قلوب خلف القمر

[طلال الحكيم]

أرِدتُ الوثـــوب من رقـــدتي لأسـتـقـبـل طلعتهـــا
ولكــــــن ســـهـــما عـــيــــنـاها أجــبراني الركود

جلــســـــت بجـــانب صدري ووضعـت عليه يدها
لمــــــا رأته يتــســـــارع في الهبوط وفي الصعود

جــــــالت يدها على الصـــــدر الممزق بنــظـرتها
كـأنها تـتـحســـس وقـــع نبل وتــــــرها المشـــدود

ونظـــــــرت إليَّ فـــــي عــيــنيَّ نظــرة أعـــرفها
تـــفـيـــض شـــــوقــا ً وحــبــا ً من قــلــــب ودود

[طلال الحكيم]

إذا نظـــــرت إلـــي َّ أرى مـدائـــن في مــقــلــتـها
وسمــــــاوات زرق واســـــمع صـــوت رعـــــود

وأجــلس على سـحـائب نـشـــــــوتي ونــشـــــوتها
فـــتــهــوي بي في بحر ثم بحر ثم بحر ممدود

بحور تجف وتـفـيض ما بين رمشـتها وانـتـباهـتها
بــحــور بــغــيـــر ســواحل إلا من رمـوش ســود

أمـــواج زرق وأنا ســــــاخن بــيـن بـــرودتـــهـا
أحـــب الغـــرق فــــأين الغرق وأيــــن القــيــود

فـــتــحـملــني مــوجـــة وتــــخـــرجـــني بقـــوتها
فــــإذا بي في مدائـــن ويُــفـتـح بــابــها المســـدود

[طلال الحكيم]

مـــاذا بك ؟ هكـــذا قــــالــت فـانــتـبــهت لقــولتها
بعد أن ســـافرت بين رمشــيها وتمنـيت ألا أعــود

يا لجــمـال تــلك العـيـون وسـحـــرها و روعــتـها
ويا ليــتــنــي في حـــدائق مـقـلـتـها تــائها ًمفـقــود

بــســمــت و ضــحـكت فــيا ويــلاه من ضحكــتها
تطـــرب لـهـــا الدنــيا ويرقــص لهـــا الجــلمـــود

مددتُ يـــدي وأنا في رقـــدتي أتــحسس وجـنـتـها
ولـثـمــتــهـا أنــامـــلي كمــا يلثم الفـَراش الورود

هــي ناعــمـــة كـالقـــطـــائف خــديــها ورقـبــتها
وفـم كـعـنـب أو كيـاقــوت أو مثـل جـمر مــوقــود

فمالــت علي َّ بصــدرها وســَرَتْ فــي َّ رعـشتها
فضممتها بيدٍ تمسح ظهـــرها وأخرى على الخدود

تأججـــت حــيــنـها الأشـــواق وزادت لـوعــتـــها
ولا شـــيء يطــفـئــها غــيــر ريــق ٍ غـير مورود

فـشـربنا شرب الظامئين وعين الفراق في غـفوتها
حتى ارتويــنا من خمر الغـــــرام بعـــــد الصـدود

أرواح تتمازج وبحار تتماوج ونحن على صفحتها
نطـفـو على الســـطح تارة ًوأخرى إلى القاع نعود

قالت: مَنْ وأين نحن ؟ وعــقــولنا في سكـــرتــها
قلت: أنــت أنا و أنا أنــت وكـــلانا غـيــر موجـود

[طلال الحكيم]

