستقبلنا في البيت شرطي لا أعرفه ،إنتحى بتافرنر ناحية وراح يتحدث إليه،أما أنا فقد لفت نظري وجود حقائب تدل على أن هناك من يعتزم الرحيل،وعندما هممت بفحصها،أقبلت علي كليمنسي وهي تقول :
_إنك جئت في الوقت المناسب يا تشارلس لكي نودعك .
_هل إعتزمت الرحيل ؟
_نعم ..سأرحل مع روجر وسنقضي هذه الليلة في أحد فنادق لندن وغدآ نستقل إحدى الطائرات .
كانت تبتسم ،ولكني رأيت في عينها نظرة قلق.
قلت لها :مستحيل أن ترحلا اليوم.
_لماذا ؟
_توجد بالبيت إمرأة قتيل .
_لا شأن لنا بموت ناني .
_ربما ..ومع ذلك .
_لماذا تقول " ربما " .لقد كنت مع روجر في شقتنا لإعداد حقائبنا ،ولم نغادرها طيلة الوقت الذي كان فيه قدح " الكاكاو " على مائدة الطعام .
_هل تستطيعين إثبات ذلك ؟
_ألا تكفي أقوالي وأقوال روجر ؟
_كلا..لا تنسى أنكما زوجان.
_هذا سخف يا تشارلس..إنني وروجر في طريقنا إلى حياة جديدة فأية مصلحة لنا في قتل إمرأة طيبة مسكينة مثل ناني .
_ربما لم تكن هي المقصودة.
_وأية مصلحة لنا في قتل طفلة؟
_هذا يتوقف على الطفلة .
_ماذا تعني؟
_إن جوزيفين ليست طفلة عادية..فهي تعرف أشياء كثيرة عن كل إنسان في هذا البيت ،وربما.
ولم أتم عبارتي ،فقد رأيت جوزيفين مقبلة نحونا وهي تقضم تفاحة وعيناها تتألقان فوق وجنتيها الموردتين ..
قالت تحدثنا :لقد ماتت "ناني"؟بالسم..تمامآ مثل جدي أنه أمر مثير أليس كذلك ؟
فقلت لها بجفاء :ألست آسفة على " ناني "؟أما كنت تحبينها؟
_كلا ..فكثيرآ ما كانت تعنفني ..
_ألا يوجد من تحبينه يا جوزيفين؟
فأجابت وهي تنظر إلى كليمنسي من ركن عينها :
_أنا أحب أديث..وكان من الممكن أن أحب أوستاش لو أنه إهتم معي بالكشف عن المجرم الذي فعل كل هذا..
_من الخير لك أن تكفي عن البحث يا جوزيفين..فذلك خطر.
_لم أعد بحاجة إلى البحث..فقد عرفت كل شيء.
حينئذ سمعت آهة عميقة،فرفعت رأسي ،ورأيت أديث تهبط السلم وعيناها لا تتحولان عنها ،
قلت وأنا أمسك بساعد جوزيفين:
_ تعالي يا جوزيفين.أريد أن أتحدث إليك..
وإقتدتها إلى غرفة صغيرة غير مطروقة،وأغلقت الباب وطلبت إليها أن تجلس ثم جلست أمامها وقلت لها:
_في إستطاعتنا الآن أن نتفاهم يا جوزيفين،فحدثيني :
_ماذا تعرفين ؟
_أعرف أشياء كثيرة .
_هل تعرفين من وضع السم في قدح الكاكاو ؟قأومأت برأسها علامة الإيجاب.
_وتعرفين من حاول قتلك في غرفة المهملات؟
فهزت رأسها مرة أخرى.
_إذن يجب أن تصارحيني بكل ما تعرفين .وفورآ.
_كلا .
_إن من واجبك أن تضعي كل معلوماتك بين أيدي رجال البوليس.
_رجال البوليس مغفلون،ولن أقول لهم شيئآ ،لقد توهموا أن بريندا ولورانس هما القاتلان ..ولكني لم أكن مغفلة مثلهم..كنت أعلم أن بريندا ولورانس بريئان .
_جوزيفين،إنني أعترف لك بالذكاء؛ولكن ما قيمة هذا الذكاء إذا لم تستمتعي بلذة إنتصاراتك؟ألا تعلمين أيتها الحمقاء الصغيرة،أن حياتك ستظل دائمآ في خطر طالما تحتفظين لنفسك بالأسرار التي تعرفينها؟
_ _ أعلم ذلك جيدآ.