[align=justify]ختمت مقالتي فألتفت لأنظر للقمر فرأيت رأسه يتمايل بهدوء من نشوة الوجد والهيام ...
ثم نظرت إليها فرأيتها ورأسها على حجري كأنها نائمة هادئة ساكنة.. مثل الملاك الطاهر و الطفل البريء ... حالمة ناعسة آسرة ...
الظلام الحالك يعم المكان ولا توجد بؤرة ضوء في الكون الفسيح إلا التي فيها أنا وهي والقمر..أما ما عدا ذلك فظلام وسكون وسكون وسكون ...صوت النسائم الفجرية يوشوش خصلات السكون من حين لآخر ...فيأتي صوتها وكأنه همسات العشاق ...نسيم عليل ...وليل طويل ...ووجه جميل ..وعشق نبيل .. قمر خلفي يملأ مجلسي بنوره الهادئ وشعاعه الفضي .. وقمر بين يدي يملأ حياتي أنسا ً وحبا ً عظيم ..مجلسي فوق قمة السعادة خلف القمر وأمامي تلال الهناء ووديان الحبور ...وأجنحة تخفق حولي بفرح يناغم وشوشات النسائم على خصلات السكون ..فرح صامت.. وجمال ساكن ..وهدوء ...وهدوء .
ليلتها رفعت رأسي ونظرت إلى المشرق فرأيت الشمس تغط في نوم عميق فتمنيت أن لا تستيقظ أبدا . [/align][/color]

[اركمانيه]

جلسنا على الرمال
والشمس ترتب حقائب الرحيل
والليل يسرع خطى الاقتراب
وعلى الرمال
بنينا أحلام الغد
بعطر الضحكات التى تكسوها
إشراق.
وأنامل يحفها نور الامل
وبنينا .....وبنينا
وفى نشوة الاماني
تدلي القمر
واخذنا على بساطه
الى مراقد النجوم
تزين تلك الاماني
والكون يرقب لوحة الوهج
ونحن لا ندري
أين المكان.....!!!!
وعندها علمت ان الارواح
في ارتحال.........
وانها تسكن فوق القمر

[طلال الحكيم]

وعندها علمت ان الارواح
في ارتحال.........
وانها تسكن فوق القمر

عندما يكون
السير بالأرواح
فالمكان والزمان مستباح
لا ضيق هناك ولا براح
ولا ليل ولا صباح
ولا آلام ولا جراح
لاشيء سوى

راح ٌ
في قِداح

وارتياح

وأوجه ٌ
مِلاح

[طلال الحكيم]

الليلة ليلة عجيبة ... لم أر القمر منتشيا ً هكذا من قبل ... ولم أر حبيبتي تمازحه وتضحك معه هكذا من قبل ...
فعل القمر شيئا ً عجيبا ً غريبا ً لم يكن في الحسبان ... الليلة ونحن هناك خلف القمر وأثناء حديثي السار معها والذي تتخلله الأشجان والألحان وكل ما عرفه أهل الغرام من مفردات ... أدار القمر وجهه لنا فجأة ً وفاجأنا أيما مفاجأة ... ضحك عندما رأى الذهول الذي غطى ملامحنا ... فقالت له حبيبتي :

- ماذا فعلت يا قمر ؟
فقال باسما ً :
- ماذا فعلت ؟
- أدرت ظهرك للناس ؟
- وماذا في ذلك ؟
- ماذا يقولون عنك ؟
- يقولون خسف القمر .. يقولون هرب القمر ... يقولون ما يقولون .
- ولماذا كل هذا ؟
- أحببت أن أراكما ... فقد سئمت من السماع فقط ... أريد الرؤية هذه المرة .
كانا يتحدثان وأنا أنظر إليهما بتعجب ...وأتأمل في جمالهما وحسنهما وصفائهما ...وأتساءل أيهما أجمل ... لا شك أن حبيبتي أجمل ..نعم هي أجمل ...نعم هي أجمل بلا شك ... لم أكن أحب أن أتحدث في حضرتها مع غيرها حتى وإن كان القمر نفسه ...وكان هذا الأمر يغيظه جدا ً لشعوره بأنه بلا قيمة ..

صار القمران يتحادثان ويتضاحكان وكأنهما من عُصبة السـُـكارى وأن صامت أترقب ... شعرت بالغيرة على حبيبتي من القمر ونظراته ... تمنيت أن يدير وجهه عنا ولكنه لم يفعل إمعانا ً في إغاظتي ... يسترق النظر إلي بطرف عينيه ويضحك ... تناقشا في أمور المغرمين والعاشقين حتى سأل القمر حبيبتي سؤالا ً ..فقال :
- هل أبكاك هذا الرجل يوما ؟
وأشار لي بحاجبيه هامزا ًضاحكا ً ... فنظرت إليَّ حبيبتي نظرة عميقة رقيقة يملأها الحب والعشق والامتنان ثم أجابته وهي تنظر إلي َّ :
- هل تعلم يا قمر أن هذا الرجل البسيط الهادئ الصموت يحمل قلبا ً أنصع من بياض جسمك المضيء ... يحمل روحا ً أنقى من صفائك ليلة تمامك يا قمر ... لكنه يتدثر بالتواضع ويتخفى خلف ستور المسكنة ... هذا الرجل علمني كيف التأدب مع القلوب ... مع الأحاسيس ... مع المشاعر .. مع تقلبات الحزن والفرح .
كان القمر ينظر لي بغيظ وهو يستمع إلى هذا الإطراء الذي أشعل نار الغيرة في قلبه فابتسمتُ له ابتسامة صفراء حتى أزيد من نيرانه .. وهذا ما حدث ...فقط قاطع حبيبتي قائلا ً :
- هل أبكاك يوما ً أم لا أيتها الجميلة ؟
- نعم أبكاني يا قمر ... ولكن ليس كما تظن ...فقد أبكاني على حالي ..كنت فتاة معجبة بنفسها ... معجبة بتفرد جمالي بين أترابي .. لا أهتم لمشاعر الآخرين ... فقط أريد أن أكون مسرورة ... فرحة .. أكون محط أنظار المعجبين ... حتى قابلت هذا الرجل العجيب .. شغلني بنظراته التي كانت تثقب قلبي .... ببسماته القليلة ... بسكوته الطويل... بوقاره بحديثه الرزين ... صارحني بحبه فأحببت أن أكون معه ... لأنه لم يتعامل معي كباقي المعجبين ... لم أضبطه يوما ً يختلس النظر إلى جسدي ... لم يهتم فقط بمظهري الجميل ... كان عندما ينظر إليَّ ينظر إلى َّ في عيني َّ فقط ... أهتم بعقلي و بروحي ومن بعدها جسدي ... غذى عقلي وروحي أكثر مما غذيت أنا جسدي ...

حتى حدث ذات يوم أنني حننت إلى حياتي القديمة ... فأحببت الانطلاق بعيدا ً عن قيود الحب ... فهجرته وتغير حالي معه ... فصرت أهرب من نظراته من كلماته .. أشعرته بالغربة وهو معي ... أحادث الرجال أمامه عمدا ً حتى أتحرر من قيوده ... وهو ينظر إليَّ نظرته التي تثقب قلبي وتنفذ من خلال ظهري ...وفجأة غاب عني وجهه يوما ً ... ثم يومان ... ثم أسبوع فاشتقت إليه وإلى نظراته الثاقبة ... لم يكن هو أول من أحبني ولكني أجزم بأنه أصدق رجل قابلته ... ليته يعود ...فعاد بعد شهر بوجه شاحب وجسد نحيل ... سلم عليَّ وأعطاني ورقة مطوية وأنصرف .. لم يقل أي شيء فنشرت الورقة فإذا بي أجده قد كتب عليها:

ثم ماذا ؟؟
ثم ماذا بعد هذا ؟
ثم ماذا ؟

بعد أن أنخت رواحلي
على أعتاب بابك ؟

بعد أن قضيت العمر
أطمع في رضاك ...
وأجري وراء سرابك ؟

بعد أن أينعت آمالي
وأزهرت في رحابك ؟

ثم ماذا بعد هذا ؟
أيكون صدا ً ؟
أم يكون هجرا ً ؟
أم عذابي
أم عذابك ؟

يا من ظلمت الحب أنظر
لبحر الجور هذا ...
أهذا عـبابه أم عبابك ؟

إن تروم البعد عني
فلستُ أول القتلى
فيا جميل الوجه
كم تحت الثرى
من صرعى حِـرابك ...