_إذن ستقولين لي ما تعرفين..ولو إضطررت في سبيل ذلك إلى إستخدام العنف .
_في إستطاعتي دائمآ أن أكذب.
.. أعلم ذلك..ولكن ماذا تفيدين من الكذب؟.وإلى متى تريدين الإحتفاظ بمعلوماتك ؟
_أنت لا تفهم ... . فإنه من المحتمل جدآ ألا أتكلم أبدآ.ربما لأنني أحب المجرم أو لأنني أعطف عليه..هل فـﮩًـمت ؟
وصمتت لحظة .كأنما لتمنحني فرصة لإستيعاب وجهة نظرها،ثم إستطردت قائلة :
_على أنني متى قررت الكلام فسوف أفعل ذلك طبقآ للأصول،فأدعو إلى إجتماع حافل في قاعة فسيحة،وأحكي كل شيء ،ثم أشير إلى القاتل وأصيح به :أنت القاتل ..

( .. منتديات عقيل عطارد .. )
_ومدت أصبع الإتهام في اللحظة التي دخلت فيها أديث دي هافيلاند .
وصعدت أديث الطفلة بعينيها ثم قالت لها أنها ستخرج معها إلى نزهة بالسيارة.وفهمت من نظرتها إلى أنها تفعل ذلك كوسيلة لتأمين سلامة الطفلة خلال الساعتين القادمتين.
وإبتسمت جوزيفين ورحبت بالنزـﮩًـة المرتقبة فقالت أديث:
_صففي شعرك وأحضري قبعتك ومعطفك فإن الجو يميل إلى البرودة.هل لل أن ترافقها إلى غرفتها يا تشارلس ريثما أكتب رسالتين صغيرتين ؟؟
فإصطحبت جوزيفين إلى غرفتـﮩًـا وكان في نيتي أن أفعل ذلك حتى ولو لم تطلبه أديث..فقد كنت أشعر بأن الطفلة تواجه خطرآ لا شك فيه .
وساعدت جوزيفين في تصفيف شعرها ،وكنت أضع اللمسات الأخيرة في زينتها حين دخلت صوفيا وأدهشها ما رأت فهتفت :
_أنت هنا يا تشارلس؟؟ لم أكن أعلم أنك أصبحت " وصيفة ".
وراعني شحوبها ..والهالة السوداء التي تحت عينيها .
وذهبنا إلى أديث وكانت قد فرغت لتوها من رسالتها الثانية فنهضت وهي تقول :
_هيا بنا يا جوزيفين..لقد أمرت " إيفانز "بإعداد السيارت الفورد السوداء.
وإجتزنا البهو،وكانت الحقائب لا تزال في مكانها ،فوقفت أديث بالباب ،ونظرت إلى السماء وقالت :
_إن الجو صحو ..والنسيم بارد ولكنه منعش .
ثم تحولت إلى صوفيا وقبلتـﮩًـا وقالت:
_إلى اللقاء ياعزيزتي !!..لا تجهدي نفسك فهناك أشياء لا مفر منها ويجب مواجهتها .
وكانت السيارة تنتظر بالباب ،فإحتلت أديث مكانها أمام عجلة القيادة..وجلست جوزيفين بجوارها ولوحت لنا أديث وجوزيفين بأيديهما مودعتين ..وتحركت السيارة .
قلت أحدث صوفيا:
_لقد أحسنت أديث دبإبعاد جوزيفين عن البيت..ولكني مازلت مقتنعآ بضرورة إرغام هذه الطفلة على الإفضاء بكل ما تفعله _من المحتمل أنها لا تعرف شيئآ على الإطلاق إنها مغرورة،وتحب أن تضفي على نفسها شيئآ من الأهمية .
_هل عرفتم نوع المادة السامة التي وضعت في القدح ،،
_المعتقد أنها مادة " الديجتالين " التي تتناولها أديث كعلاج لقلبها .
كانت بغرفتها زجاجة مليئة بالأقراص وقد وجدت فارغة .
_كان يجب عليها أن تضعها في مكان محكم .
_ذلك ما فعلته ..ولكن لم يكن من العسير العثور على المفتاح *

>>إلى الحلقة المثيرة22 " اليوم قتلت جدي "...
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى المواضيع العامة والمشاركات المتنوعة“