فأذهب ...
وتغنى وترنم بدلالك
وجمالك وشبابك ....

وحتما ً لي سترجع
بعد فقهك لدروس الحب
في أيام غيابك ...

عندما تعلم بأني
مرجع العشاق
أفتي في ما تشابك ...

هيا يا حبيبي ...

خذ كتاب الحب هذا
وأتلو على الناس
أخبار الهوى
وما أصابك ..

وتأنى
يا حبيبي
وتمهل
وترفق
وترقق
في خطابك ...

فإن أسمي
يا حبيبي
هو أول
الكلمات
في أسطر
كتابك ...

قرأت الرسالة ... وبكيت .... بكيت بكاء ً طويلا ً يا قمر ... أحسست به وبعذابه ...
وعندها هبت على قلبي عواصف الهوى الحقيقي وحطمت كل ما كان به من أنانية ... وأفاقـتـني كلماته من جنوني وطيشي ... وأزالت الغشاوة عن عيني فرأيت جمال قلبه وروحه وسريرته ... فسكن في قلبي حبه العظيم ...وتعلمت بعدها أعراف المحبين ... وتخلقت بأخلاق أرباب الغرام ... وتأدبت بآدابهم .

نظر لي القمر وابتسم قبل أن يدير ظهره لنا .. فابتسمت له هذه المرة ابتسامة صافية بيضاء ..
مثل صفاء لونه ...ومثل بياض قلب حبيبتي .

[طلال الحكيم]

حبيبتي لا تغيبي عني
فأنت آمالي وأحلامي ..
وإن جفت
بحور الشعر يوما ..
ففي إشراق وجهك
فيوضات القوافي
ونبع إلهامي ...

[طلال الحكيم]

[align=justify]

الليلة ينزاح الستار عن مشهد قمر يتلألأ في علاه ... يغط في سبات عميق بعد أن هَدهَد العشاق كما تهدهد الام أطفالها ...نام العشاق وعم السكون دنياهم ... هدأ ضجيجهم وخفتت كلماتهم وتضاءلت همساتهم ... وما لبثت أن تلاشت جميع الأصوات إلا أصوات خفقان أجنحة طيور الشوق التي تتنقل بين قلوب المحبين حاملة معها رسائلهم الغرامية ....في حال صحوِهم و حتى في حال منامهم ...

استيقظت ليلاي فوجدتني غافيا ً بقربها ... تململت وتثاءبت وتمطت ...ثم هزتني من كتفي هزا ً رقيقا ً وهي تهمس في أذني :
- قم يا حبيبي .... قم وأنظر للقمر .
فتحت عيناي المثقلتين وقلت :
- ماذا دهاه ؟
- أنظر إليه وهو نائم .
فجلست ونظرت إلى وجه القمر النائم ... فقالت وهمسها ينفض النوم عني نفضا :
- أليس جميلا ً ؟
- بلى ... ولكنك أجمل .
- هل أبدو هكذا عندما أنام
- قلت أجمل .
كان وجه القمر وديعا كوجه الطفل الوليد ... مغمض العينين متورد الوجنتين يشع الضياء من قسماته ....

طافت حينها برأسي عدد من الخواطر المزعجة والتي تناقض ساعات الهناء التي تغمر قلبي الراتع في خصبها ....
ذكريات قديمة ... وأحزان وأشجان ... ودمعات غزار ...
فتمنيت وقتها أن ليلاي تركتني في رقدتي ولم توقظني ... نظرت إليها فإذا هي تتأمل القمر النائم بإعجاب كبير ... قطعت عليها تأملها بقولي :
- ليلاي ...
إلتفتت ونظرة الشوق في عينيها وقالت :
- يا روح ليلاك ...
- ماذا تعرفين عن الفراق ؟
تسمرت عيناها في وجهي وإنسكبت الدهشة على محياها الجميلة برهة من الزمن ثم قالت وهي تبتسم :
- فراق ؟ أي فراق ؟
- ألم تسمعي عن الفراق ؟
- فراق ؟ فراق الأصحاب مثلا ً ؟ أم أي فراق تعني ؟
- فراق الأحباب أعني .
- نعم سمعت عنه .
- وهل جربته ؟
- نعم .
- فارقتِ من ؟
خيمت سحابة من الحزن على ملامحها الشفافة وقالت بعد أن أطلقت تنهيدة :
- فرق السفر بيني وبين أهلي ... وفرق الموت بيني وبين أبي ... وفرقت الدنيا بيني وبين صويحباتي .
- وماذا تفعلين عندما تفارقي شخصا ً غال ٍ عليك ؟
- أتحلى بالصبر وأتجمل برباطة الجأش ... أما مدامعي فلا سلطان لي عليها ...
- إذن هذا ما ستفعليه إذا فرقت الأيام بيننا ...
نزل قولي عليها كما تنزل الصاعقة على سارية ...لا تبقي منها ولا تذر ...
فتلاحقت أنفاسها وأغرورقت عيناها وتحشرجت الكلمات في جوفها ... حتى ندمت ُ على مقالتي ... فقالت وهي تنظرني من وراء دمعها الهتان :
- أفارقك ؟ ........أنت ؟ ............أتدري من تكون ؟ ....... أنت أبي.. أنت أخي.. أنت حبيبي... أنت أهلي ... أنت عزوتي وقوتي ... أنت الدم الذي يحمل الحياة بين جوانبي ... أنت الروح التي تسري في دواخلي ...أنت النظر والبصر ..أنت هذا الدمع الذي يسيل الآن على خدي ... أنت هذه الكلمات التي ينطقها لساني ...أنت الحزن وأنت الفرح ... أنت الليل وأنت الصباح ...أنت الأمس وأنت الغد ...إني لا أتنفس هواء ً ... بل أتنفسك هوى ً ...وبك أحيا وبدونك أموت ..... ليتك تفهم أيها الرجل .
ثم دفنت وجهها في صدري وبكت بكاء ً مرا ً مريرا ً وانتحبت كالصغار ثم رفعت رأسها قائلة :
- لا تتحدث بهذا مرة أخرى ...
نظرت إلى وجهها الغارق في بحر الدموع ولم أجب ... فقالت متوسلة :
- عِدني أن لا تفعل ..
فلم أتكلم ... فنشبت أصابعها الضعيفة في صدري وهي تستنجد قائلة :
- عِدني ..
فقلت بصوت خارج من صدر يستعر :
- أعدك ......... أعدك يا ليلاي .
فهدأت ومسحت دموعها على أحضاني وسكنت وصمتت صمت البــُـكم ...

فنظرتُ هنالك إلى تلك العوالم المجهولة ...وحدقت فيها بإمعان ...
قوية هي نظراتي ... أراها تخترق جسد القمر النائم ... إلى ما بعده من عوالم مجهولة ...هاهي نظراتي تشق ظلمات تلك العوالم كما تشق أنوار المصابيح طبقات الدجى ....

ثم بدأ الستار يسدل شيئا ً فشيئا ً على هذا المشهد ... مشهد قمر جميل نائم ... وعشاق يتقلبون في نومهم ما بين أحلام سعيدة وكوابيس مفزعة ...وطيور الشوق البيضاء تنقل رسائل الغرام وتعزف بأجنحتها لحن عذب خفيض ...
ورجلٌ غرقت في لجج صدره كل سفن ليلاه ... وهو صامت متجهم الوجه يحدق في سماء المجهول بنظرات ... ثاقبة ... مدركة ... حذرة ... مترقبة ...

أسدل الستار تماما وغطى جميع المرئيات بما فيها وجه القمر ... وعم الظلام كل الأرجاء ...

ولكن لم تلبث أن ثقبت نظرات ذلك الرجل خيوط الستار ونفذت تشق طريقها إلى ما وراء الستار الساتر .[/align][/color]

[مها]

التقيك احساسا ...ونبض
وخلف القمر يكون القمر و.........
يغرينى شوقك...الى كلمتى فيتكثف حضورك ....وينتشر الشذى فى كل الجهات
وحين ياتى الصباح...يولد صمت جديد للتفاصيل
تتحرك الحمامات الى افق المكان....ويصحو الفجر من ذبوله
تتبلل الحكايات بندى الامسيات
ويستيغظ البوح............
....وتكون انت...

[طلال الحكيم]

التقيك احساسا ...ونبض
وخلف القمر يكون القمر و.........
يغرينى شوقك...الى كلمتى فيتكثف حضورك ....وينتشر الشذى فى كل الجهات
وحين ياتى الصباح...يولد صمت جديد للتفاصيل
تتحرك الحمامات الى افق المكان....ويصحو الفجر من ذبوله
تتبلل الحكايات بندى الامسيات
ويستيغظ البوح............
....وتكون انت...

ألتقيك وهجا ً من الأشواق الحبيسة
ونورا ينبع من قلبي الحنون ..
صمتا ً ابلغ من كلام الهوى ..
وعيني فيها كل أحاديث العشق والغرام ..
وخلف القمر ...
تكوني أنت نورالحياة

أختي الغالية مها ...
بطلعتك البهية
أشرقت أنوار القمر

[طلال الحكيم]

تسلل حبي لقلبها خفية كما يتسلل الجيش الغازي في دهمة الليل البهيم ... بدأ لطيفا ً خفيفا ً ولكنه ما لبث أن تتدافع في شرايينها شلالات من الإدمان المزمن ....

سيطر على أنفاسها ونظراتها وكلماتها وكل حركاتها وسكناتها ...
إذا تكلمت فعني.. وإذا ضحكت فلي ... وإذا بكت فعلي ...
أمسيت عشقها وشوقها واشتياقها ...

أدمنت خمر عشقي ....... وأنا أسقيها .......وأسقيها
تنظر إليَّ نظرة مستنجدة .... مستحلفة .... متوسلة بأن أكف عن سقيها ... ولكني لا أفعل بل أمعن في سقيها ذاك الشراب المهلك ...... وروحها العاشقة الظامئة لا ترتوي أبدا ً ... بل تنهل نهلا ً عجيبا ......
حتى أضحت ذاتي هي ذاتها ...... وصرت أنا هي بعد أن ذاب وجودها في وجودي ....
جاهدت أن تشفى من إدماني ... ولكن – وأنا الغازي – لم أرحمها ....... فأعطيتها بلا حساب ...

وفي ذات يوم عقيم ... عبوس .. أقبل الفراق يتطاير من عينيه الشر والشرر .. ويتلوى مثل حيَّة رقطاء ... فألتف حول كأس الغرام وأنتزعه وانتزعني من شفتيها ...
فحكم القدر حينها أن يفارقها خمر عشقي...................... ففارقت هي كل شيء .

[مها]

وامامي انتحرت بطاقات الرحيل الي القمر
وتعثرت في خطوها ،، كل القصائد قافلة
حلم جميل كان ان يأتي المطر
وخرجت من كل المعارك هكذا
وخرجت من كل القصائد
لست املك غير قلب منكسر
فاعصف به كالريح
لا تبقى لديه ولا تزر
عام مضى
كم كان صعبا أن أقول وان أسير
كم كان صعبا أن ألوح بالحياة
لتختفي
ويظل خلف سياجه ذاك الأسير

[ناجي عثمان عبد الرازق]

[align=center]حالات من اليقظة والاستسلام ...تتوهج دونما تخطيط
تنحسر ويأخذها الموج عند أطراف النهاية ...
لكنها عندما تأتي ...تجنب في طياتها كل صدق
والايمان ...
فقد حملت معها أيام جديده
ولحظات أجمل مما سبق ....
لكننا في كل مرة نعيش تلك الأمواج الصارخة بالحب ...
النقاء ...
الشفافيه ...
نظنها العمر الأخير ....
نظنها ما اخترناه من القدر ...
ونرجو دائما ...الابتعاد عن الصدمات
لأننا عشقنا بصدق ...
لو ترسو بنا تلك السفن في ميناء أكثر هدوءاً..!!
وسكينة...!!
سنكون ...أعظم قيس وليلى
وقد يكتب التاريخ بنا قصصاً

لكنه القدر....[/align]

[اركمانيه]

ينيخ الليل اسفاره
على خيط الريح
ويرسمها لوحة
فى محالات الوجود
ان يغطي القمر وجه
الافق بالون لمار المهجه

[مها]

مارس جنونك وانتصر


للعشق دوما


ولتكن أنت الفداء


هيا استعر


كن بيت شعر لا يموت


كن أسوة للعاشقين !

[طلال الحكيم]

وامامي انتحرت بطاقات الرحيل الي القمر
وتعثرت في خطوها ،، كل القصائد قافلة
حلم جميل كان ان يأتي المطر
وخرجت من كل المعارك هكذا
وخرجت من كل القصائد
لست املك غير قلب منكسر
فاعصف به كالريح
لا تبقى لديه ولا تزر
عام مضى
كم كان صعبا أن أقول وان أسير
كم كان صعبا أن ألوح بالحياة
لتختفي
ويظل خلف سياجه ذاك الأسير

وهل بقي شيء هناك سوى الرحيل ؟

حتى الخيول هجرت المعارك وباتت لا تعرف شيئا ً سوى الرحيل !

بلا وجهة .... ولا بـُغية ........

فالرحيل هو المقصد .. ولكن إلى أين ؟ .... لا أعلم .

فقط أعلم أنه رحيل إلى رحيل .

[طلال الحكيم]

[align=center]حالات من اليقظة والاستسلام ...تتوهج دونما تخطيط
تنحسر ويأخذها الموج عند أطراف النهاية ...
لكنها عندما تأتي ...تجنب في طياتها كل صدق
والايمان ...
فقد حملت معها أيام جديده
ولحظات أجمل مما سبق ....
لكننا في كل مرة نعيش تلك الأمواج الصارخة بالحب ...
النقاء ...
الشفافيه ...
نظنها العمر الأخير ....
نظنها ما اخترناه من القدر ...
ونرجو دائما ...الابتعاد عن الصدمات
لأننا عشقنا بصدق ...
لو ترسو بنا تلك السفن في ميناء أكثر هدوءاً..!!
وسكينة...!!
سنكون ...أعظم قيس وليلى
وقد يكتب التاريخ بنا قصصاً

لكنه القدر....[/align]

نعم يا سيدي...هو القدر

فالقدر أعظم من أن يـُناقش في قراره

وليس لنا سوى السمع والطاعة

ثم الإذعان والرضا .... وفي الرضا الخير الكثير ..

وربما كانت هناك قصص أعظم من قصة قيس وليلى

ولكنها كانت بمنأى عن الأقلام والدفاتر

فلم تدون لنا ....... ربما ......


أخي ناجي

لك الشكر على وجودك هنا
وعلى بلسم كلماتك ...

[طلال الحكيم]

ينيخ الليل اسفاره
على خيط الريح
ويرسمها لوحة
فى محالات الوجود
ان يغطي القمر وجه
الافق بالون لمار المهجه

عندما تتزين ظلمة الليل بوجه القمر..

يزداد جماله ويتألق ...

فالقمر روح الليل ..

والليل جسد القمر ..

وليل بلا قمر ...

مثل قلب بلا حب ...

يعيش ......

ولكنه يعيش وهو منقوص .

[طلال الحكيم]

مارس جنونك وانتصر


للعشق دوما


ولتكن أنت الفداء


هيا استعر


كن بيت شعر لا يموت


كن أسوة للعاشقين !

لم ينهزم العشق يوما ً ...

حتى في أسوأ أنواع الفراق ...وهو الذي لا رجعة فيه ..

يظل العشق كامنا ً ككمون النار تحت الرماد ..

فإن انهزم يوما ً ... فهو ليس بعشق ..

بل تعـوّد واعتياد ....

أما العشق فيبقى ما بقيت حياة القلب .